الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رِوَايَةُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْهُ
قَالَ: نا أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَاكِيّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي دَارِه فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ،
276 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَى بِثَوْبٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ، فَقَالَ:«أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا»
277 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا غُنْدَرٌ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بإسْنَادِهِ مِثْلَهُ
278 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:«صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا - أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا - سُفْيَانُ شَكَّ - ثُمَّ صُرِفْنَا إِلَى الْقِبْلَةِ»
279 -
ونا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا أَبَا عُمَارَةَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ وَلَّى سَرَعَانٌ مِنَ النَّاسِ تَلْتَقِطُهُمْ هَوَازِنُ بِالنَّبْلِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِهَا، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ»
280 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، نا شَرِيكٌ، نا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: وَصَفَ لَنَا الْبَرَاءُ السُّجُودَ فَهَوَى وَرَفَعَ عَجِيزَتَهُ وَأَلْزَقَ كَفَّيْهِ بِالْأَرْضِ وَاعْتَمَدَ
⦗ص: 209⦘
عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْجُدُ "
281 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، نا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:«مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ»
282 -
نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا يَعْلَى، نَا الْأَجْلَحُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ الْعَدُوَّ غُدْوَةً، وَإِنَّ شِعَارَكُمْ» حا ميم لَا يُنْصَرُونَ "
283 -
نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ:«إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ»
284 -
نا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو أَحْمَدَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:«غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِدَةً»
285 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا أَبُو أَحْمَدَ، نا مِسْعَرٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، فَسَمِعْتُهُ حِينَ انْصَرَفَ يَقُولُ:«رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ»
قَالَ: وَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، نَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ فَنَاكِيّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ
286 -
نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ تَبِعَهُ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي وَلَا أَضُرُّكَ
⦗ص: 211⦘
، قَالَ: فَدَعَا، فَعَطِشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ بِرَاعٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: فَأَخَذْتُ قَدْحًا فَحَلَبْتُ فِيهِ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَشَرِبَ، ثُمَّ شَرِبْتُ حَتَّى رَضِيتُ "
287 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " عِنْدِي جَذَعَةٌ مِنَ الْمَعْزِ سَمِينَةٌ فَتُجْزِي عَنِّي؟ قَالَ: «نَعَمْ وَلَا تُجْزِي عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ»
288 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَا وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ دُبُرَهُ، وَلَقَدْ كَانَ الْعَبَّاسُ آخِذًا بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ وَأَبُو سُفْيَانَ عَنْ يَسَارِهِ فَقَالَ:«مَنْ أَنْتَ؟» قَالَ ابْنُ أُمِّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَهُوَ يَقُولُ: «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ»
289 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ فِي ذِي الْقِعْدَةِ " قَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ بِعُمْرَتِهِ الَّتِي حَجَّ مَعَهَا "
290 -
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إنَّ شَعْرَهُ لَيَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بِهِ مِرَارًا، مَا حَدَّثَ بِهِ قَطُّ إِلَّا ضَحِكَ "
291 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا أَبُو دَاوُدَ، عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُقَاتِلُ الْعَدُوَّ، فَجَاءَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، فَقَالَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ كَيْ أَعْمَلَهُ؟ فَقَالَ: «تُقَاتِلُ قَوْمًا جِئْتَ مِنْ عِنْدَهُمْ» فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عَمِلَ قَلِيلًا وَجُزِيَ كَثِيرًا»
292 -
نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ التَّمِيمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ
⦗ص: 213⦘
أَبَانَ، عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنَانِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَشَكَا إِلَيْهِ الْوَحْشَةَ فَقَالَ: " أَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ رَبِّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ، جَلَّلْتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ» قَالَ: فَقَالَهُنَّ الرَّجُلُ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَحْشَةَ "
293 -
نا الْعَبَّاسُ، نا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهُ، نا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُقَاتِلُ فَقَالَ: هُوَ خَيْرٌ لِي أَنْ أُسْلِمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: خَيْرٌ لِي أَنْ أُقَاتِلَ حَتَّى أُقْتَلَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: وَإِنْ لَمْ أُصَلِّ لِلَّهِ صَلَاةً؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَحَمَلَ، فَقَاتَلَ، فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عَمَلٌ قَلِيلٌ، وَأَجْرٌ كَبِيرٌ»
294 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، نا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ
⦗ص: 214⦘
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ»
295 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ الْقَطَّانُ، نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: نَزَلْنَا الْحُدَيْبِيَةَ فَوَجَدْنَا مَاءَهَا قَدْ شَرِبَهُ أَوَائِلُ النَّاسِ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْبِئْرِ، ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْهَا فَأَخَذَهُ بِفَمِهِ ثُمَّ مَجَّهُ فِيهَا، وَدَعَا اللَّهَ فَكَثُرَ مَاؤُهَا حَتَّى تَرَوَّى النَّاسُ مِنْهَا "
296 -
نا ابْنُ إِسْحَاقَ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:«اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنَا وَابْنُ عُمَرَ فَرَدَّنَا يَوْمَ بَدْرٍ»
297 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو الْجَوَّابِ، نا عَمَّارٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ
⦗ص: 215⦘
: لَقَدْ صَلَّيْنَا إِلَى بَيْتِ الْقُدْسِ بَعْدَ قَدْومِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ إنَّ اللَّهَ عَلِمَ مَا فِي نَفْسِ نَبِيِّهِ عليه السلام، أَنَّ هَوَاهُ أَنْ يُصَلِّيَ لِلْكَعْبَةِ، فَقَالَ:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144] إِلَى قَوْلِهِ: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144] الْآيَةَ
298 -
نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِسْطَامٍ، نا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا الظُّهْرَ فَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ مِنْ سُورَةِ لُقْمَانَ "
299 -
نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، نا هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ جَخَّى "
300 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَةَ رَهْطٍ إِلَى يَهُودِيٍّ كَانَ يَسْكُنُ الْحِجَازَ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ، فَلَمَّا بَلَغُوا كَانَ لِلْيَهُودِيِّ حِصْنٌ يُغْلِقُهُ عَلَيْهِ، فَانْتَدَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ حَتَّى أَتَى بَابَ الْحِصْنِ فَقَعَدَ وَغَطَّى رَأْسَهُ
⦗ص: 216⦘
كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَقَالَ لَهُ الْبَوَّابُ: ادْخُلْ قَبْلَ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ، فَدَخَلَ فَلَمَّا ذَهَبَ الْبَوَّابُ أَخَذَ الْمِفْتَاحَ فَفَتَحَ بَابًا وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتْحَ بَابًا آخَرَ وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ مَا شَاءَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى الْيَهُودِيِّ وَهُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ، وَكَانَ الْيَهُودِيُّ يُسَمِّي عَبْدَهُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَبَا رَافِعٍ، فَأَجَابَهُ، فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً لَمْ تُغْنِ شَيْئًا وَصَاحَ، فَخَرَجَ ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ: أَبَا رَافِعٍ مَا هَذَا الصَّوْتُ؟ ثُمَّ دَنَا مِنْهُ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أُخْرَى، حَتَّى سَمِعَ صَوْتَهُ فِي صُلْبِهِ، ثُمَّ خَرَجَ يُفْتَحُ الْأَبْوَابَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِهَا بَابًا كَانَتْ عَتَبَةٌ، فَوَقَعَ مِنْهَا فَانْكَسَرَتْ سَاقَاهُ، فَعَصَبَهُمَا بِخِرْقَةٍ كَانَتْ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَعَلِّي لَمْ أَقْتُلْهُ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى نَادَى مُنَادٍ: أَنْعِي لَكُمْ أَبَا رَافِعٍ، فَجَاءَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَحَمَلُوهُ، أَوْ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِمْ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ لَهُ رِجْلَهُ فانْجَبَرَتْ "
301 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا زُهَيْرٌ، نا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ، عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وَوَضَعَهُمْ مَكَانًا وَقَالَ لَهُمْ:«إنْ رَأَيْتُمُونَا يَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ» وَسَارَ - أَوْ قَالَ مَضَى - رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَنْ مَعَهُ فَهَزَمَهُمْ، فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ لَتَشْدُدْنَ عَلَى الْجَبَلِ، وَأَبْدَتْ خَلَاخِيلَهُنَّ وَسُوقَهُنَّ رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: إِنَّا وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الَغَنِيمَةِ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي آخِرَتِهِمْ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ اثْنَيْ عَشْرَ
⦗ص: 217⦘
