الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س: رجل يقول: إن بعض الأحكام الشرعية تحتاج إلى إعادة نظر، وأنها بحاجة إلى تعديل؛ لكونها لا تناسب تطور هذا العصر. مثال ذلك: في الميراث للذكر مثل حظ الأنثين. فما حكم الشرع في مثل من يقول هذا الكلام؟ س. ف. القاهرة.
جـ: الأحكام التي شرعها الله لعباده وبينها في كتابه الكريم أو على لسان رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، كأحكام المواريث والصلوات الخمس والزكاة والصيام ونحو ذلك مما أوضحه الله لعباده وأجمعت عليه الأمة ليس لأحد الاعتراض عليه ولا تغييره؛ لأنه تشريع محكم للأمة في زمان النبي وبعده إلى قيام الساعة، ومن ذك تفضيل الذكر على الأنثى من الأولاد وأولاد البنين والأخوة للأبوين وللأب؛ لأن الله سبحانه قد أوضحه في كتابه الكريم، وأجمع عليه علماء المسلمين.
فالواجب العمل بذلك عن اعتقاد وإيمان، ومن زعم أن الأصلح خلافه فهو كافر. وهكذا من أجاز مخالفته يعتبر كافرا؛ لأنه معترض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى إجماع الأمة.
وعلى ولي الأمر أن يستتيبه إن كان مسلما، فإن تاب وإلا وجب قتله كافرا مرتدا عن الإسلام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من بدل دينه فاقتلوه (1) » .
نسأل الله لنا ولجميع المسلمين العافية من مضلات الفتن ومن مخالفة الشرع المطهر.
(1) صحيح البخاري الجهاد والسير (3017) ، سنن الترمذي الحدود (1458) ، سنن النسائي تحريم الدم (4060) ، سنن أبو داود الحدود (4351) ، سنن ابن ماجه الحدود (2535) ، مسند أحمد بن حنبل (1/282) .
من أصر على المعصية لا يجالس
(1)
(1) الدعوة، العدد 1196 تاريخ 19\11\1409 هـ.
س: إنني شاب - ولله الحمد - محافظ على الصلوات الخمس، وأحب تأديتها في المسجد، ولكن مشكلتي أنه يوجد لدي صديق، هو محافظ على الصلاة، لكنه يستمع الأغاني، وثوبه أسفل من الكعبين، وتوجد صور مكبرة ومعلقة في بيته، وعندما قلت له: إن كل هذا حرام، قال: إن الله يغفر إلا الإشراك به سبحانه وتعالى. فماذا علي أن أعمل معه؟ رغم أنه يعلم أنها حرام، وقرأ الكتب التي تثبت ذلك. وما حكم من رأى منكرا ولم ينصح صاحبه؟ أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.
ح\ القنفذة.
جـ: مثل هذا الرجل لا تنبغي مجالسته لإصراره على المعاصي وإعلانه لها، وليس له حجة في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (1) فإنه ليس للعبد أن يقدم على المعاصي احتجاجا بهذه الآية، فقد يكون ممن لا يشاء الله المغفرة له، وقد يعاقب بحرمانه المغفرة وبالطبع على قلبه؛ لإصراره وعدوانه وتهاونه وعصيانه أمر ربه الذي أمره بترك المعاصي وأداء الواجب.
وعلى المسلم نصيحة أخيه إذا رأى منه منكرا ولو كان يعلم منه
(1) سورة النساء الآية 48
أنه يعلم أنه منكر، عملا بقول الله سبحانه وتعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (1) وقوله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (2) الآية، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:«الدين النصيحة. قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (3) » ، وقوله صلى الله عليه وسلم:«من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان (4) » . رواه مسلم في صحيحه. وبالله التوفيق.
تم - بحمد الله -
الجزء الخامس من مجموع فتاوى
ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن باز
،
ويليه إن شاء الله
الجزء السادس
في التوحيد وما يلحق به
(1) سورة المائدة الآية 2
(2)
سورة التوبة الآية 71
(3)
صحيح مسلم الإيمان (55) ، سنن النسائي البيعة (4198) ، سنن أبو داود الأدب (4944) ، مسند أحمد بن حنبل (4/102) .
(4)
صحيح مسلم الإيمان (49) ، سنن الترمذي الفتن (2172) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5009) ، سنن أبو داود الصلاة (1140) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1275) ، مسند أحمد بن حنبل (3/54) .