الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15- الشّهاب الأعزازيّ
«1»
وهو أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم بن عبد العزيز «2» شهاب الدّين أبو العبّاس:
عود الأدب ونبعته، وصيت الذّكاء وسمعته، وكان حسّان قول، وإحسان طول يسحر ببيان كلم «3» بوالغ «4» ، وسنان كلوم في دم والغ «5» . وهو جملة إحسان، وجبلّة «6» كلام خلق للسان، بفكر يقذف بحره العنبر «7» ، ولا يحدّث
فيه إلا عن برّ «1» ، ولم يبرح شهابا يتوقّد فرقدا «2» ويتضرّم موقدا، بصدر رحيب، وبرّأ من كلّ رقيب، إلى أن بعد منه ما اقترب، ودانى شهابه المغيب فغرّب.
أصله من عزاز، وسكن القاهرة المعزيّة «3» وتمطّر «4» في عنان صباه المطريّة «5»
والحزيّة «1» ، ولم يفت منذ كان فتى رافلا «2» في بردها الممصّر «3» ، وراقلا «4» في بلدها الذي أعجز كسرى وقيصر، وكان بقيساريّة (جهاركس)«5» في قطانها «6» التجار، وسكانها بالأبحار، والناس تنتابه «7» ، وآونة عتبه وآونة إعتابه «8» ، وكان
يبيع البزّ «1» ، ويعيب الأماعز، ومكانه نادي حسب، وبادى فضل حاضر ومكتسب، يغشاه «2» أكابر الفضلا، وذوو المآثر من الأجلاء، فأمّا الأدباء فكان عكاظ «3» سوقهم، وغاية سبوقهم «4» ، وعزّت به عزاز، ورفلت القاهرة في ثوب لها منه طراز «5» جالس بها الملوك وحاضرها، وجانس «6» باديها وحاضرها، فزهت به مناظرها، وبهت «7» بأدبه مناظرها «8» .
سألت شيخنا أبا الثّناء «9» ، فقال: كان قويّ التّراكيب، صحيح الأساليب.
قلت: وكان مظهرا للأعاجيب، ومظهرا لأبكار «10» من الجآذر في زيّ الأعاريب «11» .
وكتب إلى شيخنا أبي الثّناء يهنئه بطبقة كان بناها بحارة (زويلة)«1» رفع سمكها «2» ، (ورصّع في عنق الجوزاء «3» سلكها، وجلا عقلتها «4» الحاليه، وطاول بها القصور فتضاءلت لطبقتها العاليه)«5» .
- 576- وقوله: (طويل)
1-
سلام على تلك المحاسن والحلي
…
وتلك السّجايا «6» الغرّ والخلق العذب
2-
سلام محبّ تطّبيه «7» صبابة «8»
…
إليك على بعد من الدّار أو قرب
- 576-
3-
أيا عمر الحمرات «1» والمدرك العلى
…
بمنصبه العالي ومنزله الرّحب
4-
أبثّك ما بي من هوى منك زائد
…
وشوق قنوط «2» بالملامة والعتب
219/ب
5-
عهدتك سمحا بالتّواصل واللّقا
…
فصرت ضنينا «3» بالرّسائل والكتب
6-
وما لي ذنب «4» أستحق به الجفا
…
وإن كان لي ذنب فحبكم ذنبي
7-
وما ازددت عندي جفوة بعد جفوة
…
وحقّك إلا ازددت حبّا على حبّي
8-
أيا طيفه زرني ليسكن مضجعي
…
ويا شخصه عدني لتطفى لظى «5» كربي «6»
9-
ويا بارقات من رباه ألا أو مضي
…
ويا نسمات من حماه ألا هبّي
10-
فتى كفّه تهمي ونعماه تبتدي
…
وألفاظه تسبي وآدابه تصبي «7»
11-
أنمّ من الرّيحان والبان ذكره
…
وأذكى «8» من الجاديّ «9» بالمندل «10» الرّطب
12-
له كلمات نشرها «11» ومذاقها
…
كراح النّدامى أو كريحانة الشّرب
13-
ألذّ إلى الأجفان من سنة «12» الكرى
…
وأسحر للألباب من حدق السّرب «13»
14-
شجاع القوافي مائل ببداهة
…
يروح بلا طعن ويغدو بلا ضرب
15-
إذا حاك شعرا أو رواه محرّرا
…
فمن أحمد الكنديّ «1» أو عامر الشّعبي
16-
سقى الله مصرا ما سقى عذب «2» الحمى
…
ولا أخطأتها صيّبات «3» من السّحب
17-
ولا برحت مخضلّة الدّوح والثّرى
…
معنبرة «4» الأرجاء مسكية التّرب
18-
أحنّ إلى أطلالها وربوعها
…
وما دارها داري ولا شعبها «5» شعبي
19-
ولكن لمن قد حلّها وثوى بها
…
وإن غاب عن عيني فمازال عن قلبي
20-
سأشكر منه نعمة عمريّة
…
وعارفة حسبي صنائعها حسبي
21-
وأذكر أيّاما له ولياليا
…
رأيت بهنّ السّرج «6» أذكى من الشهب
- 577- فأجابه: (طويل)
1-
لقد باكرتني روضة أدبيّة
…
هززت بها أعطافنا هزّة القضب «1»
2-
وأغنيتني عن كلّ غنّاء «2» بالتي
…
سقتها يمين منك أندى من السّحب
220/أ
3-
لثمت بها للورد خدّا مضرّجا
…
عليه سقيط «3» الطّلّ كاللّؤلؤ الرّطب
4-
وقبّلت ثغر الأقحوان مفلّجا «4»
…
فأطفأت حرّ القلب بالبارد العذب
5-
وغازلت لحظ النّرجس الغضّ خاليا
…
وللسّحب هدب منه نيطت «5» إلى هدب
6-
فمن أنبت الأزهار فوق مهارق «6»
…
سواك ومن ذا أنشأ الرّوض في الكتب
7-
وأعطش ليل النّفس تشرق تحته
…
معان إذا استجليت أبهى «7» من الشّهب
8-
لقد راق لي ما راق من حسن لفظها
…
كما رقّ لي ما راق من ذلك القلب
9-
ألذّ لجفن المستهام من الكرى
…
وأعذب في قلب المحبّ من الحبّ
10-
وأطيب من ليل تنفّس «8» صبحه
…
من الرّاح والرّيحان للفتية الشّرب
- 577-
11-
وقام ينادي للصّبوح بسحرة «1»
…
غلام يغنّي للفتاة ألا هبّي
12-
وغنّى عليها جائل» من وشاحها
…
على الصّمت من خلخالها ومن القلب
«3»
13-
وطاف براح لونها من خدوده
…
ورقّتها في الكأس من دمعة الصّبّ
14-
وأطيب من ذا ساعة أجتلي بها
…
محيّا شهاب الدّين محترق الحجب
15-
وتشنيف سمعي منه بالدّرر التي
…
عندها درّ التّرائب في التّرب
16-
ولا اختار إلا شعب أحمد دونهم
…
وناهيك «4» للآداب والعلم من شعب
17-
ومن أحمد الكنديّ «5» إذ قال أحمد
…
فريضا فأعيا قالة العجم والعرب
18-
وقصّد «6» أحيانا ووشّح «7» تارة
…
ليطلع في شرق شهابا وفي غرب
19-
إليك شهاب الدّين «8» عذري فإنّ لي
…
عوائق تلهيني عن الأكل والشّرب
20-
وحسبك منّي حسبك اليوم «9» خجلتي
…
لديك وحسبي فيك فرط الحيا حسبي
21-
وعادتك الحسنى إذا لم أزر تزر
…
فنحن سواء لا محالة في الذّنب
221/ب
22-
فزرني وهب عيني برؤياك حظّها
…
كما نال قلبي منك يا ساكنا قلبي
- 578- (وكتب إلى السّراج الورّاق)«1» (كامل)
1-
قسما بوجهك إنّه الوجه المضى
…
وبحسن خلقك إنّه الخلق الرّضى
2-
وبحود راحتك التي نعماؤها
…
للمعتفي ونوالها للمنفض «2»
3-
وبذكرك الحسن الجميل وفضلك ال
