الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى إسماعيل بن عياش أن عبيدة كتب لأهل بعلبك: هذا أمان من أبي عبيدة بن الجراح لفلان وفلان وأهل مدينتهم بعلبك، ورومها وفرسها وعربها، ولرؤسائها وسكانها والروم والنصارى، ولأموالهم ولدوابهم ولبيعهم ودياراتهم، وكل شيء لهم من خارج المدينة بيعة أو أداء أو شيء. وللمدينة ولأرحائهم، وأنهم على نسكهم لا يكرهون عليه، وأن عليهم السمع والنصح وإعطاء ما عليهم، ولا عقب بيعة بيننا وبينهم فيما قد خلا من القتال والحرب. وأن للروم أن يسيروا ويظعنوا حيث شاؤوا خمسة عشر ميلاً، ولا يثبتوا في قرية عامرة، وأن لهم أن يرعوا دوابهم خمسة أميال أو ستة. ولأهل المدينة وعربها واكتسابها أن يتجروا حيث شاؤوا من الأرض التي صالحناها. وأن للروم أن يمكثوا في المدينة شهري ربيع وجمادى الأولى، فإذا انسلخ فإنهم يسيرون حيث شاؤوا، ويذهبون بأموالهم ودوابهم. وإن مكثوا بعد انسلاخ الأشهر فإن عليهم مثل ما على أهل المدينة من السمع والطاعة والنصح، وإعطاء الذي عليهم من السبيل، فإن أحبوا أن يسيروا عند نفاذ هذه الصحيفة ساروا، وأن لنا على الروم وفارس ألا يخبئوا شيئاً كان للمؤمنين من أموالهم عند النبط والعرب من حين نفاذ هذه الصحيفة، فإن مكثوا فلنا عشور العرب والروم وأهل المدينة، وإن شاؤوا أن يذهبوا ذهبوا حيث شاؤوا من الأرض بأموالهم، فإن ذمة أبي عبيدة والمؤمنين لهم، وأن للمؤمنين ما عرفوا من أموالهم عند الروم والعرب، وأن لنا عندهم كل نفس حرة مسلمة فيهم، في رومهم وفرسهم وعربهم ونبطهم. والله هو الشاهد على هذه الصحيفة، ويزيد بن أبي سفيان، ومعمر بن رائم. وكتب عبد الله بن رمان. وختم أبو عبيدة بخاتمه.
عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب
ابن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي له صحبة، واستشهد بأجنادين، وكان ممن ثبت مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين هو والعباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالبوأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد.
قال أبو الحويرث: أول قتيل قتل من الروم يوم أجنادين برز بطريق معلم يدعو إلى البراز، فبرز إليه عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، فاختلفا ضربات ثم قتله عبد الله بن الزبير ولم يعرض لسلبه ثم برز آخر يدعو إلى البراز فبرز إليه عبد الله بن الزبير فتشاولا بالرمحين ساعة وصارا إلى السيفين، فحمل عليه عبد الله بن الزبير فضربه - وهو دارع - على عاتقه وهو يقول: خذها وأنا ابن عبد المطلب، فأثبته وقطع سيفه الدرع وأسرع في منكبه ثم ولى الرومي منهزماً، وعزم عليه عمرو بن العاص ألا يبارز، فقال عبد الله: إني والله ما أجدني أصبر. فلما اختلطت السيوف وأخذ بعضها بعضاً وجد في ربضة من الروم عشرة حجزة، مقتولاً وهم حوله قتلى وقائم السيف في يده قد غري، فبعد نهار ما نزع من يده، وإن في وجهه لثلاثين ضربة بالسيف.
وكان فتح أجنادين يوم الاثنين عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق. وكان عبد الله بن الزبير يوم قبض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم له نحو من ثلاثين سنة. ولا نعلمه غزا مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا روى عنه حديثاً.
وأم عبد الله بن الزبير عاتكة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
وقيل قتل في وقعة فحل، وكانت في سنة ثلاث عشرة في رجب. والله أعلم.