المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌21- ابن الجباس الدمياطي: وهو أحمد بن منصور بن أسطوراس: - مسالك الأبصار في ممالك الأمصار - جـ ١٩

[ابن فضل الله العمري]

الفصل: ‌21- ابن الجباس الدمياطي: وهو أحمد بن منصور بن أسطوراس:

253/ب ومنهم:

‌21- ابن الجبّاس الدّمياطيّ: وهو أحمد بن منصور بن أسطوراس:

ص: 424

خطيب الورّادة «1» من منازل الرّمل، وكان يتردّد إليّ، ويتجدّد عرض ما عنده عليّ، وكان قليل المادّه، جميل الجادّه «2» ، يظفر «3» بمحبّات المعاني، ويكسيها «4» في أجلّ المعاني «5» ، وكان كافا للسانه، مظهرا لإحسانه، مقبلا على شانه، فما أهمّه لا يعلق (به)«6» مذمّة.

وقصيدته التي وصف فيها الموز لا تطاول «7» ذيولها، ولا تعارض سيولها، أبدع فيها كلّ الإبداع، وأبعد منها الابتداع «8» ومن المختار منها:

- 669- «9» قوله: (منسرح)

1-

كأنّما الموز في عراجنه «10»

وقد بدا يانعا على شجره

- 669-

ص: 425

2-

فروع «1» شعر برأس غانية

عقصن «2» من بعد ضمّ منتشره «3»

3-

كأنّ من ضمّه وعقّصه

أرسل شرّابة «4» على أثره «5»

4-

وفي اعتدال الخريف أحسن ما

يرقل مثل الرّداح «6» في أزره «7» «8»

5-

كأنّ أشجاره وقد نشرت

ظلال أوراقه «9» على ثمره

ص: 426

6-

حاملة طفلها على يدها

تظلّه «1» بالخمار من شعره

7-

كأنّما ساقه الصّقيل وقد

بدت عليه نقوش معتبره «2»

8-

ساق عروس أميط «3» مئزرها

فبان وشيء الخضاب في حبره «4» «5»

9-

تصاغ من جدول خلاخلها

فينجلي «6» والنّثار من زهره

10-

حدائق خفّقت «7» سناجقها

كأنّه «8» الجيش أمّ في زمره

11-

زها «9» فراق العيون منظره

فما تملّ العيون من نظره

ص: 427

12-

وكلّ آياته فباهرة «1»

تبين في ورده وفي صدره

254/أ

13-

كأنّما عمره القصير حكى

زمان وصل الحبيب في قصره

14-

كأنّ عرجونه المشيب أتى

يخبر أن خانه انقضا عمره

15-

كأنّه البدر في الكمال وقد

أصيب بالخسف في سنا قمره

16-

كأنّه بعد قطعه وقد اصف

رّ لما نال من أذى حجره «2»

17-

متيّم قد أذابه كمد

يبيت من وجده على خطره «3»

18-

معلّق بالرّجاء ظاهره

يخبر عمّا أجنّ «4» من خبره «5»

19-

يطيب ريحا ويستلذّ جنى

على أذى زاد فوق مصطبره «6»

20-

كأنّه الحرّ حال محنته «7»

يزيد «8» صبرا على أذى ضرره

ص: 428

- 670- «1» وقوله وقد أصمّ «2» : (مجزوء الكامل)

1-

إن قلّ سمعى إنّ لي

فهما يوفّر «3» منه قسم

2-

يدني إليّ مقاصدي

ويروقك الرّمح الأصمّ «4»

3-

ولربّ ذي سمع بعي

د الفهم عيّ «5» النّطق فدم «6»

4-

زادوا على عيب التّصا

مم إنّهم صمّ وبكم «7»

- 671- «8» وقوله في رمّانة: (كامل)

1-

كتمت هوى قد لجّ «9» في أشجانها

وحشت حشاها من لظى نيرانها

- 670-

- 671-

ص: 429

2-

فتشقّقت من حبّها عن حبّها

وجدا وقد أبدى خفا «1» كتمانها

3-

رمّانة ترمي لها أيدي النّدى

من بعد ما رمّت «2» على أغصانها

4-

فاعجب وقد بكت الدّموع عقائقا «3»

لا من محاجرها «4» ولا أغصانها «5»

255/ب ومنهم:

22-

محمّد بن محمد المعروف بابن الحبلى «6» الفرجوطيّ:

أنشد له الاتفوهي قوله:

ص: 430

- 672- «1»

1-

انظر إلى النّبق «2» في الأغصان منتظما

والشّمس «3» قد شرعت «4» تجلوه في القضب

2-

تراه فيما تراه من تصوّره

يحكي جلاجل «5» قد صيغت من الذّهب

- 672-

ص: 431

256/أ

23-

ومنهم «1» ممن هو من أدباء هذا الزّمان، ونادرة هذا العصر والأوان الشّيخ عزّ الدّين ابن الموصليّ

ناظر ألفاظ تغني عن الحلل والحليّ، يهيم للاسحار بعذوبة أشعاره البديعه، ويخطف الأبصار ببوارق تبيهته السّريعه، يتيم درر مبتكره، ونافث سحر ببيان يبطل به كيد السّحره (يعاهد) للصنعة اللّطيفه، ويأتي في معانيها بكلّ لمعة ظريفه، بقريحة «2» أينعت بالتريض، وروّيّة روت وروّت «3» ، فهذا الرّاكب لغير البحر الطّويل العريض، يسلك البديع والقوافي مطلقه، فيمطر صيّب أدب أغدق من السّحائب الغدقه «4» على أنّه لم يشغل دابه من هذه الفنون، وطلّقها من ذهنه (للافرقتا) على سبيل المجون، بل إنّما هو من أهل العلماء شريف، واللّغة والتّصريف، وله في التّفسير أياد، وما يحتاج إليه فيه يشهد له إتقانه للحاضر والبادي، وله الرّحلة في الحديث المنوّر، والمحبّة في البيت المعمّر (يشكر بهرله) ريقه التي حلّت بالفضائل، ولهذا ما شهدت له بأن ليس

ص: 432