المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب الزكاة قال الامام احمد حدثنا عصام بن خالد وابو اليمان - مسند الفاروق لابن كثير ت قلعجي - جـ ١

[ابن كثير]

الفصل: ‌ ‌كتاب الزكاة قال الامام احمد حدثنا عصام بن خالد وابو اليمان

‌كتاب الزكاة

قال الامام احمد حدثنا عصام بن خالد وابو اليمان قالا اخبرنا شعيب بن ابي حمزة عن الزهري قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ان ابا هريرة قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابو بكر رضي الله عنه بعده كفر من كفر من العرب قال عمر يا ابا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فمن قال لا اله الا الله فقد عصم منى ماله ونفسه الا بحقه وحسابه على الله قال ابو بكر والله لأقاتلن قال ابو اليمان لأقتلن من فوق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال ووالله لو منعونى عناقا كان يؤدونها الى رسول الله لله لقاتلتهم على منعها قال ابة اليمان لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال وو الله لو منعوني عناقا كان يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها هذا حديث جليل كبير المحل اتفق الجماعة على اخراجه في كتبهم سوى ابن ماجة فرواه البخاري فى الزكاة عن ابي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب عن الزهري ورواه ايضا في الاعتصام

ص: 245

وسلم في الايمان وبو داود في الزكاة ولترمذي في الايمان والنسائى فيه وفي المحاربة كلمهم عن قتيبة بن سعيد عن الليث عن عقيل عن الزهرى به ورواه البخاري ايضا في اسنتابة المرتدين عن يحيى بن يحيى عن الليث به قال البخاري وقال الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن الزهري فذ كره ورواه النسائي ايضا من طرق اخر عن شعيب وسفيان بن عبينة واخر كلهم عن الزهري به ثم رواه الامام احمد عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله مرسلا قال الترمذى وروى هذا الحديث عن عمران القطان عن معمر عن الزهرى عن انس عن ابى بكر وهو خطأوقد خولف عمران فى روايته عن معمر قلت وقد روى ايضا من ابى هريرة مرفوعا كما سيأتى وقد رواه بعضهم والله لو منعونى عقالا وقد نبهنا على معنى العقال والمراد منه

ص: 246

أثر اخر قال الامام مالك عن ثور بن زيد الديلى عن ابن لعبد الله بن سفيان الثقفى عن جده سفيان بن عبد الله ان عمر بن الخطاب بعثه مصدقا وكان يعد على الناس بالسخل فقالوا اتعد علينا بالسخل ولا تأخذ منه شيئا فلما قدم على عمر بن الخطاب ذكر له ذلك فقال له عمر نعم تعد عليهم بالسخلة يحملها الراعى ولا تأخذها وتأخذ الاكولة ولا الربى ولا الماخض ولا فحل الغنم ولا تأخذ الجذعة والثنية وذلك عدل بين غذاء الغنم وخياره وقد رواه الامام الشافعى عن سفيان بن عيينة عن بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفى عن ابيه عن جده به حديث اخر قال الامام احمد حدثنا ابو اليمان حدثنا ابو بكر بن عبد الله عن راشد بن سعد عن عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان رضى الله عنهما ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يأخذ من النخيل والرقيق صدقة هكذا رواه الامام أحمد

ص: 247

وهو منقطع فإن راشد بن سعد المقرائى الحمصى وان كان ثقة نبيلا الا انه من صغار التابعين ولم يدرك ايام عمر بل ولا حذيفة بل قد نص احمد بن حنبل على انه لم يسمع من ثوبان وقال ابو زرعة روايته عن سعد بن ابى وقاص مرسلة وهما قد ماتا بعد الخمسين من الهجرة لكن قد روى معناه من طريق اخرى فقال احمد ايضا حدثنا عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان عن ابى اسحاق عن حارثة قال جا مائتان من أهل الشام الى عمر فقالوا انا قد اصبنا اموالا وخيلا ورقيقا نحب انى يكون لنا فيها زكاة وظهور قال ما فعله صاحباى قبلى فأفعله واستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفيهم على رضى الله عنه فقال على هو حسن ان لم يكن جزية راتبة يؤخذون بها من بعدك فهذا اسناد جيد قوى ولله الحمد والمنة وقد رواه الدارقطنى من طرق عن ابى اسحاق عن حارثة وهو ابن مضرب وعاصم بن حمزة كلاهما عن عمر به وزاد فوضع على كل فرس دينارا وقال الحافظ ابو بكر الاسماعيلى حدثناالمنيعى حدثنا يحيى بن الربيع المكى حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن الزهرى عن السائب بن يزيد ان عمر أخذ عن كل فرس شاتين

ص: 248

حديثاخر قال ابو الحسن الدارقطنى رحمه الله قرىء على على بن اسحاق رائى بالبصة وانا اسمع حدثكم الحارث بن محمد حدثنا عبد العزيز بن ابان عن محمد بن عبيد الله عن الحكم عن موسى بن طلحة عنم عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال انما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فى هذاه الاربعة الحنطة والشعير والزبيب والتمر اثر اخر قال الدارقطنى حدثنا ابو بكر يعنى النيسابورى حدثنا عبد الرحمن بن بشر حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عنم عمر قال فيما سقت السماء والانهار والعيون العشر وفيما بالرشاء نصف العشر هذاالاسناد صحيح وقد جاء فى احاديث مرفوعة مثله ولله الحمد حديث فى زكاة العسل قال عبد الله بن وهب حدثنا اسامة عن عمرو بن شعيب عن عن ابيه عن جده ان بطامن سهم كانوا يردون الى الرسول الله صلى الله عليه وسلم من نحل عندهم العشر فذكر حديثا الى ان قال وكتب اليه يعنى عمر رضى الله عنه الى سفيان بن عبد الله الثقفى انما النحل ذباب غيث يسوقه الله رزقا الى من شاء فان ادوا اليك ما كانوا يؤدون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحم لهم واديهم والا فحل بين الناس وبينه اسناد حسن جيد

ص: 249

أثر فى قيام الامام على نعم الصدقة وخدمتها وحياطتها

قال ابو بكر بن ابى الدنيا رحمه الله حدثنى القاسم بن هاشم عن عبد الله ابن بكر السهمى حدثنى الفضل بن عميرة ان الاحنف بن قيس قدم على عمر بن الخطاب فى وفد من العراق قدموا عليه فى يوم صائف شديد الحر وهو محتجز بعباءة يهنا بعيرا من ابل الصدقة فقال يا أحنف ضع ثيابك وهلم فأعن امير المؤمنين على هذا البعير فإن لمن ابل الصدقة فى حق اليتيم والارملة والمسلمين فقال رجل من القوم يغفر الله لك يا امير المؤمنين فهلا تامر عبدا من عبيد الصدقة فليقك هذا قال

ص: 250

عمر واى عبد هو عبد منى ومن الاحنف انه من ولى امر المسلمين فى غد المسلمين يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده من النصيحة واداء الامانة اثر اخر وقال ابن ابى الدنيا ايضا حدثنى عبد الله بن ابى بدر حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عمر بن محمد عن سالم بن عبد الله قال ابطأ خبر عمر على ابى موسى فأتى امرأة فى بطنها شبطان فسألها عنه فقالت حتى يجىء الى شيطانى فجاء فسألته عنه فقال تركته مؤتزرا بكساء يهنا ابل الصداقة وذاك لا يراه شيطان اخر لتحربه الملك وبين عينيه روح القدس ينطق على لسانه اسناده جيد قوى اثر اخر قال الامام ابو عبد الله الشافعى رحمه الله اخبرنا عمى عن الثقة احسبه محمد بن على بن الحسين او غيره عن مولى لعثمان قال بينما انا مع عثمان بالعالية فى يوم صائف اذ راى رجلا بسوق بكرين وعلى الارض مثل الفراش من الحر فقال ماعلى هذا لو اقام بالمدينة حتى يبرد ثم قال انظر من هو فنظرت فاذا هو عمر رضى الله عنه فقلت هذا امير المؤمنين فقام عثمان رضى الله عنه فأخرج رأسه من الباب فأذاه نفخ السموم فأعاد رأسه حتى حاذاه فقال ما اخرجك هذه الساعة يامير المؤمنين فقال بكران من ابل الصدقة تخلفا فأردت ان الحقها بالحمى خشيت ان يضيعها فيسألنى الله عنهما فقال هلم الى الماء والظل ونكفيك فقال عد الى ظلك فقال عندنا من يكفيك ومضى فقال عثمان رضى الله عنه من أحب ان ينظر الى القوى الامين فلينظر الى هذا ثم عاد الينا فالقى نفسه رضى الله عنه وارضاه اثر فى الزكاة العروض قال الامام الشافعى اخبرنا سفيان حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن ابى سلمة عن ابى عمرو بن حماس ان اباه قال مررت بعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وعلى عنقى آدمة احملها فقال عمر الا تؤدى زكائك يا حماس فقلت يا امير

ص: 251

المؤمنين مالى غير هذه التى على ظهرى وآهبة فى القرظ فقال ذلك مال فضع قال فوضعتها بين يديه فحسبها فوجد قد وجبت فيها الزكاة فأخذ منها الزكاة ورواه الدارقطنى من حديث حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن ابن عمرو بن حماس او عن عبد الله بن ابى سلمة عن ابى عمرو بن حماس فذكره ثم قال الشافعى واخبرنا سفيان حدثنا ابن عجلان عن ابى الزناد عن ابى عمرو بن حماس عن ابيه مثله ورواه سعيد بن منصور فى سننه بنحوه حديث فى جواز سلف الامام الزكاة قال النسائى حدثنا عمران بن بكار حدثنا على بن عياش عن شعيب عن ابى الزناد عن الاعرج عن ابى هريرة عن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما قال امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة فقيل منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث كما سيأتى فى مسند ابى هريرة

ص: 252

وأخرجه صاحبا الصحيح من حديث جماعة عن ابى الزناد عن الاعرج عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث فى غلول الصدقة قال عبد الله بن وهب اخبرنى عمرو بن الحارث ان موسى بن جبير حدثثه ان عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب حدثه ان عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب حدثه ان عبد الله بن انيس حدثه انه تذاكر هو وعمر بن الخطاب يوما الصدقة فقال عمر الم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يذكر غلول الصدقة انه من غل منها بعيرا او شاة اتى به يوم القيامة يحمله قال فقال عبد الله ابن انيس بلى ورواه ابن ماجة عن عمرو بن سواد المصرى عن ابن وهب واختاره الضياء فى كتابه حديث فى الفقراء قال ابو حاتم محمد بن حبان البستى فى صحيحه اخبرنا ابو عروبه حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحرانى حدثنا يحيى بن السكن حدثنا حماد بن سلمة عن داود ابن ابى هند عن الشعبى عن مسروق قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال

ص: 253

النبى صلى الله عليه وسلم من سأل الناس ليثرى به ماله فإنما هو رضف من النار يتلففه من شاء فليقل ومن شاء فليكار هكذا اورده الحافظ ابو عبد الله المقدسى فى كتابه المختارة وقد رواه الحافظ ابو حفص عمر بن احمد بن عثمان البغدادى عن محمد بن محمد ابن سليمان الباغندى عن ايوب بن سليمان السلمى عن يحيى بن السكن به ثم قال تفرد به يحيى بن السكن عن داود لا اعلم حدث به غيره وهو حديث صحيح غريب فيه دلالة على ان الفقير هو الذى لا يجد ما يكفيه حديث فى العامل قال الامام احمد حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن الزهرى قال اخبرنى السائب بن يزيد ابن اخت نمر ان حويطب بن عبد العزي اخبره ان عبد الله ابن السعدى اخبره انه قدم على عمر بن الخطاب فى خلافته فقال له عمر الم احدث انك تلى من اعمال الناس اعمالا فإذا اعطيت العمالة كرهتها قال فقلت بلى فقال عمر فما تريد الى ذلك قال قلت افراسا واعبدا وانا بخير واري دان تكون عمالتى صدقة على المسلمين فقال عمر فلا تفعل فإنى قد كنت اردت الذى اردت فكان النبى صلى الله عليه وسلم يعطينى العطاء فأقول اعطه افقر اليه منى حتى اعطانى مرة مالا فقلت اعطه افقر اليه منى فقال له النبى صلى الله عليه وسلم خذه فتموله وتصدق به فما جاءك نت هذا المال وانت غير مشرف لا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه

ص: 254

نفسك ثم رواه احمد عن عبد الرحمن يعنى ابن مهدى عن معمر عن الزهرى به وعن عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن السائب قال لقى عمر عبد الله ابن السعدى فذكر معناه الا انه قال تصدق به وقال لا تتبعه نفسك هذا حديث جليل قليل النظير لأنه اجتمع فى اسناده اربعة من الصحابة يروى بعضهم عن بعض فإن السائب بن يزيد وشيخه وشيخ شسيخه وعمر بن الخطاب كلهم صحابة رضى الله عنهم وهكذا رواه البخارى عن ابى اليمان الحكم بن نافع وأخرجه النسائى من حديثه ايضا ورواه مسلم عن ابى الطاهر عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن الزهرى به وكذا رواه النسائى من حديث الزبيدى عن الزهرى ثم رواه مسلم والنسائى عن قتيبة

ص: 255

وابو داود عن ابى الوليد الطيالسى كلاهما وابو داود عن ابى الوليد عن الليث به عن بكير بن الاشج عن يسر بن سعيد عن ابن الساعدى المالكى قال استعملنى عمر على الصدقة فذكره ثم رواه مسلم عن هارون بن سعيد عن ابن السعدى كذا قال الليث وحده عن ابن الساعدى وقال غيره عن ابن السعدى وقال غيره عن ابن السعدى طريق اخرى قال الحافظ البيهقى فى السنن الكبير اخبرنا ابو عبد الله الحافظ وابو سعيد بن ابى عمرو حدثنا ابو العباس الاصم حدثنا محمد بن اسحاق الصغانى حدثنى عبد الله بن صالح حدثنى الليث حدثنى هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن ابيه اسلم انه قال لما كان يوم عام الرمادات واجدبت بلاد العرب كتب عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص من عبد الله عمر امير المؤمنين الى العاصى ابن العاص انك لعمرى ما تبالى اذا سمنت ومن قبلك ان اعجف انا ومن قبلى ويا غوثاه فذكر الحديث وما فيه ثم دعا ابا عبيدة بن الجراح فخرج فى ذلك فلما رجع بعث اليه بألف دينار فقال ابو عبيدة انى لا أعمل لك يا ابن الخطاب انما عملت لله ولست اخذ فى ذلك شيئا فقال عمر قد اعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اشياء بعثا لها فكرهنا ذلك فأبى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلها ايها الرجل فاستعن بها على دينك ودنياك فقبلها ابو عبيدة ثو رواه ايضا عن الحاكم عن ابى اسحاق بن فراس القصة عن بكر ابن شهاب عن شعيب بن يحيى التجيبى عن الليث بإسناده ومعناه وذكر ما ترك من الاول فقال فكتب عمرو السلام اما بعد لبيك ولبيك اتتك غير اولها عندك واخرها عندى مع ابى

ص: 256

ارج وان احد سبيلا ان احمل فى البحر فلما قدم اول غير دعا عمر الزبير فقال اخرج فى اول هذه الغير فاستقبل بها نجدا فاحمل الى كل اهل بيت قدرت ان تحملهم الى ومن لم تستطع حمله فمر لكل اهل بيت ببعير ما عليه ومرهم فيلبسوا كسائين ولنحرواالبعير فيجملوا شحمه وليقددوا لحمه وليحتذوا جلده ثم لياخذوا كبة من قديد وكبة من شحم وجفنة من دقيق فيطبخوا وياكلوا حتي تخرج من الدنيا ثم دعا اخر اظنه طلحة فاني ثم دعا ابا عبيدة بن الجراح فخرج في ذلك وذكر باقي الحديث بنحوة طريق اخري قال احمد حدثنا ابو اليمان انبانا شعيب عن الزهري حدثناسالم بن عبد الله ان عبد الله بن عمر قال سمعت عمر يقول كان النبي صلي الله علية وسلم يعطيني العطاء فاقول اعطه افقر اليه مني فقال النبي صلي الله علية وسلم خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وانت غيرمشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا نتبعه نفسكورواه البخاري عن الحكم بن نافع ابي اليمان والنسائي عن عمرو بن منصور عن ابي اليمان ورواه احمد والبخارى ايضا ومسلم من حديث يونس عن الزهرى عن سالم به وقد رواه عمرو بن الحارث عن الزهرى عن سالم عن ابيه عن النبي صلي الله علية وسلم فجعله من مسند عبد الله كما سياتي

ص: 257

حديث في الؤلفة قلوبهم قال الامام احمد حدثنا بكر بن عيس حدثنا ابو عوانة عن المغيرة عن الشبعي عن عدى بن حاتم قال اتيت عمر بن الخطاب في اناس من قومي فجعل يفرض للرجل من طيئ في الفين ويعرض عني قال فاستقبلته فاعرض عني ثم اتيته من حيال وجهه فأعرض عنى قال فقلت يا امير المؤمنين اتعرفنى قال فضحك حتى استلقى لقفاه ثم قال نعم والله انى لأعرفك آمنت اذ كفروا واقبلت اذ ادبروا ووفيت اذ غدروا وان اول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه اصحابه صدقة طيىء جئت بها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اخذ يعتذر ثم قال انما فرضت لقوم اجحفت بهم الفاقة وهم سادة عشائرهم لما ينويهم من الحقوق ورواه مسلم عن زهير بن حرب عن احمد بن اسحاق الحضرمى عن ابى عوانة به واخرجه البخارى عن موسى بن اسماعيل عن ابى عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن عدى بن حاتم به فيه دلالة على اعطاء المؤلفة قلوبهم وعلى نقل الزكاة واللع اعلم

ص: 258

حديث آخر قال على بن المدينى حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عبد الرحمن المحاربى عن الحجاج بن دينار عن محمد بن سيرين عن عبيدة قال جاء عيينة بن حصين والاقرع بن حابس الى ابى بكر رضى الله عنه فقالا يا خليفة رسول الله ان عندنا ارضا سبخة ليس فيها كلا ولا منفعة فان رايت ان تقطعناها قال فأقطعها اياهما وكتب لهما عليه كتابا واشهد عمر وليس فى القوم فانطلقنا الى عمر ليشهداه فلما سمع عمر ما فى الكتاب تناوله من ايديهما ثم تفل فيه فمحاه فتذمرا وقالا له مقالة سيئة فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما والاسلام يومئذ قليل وان الله قد اعز الاسلام فاذهبا قاجهدا جهدكما لا ارعى الله عليكما ان ارعيتما ثم اتى ابا بكر فقال له اكل المسلمين رضوا بهذا فقال له ابو بكر رضى الله عنه وقد قلت لك انك اقوى على هذا الامر منى ثم قال هذا حديث منقطع الاسناد لأن عبيدة لم يدرك ولم يرد عنه انه سمع عمر ولا رآه الحجاج بن دينار الواسطى ولا يحفظ هذا الحديث عن عمر بأحسن من هذا الاسناد

ص: 259

وقد رواه طاوس مرسلا واول هذا الحديث كوفى ثم يرجع الى واسطى ثم يرجع الى بصرى ثم يرجع الى عبيدة وهو كوفى انتهى كلامه رحمه الله حديث اخر قال الامام احمد حدثنا عفان حدثنا ابو عوانة عن سليمان الاعمش عن شقيق عن سليمان بن ربيعة قال سمعت عمر رضى الله عنه يقول قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة فقلت يا رسول الله لغير هؤلاء احق منهم اهل الصفة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم تخيرونى بين ان تسألونى بالفحش وبين ان تبخلونى ولست بباخل ورواه مسلم عن عثمان بن ابى شبيبة وزهير بن حرب واسحاق بن ابراهيم ثلاثتهم عن جرير عن الاعمش به حديث اخر قال ابو يعلى الموصلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا معمر بن سليمان عن عبد الله بن بشر عن الاعمش عن ابى سفيان عن جابر عن عمر قال دخل رجلان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه فى شىء فأعانهما بدينارين فخرجا فاذا هما يثنيان خيرا فدخلت عليه فقلت يا رسول الله رأيت فلانا وفلانا خرجا من عندك يثنان خيرا قال لكن فلانا ما يقول ذاك وقد أعطيته ما بين عشرة الى مائة فما يقول ذاك وان احدكم ليخرج بصدقتة من عندى متأبطها وانما هى له نار قلت يا رسول الله كيف تعطيه وقد علمت انها له نار قال فما اصنع يأتونى فيسألونى ويأتى الله لى البخل وهكذا رواه ابو بكر بن ابى عاصم عن محمد بن فضيل عن معمر بن سليمان به

ص: 260

طريق اخرى قال ابن حبان فى صحيحه حدثنا محمد زهير ابو يعلى بالابلة حدثنا سلم بن جنادة حدثنا ابو بكر بن عياش عن الاعمش عن ابى صالح عن ابى سعيد عن عمر بن الخطاب قال قلت للنبى صلى الله عليه وسلم انى رأيت فلانا يدعو ويذكر خيرا ويذكر انك اعطيته دينارين قال لكن فلانا اعطيته ما بين كذا الى كذا فما اثنى ولا قال خيرا قال الدارقطنى ورواه جرير بن عبد الحميد عن الاعمش عن ابى صالح عن ابى هريرة ثم ذكر رواية ابى يعلى وابن حبان والله اعلم

أثر فى ان العامل يستعمل بعض ظهر الصدقة لمصلحته فى العمالة قال ابو عبيد يروى من حديث ابن عيينة عن يحيى ابن سعيد عن اسلم ان عمر رآه يحمل متاعة على بعير من ابل الصدقة فقال فهلا ناقة شصوصا او ابن لبون بوالا الناقة الشصوص التى قد انقطع لبنها وابن اللبون البوال مع ان الابل كلها تبول اى ليس فيه نفع سوى ذلك حديث فيه انه اذا فضل عند الامام فاضلة من مال الزكاة او الفىء ان الاولى المبادرة الى انقاذها فى محالها قال الامام احمد فى غير مسند عمر حدثنا وهب بن جرير حدثنى ابى قال سمعت الاعمش يحدث عن عمرو بن قرة عن ابى البخترى عن على قال قال عمر ابن الخطاب للناس ما ترون فى فضل فضل عندنا من هذا المال فقال الناس يا امير المؤمنين قد شغلناك عن اهلك وضعيتك وتجارتك فهو لك فقال لى ما تقول انت فقلت قد اشاروا عليك فقال لى قل فقلت لم تجعل يقينك ظنا فقال

ص: 261

لتخرجن مما قلت فقلت أجل والله لأخرجن منه أتذكر حين بعثك رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا فأتيت العباس بن عبد المطلب فمنعك صدقته فكان بينكما شىء فقلت لى انطلق معى الى النبى صلى الله عليه وسلم فوجدناه خاثرا فرجعنا ثم غدونا عليه فوجدناه طيب النفس فأخبرته بالذى صنع فقال لك أما علمت ان عم الرجل صنوا ابيه وذكرنا له الذى رأينا خثورة فى اليوم الاول والذى رأينا من طيب نفسه فى اليوم الثانى فقال انكما اتيتمانى فى اليوم الاول وقد بقى عندى من الصدقة ديناران فكان الذى رايتما من خثورى له واتيتمانى اليوم الثانى وقد وجهتهما فذاك الذى رأيتما من طيب نفسى فقال عمر رضى الله عنه صدقت والله لأشكر نلك الاولى والاخرة هذا حديث حسن الاسناد جيده وهو لآئق ان يكون فى مسند على ولكن لما صدقه عمر على ذلك صلح لأن يكون فى كل من المسندين فأحببنا تقديمه سلفا وتعجيلا ولله الحمد والمئة حديث فيه الامر بكثرة الاعطاء قال البزار حدثنا يحيى بن قطن الابلى حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنينى حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن ابيه عن عمر بن الخطاب قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال ما عندى شىء اعطيك ولكن استقرض حتى ياتينا شىء فنعطيك فقال عمر ما كلفك الله هذا اعطيت ما عندى فاذا لم يكن عندك فلا تكلف قال فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قول عمر حتى عرفه فى وجهه فقال الرجل يا رسول الله بأبى وأمى ولاتخش من ذى العرش اقلالا قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بهذا امرت وقال البزار تفرد به اسحاق بن ابراهيم وليس الحافظ عن هشام بن سعد فما نعلم رواه عنه غيره وقد رواه الترمذى فى الشمائل عن هارون بن موسى الفروى عن ابيه عن هاشم

ص: 262

ابن سعد به كمان رواه اسحاق بن ابراهيم حديث فى جةاز الصدقة بجميع المال لمن أطاق الصبر على الفاقة قال الامام عبد بن حميد رحمه الله حدثنا ابو نعيم حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن ابيه قال سمعت عمر رضى الله عنه قال امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ان نتصدق فوافق ذلك مالا عندى فقلت اليوم اسبق ابا بكر رضى الله عنه ان سبقته يوما فجئت بنصف مالى فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ابقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا بكر ما ابقيت لأهلك فقال ابقيت لهم الله ورسوله قلت لا أسابقك الى شىء ابدا وهكذا رواه ابو بكر بن دراسة عن ابى نعيم ورواه ابو داود عن احمد بن صالح وعثمان بن ابى شيبة ورواه الترمذى فى المناقب عن هارون بن عبد الله ثلاثتهم عن ابى نعيم به وقال الترمذى صحيح

ص: 263

طريق اخرى قال الحافظ ابن عساكر اخبرنا ابو القاسم على بن ابراهيم حدثنا رشا بن نظيف اخبرنا الحسن بن اسماعيل حدثنا احمد بن هارون حدثنا محمد بن مسلم الواسطى حدثنا يعقوب بن محمد الزهرى حدثنا يحيى بن محمد بن حكيم حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر بالصدقة فقال عمر بن الخطاب عندى مال كثير فقلت والله لآفضلن ابا بكر هذه المرة فأخذت نصف مالى وتركت نصفه فأتيت به النبى صلى الله عليه وسلم فقال هذا مال كثير فما تركت لأهلك قال تركت نصفه وجاء ابو بكر بمال كثيرما تركت لأهلك قال تركت لهم الله ورسوله فيه ضعيف طريق اخرى قال ابن عساكر ايضا اخبرنا ابو بكر بن المذرفى حدثنا ابو الحسين بن المهتدى اخبرنا ابو القاسم عبد الله بن احمد بن على الصيدلانى عن يعقوب بن ابراهيم البزاز حدثنا عبيد الله بن الحجاج عن المنهال حدثنا ابى حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن سعيد بن المسي بان عمر بن الخطاب قال ما سبقت ابا بكر الى شىء الا سبقنى اليه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بالصدفة وحض عليها فقلت هذا اليوم اسبق فيه ابا بكر فقلت يا رسول الله عندى كذا وكذا فهو فى سبيل الله وهذه صدقتى ولى عند الله معاد وجاء ابو بكر فقال يا رسول الله عندى كذا وكذا فهو فى سبيل الله عز وجل ولله عندى معاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر وترت سيفك بغير وتر ما بين صدقتيكما كما بين كلمتيكما

ص: 264

فيه انقطاع وعلى بن زيد بن جدعان فيه كلام لكن هذا له شواهد فى الصحيح حديث اخر فى الحث على مواساة الفقراء من الجيران وغيرهم قال الامام احمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدى حدثنا سفيان عن ابيه عن عباية بن رفاعة عن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يشبع الرجل دون جاره اسناد صحيح الا ان عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج الانصارى لم يدرك عمر بن الخطاب قاله ابو زرعة الرازى والداراقطنى قال الدارقطنى ورواه قيس بن الربيع عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جدة رافع بن خديج عن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم والاول هو الصواب وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسى فى كتابه قلت وقد رواه الامام احمد بإسناده المتقدم فى موضع اخر وفيه فقال حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن ابيه عن عباية بن رفاعة قال بلغ عمر ان سعدا لما بنى القصر قال انقطع الصويت فبعث اليه محمد بن مسلمة فلما قدم اخرج زندة واروى ناره واتباع حطبا بدرهم وقيل لسعد ان رجلا فعل ككذا وكذا فقال ذاك محمد بن مسلمة فخرج اليه فحلف بالله ماقاله فقال نؤدى عنك الذى تقوله ونفعل ما امرنا به فأحرق الباب قم اقبل يعرض عليه ان يزوده فأبى فخرج فقدم على عمر فهجر اليه فسار ذهابه ورجوعه تسع عشرة فقال لولا حسن الظن بك لرأينا انك لم تؤدعنا قال بلى ارسل يقرأ عليك السلام ويعتذر ويحلف بالله ما قاله قال فهل زودك شيئا قال لا قال انى كرهت ان امر لك فيكون لك البارد ويكون لى الحار وحولى اهل المدينة قد قتلهم الجوع وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يشبع الرجل دون جاره

ص: 265

ورواه ابو يعلى عن القواريرى عن ابن مهدى واختاره الضياء فى كتابه اثر فى ذلك عن عمر قال ابن ابى الدنيا رحمه الله حدثنا اسماعيل بن ابى الحارث حدثنا يحيى بن اسماعيل حدثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال كان عمر رضى الله عنه ياتى مجزرة الزبير بن العوام بالبقيع ولم يكن بالمدينة مجزرة غيرها فيأتى معه بالدرة فاذا راى رجلا اشترى لحما يومين متتابعين ضربة بالدرة وقال الا طويت بطنك لجارك وابن عمك

ص: 266