الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القياس
تعريفه:
القياس لغة: التقدير والمساواة.
واصطلاحاً: تسوية فرع بأصل في حكم لعله جامعه بينهما.
فالفرع: المقيس.
والأصل: المقيس عليه.
والحكم: ما اقتضاه الدليل الشرعي من وجوب أو تحريم أو صحة أو فساد أو غيرها.
والعلة: المعنى الذي ثبت بسببه حكم الأصل، وهذه الأربعة أركان القياس، والقياس أحد الأدلة التي ثبت بها الأحكام الشرعية.
وقد دل على اعتباره دليلاً شرعيّاً الكتاب والسنة وأقوال الصحابة.
فمن أدلة الكتاب:
1-
قوله تعالى: (الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان)(1) .
والميزان ما توزن به الأمور ويقايس به بينها.
2-
قوله تعالى: (كما بدأنا أول خلق نعيده)(2)(والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور)(3) . فشبه الله تعالى إعادة الخلق بابتدائه.
(1) سورة الشورى، الآية:17.
(2)
سورة الأنبياء، الآية:104.
(3)
سورة فاطر، الآية:9.
وشبه إحياء الأموات بإحياء الأرض وهذا هو القياس.
ومن أدلة السنة:
1-
قوله صلى الله عليه وسلم لمن سألته عن الصيام عن أمها بعد موتها: "ارأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدي ذلك عنها " قالت: نعم. قال: " فصومي عن أمك "(1) .
2-
أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله، ولد لي غلام أسود، فقال هل لك من إبل؟ قال نعم. قال: ما ألوانها؟ قال حمر. قال: هل فيها من أورق؟ قال: نعم. قال: فأنى ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق. قال: فلعل ابنك هذا نزعه عرق "(2) .
وهكذا جميع الأمثال الواردة في الكتاب والسنة دليل على القياس لما فيها من اعتبار الشيء بنظيره.
ومن أقوال الصحابي: ما جاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في كتابة إلى أبي موسى الأشعري في القضاء قال: ثم الفهم الفهم فيما أدلى عليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة ثم قايس الأمور عندك واعرف الأمثال ثم أعمد فيما ترى إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق.
قال ابن القيم: وهذا كتاب جليل تلقاه العلماء بالقبول.
وحكى المزني أن الفقهاء في عصر الصحابة إلى يومه أجمعوا على أن نظير الحق حق ونظير الباطل باطل، واستعملوا المقاييس في الفقه في جميع الأحكام.
(1) متفق عليه.
(2)
متفق عليه.