الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الصيام
قال سعيد بن منصور حدثنا ابو عوانة عن هلال بن ابى حميد عن عبد الله ابن عكيم الجهنى قال كان عمر بن الخطاب اذا دخل شهر رمضان صلى صلاة المغرب ثم تشهد فخطب خطبة خفيفة ثم قاال اما بعد فاذا هذا الشهر شهر كتب الله عليكم صيامة ولم يكتب عليكم قيامة من استطاع منكم ان يقوم فانها من نوافل الخير التى قال الله تعالى ومن لم يستطيع منكم ان يقوم فلينم على فراشة وليتق منكم انسان ان يقول اصوم ان صام فلان واقوم ان قام فلان من صام منكم او قام فليجعل ذلك لله تعالى وافلوا اللغوفى بيوت الله عز وجل واعلموا ان احدكم فى صلاة ما انتظر الصلاة الا لا يتقدمن الشهر منكم احد ثلاث مرات الا ولا تصرموا حتى تروه الا ان يعم عليكم فان يعم عليكم العدد فعلوا ثلاثين ثم افطروا الا ولا تفطروا حتى تروا الليل يغسق على الظراب هذا اسناد جيد حسن أثر فيه استجاب امر الصبيان بالصيام قال البخارى قال عمر لنشوان فى رمضان ويلك وصبياننا صيام وضربه
وهذا الاثر قد رواه الثورى فى جماعة عن عبد الله بن سنان عن عبد الله بن ابى الهديل عن عمر بن الخطاب انه اتى بشيخ شرب الخمر فى رمضان للمنخرين والفم للمنخورين والفم وولداننا صيام ثم ضربة ثمانين وسيرة الى الشام ورواه ابو عبيد عن ابى اسماعيل المؤدب عن الاجلح عن ابن ابى الهديل عن عمر به قوله للمنخرين معناه الدعاء عليه كقوله بعدا وسحقا اى بعده الله واسحقه وكذلك كبه الله للمنخرين حديث فى رؤية الهلال قال الامام احمد رحمه الله حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا ورقاء وابو النصر عن عبد الاعلى الثعلبى عن عبد الرحمن بن ابى ليلى قال كنت مع البراء بن عازب وعمر بن الخطاب بالبقيع ينظر الى الهلال فأقبل راكب فتلقاه عمر فقال من اين جئت فقال من العرب فقال أهلت قال نعم فقال عمر الله اكبر انما يكفى المسلمين الرجل ثم قام عمر فتوضأ فمسح على خفيه ثم صلى المغرب ثم قال هكذا رأيت رسول صنع وقال ابو النضر عن ورقاء وعليه جبة ضيقة الكمين فأخرج يده من تحتها ومسح ثم رواه احمد عن يزيد عن اسماعيل عن عبد الاعلى وهو ابو عامر الثعلبى عن عبد الرحمن بن ابى ليلى قال كنت عند عمر فذكره
وهذا اسناد جيد قوى وعبد الاعلى هذا ثقة فى نفسه ولكن فى حفظه شىء وقد ضعفه احمد وابو زرعة وغيرهما وانكر يحيى بن معين هذا الحديث وقال لم يسمع ابن ابى ليلى من عمر شيئا ولم يره وكذا قال ابو زرعة والنسائى واما الحاكم ابو عبد الله النيسابورى فأخرج هذا لالحديث فى مستدركه وقال اسناده على شرط مسلم قلت فيما قاله نظر من ايصاله ومن وجهة ان عبد الاعلى هذا لم يخرج له مسلم شيئا وانما روى له اهل السنن الاربعة وقد روى الحافظ ابو الحسن الدارقطنى من حديث اسرائيل عن عبد الاعلى عن ابن ابى ليلى قال كنت عند عمر فأتاه راكب فزعم انه رأى الهلال فأمر الناس ان يفطروا ومن حديث سفيان الثورى عن عبد الاعلى عن عبد الرحمن بن ابى ليلى ان عمر اجاز شهادة رجل واحد فى رؤية الهلال فى فطر او أضحى ثم قال هكذا رواه عبد الاعلى وهو ضعيف وابن ابى ليلى لم يدرك عمر وقد خالفه ابو وائل شقيق بن سلمة فرواه عن عمر انه قال لا تفطروا حتى يشهد شاهدان حدث به الاعمش ومنصور عنه كما سيأتى وقال هو صحيح
أثر فى حكمه اذا رؤى نهارا قال ابو بكر الشافعى حدثنا عبد الله بن احمد حدثنا ابى حدثنا وكيع حدثنا الاعمش عن ابى وائل قال كنا بخانقين فأهللنا هلال شوال يعنى نهارا فمنا من صام ومنا من افطر فأتانا كتاب عمر ان الاهلة بعضها اكبر من بعض فإذا رأيتم الهلال نهارا فلا تفطروا الا ان يشهد رجلان انهما اهلاه امس طريق اخرى وقال ابو بكر الشافعى حدثنا عبد الله حدثنا ابى حدثنا هشيم حدثنا مغيرة عن ابراهيم قال كتب عمر الى عتبة بن فرقد اذا رأيتم الهلال من اول النهار فأفطروا فإنه من الليلة الماضية واذا رأيتموه من اخر النهار فأتموا صومكم فإنه لليلة المقبلة طريق اخرى وقال ايضا حدثنا عبد الله حدثنا ابن مهدى حدثنا سفيان عن مغيرة عن شباك عن ابراهيم قال بلغ عمر ان قوما رأوا الهلال بعد زوال الشمس فأفطروا فكتب اليهم يلومهم وقال اذا رأيتم الهلال قبل زوال الشمس فأفطروا واذا رأيتموه بعد زوال الشمس فلا تفطروا هذه آثار جيدة وان كان ابراهيم لم يدرك عمر أثر آخر فى رؤية الهلال قال ابن جريج اخبرت عن معاذ بن عبد الرحمن التيمى ان رجلا قال لعمر انى رأيت هلال رمضان فقال اراه معك أحد قال لا قال وكيف صنعت قال صمت فصام الناس فقال عمر يالك فقيها وهذا فيه انقطاع
وقد روى سعيد فى سننه من حديث معمر عن ابى قلابة ان رجلين رأيا الهلال فى سفر فقدما المدينة ضحى الغد فأخبرا عمر فقال لأحدهما أصائم انت قال نعم كرهت ان يكون الناس صيام وانا مفطر كرهت الخلاف عليهم وقال للآخر فأنت قال اصبحت مفطرا لأنى رأيت الهلال فقال له عمر لولا هذا لأوجعت رأسك ورددنا شهادتك ثم امر الناس فأفطروا وهذا ايضا منقطع والغرض من هذا انه رضى الله عنه كان يرى ان من يبشر برؤية الهلال فإنه لا يصوم ولا يفطر حتى يراه الناس وهو مذهب عطاء والحسن البصرى وقال الائمة الاربعة يصوم واختلفوا فى الفطر فقال الشافعى واحمد يفطر وقال مالك لا يفطر
حديث اخر قال الامام احمد حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة عن ابيه عن عاصم بن عمر عم ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اقبل الليل من ههنا وذهب النهار من ههنا فقط افطر الصائم يعنى المشرق والمغرب واخرجه الجماعة سوى ابن ماجه من طرق اخر عن هشام بن عروة به فمن ذلك ابو داود عن احمد به والبسائي عن اسحاق بن ابراهيم عن وكيع عن هشام به ورواه علي بن المديني عن سفيان وابي معاوية ووكيع قالوا حدثنا هشام بن عروة به ثم قال لا نحفظه الامن طريق هشام وهو اسناد متصل وهو من صحيح مايروى عن عمر وهكذا رواه ابو معاوية وابو اسامة وعبد الله بن نمير وعبد الله بن داود وعبدة بن سليمان كلهم عن هشام بن عروة به وقال الترمذى صحيح وقال فى موضع آخر ولا نعلمه يروى عن عمر بن
الخطاب الا من هذا الوجه بهذا الاسناد واسناده صحيح أثر فى ذلك عن عمر قال جعفر بن محمد الفريابى حدثنا عباس العنبرى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن ابن المسيب عن ابيه قال كنت جالسا عند عمر اذ جاءه راكب من اهل الشام فطفق عمر يستخبره عن حالهم فقال هل يعجل اهل الشام الافطار قال نعم قال لن يزالو بخير ما فعلوا ذلك ولم ينتظروا النجومانتظار أهل العراق وقال سفيان بن عيينة عن زياد عن سعد عن الزهرى عن سعيد ان عمر قال عجلوا الفطر ولا تنطعوا بنطع أهل العراق حديث فى استجاب تأخير السحور قال ابو القاسم الطبرانى حدثنا احمد بن القاسم بن مساور الجوهرى حدثنا محمد بن ابراهيم الجوهرى اخو ابى معمر قال اخبرنا سفيان بن عيينة عن ابراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال أرسل الى عمر بن الخطاب رضى الله عنه يدعونى الى السحور وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه الغداء المبارك