رَجُلًا، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلًا، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُجِيبُوهُ، فَقَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ أَعْدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوؤُكَ، فَقَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي، وَجَعَلَ يَرْتَجِزُ: اعْلُ هُبَلُ، اعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَلَا تُجِيبُوهُ» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ:" قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ " قَالَ: إِنَّ لَنَا الْعُزَّى، وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«أَلَا تُجِيبُوهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَقُولُ؟ قَالَ:" قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ "
302 -
نا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، نا مَعْمَرٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ آيَةِ الْكَلَالَةِ قَالَ: «تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ»
303 -
نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِابْنَةِ حَمْزَةَ لِخَالَتِهَا "
304 -
نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الِإِسْلَامِ، فَكُنْتُ فِيمَنْ سَارَ مَعَهُ، فَأَقَامَ عَلَيْهِمْ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ لَا يُجِيبُونَهُ إِلَى شَيْءٍ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي أَثَرِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْفِلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَمَنْ مَعَهُ، فَإِنْ أَرَادَ أَحَدٌ مِمَّنَ كَانَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَهُ تَرَكَهُ، قَالَ الْبَرَاءُ: فَكُنْتُ مِمَّنْ عَقَّبَ مَعَ عَلِيٍّ إِلَى أَوَائِلِ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَجَمَعُوا لَهُ، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْفَجْرَ، فَلَمَّا فَرَغَ صَفَّنَا صَفًّا وَاحِدًا ثُمَّ تَقَدْمَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَتْ هَمْدَانُ كُلُّهَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ كَبَّرَ جَالِسًا، ثُمَّ
⦗ص: 219⦘
سَجَدَ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ» ثَلَاثًا فَتَتَابَعَ أَهْلُ الْيَمَنِ عَلَى الِإِسْلَامِ
305 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ " خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي الْخُدُورِ، يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ:«يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَخْلُصِ الْإِيْمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحُهُ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ»
قَالَ: أَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّازِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمَائِةٍ قَالَ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فَنَاكِيّ، نَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ،
306 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا يَحْيَى بْنُ مَعَينٍ، نا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْيَمَنِ، فَأَصَبْتُ مَعَهُ أَوَاقِيَّ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ عَلِيٌّ: وَجَدْتُ فَاطِمَةَ قَدْ نَضَحَتِ الْبَيْتَ بِنَضُوحٍ فَتَخَطَّيْتُهُ فَقَالَتْ: مَا لَكَ؟ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَحَلُّوا، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَهْلَلْتُ بِإِهْلَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«كَيْفَ صَنَعْتَ؟» قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَهْلَلْتُ الْحَجَّ بِإِهْلَالِكَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ الْهَدْيَ وَقَرَنْتُهُ، قَالَ: وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ أَمْرِي، كَمَا اسْتَدْبَرْتُ لَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلُوا، وَلَكِنِّي سُقْتُ الْهَدْىَ وَقَرَنْتُهُ» فَقَالَ لِي: «انْحَرْ مِنَ الْبُدْنِ سَبْعًا وَسِتِّينَ - أَوْ سِتًّا وَسِتِّينَ - وَأَمْسِكْ لِنَفْسِكَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ - أَوْ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ - وَأَمْسِكْ لِي مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بَضْعَةً»
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا ابْنُ حُمَيْدٍ، نا أَبُو تُمَيْلَةَ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ
⦗ص: 224⦘
: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ حَمْدِي زَيْنٌ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ، قَالَ:«كَذَبْتَ، ذَلِكَمُ اللَّهُ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: 4]
308 -
نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: إنْ كَانَتْ لَتَأْتِي عَلَيَّ السَّنَةُ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الشَّيْءِ فَأَتَهَيَّبُهُ، قَالَ: وَإِنْ كُنَّا لَنَتَمَنَّى الْإِعْرَابَ "
309 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا أَبُو الْجَوَّابِ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَيْشَيْنِ عَلَى أَحَدِهِمَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَلَى الْآخَرِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ:«إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ» فَافْتَتَحَ عَلِيٌّ حِصْنًا فَأَخَذَ جَارِيَةً لِنَفْسِهِ، فَكَتَبَ خَالِدٌ، فَلَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ قَالَ:«مَا يَقُولُ فِي رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟»