…
غمر «3» الذي «4» بقليله لم أنهض
4-
إني على العهد الذي أسبابه
…
لم تنصرم «5» وبناؤه لم ينقض
5-
يا فاقدا لم يخف عن لحظاته
…
أمر المحبّ من الحسود المبغض
6-
نبئت أنّك معرض «6» متعرّض «7»
…
روحي فداء المعرض المتعرّض
- 578-
7-
وأتت خيولك بالعتاب سوابقا
…
تردي «1» وخيلي قبلها لم تركض
8-
فعجبت من حظّي لمثلي أسود
…
وخجلت من عرض لمثلك أبيض
9-
فابعث كتابك ضامنا عنك الرّضا
…
ممّا سمعت وداوني يا ممرضي
10-
فمدامعي لم تنبجس «2» حتى أرى
…
منك الرّضا ونواظري لم تغمض
11-
ضلّ امرؤ بسوى سراج الدّين «3» في
…
جنح الحواري يهتدي أو يستضي
- 579- «1» فأجابه: (أي السراج الوراق)(كامل)
1-
حبل المودّة بيننا لم ينقض
…
سخط الحسود بذاك منّا أو رضي
2-
فلئن تعرّض أو تعرّض ناقل
…
فالويل للمتعرّض المتعرّض
3-
ثبتت لديّ كما لديك مودّة
…
تدلي إليك بحجّة لم تدحض «2»
4-
وبها اكتفيت فقد دعيت المكتفي
…
وبها استضأت وقد دعيت المستضي
5-
قسما شهاب الدّين «3» بالبشر الذي
…
من غير وجهك ما أراه بمومض
222/أ
6-
وبراحة بسوى النّدى لم تنبسط «4»
…
يوما وعن غير الخنا «5» لم تقبض
7-
إنّي على ودّ يزيدك صحّة
…
من (دونه)«6» ألم العتاب الممرض
8-
ولقد بعثت خميلة أغنيتني
…
من زهرها بمذهّب ومفضّض
9-
وأريتني آثار كفّك في النّدى
…
يا فخر روّيها الطّروس وروّض «7»
10-
ومن الغلام فقد أطاعك بين
…
أمران المجد وبين حنك المحمض «8»
- 579-
وكان السّراج الورّاق قد عمل قصيدة في الملك المظفر «1» صاحب حماة فأنشدها له بحضور العزازيّ في مناظر الشّرف الأعلى المطلّ على بركة الفيل «2» ، وهي قصيدة سيّارة، منها «3» :(البسيط)
1-
إليك بالإذن صار الناس والجود
…
فلا عدمنا فقيدا فيك موجود
2-
وللرّبيع لسان ظلّ ينشدنا
…
النّبت «4» أغيد والسّلطان محمود
3-
وأقبل الغيث منه حاجبا ملكا
…
كم شاع يوما «5» له بالنّصر مشهود
4-
والنّيل كم حسد القاضي على ملك
…
تصوّر الجود فيه بل هو الجود
5-
ملك يصدّ بنعماه القلوب على
…
ما هذّبته به آباؤه الصّيد
6-
فيا لجدود العوالي والجدود معا
…
لواؤه حيث حلّ النّجم معقود
7-
له شريعة عدل عندها شرع
…
أسد الفلا والمها والشّاء «6» والسّيد «7»
8-
يا ناظم الطّعن في لبّات «8» حسّده
…
كصنعة «9» ما خلا من نظمه جيد
9-
لقد أتيت بها جهد المقلّ «10» ولل
…
سّاري بها ومقيم الدّار تغريد
- 580-
فلّما انصرف كتب إلى العزازيّ يشكر حسن صنعه إليه، وجميل ثنائه عليه وهي «1» :
- 581- (طويل)
1-
وقد كنت دهرا للمروءة «2» ناشدا «3»
…
أسائل عنها من أغار وأنجدا «4»
223/ب
2-
وأسمع عنها ما يشوق ولا أرى
…
إلى أن رأت عيني العزازيّ أحمدا
3-
فراش جناحي «5» نحو ملك متوّج
…
تخرّ له الأفلاك «6» ما لاح سجّدا
4-
وأنشدته في حضرة الملك قاعدا
…
وودّ ابن أوس «7» ثمّ لو قام منشدا
