الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هناك مقصد تربوي، له أهمية في حث الإنسان على مزيد من الإنجاز فهذا المدح المعنوي يشبع حاجة عند كل إنسان.
حاجة نفسية، وهي
الحاجة إلى التقدير
.
الحاجة إلى التقدير:
وهذا مبدأ إسلامي أصيل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ عز وجل» (1)«وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ فَقَدْ كَفَرَ» ، يعني كفر نعمة إنعام وإحسان هؤلاء الناس عليه، فمن شكر الله أن تشكر من أسدى إليك معروفا، فهذا إشباع للحاجة النفسية عند أي إنسان وهي الحاجة إلى التقدير، فإنسان أدى إليك معروفا أو خدمة، فينبغي ألا تكون ناكرا للجميل وأن تعبر عن شكره بالثناء أو بالدعاء أو غير ذلك.
فالتشجيع من الممكن أن يكون ماديا ومن الممكن أن يكون معنويا والمربي هو الذي يحدد هذا حسب الموقف الذي يعيشه الطفل.
والأساليب التربوية ليست قوالب جامدة تتطبق بطريقة عمياء على كل الناس، فلابد من مراعاة الفروق الفردية فما يصلح هذا قد يفسد ذاك، فخبرة المربي هي التي تجعله يحدد الأسلوب المناسب في الترغيب أو في الترهيب.
لكن المطلوب دائما تنويع الأساليب التربوية في التربية
ممكن يجمع أحيانا بين الأسلوب المادي أو التشجيع المعنوي.
فالمربون ينادون باستخدام أساليب التشجيع المادي مع الأطفال في بداية الأمر إلى أن يكسب الطفل إدراك المعنى، فيصبح للمديح والشكر أثر يفوق الهدايا والجوائز.
(1) رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه ورواه الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال الألباني: صحيح.
-الطفل في البداية يكون كما قلنا، ماديا متحجرا، يعني لا يتأثر إلا بالأشياء المحسوسة، تعطيه حلوى، تعطيه مالا، تعطيه كذا ..
فهذه الأشياء المحسوسة أو الثواب المحسوس يدركه أكثر، فإذا نضج أكثر وفهم المعاني المجردة فحينئذ سيدرك أنه ربما يكون المديح والثناء وكلمة الشكر أعظم عنده من الجائزة المادية.
على أي الأحوال الجمع بين الأسلوبين (التشجيع المادي والمعنوي) مفيد ومطلوب.
ومن ثم ينبغي على المربي أو الأب إذا وعد الطفل بجائزة معينة أو بوعد معين فلابد أن يفي بوعده، لأنه إذا أخل بوعده فإن الابن يفقد الثقة في هذا الوالد أو هذا المعلم.
ما دام الطفل أكمل العمل الذي طلبته منه على وجه صحيح، فلابد أن تفي.
إذا لم تف فهذا يشوه الصورة الحسنة التي يرسمها كل طفل عن أبيه.
هذا فيما يتعلق بأسلوب الترغيب أو أسلوب التشجيع بقسميه.
أما أسلوب الترهيب: فهو وعد يصاحبه تهديد الإنسان بالعقوبة، وتحذيره من الأعمال التي تؤدي إلى الوقوع في المعاصي التي تغضب الله تبارك وتعالى.
فأسلوب الترهيب أيضا أسلوب تربوي جيد لا يمكن الاستغناء عنه خاصة في مجال التربية.
ولأهميته ورد ذكره في كثير من المواضع في القرآن وفي السنة النبوية.
يقول الله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ} هذا هو الإنذار، هذا هو الترهيب.
(1) سنن أبي داود من حديث عبد الله بن عامر رضي الله عنه، قال الألباني: حسن لغيره.