الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنت؟ قال: رجل من بني فزارة، قال: ما اسمك؟ قال: مالك، قال: وأنت وليت قتله وحز رأسه؟ قال: نعم، وجاء الآخر: رجل من السكون من أهل حمص، يقال له: سعد بن الجون، فقال: أصلح الله الأمير، نحن شرعنا فيه رمحينا فأنفذناه بهما، ثم ضربناه بسيفنا، حتى تثلما مما يلتقيان. قال الفزاري: باطل. قال السكوني: فأحلفه بالطلاق والحرية، فأبى أن يحلف، وحلف السكوني على ما قال. فقال مسرف: أمير المؤمنين يحكم في أمركما، فأدبرهما، فقدما على يزيد بقتل أهل الحرة وبقتل ابن حنظلة، فأجازهما بجوائز عظيمة، وجعلهما في شرف من الديوان، ثم ردهما إلى الحصين بن نمير، فقتلا في حصار ابن الزبير. وكانت الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
وعن محمد بن كعب قال: مر مروان بعبد الله بن حنظلة فرآه مشيراً باصبعه قد يبست فقال: لئن أشرت بها ميتاً لطالما دعوت وتضرعت بها إلى الله عز وجل فقال رجل من أهل الشام: لئن كان هؤلاء كما تقول ما دعوتمونا إلا لنقتل أهل الجنة! قال مروان: إنهم خالفوا ونكثوا.
قال عبد الله بن أبي سفيان سمعت أبي يقول: رأيت عبد الله بن حنظلة بعد مقتله في النوم في أحسن صورة، معه لواؤه فقلت: أبا عبد الرحمن، أما قتلت؟ قال: بلى، ولقيت ربي، فأدخلني الجنة، فأنا أسرح في ثمارها حيث شئت، فقلت: أصحابك ما صنع بهم؟ قال: هم معي حول لوائي هذا الذي ترى، لم يحل عقده حتى الساعة. قال: ففرغت من النوم فرأيت أنه خير رأيته له.
عبد الله بن حوالة أبو حوالة
ويقال أبو محمد له صحبة.
روى عن سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أحاديث.
حدث ابن حوالة قال:
أتيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل دومة وعنده كاتب يملي عليه، فقال
له: أنكتبك يا بن حوالة؟ قال: فيم يا رسول الله؟ فأعرض عنه، فأكب على كاتبه يملي عليه، فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فعرفت أن عمر لا يكتب إلا في خير. ثم قال: أنكتبك يا بن حوالة؟ قلت: نعم يا رسول الله، فقال: يا بن حوالة، كيف تصنع في فتن تخرج في أطراف الأرض كأنها صياصي البقر؟ فقلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله، قال: فكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاجة أرنب. فقال: اتبعوا هذا، ورجل مقف حينئذ، فانطلقت، فسعيت فأخذت بمنكبه فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا؟ قال: نعم، فإذا هو عثمان بن عفان.
وروى عبد الله بن حوالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تهجمون على رجل يبايع الناس معتجراً ببرد يبايع الناس، من أهل الجنة. قال: فإذا هو عثمان بن عفان، رضي الله عنه.
وعن زغب بن فلان الأزدي قال: نزل علينا عبد الله بن حوالة الأزدي فقلت له: بلغني أنه فرض لك في مئتي كل عام فلم تقبل! قال: فقال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حول المدينة لنغم، فرجعنا ولم نغنم شيئاً وعرف فينا الجهد، فقال: اللهم، لا تكلهم إليّ فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم.
وفي رواية أخرى بمعناه قال: والصحيح فيه ابن زغب ثم قال: ليفتحن لكم الشام والروم وفارس، أو الروم وفارس، حتى يكون لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن النعم كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، ومن الغنم، حتى يعطى أحدهم مئة دينار فيتسخطها، ثم وضع يده على رأسي - أو على هامتي - فقال: يا بن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك.