الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
234/أومنهم:
18- ابن دانيال:
ورد «1» في النّوادر «2» ، وشبل سريع البوادر «3» ، ألطف مذهبا من ابن حجّاج «4» وأحسن مذهبا من أبي الزّجّاج «5» ، بتنذير أعمرت من سدير
بشار «1» وأقرب ممّا يعدّ الهبّارية «2» في قلب الأشهار. ولم ير مثله الهرواني في منامه، ولا نادم بمثله الحورانيّ على مدامه، بسرعة جواب لا يعدّ قريعه «3» القاضي ابن قريعه «4» ، ولا فتح على مثله (عينا)«5» ، أبو
العيناء «1» أخلق معه ثوب أبي خليل ممّا يرقّع، وسئم من سؤال الأدب ممّا يشنّع. روى خبر طريّ، ونسى خبر أبي الشّمقمق مع البحتريّ «2» . وكان ممن
يورده الملك الصالح «1» ابن المنصور بودّه، وجرى على هذا الطّلق «2» سلّار «3» من بعده، وله معهما حكايات مضحكة، ليس هذا موضع مجونها، ولا مجمع شجونها. وكان على هذا ممن له صناعة في الكحل يد على كلّ عين، وميل لو منّا لأرى به من فرسخين. كلّ هذا لطلاوة «4» محاضرّه، وأجوبة حاضره، وطبّ للبس الأجسام ملابس صحتها، وأدب سلب الرّياض أريج نفحتها.
235/ب- 613- وحكى لي النّقيب عليّ بن حمزة «5» أنه كان قد أمر بقطع رواتب الناس من
- 613-
اللّحم، فقطع لابن دانيال، ممن قطع، فدخل على الملك الصّالح وهو يتعارج، فقال: ما بك يا بن دانيال؟ فقال: قطع لحم، وكان هناك شاب قد جاء يشكو على النّاس أنّهم أمسكوه وفعلوا به القبيح، فقال ذاك الشّاب بالله جئت تشكو من قطع لحم، فقال له إي والله كما جئت تشكو من تقطيع تين «1» ، فضحك الملك الصّالح «2» وكلّ من حضره.
- 614- وحكى لي أن (حنّا)«3» أخا «4» سلار كان قد حصل له رمد شديد فطلب سلّار ابن دانيال وأمره بملازمته ومعالجته، فلازمه حتّى أفاق، وركب ومشى، ولم يعط ابن دانيال شيئا، فأتى ابن دانيال إلى مجلس سلّار ودخل على سبيل الاتّفاق، فنظر سلّار إلى ابن دانيال وقال له: أين الخلعة «5» ؟ قال: أيّ خلعة،
- 604-
فقال: أيّ شيء أعطاك الأمير وأشار إلى أخيه (حنّا)، فقال ابن دانيال:
- 615- (وافر)
1-
إذا كان الأمير أخا (ضنينا)«1»
…
فكيف تكون أحوال الحكيم
فضحك سلّار ومن حضره، ولام أخاه، وقال له: مثل هذا ما يعامل هذه المعاملة، وأمر له بألف درهم، أعطيت لابن دانيال
- 616- وحكي أنّ ابن دانيال دخل مجلس الوزير ابن الخليليّ «2» فجلس إلى جانب ابن المجبي البغداديّ «3» ، ثمّ أخرج من كمّه منديلا فيه قرعة «4» فقدّمها لابن- 605-
- 606-
البغداديّ، فأخذها وشمّها، ثمّ التفت إلى ابن دانيال وقال: عثّرك «1» الله ما جيتها «2» حتّى صلحت «3» بها عميرة «4» ، فضحك من حضر، واستحيا ابن دانيال.
- 617- وحكي أنّه لمّا ولي علم الدّين سنجر «5» الخياط ولاية القاهرة حضر النّاس ليهنئوه، وابن دانيال فيهم، فأحضرت خلعته فلبسها وقام يتعمّم، وأكثر من وضع أصابعه على لفّات العمامة لإصلاحها وتعديلها فبقي كأنّه يفتّش على شيء فقال ابن دانيال «6»
…
236/أوحكي أنّ نصرانيا قطع زنّاره في مجلس فيه ابن سعيد «7» ، فاقترح العمل في ذلك.
- 617-
- 618- «1» فقال: (مديد)
1-
قطعوا زنّاره «2» فغدا
…
بعد جمع الشّمل مفترقا
2-
أتراه حين بات على
…
خصره من رتبة قلقا
3-
سرق الخصر الخفيّ فقد «3»
…
بات مقطوعا بما سرقا
- 619- فلمّا فرّغت هذه الأبيات سمع ابن دانيال قال: (رمل)
- 618-
1-
حسدوا زنّاره في ضمّه
…
دونهم ما عا (ده)«1» عنه سنين
2-
فغدا يشدو لدى إسلامه
…
ارحموا من كان أحظى العاشقين
وقد يذكر الشّيء بمثله أو بضدّه، وبهذا ذكرت قول حسن بن الأنصاريّ المصريّ (1) :
- 620- وقوله: (خفيف)
1-
شدّ زناره فلله ماذا
…
حلّ فيه من كلّ معنى لطيف
2-
قاد بين الكثيب والغصن حتّى
…
غرس الفسق «2» في ضمير العفيف
وحكي أنّه علق بهوى أنحله، وأمطره بسواكب دمعه حتّى أمحله، (فأ) نشد عن حاله:
- 621- «3» فقال: (متقارب)
1-
محبّ غدا جسمه ناحلا «4»
…
يكاد لفرط الضّنى أن يذوبا
- 619-
- 620-
- 621-
2-
ورقّ فلو حركته الصّبا
…
لصار نسيما وعادت قضيبا «1»
وحكي أنّه حضر مرّة عند بعض الولاة، وقد أحضر لصّ سرق فلمّا قدّم إلى الوالي أخرج يديه فإذا هما مقطوعتان، وجعل يقول: من لا له يد كيف يسرق؟!، فقال ابن دانيال:
- 622- «2» وقوله: (مجزوء الرجز)
1-
وأقطع قلت له
…
هل «3» أنت لصّ أوحد
2-
فقال هذي صنعة
…
لم يبق لي فيها يد
- 622-
وحكي أنّ السّراج الورّاق «1» شكا رمدا، ثمّ شفي، ثمّ عاوده حتى كاد يذهب نور 237/ب السّراج وينطفئ، فعاوده الشّريف القدسيّ «2» ، وقد شكا مثله رمدة كادت تذهب بعينيه «3» فأعطاه ابن دانيال كحلا جلا سيف بصره، وقوّى صحّة نظره، فوصفه للسّراج، ليستهدي منه نورا، ويحدث به لإنسان عينه سرورا، فبعث إلى ابن دانيال في طلبه، فجهّز إليه به، فلمّا جلا أكثر رمده، ودنا بجفنه أن ينتضي مهنده: كتب إليه:
- 623- وقوله: (مجزوء الكامل)
1-
يا واحدا في الجود لا
…
يثنيه «4» قول ثاني
2-
قد جدت لي باللّؤلؤ
…
يّ ثنّه بالأصفهاني «5»
ثمّ كتب إليه بعده:
مولاي حسبي من الوسائل طلبي الأصفهاني من الفاضل، فبعث إليه ابن دانيال به وكتب معه ليقرأ عليه:
- 623-
- 624- «1» وقوله: (خفيف)
1-
قل لعين الأماثل «2» الأعيان «3»
…
وسواد الإنسان «4» للإنسان «5»
2-
يا سراجا «6» أسنى من الشّمس والشّم
…
س سراج قد جاء في القرآن
3-
خذه كحلا مثل «7» السّيوف فريدا «8»
…
وصقالا يروق في الأجفان
4-
حجر «9» كسرة أحدّ من الإكس
…
ر «10» فعلا في العين أو في العيان
5-
ألف عين تقيمها حبّة من
…
هـ قياسا يصحّ «11» بالبرهان
6-
إن يعظّم «12» مثاله في حجاز
…
كان هذا معظّما في أصفهان
فكتب إليه السّراج حين تمّ له العافية والابتهاج:
- 624-
- 625- وقوله: (خفيف)
1-
أيّها الفاضل «1» الذي قصّر الفا
…