310 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ
⦗ص: 225⦘
: قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ: أَكَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيدًا مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّهُ كَانَ مِثْلَ الْقَمَرِ»
311 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، نا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ خَالَهُ ذَبَحَ قَبْلَ الْعِيدِ «فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُعِيدَ الذَّبْحَ»
312 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ، نا أَبُو دَاوُدَ، نا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيَ الْعَدُوَّ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ، قَالَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ لِكَيْ أَعْمَلَهُ؟ قَالَ: «تُقَاتِلُ قَوْمًا جِئْتَ مِنْ عِنْدَهُمْ» فَقَاتَلَ فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«عَمِلَ قَلِيلًا وَجُزِيَ كَثِيرًا»
313 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ، أنا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي سَفَرٍ إِذَا أَعْرَابِيٌّ يَدْعُو: يَا مُحَمَّدُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ - بِصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيٍّ - فَقُلْنَا: اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ كَمَا أُمِرْتَ، فَلَمْ يَفْعَلْ حَتَّى لَحِقَ بِهِ أَوْ حَبَسَ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ، وَلَمْ يَعْمَلْ مِثْلَ أَعْمَالِهِمْ؟ قَالَ:«أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»
314 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ
⦗ص: 226⦘
أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِرَجُلٍ: " إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ " قَالَ: «فَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَمُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنْ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ وَقَدْ أَصَبْتَ خَيْرًا»
315 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا أَبُو جَعْفَرِ بْنِ نِيزَكٍ، نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:" اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْنَا نَعُودُهُ فَصَلَّى بِنَا وَهُوَ قَاعِدٌ وَنَحْنُ قِيَامٌ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَيْنَاهُ فَصَلَّى بِنَا فَأَشَارَ إِلَيْنَا: أَنِ اقْعُدُوا "
316 -
نا ابْنُ إِسْحَاقَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، نا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: " كَانُوا إِذَا صَامُوا فَنَامَ أَحَدُهُمْ لَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا حَتَّى يَكُونَ مِنَ الْغَدِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَقَدْ عَمِلَ فِي أرْضٍ لَهُ، وَقَدْ أَعْيَى وَكَلَّ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَنَامَ، فَأَصْبَحَ مِنَ الْغَدِ مَجْهُودًا، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
⦗ص: 227⦘
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ} [البقرة: 187] الْآيَةَ
317 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مَحْمُودُ بْنَ غَيْلَانَ، نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، نا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ:«رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ فِي زَنْبِيلٍ، وَقَدِ اغْبَرَّ شَعْرُ بَطْنِهِ»
318 -
نا ابْنُ إِسْحَاقَ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، نا هُشَيْمٌ، أنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ اشْتَرَطُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الشَّرْطَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ: أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسِلَاحٍ، إِلَّا سِلَاحًا فِي قِرَابٍ "
319 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَيَحْيَى قَالَا: نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: لَمَّا صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ مَكَّةَ كَتَبَ عَلِيٌّ بَيْنَهُمْ كِتَابًا، وَكَتَبَ:«مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَا تَكْتُبْ «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» لَوْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ لَمْ نُقَاتِلْكَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ:«امْحهُ»
⦗ص: 228⦘
فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَمْحَاهُ، فَمَحَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، وَصَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَا يَدْخُلُونَهَا إِلَّا بِجُلْبَانِ السِّلَاحِ، فَسَأَلُوا: مَا جُلْبَانُ السِّلَاحِ؟ قَالَ: الْقِرَابُ بِمَا فِيهِ "
320 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الْجُمَّةِ، جُمَّتُهُ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ "
321 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكَانُوا يُقْرِئُونَ النَّاسَ، قَالَ: فَقَدِمَ بِلَالٌ، وَسَعْدٌ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ قَطُّ فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى جَعَلَ الْإِمَاءُ يَقُلْنَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا قَدِمَ، حَتَّى قَرَأْتُ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فِي سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ "
322 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ التُّرَابَ، وَلَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ وَهُوَ يَقُولُ:«اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَأَنْزِلَنَ سَكِينَةَ عَلَيْنَا وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا، إنَّ الْأُولَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا» وَيَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ
323 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْمٍ جُلَّسٍ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ:«إنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ، فَاهْدُوا السَّبِيلَ، وَرُدُّوا السَّلَامَ، وَأَعِينُوا الْمَظْلُومَ»
324 -
نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: مَاتَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، فَلَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُهَا قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ بِأَصْحَابِنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ فَنَزَلَتْ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} [المائدة: 93] الْآيَةَ
325 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: قَرَأَ رَجُلٌ الْكَهْفَ وَفِي الدَّارِ دَابَّةٌ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَسَلَّمَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ أَوْ سَحَابَةٌ قَدْ غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«اقْرَأْ فُلَانُ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ - أَوْ نَزَلَتْ -»
326 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ قَيْسٍ فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ، أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ الْبَرَاءُ: لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفِرَّ، كَانَتْ هَوَازِنُ نَاسًا رُمَاةً، وَإِنَّا لَمَّا حَمَلَنَا عَلَيْهِمُ انْكَشَفُوا فَأَكْبَبْنَا عَلَى الْغَنَائِمِ، فَاسْتَقْبَلُونَا بِالسِّهَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، وَإِنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِ فَرَسِهِ وَهُوَ يَقُولُ
⦗ص: 231⦘
: «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ»
327 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ الْبَرَاءُ: " أَصَبْنَا يَوْمَ خَيْبَرَ حُمُرًا فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ "
328 -
نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، نا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَهُ، وَيُكْتَبُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ مَنْ صَلَّى مَعَهُ»
329 -
نا أَبُو بَكْرٍ الْكَلْوَذَانِيُّ ابْنُ رِزْقِ اللَّهِ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشْرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ لَهُ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ مَعِي إِلَى رَحْلِي، فَقَالَ لَهُ: لَا حَتَّى تُخْبِرَنِي كَيْفَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ؟ فَقَالَ: أَدْلَجْنَا، فَسِرْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا حَتَّى قَامَ ظُهْرٌ - أَوْ قَالَ: قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ - فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ لَهَا بَقِيَّةٌ مِنْ ظِلٍّ، فَسَوَّيْتُهُ وَفَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِ فَرْوَةً، وَقُلْتُ لَهُ: نَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَانْطَلَقْتُ أَنْظُرُ مَا حَوْلِي، هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا؟ فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ
⦗ص: 232⦘
، فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَنَفَضَ ضَرْعَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَنَفَضَ كَفَّيْهِ مِنَ الْغُبَارِ فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَصَبَبْتُ الْمَاءَ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرُدَ أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَافَيْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ لَهُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ فَارْتَحَلْنَا، فَلَمْ يَلْحَقْنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ لِي: «لَا تَحْزَنْ، إنَّ اللَّهَ مَعَنَا» فَلَمَّا دَنَا دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَاخَ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهِ، فَوَثَبَ عَنْهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُخَلِّصَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، وَلَكَ اللَّهُ عَلَيَّ لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ خَلْفِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ سَهْمًا مِنْهَا، فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي وَغِلْمَانِي مَكَانَ كَذَا، فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: «لَا حَاجَةَ لِي فِي إِبِلِكَ» ، قَالَ: وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا فَتَنَازَعُوهُ، أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ لَهُمْ:«أَنْزِلُ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» أَكْرَمَهُمْ بِذَلِكَ، وَصَعِدَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَوْقَ الْبُيُوتِ، وَتَفَرَّقَ الْغِلْمَانُ وَالْخَدَمُ فِي السِّكَكِ وَالطَّرْقِ وَنَادَوْا: جَاءَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام "