الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البيان والإيضاح حتى لا يهلك هالك إلا عن بينة.
منهج الوحدة الإسلامية
(وتحدث سماحته عن المنهج الذي يجب أن تقوم عليه الوحدة الإسلامية فقال:) .
لا طريق للوحدة الإسلامية إلا باجتماع ولاة أمور المسلمين على دين الله واعتصامهم بحبل الله وتعاونهم على البر والتقوى، وأن يكون هدفهم نصر الحق وهداية الخلق وتحكيم شرع الله في عباد الله.
بهذا يجتمعون كما قال الله تبارك وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (1) وقال جل وعلا: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (2){إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (3)
التمسك بشرع الله:
فلا سبيل إلى الوحدة الإسلامية الصحيحة، والاجتماع الحقيقي إلا باجتماع القادة على دين الله وتمسكهم بشرع الله، وتعاونهم على البر والتقوى وتحكيم شرع الله فيما بينهم ونبذ تلك القوانين الوضعية والآراء البشرية والنظريات المستوردة المخالفة لشرع الله وراء ظهورهم، وأن لا يحكموا إلا شرع الله الذي حكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمه أصحابه وأتباعه بإحسان.
هذا هو السبيل الوحيد لجمع الكلمة، ولم الشمل، ووحدة الصف، والنصر على الأعداء، واسترجاع ما غبر من أمجادنا وعزنا الذي سلبه
(1) سورة آل عمران الآية 103
(2)
سورة الجاثية الآية 18
(3)
سورة الجاثية الآية 19
الأعداء، لوجود أسباب التفرق والتمزق والاختلاف والتناحر والحرب التي ضرتنا وما نفعتنا.
واجب العلماء وأجهزة الإعلام:
(وتحدث سماحته عن واجب العلماء ورجال الدين ووسائل الإعلام تجاه ما يروجه الذين ينتسبون إلى العلم والدين في بعض الدول الإسلامية من بدع وخرافات وضلالات فقال:) .
نحن في آخر الزمان ونحن الآن في القرن الخامس عشر الهجري، وقد انتشر الجهل، وقل العلم، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:«يتقارب الزمان ويظهر الجهل ويقل العلم (1) » .
والعلماء المتبصرون اليوم في أوطان المسلمين قليلون، وعلماء السوء وأدعياء العلم، من الذين يدعون أنفسهم علماء، وليسوا بعلماء، وينتسبون إلى العلم كذبا وباطلا، هؤلاء كثيرون، ولكن لا عبرة بهم، ولا قيمة لهم لعدم علمهم بالحق، وعدم نصرهم للحق وحجة المخالفين والمبتدعين والضالين ضعيفة واهية.
ومن الواجب على علماء الحق، الذين وفقهم الله سبحانه وتعالى للعلم بكتابه وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبصرهم بالحق، حتى عرفوا طريق النبي صلى الله عليه وسلم وطريق أصحابه وعرفوا أن النصر إنما يكون بالتمسك بدين الله والعض عليه بالنواجذ، ودعوا إلى ذلك وعرفوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتمسكوا بالشرع الحنيف، ودانوا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أن ينشروا الدعوة الإسلامية ويقوموا بتنقية العقيدة من البدع والضلالات والانحرافات.
(1) صحيح البخاري الجمعة (1036) ، صحيح مسلم العلم (157) ، سنن أبو داود الفتن والملاحم (4255) ، سنن ابن ماجه الفتن (4052) .
هؤلاء هم العلماء الذين تعلق عليهم الآمال وتجب عليهم دعوة الناس إلى الحق، وهؤلاء يلزمهم أن يصبروا على الأذى وأن يبشروا الناس بدين الله، ويوضحوا لهم سبيل الحق، ويشرحوا لهم حقيقة الإسلام الذي بعث الله به النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يزول الجهل وينقشع اللبس، ويتضح الحق لطالب الحق.
الرجوع إلى الحق والصواب:
وحتى يعلم أهل البدع والخرافات، من الصوفية وغيرهم ما هم عليه من الباطل فيرجعوا إلى الصواب ويأخذوا بالحق؛ لأن الكثير منهم قد التبس عليه الحق، فلو عرف الحق لأخذ به، وسار على طريقه.
فإذا نشر أهل العلم والبصيرة والإيمان، الحقيقة الإسلامية، وبصروا الناس بأحكام الله، ودعوا إلى شريعة الله، وأوضحوا لهم الأدلة على ذلك فإن الله يهدي من يشاء، وبذلك يكون علماء الإسلام قد أحسنوا إلى الناس وبلغوا ما عليهم وأدوا واجبهم، ثم بعد ذلك فإن من ضل على بصيرة فأمره إلى الله في ذلك وقد وعد النار ملئها ووعد الجنة ملئها، وقال سبحانه وتعالى:{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (1) إنما على أهل العلم البلاغ والبيان والتبصير، وإقامة الأدلة، والصبر على ذلك، والله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء.
تنقية العقيدة الإسلامية:
ويجب على أجهزة الإعلام أن تنشر العقيدة الإسلامية الصافية؛ بحيث تكون نقية من كل شوائب البدع والشرك ودعاوى الدجل والتصوف حتى
(1) سورة البقرة الآية 272