ضل عن صنعتيه «2» والأصفهاني «3»
2-
والذي تنشئ الرّياض على مه
…
رقه «4» هاطلات تلك البنان
3-
وصلتني منهنّ باسمة الأز
…
هار تفترّ عن شبيب «5» المعاني
- 625-
4-
تتحف «1» الرّوضة التي أنا فيها
…
بأفانين الرّوح «2» والرّيحان «3»
5-
ويضاهي موارد «4» النّيل فيها
…
كلّ صاف من ماء ذاك البنان
6-
ولدى قربها بخفّة (ذي)«5» العي
…
ن فلله أنت من إنسان
7-
بان لي في فرندها ألق «6» الشّم
…
س الذي قد علا على كيوان
8-
شمس فضل قد وافق الشّرف الأ
…
على «7» قرينا أسعد بذاك القران «8»
9-
فأضاءت مذاهبي بعد ما أل
…
زمني الدّهر موقف الحيران
10-
ولقد جئت قرّة لعيون
…
سلمت أن تعدّ في العميان
وحكي: أنّه حضر مجلس الملك الصّالح «9» وحوله من الغلمان الأتراك شبيبة «10» ، اختلفت قدودهم، وأيتلف «11» خدودهم، ونسبت إليهم ظباء
رامة «1» ، ونسبت الى لحاظهم كلّ ظلامة «2» ، وكان فيهم من قدّه كأنّه الرّمح في التقريب، ومن قصر وهو كأنّه الغصن الرّطيب، ومنهما شباب معتدل القامة، زاد عليهما حسنا وأبى أن يكون رمحا أو غصنا، فقال له الملك الصّالح: أيّ الثلاثة أعلق بقلبك، وأليك «3» بحبك:
- 626- «4» فقال: (طويل)
1-
أيا سائلي عن قدّ محبوبي الذي
…
فتنت به وجدا وتهت غراما «5»
2-
رأى قصر «6» الأغصان ثمّ رأى القنا
…
طوالا فأضحى بين ذاك قواما
وحكي أنّه كان بينه وبين الوطواط «7» ما يكون بين الأدباء، ولا يخلو منه
- 626-
داب «1» بين الأحبّاء، فعرضت للوطواط رمدة تكدّر بها صفيحه «2» ، وتثنّى له فيها صريحة «3» ، فقيل له: لو طلبت ابن دانيال، فقال: ذاك لا يسمح بذرّة، يعني من كحله، فبلغ ابن دانيال،
- 627- «4» فقال: 239/أ (طويل)
1-
ولم أقطع الوطواط بخلا بكحله
…
ولا أنا من يعييه «5» يوما تردّد
2-
ولكنّه ينبو «6» عن الشّمس طرفه
…
وكيف به لي قدرة وهو أرمد
- 628- ومن شعره: (كامل)
1-
ولربّ قائلة أما من رحلة
…
تمشي وقد أعسرت منها موسرا
2-
سر كالهلال كماله في سيره
…
والماء أعذب ما يكون إذا جراى
3-
فأجبتها سيري ومكثي واحد
…
النّحس نحس منجدا ومغوّرا
4-
إنّ المدائن وهي أوسع بقعة
…
ضاقت عليّ فكيف أرحل للقرى
- 627-
5-
فلأصبرنّ على الزّمان وإنّني
…
لأخو الشّقاء صبرت أم لم أصبرا «1»
- 629- وقوله: (طويل)
1-
أحمّل شيبي صبغة بعد صبغة
…
وصبغة ربّ العرش أحسن صبغة
2-
وحاولت «2» أن يخفى مشيبي فما اختفى
…
ويكفيك أنّي كاذب خوف لحيتي
- 620- وقوله: (خفيف)
1-
يا نديميّ باكرا الخمّارا
…
واشرباها صهبا «3» ء صرفا عقارا
2-
ألبستها الرّهبان ثوبا من القا
…
ر لأنّ السّواد يكسو القفارا
- 621- «4» وقوله: (وافر)
1-
بليت بضيّق الأنفاس قاس
…
فدمعي وهو جار فيه جاري
- 628-
- 629-
- 630-
2-
وكم في الأرض من حسن ولكن
…
عليك لشقوتي «1» وقع اختياري
- 632- «2» وقوله: (وافر) 240/أ
1-
خفيت عن العيون «3» فلن تراني
…
وعشقك في الحقيقة قد براني «4»
2-
عيانا ما أشاهد «5» أم مناما
…
لقد أفسدت من وله «6» عياني
- 633- «7» وقوله: (كامل)
1-
حيث اتّجهت فلي إليك تطلّع
…
ولشمس وجهك في ضميري مطلع
2-
(يا)«8» موضع «9» الوجناء «10» عندى لم يكن
…
أبدا لغيرك في فؤادي موضع
- 631-
- 632-
- 633-
3-
إن كنت يمّمت الحجاز فمقلتي
…
وادي العقيق «1» ودمع عيني ينبع «2»
4-
قد كنت أحسب «3» قبل تشييعي «4» لكم
…
أنّي لقلبي في الحمول «5» أشيّع
5-
تبدو البلاقع «6» منكم مأهولة
…
ودياركم لمّا رحلتم بلقع
- 634- وقوله: (كامل)
1-
لو لم يكن قلبي بحبّك مبتلى
…
ما بات طرفي بالسّهاد موكّلا
2-
يا من أطعت له الغرام تولّها
…
وعصيت من وجدي عليه العذّلا
3-
انظر ترى ربع المسرّة ما خلا
…
يا هاجري والعيش بعدك ما حلا
4-
أنت الذي أكّدت أسباب الهوى
…
وتركتني بعد المودّة مهملا
5-
وجعلت ما بين التواصل فترة
…
وبعثت دمعي للعواذل مرسلا
6-
ويلاه «7» من وجدي عليك وآه من
…
شوقي إليك فقلت لم لا تفعلا «8»
7-
ما ضرّ لو أحييتني بتحيّة
…
أو أن تمنّيني الوصال تعلّلا «9»
- 634-
8-
أمعذّبي بدلاله وملاله
…
آمنت مثلي بالجفا أن يبتلى
9-
يا سائلي عن حبّه في حيّه «1»
…
ونحول جسمي والضّنا يكفي البلا
- 635- «2» وقوله: (مجزوء الرجز)
1-
لا ودخان المشعل
…
وضوئه المشتعل «3»
2-
يزهى «4» بنار رفعت «5»
…
مثل اللّواء المسبل «6»
3-
مشاعل «7» كأنّها
…
لينوفر «8» ذو خصل «9»
4-
وكم هدتنا تائها
…
في جنح ليل أليل
5-
هذا وكم حشّ نزح
…
نا أرضه بالمعول
6-
ففعلنا في جوفه
…
فعل دواء المسهل «10»
7-
صنعتنا محمودة
…
وهو كبطن ممتلي «11»
- 635-
8-
وكم نقمنا لحدود «1»
…
الله من ذي الحيل
9-
تدبّ «2» مثل النّمل في
…
البيت على تمهّل
10-
من كلّ لصّ طارق «3»
…
مثل البلاء النازل
11-
أدخل في الضّيق بها
…
من نفس متّصل «4»
12-
حتى إذا ما زلّ ذي
…
ل ستره المنسدل «5»
13-
تمسكه فيغتدي
…
كالفرس المشكّل»
- 636- وقوله: (مجزوء الخفيف)
1-
أين من كان أيره
…
قائما يملأ الفضا
2-
لا يرى ردّ سائل
…
رحم الله من مضى
- 637- وقوله: (خفيف)
1-
قل لغصن الأراك ويحك تحكي
…
قدّ محبوبتي «7» ولم تخش منّي
- 637-
2-
أنا لولا غفلت عنها فماست «1»
…
ما تعلّمت أنت منها التّثنّي
- 638- «2» 242/أوقوله: (خفيف)
1-
كلّ صعب على رضاكم يهون
…
وجفوني بمن هويت جنون «3»
2-
يعجب الصّبر من تصبّر «4» قلبي
…
واحتمالي فما «5» رأته العيون
3-
جلدي مفرم بتمزيق جلدي «6»
…
وجفوني لها السّيوف «7» جفون «8»
- 639- «9» وقوله: (طويل)
1-
أيا سائلي عن قدّ محبوبي الذي
…
به همت وجدا في الهوى وغراما «10»
2-
أبى قصر الأغصان ثمّ رأى القنا
…
طوالا فأضحى بين ذاك قواما
- 638-
- 639-
- 640- «1» وقوله: (طويل)
1-
عجبت وشأن الحبّ غير عجيب
…
إذا مات بالأشواق كلّ غريب
2-
تباعدت الأجسام منّا وإنّما
…
لنا جامع من تربة وقلوب «2»
3-
لنا كلّ يوم منزل نزعة النّوى «3»
…
وقرب خليط «4» وهو غير قريب «5»
4-
كأني من كلّ البلاد فمدمعي
…
على كلّ باد أو فراق حبيب «6»
5-
على أنّني لولا اغترابي لم أطب «7»
…
وما عاقل في بلدة بغريب
- 641- «8» وقوله: (خفيف)
1-
كلّ حيّ إلى الممات يصير
…
ما له ساعة النزاع «9» نظير «10»
2-
والسعيد الذي يرى طرق الرش
…
د بعين اليقين وهو بصير
- 640-
- 641-
- 642- ومن نثره:
وما هذا من أهل الملام «1» ، وما لجرح بميّت بإيلام «2» ؛ لأنه شيخ كبير، وأحول بنصف ضرير «3» ، قد بلغ من التّغفّل والنّسيان إلى غاية صار بها حمارا في صورة إنسان.
- 643- 243/ب وقوله يصف امرأة قبيحة:
من الدّواهي «4» بأنف كأنف الحمل «5» ، وشفاتير «6» مثل شفاتير الجمل، بأجفان مكحّلة بالعمش «7» ، وخدود مضمّخة بالنّمش «8» وأسنان مثل أسنان- 642-
- 643-
المفتاح، ونكهة «1» تفوح من المستراح.
- 644- وقوله:
وقد بحث بلسانه في الطّبيعة بحثا شافيا «2» حتّي علم أنّ الياقوت من الجزع «3» ، وأنّ القرطم «4» من الطّلع، وأنّ الخلّ من النّارنج، وأنّ القطائف «5» من الإسفنج «6» ، وأنّ الشمع من الشّحم، وأنّ الزّفت من الفحم، وأنّ الحرير من الأرجوان، وأنّ السّمسم من الباذنجان، فهو أوّل ناقل عن باقل «7» ، وأحسن من محا نوادر جحا «8» ، أجهل من تولس، وأشأم من طولس. فله من الحمار أذنه،
- 644-
ومن التّيس ذهنه، ومن الثور قرنه، فما يفرق بين الخشب والقصب، ولا يميّز بين الفضّة والذهب، ولا يعرف النّار إلا بإحراقها، ولا السّلحة «1» إلا بمذاقها. ولو ختموا جانب الكنيف به ما قربته بنات وردان «2» . طالما تشمّس بالقمر، وتعشّى في السّحر، وفتح رجليه لسقوط الكواكب، وعلم زيادة النّيل في ظهور المراكب، يمضغ «3» من اللّقمة قطعة من لسانه، ويؤذّن ثمّ يمشي ليسمع أين بلغ طرف أذانه، ينام وهو قائم، ويمشى وهو نائم.
- 645- «4» وقال ملغزا في السّر موزة «5» : (طويل)
1-
وجارية هيفاء قمشوقة القدّ
…
لها وجنة أبهى احمرارا من الورد
2-
من اليمنيّات «6» التي حرّ «7» وجهها
…
يفوق صقالا صفحة الصّارم الهندي
- 645-
3-
وثيقة حبل الوصل منذ وطئتها
…
فلست أراه قطّ منتقض «1» العهد
4-
ومن عجب «2» أنّي إذا ما وطئتها
…
تئنّ أنينا دونه أنّة الوجد «3»