5-
ولا بيت إلا والشّهاب (معزّز)«8»
…
يقول أعد فالعود ما زال أحمدا
- 581-
6-
وأردف «1» لي النّعمى بنعمى مشافها
…
(بها)«2» الأفضل الملك الجواد ممجّدا
7-
فأنشدت كالحال التي قد تقدّمت
…
وعاد شهاب الدّين يثني كما بدا
8-
يقول كذا فلينظم الشّعر ناظم
…
ويأتي به الأملاك مثنى وموحدا
9-
فحدّثت نفسي بالغنى غير كاذب
…
لأنّ بني أيّوب «3» هم منبع النّدا
10-
ولم تر عيني شاعرا «4» ودّ شاعرا
…
لذا ولذا ما شاد «5» هذا الفتى سدى
11-
فعاش شهاب الدّين يفدى بحبّهم
…
وبينهم «6» والعبد من جملة الفدا
- 582- فأجابه العزازيّ: (طويل)
1-
لقد باكرتني روضة أدبيّة
…
تغنّى بها طير الثّناء وغرّدا
2-
فبتّ وقد هشّ «7» الخليل بوصلها
…
وأرشقني «8» منها الأراك (المبرّدا)
3-
أقبّل منها مبسما طاب موردا
…
كما قبّل المشتاق خدّا مورّدا
- 582-
4-
أيأتي بها شيخ الفضائل فاضلا
…
(سديد)«1» القوافي زاخرا «2» ومقصّدا
5-
أرى عمرا «3» أولى الكرامة أحمدا «4»
…
ومن غيره أولى «5» بإكرام أحمدا
6-
سراج «6» هدى الله الشّهاب «7» بنوره
…
ولولاه في نهج البلاغة ما اهتدى
7-
تكاد العذارى يتخذن قلائدا
…
منظمة من شعره لو تجيّدا
224/أ
8-
أترجو بناتي «8» لحاقا نساءه «9»
…
وأبناؤه قد أحرزت قصب المدى «10»
9-
وهل يرتجي غير المظفّر «11» نازح
…
وقد أشبه المنصور «12» بأسا وسؤددا
10-
فأدنى سراج الدّين مستمعا له
…
فأنسى حبيبا «13» حين أنشا وأنشدا
11-
وساقط ذاك الدّرّ من لهواته «14»
…
نظيما «15» ولولا نظمه «16» لتبدّدا
12-
ورنّح أعطاف النّدامى ولم يدر
…
منه لكن ثناء مجدّدا «17»
13-
وقمنا ووجهي للسّفارة «1» أبيض
…
بمن ساد في نظم القريض «2» وسوّدا «3»
14-
وأعرفه أسخى الملوك شمائلا
…
وأسمحهم نفسا وأبسطهم يدا
15-
ولكن هي الأوراق «4» يحرمها الفتى
…
قريبا ويجني زهرها المرء مبعدا
16-
فلا تيأس المدّاح من صدقاته
…
فإن فات يوما جوده لم يفت غدا
- 583- ومن شعره قوله: (خفيف)
1-
وحديث كأنّه قطع الرّو
…
ض سقتها دموع وبل وطلّ
2-
وعتاب أرقّ من بسمة الفج
…
ر تمنّت ما هنّ: «5» ماء وظلّ
- 584- «6» وقوله: (سريع)
1-
مذ فرّ منّي الصّبر في حكمه
…
حكى عليه مدمعي ما جرى
2-
أباح قتلي في الهوى «7» عامدا
…
وصاح كم من عاشق في الورى
3-
رميته في أسر حبّي ومن
…
أجفان عينيه أخذن الكرى
- 583-
- 584-
- 585- وقوله (مجزوء المتقارب)
1-
أقام لعشّاقه
…
على حكم مشتاقه
225/ب
2-
وهذا دليل على
…
مكارم أخلاقه
3-
هلال بدا طالعا
…
بأفلاك «1» أطواقه «2»
4-
وهلال السّماء
…
يخرّ لإشراقه
5-
حمى آس «3» أصداغه
…
بنرجس أحداقه
6-
وقال فخلنا القضيب
…
يميل بأوراقه
- 586- وقوله (سريع)
1-
هل حكم ينصفني فهو لي
…
مصارع يصرع أسد الشّرى
- 587- وقوله: (سريع)
1-
إن أقبلوا من بين تلك السّتور
…
وأقبلوا فوق القدود الشّعور
- 585-
2-
فقل شموس أشرقت في الدّجى
…
وقل غصون أثمرت بالبدور
3-
نواعس الأجفان بيض الطّلى «1»
…
نواعم الأبدان هيف الخصور
4-
كأنّما أدمع عشّاقهم
…
قد نظموها دررا في النّحور
5-
يا كحلا حلّ بألحاظهم
…
جرت كما جار علي الفتور
6-
وأنت يا نرجس أحداقهم
…
شاركت في قتلي أقاح الثغور
- 588- وقوله: (سريع)
- يا خصره الدّارس أشكوك ما
…
حمّلته من ردفه العامر
2-
يا أيّها الفاحم من شعره
…
لله كم أفحمت من شاعر
- 589- وقوله: (خفيف)
1-
ما علينا إذا التثمنا خدودا
…
قد كسا الحسن فوقها أنوافا «2»
226/أ
2-
واقتطفنا واوا وراء ودالا
…
وشممنا ميما وسينا «3» وكافا
- 587-
- 589-
- 590- «1» وقوله (كامل)
1-
ما عذر مثلك والرّكاب تساق
…
ألا تفيض بدمعه «2» الآفاق
2-
فأذل مصونات «3» الدّموع فإنّما
…
هي سنّة قد سنّها العشّاق
3-
ولربّ دمع خان بعد وفائه
…
مذ حان من ذاك الفريق فراق
4-
ووراء ذيّاك الكثيب «4» منيزل
…
لعبت بقلبك نحوه الأشواق
5-
خذ أيمن الوادي فكم من عاشق
…
فتكت به من سربه الأحداق «5»
6-
واحفظ فؤادك إنّ هفا برق الحمى «6»
…
أو هبّ منه نسيمه الخفّاق
- 591- وقوله: (خفيف)
1-
أيّها المستبيح قتلي خف اللّ
…
هـ وانه عينيك للدّم المستحله «7»
- 590-
- 591-
2-
وأبن لي بأي ذنب تقلّد «1»
…
ت دمي عامدا وأيّة زلّه
3-
يا نحيف القوام من غير ضعف
…
وسقيم الجفون من غير علّه
4-
بأبي منك وجنة لدم العشّ
…
اق فيها شواهد وأدلّه
5-
كتب الحسن فوقها سورة النّم
…
ل وكانت للعاشقين مضلّه
6-
مشكلات حروفها وهي لا تك
…
تب إلا بنقطة وبشكله
7-
بدر تمّ يلوح في فلك الح
…
سن فيكسو البدور نقص الأهلّه
8-
وإذا «2» خطا فبانة حقف «3»
…
وإذا ما عطا «4» فجؤذر رمله
9-
لو بدا للحسان تحت الأكالي
…
ل «5» تهتكن من ستور الأكلّه «6»
10-
قلت لّما بدا لعيني يا مو
…
لاي (إنّ لي)«7» حاجة وهي سهله
227/ب
11-
قال صفها فقلت قد شرحتها
…
لك في الخدّ أدمعي المستهله «8»
12-
قال لي قبلة أظنّك تعني
…
قلت لم بعدها أجل هي قبله
13-
فتصدّق بها لتطفي أواما «9»
…
قد أذاب الحشا وتبرد علّه
14-
فإلى برد فيك واحرّ قلبا «1»
…
هـ ومن لي من برد فيك بنهله «2»
15-
أترى يسمح الزّمان بلقيا
…
ك وهل يغلط الرّقيب بغفله
16-
كم أمنّي بوصلك القلب في السّ
…
رّ وفي الجهر والأمانيّ ضلّه «3»
17-
وألاقي الأشجان مكثرة في
…
ك بنفس من العزاء مقلّه
18-
أنا أشكو لعزّة منك ما أل
…
بستني الحبّ من خضوع وذلّه
19-
لي دمع أجاد «4» في الخدّ ما خ
…
طّ ولم لا يجيد وهو ابن مقله «5»
20-
وفؤاد مقلقل «6» وضلوع
…
واهيات ومهجة «7» مضمحلّه «8»
21-
يا نبيّ الجمال في أمّة العشّ
…
اق لا تجعل الملالة «9» ملّه «10»
22-
وترفّق بأمّة جعلت ح
…
بّك دينا (لنا)«11» ووجهك قبله
23-
أطرق «1» الغصن مذ خطرت حياء
…
واعترى البدر مذ تبدّيت خجله
24-
قسما لا سلوت عنك ولو ذب
…
ت سقاما أو صرت في الحبّ مثله «2»
25-
كيف أسلوك والملاحة تجلو
…
ك لعيني في حلّة بعد حلّه
- 592- وقوله: (سريع)
1-
أثنت على عطفيه لّما انثنى
…
معاطف البان وسمر القنا
2-
غصن نقا ينبت في خدّه
…
أزاهر للحسن لا تجتنى
3-
يعطيك من أحداقه نرجسا
…
غضّا ومن أصداغه سوسنا «3»
228/أ
4-
فهو هلال طالع إن بدا
…
وهو غزال راتع إن رنا
5-
لله ما أفتك ألحاظه
…
في مهج الخلق وما أفتنا
6-
يا ردفه رفقا على خصره
…
فقد تشكّى بلسان الضّنى «4»
- 592-
- 593- وقوله: (متقارب)
1-
إذا ما رنا ناظرا أو جلا
…
جبينا وهزّ قواما رطيبا
2-
فلا تلتفت لالتفات الغزال
…
وذمّ الهلال وسبّ القضيبا
- 594- وقوله: (بسيط)
1-
لو كنت تقبلني عبدا بلا ثمن
…
رأيتها منّة من أعظم المنن
2-
يا معرضا عن عتابي في محبّته
…
كمثل إعراض أجفاني عن الوسن
3-
صف لي المنام فإنّي لست أعرفه
…
كلا ولم أره يوما ولم يرني
4-
ولم يمرّ له شخص على بصري
…
لكن أحاديثه مرّت على أذني
- 595- وقوله: (بسيط)
1-
إن لم أمت في هوى الأجفان والمقل
…
فوا حيائي من العشّاق وا خجلي
2-
ما أطيب الموت في عشق الملاح كذا
…
لا سيّما بسيوف الأعين النّجل
3-
يا صاحبيّ إذا ما «1» متّ بينكما
…
دون الشّهيين: ورد الخدّ والقبل
4-
فاستغفرا لي وقولا عاشق غزل
…
قضى صريع القدود الهيف والمقل
5-
راش الفتور له سهما فأخطأه
…
حتّى أتيح له سهم من الكحل
- 595-
6-
وللعيون اللّواتي هنّ من أسد
…
إلى القلوب سهام هنّ من ثعل «1»
- 596- وقوله: (خفيف)
1-
قال لي من أحبّه عند لثمي
…
وجنات يحدّث الورد عنها
229/ب
2-
خلّ عنّي أما شبعت فنادي
…
ت الحياة يشبع منها؟
- 597- وقوله (مجتث)
1-
يا راشق «2» القلب مني «3»
…
أصبت فاكفف سهامك
2-
ويا كثير التّجني
…
قطعت حتّى سلامك
3-
وخنت ذمّة «4» صبّ
…
ما خان قطّ ذمامك
4-
فاردد عليّ منامي
…
فلا سلبت منامك «5»
- 597-
5-
فمن رأى سوء حالي
…
بكى عليّ ولامك
6-
فلو أردت حياتي
…
لما هززت قوامك
7-
بمن أحلّك قلبي
…
ارفع قليلا لثامك
8-
وابسم لعلّي أحيا
…
إذا رأيت ابتسامك
9-
يا خدّه ما أحيلى «1»
…
للعاشقين التثامك
10-
بكيت دالا وميما
…
لمّا تأمّلت لامك
- 598- وقوله: (مجزوء الكامل)
1-
غضبان جاد بوعده
…
وطوى مسافات «2» بعده
2-
فرشفت خمرة ريقه
…
وقطفت وردة خدّه
3-
وشفيت حرّ جوانحي
…
برضاب فيه وبرده
4-
ولقد نعمت بوصله
…
ولكم شقيت بصدّه
5-
مذهزّ بانة عطفه
…
وثنى أراكة قدّه
6-
شهد القضيب بفضله
…
وكفت شهادة ضدّه
- 598-
- 599- «1» 230/أوقوله: (خفيف)
1-
بدويّ كم حدّثت مقلتاه
…
عاشقا عن مقاتل الفرسان
2-
ذو محيّا يصبح يا لهلال «2»
…
ولحاظ تصيح يا لسنان «3»
- 600- «4» وقوله: (خفيف)
1-
ما يقول الهاجون في شيخ سوء
…
راجح الجهل ناقص المقدار
2-
شان تلعفرا «5» فأضحت به أل
…
أم أرض نعم وأخبث دار
3-
ذو محيّا في غاية القبح ما ير
…
خي عليه الحياء فضل خمار «6»
4-
فلكم جاء لابسا ثوب عاب «7»
…
ولكم راح ساحبا ثوب عار
- 599-
- 600-
5-
بين ميمي مهانة ومساو
…
ثمّ قافي قيادة وقمار «1»
- 601- وقوله ملغزا في هنات «2»
1-
ولله ممشوق «3» القوام أطعته
…
وعاصيت في حبي له كلّ لائم
2-
له شفة العنّاب في رشفاتها
…
شفاء «4» وروي «5» للقلوب الحوائم «6»
3-
كأنّ الغواني إذ ترشفن ريقه
…
وقبّلنه قلّدنه بالمباسم «7»
4-
تبدّى لنا في حلّة عسجديّة
…
عليها طراز رقّ من درّ ناظم
5-
ووافى كخود «8» أقبلت في حليّها
…
وشمس تجلّت بالنجوم العواتم
6-
فأثبت فيه لحظه كلّ ناظر
…
ومال الى تقبيله كلّ لاثم
7-
مسرّة قلبي أن يكون مجالسي
…
وقرّة عيني «9» أن يبيت منادمي
8-
إذا صحّفوه كان شيمة ماجد
…
وتصحيفه الثاني سجيّة آثم
9-
وإن حذفوا منه أخير حروفه
…
فقل في سرور مقبل لك دائم
231/ب
10-
يذكّرني فقد الشّيبة عكسه
…
قدود العذارى أو غناء الحمائم
- 601-
- 602- وقوله: (منسرح)
1-
قام يروم الطّهور «1» فانحسر الم
…
ئزر عن أبيض له يقق
2-
فمدّ سقرا «2» عليه من سبح ال
…
شّعر وغطّى الصّباح بالغسق «3»
3-
فخلت بدرا يلوح في ظلمة اللّ
…
يل وغصنا يميس «4» في الورق
- 603- «5» وقوله في مليح مصارع (سريع)
1-
هل حكم ينصفني من هوى
…
مصارع يصرع أسد الشّرى
2-
مذفرّ منّي الصّبر في حبّه
…
حكى عليه مدمعي ما جرى
3-
أباح قتلي في الهوي عامدا
…
وصاح كم من عاشق في الورى
4-
رميته في أسر حبّي ومن
…
أجفان عينيه أخذت الكرى
- 602-
- 603-
- 604- وقوله: ممّا يكتب على حياصة «1» : (خفيف)
1-
ما علوت الخصور حتّى تبوأ «2»
…
ت من السّقم مقعدي ومكاني
2-
وصبرت الصّبر الشّديد على البر
…
د وذقت العذاب بالنّيران
3-
وكأنّي أعلنت أو بحت بالسّ
…
رّ فكفّوا كما رأيت لساني
- 605- وقوله في القوس والنّشّاب «3» ملغزا: (خفيف)
1-
ها عجوز كبيرة بلغت عم
…
را «4» طويلا وتتّقيها «5» الرجال
2-
قد علا جسمها صفار «6» ولم تش
…
ك سقاما ولا عراها هزال
- 604-
- 605-
3-
ولها في البنين سهم وقسم
…
وبنوها كبار قدر نبال «1»
4-
وأراها لم يشبهوها ففي الأ «2»
…
مّ اعوجاج وفي البنين اعتدال
- 606- «3» 232/أوقوله ملغزا في شبابة: (وافر)
1-
وما صفراء شاحبة ولكن
…
يزيّنها «4» النّضارة والشّباب
2-
مكتّبة وليس لها بنان «5»
…
منقّبة وليس لها نقاب
3-
تصيخ «6» لها إذا قبّلت فاها
…
أحاديثا تلذّ وتستطاب
4-
ويحلو المدح والتّشبيب فيها
…
وما هي لا سعاد ولا الرّباب «7»
- 606-
- 607- (وقوله) : (بسيط)
1-
مهاجري في الهوى من غير ما سبب
…
ها قد جعلت دموع العين أنصاري
2-
لئن قطعت عن الأجفان راتبها «1»
…
من الكرى فلها من دمعها جاري»
- 607-