الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قد أنكرت المنكر عن علم وبصيرة
…
والواجب عليك إنكار المنكر، ولا يضرك كونك طردت من العمل واستغني عنك، فقد أرضيت ربك عز وجل، وفعلت ما يجب عليك فعله.
والأمور جميعها بيد الله سبحانه، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان (1) » . والله يقول في كتابه العزيز جل وعلا: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (2) ويقول عز من قائل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (3)
فإذا فعلت ذلك طاعة لله، والتماسا لمرضاته، فإن العاقبة تكون لك حميدة، ولا يضرك ما حصل وسوف يغنيك الله عن ذلك، والله هو الرزاق جل وعلا. وبيده الخير كله. وهو القائل:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (4){وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (5){وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (6)
فعلى المؤمنة تقوى الله عز وجل، سواء كانت مدرسة أو ممرضة أو غير ذلك، وهكذا الطبيبة والمديرة ونحوهما، وعلى الجميع الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، كما يجب على الرجال لما تقدم من الآيات والحديث.
وقد أخطأت في نهيك أولادك عن إنكار المنكر، فاتقي الله وتوبي إليه من ذلك، وأوصيهم بما أوجب الله عليهم.
(1) صحيح مسلم الإيمان (49) ، سنن الترمذي الفتن (2172) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5008) ، سنن أبو داود الصلاة (1140) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1275) ، مسند أحمد بن حنبل (3/10) .
(2)
سورة التوبة الآية 71
(3)
سورة آل عمران الآية 110
(4)
سورة الطلاق الآية 2
(5)
سورة الطلاق الآية 3
(6)
سورة الطلاق الآية 4
معنى الكفر في الطعن في الأنساب والنياحة على الميت:
س5: ما هو شرح حديث اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في
الأنساب والنياحة على الميت، وما معنى الكفر في هذا الحديث؟ .
جـ5: هذا حديث صحيح رواه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، والطعن في النسب هو التنقص لأنساب الناس وعيبها على قصد الاحتقار لهم والذم، أما إن كان من باب الخبر فلان من بني تميم، ومن أوصافهم كذا، أو من قحطان أو من قريش أو من بني هاشم. يخبر عن أوصافهم من غير طعن في أنسابهم. فذلك ليس من الطعن في الأنساب، وأما النياحة فمعناها رفع الصوت بالبكاء على الميت وهي محرمة. والمراد بالكفر هنا كفر دون كفر. وليس هو الكفر المطلق المعرف بأداة التعريف، كقوله عليه الصلاة والسلام:«بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة (1) » خرجه مسلم في صحيحه، وهذا هو الكفر الأكبر في أصح قولي العلماء.
وقد ذكر العلماء أن الكفر كفران، والظلم ظلمان والفسق فسقان، وهكذا الشرك شركان: أكبر وأصغر.
فالشرك الأكبر مثل دعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم أو للأصنام والأشجار والأحجار والكواكب.
والشرك الأصغر مثل لولا الله وفلان، وما شاء الله وشاء فلان، والواجب أن يقول: لولا الله ثم فلان، وما شاء الله ثم شاء فلان.
وكذا الحلف بغير الله كالحلف بالنبي، أو حياة فلان، أو بالأمانة، فهذا من الشرك الأصغر.
وهكذا الرياء اليسير مثل كونه يستغفر ليسمع الناس، أو يقرأ يرائي الناس، فهو شرك أصغر، والظلم ظلمان:
ظلم أكبر وهو الشرك بالله كقوله تعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (2) وكقوله سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (3)
أما الظلم الأصغر فهو مثل ظلم الناس في دمائهم وأموالهم، وظلم
(1) صحيح مسلم الإيمان (82) ، سنن الترمذي الإيمان (2620) ، سنن أبو داود السنة (4678) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1078) ، مسند أحمد بن حنبل (3/370) ، سنن الدارمي الصلاة (1233) .
(2)
سورة البقرة الآية 254
(3)
سورة الأنعام الآية 82