ثم قال الطبرانى لا يروى عن عمر الا من هذا الوجه ولا نعلم رواه عن ابن عيينة الا محمد بن ابراهيم اخو ابى معمر عيسى بن السرى الحجوانى الكوفى حديث فيمن اصبح جنبا قال الحافظ ابو نعيم الاصبهانى حدثنا عبد الله بن جعفر بن احمد بن فارس حدثنا ابو بشر اسماعيل بن عبد الله العبدى حدثنا يحيى ين عبد الله بن بكير البصرى حدثنى عبد الرحمن بن القاسم عن عبد الملك بن يزيد النوفلى عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بن الخطاب قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح وانه ليفض رأسه يتطاير منه الماء من غسل الجنابة فى رمضان قال الحافظ الضياء فى المختارة لا اعلم انى كتبت هذا الحديث الا بهذا الاسناد وعبد الملك بن يزيد لم يذكره البخارى ولا ابن ابى حاتم فى كتابيهما واخاف ان يكون هو يزيد بن عبد الملك النوفلى قلت هو هو وقد تكلموا فيه وله نسخة يرويها عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر قد أفرد منها الحافظ ابو بكر البزار فى مسنده قطعة سيأتى منها فى كتاب الجامع أحاديث والله اعلم وقد روى معنى هذا الحديث فى الصحاح من طرق اخر عن ادم سلمة وعائشة رضى الله عنهما وغيرهما
أثر فيمن اكل قبل الغروب هل عليه قضاء ام لا قال عبد الرزاق حدثنا معمر عن الاعمش عن زيد بن وهب قال أفطر الناس فى زمن عمر بن الخطاب فرأيت غساسا أخرجت من بيت حفصة فشربوا ثم طلعت الشمس من سحاب فكأن ذلك شق على الناس فقالوا نقضى هذا اليوم فقال عمر رضى الله عنه لم والله ما تجانفنا لإثم هذا اسناد صحيح وقد رواه ابن لهيعة لكن رواه بعضهم عن الاعمش عن المسيب عن زيد بن وهب فأدخل بينهما رجلا ورواه زيد بن اسلم عن اخيه خالد بن اسلم عن ابيه عن عمر نحوه ولم يذكر قضاء قلت وروى عن عمر القضاء من طريق على بن حنظلة عنه والله أعلم
وعلى هذا جمهور الائمة والقول الاول الجبارة بن حزم وعراة الى اكثر السلف فالله اعلم ورجح رواية زيد بن وهب على رواية على بن حنظلة بأن زيد بن وهب لم يعده احد من الصحابة وانما هو تابعى كبير ادرك زمان النبى صلى الله عليه وسلم ولم يره والله اعلم وقال ابو عبيد الجنف الميل اى لم تمل الى اثم اثر اخر قال ابو عبيد حدثنى ابن مهدى عن سفيان عن منصور عن سالم بن ابى الجعد عن عطاء عن عمر انه قال فى المضمضة للصائم لا يمجه ولكن ليشربه فان اوله خير قال ابو عبيد وهذه فى المضمضة عند الافطار وانما امر بشريه مخافة من تركه الخلوف وقد روى عن عثمان بن ابى العاص انه رخص للصائم اذا خشى العطش ان يمضمض حديث فى القبلة للصائم قال الامام احمد حدثنا حجاج حدثنا ليث حدثنا بكير عن عبد الملك بن
سيعد الانصارى عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال هششت يوما فقبلت وانا صائم فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم فقلت صنعت اليوم امرا عظيما فقبلت وانا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارايت لو تمضمضت بماء وانت صائم قلت لا بأس بذلك فقال رسول الله صلى الله وسلم ففيم ورواه على بن المدينى عن ابى الوليد الطيالسى عن الليث بن سعد به ثم قال لا أحفظه الا من هذا الوجه وهو حديث بصرى يرجع الى اهل المدينة وهو اسناد حسن واخرجه ابو داود فى الصيام من سننه عن احمد بن يونس وعيسى بن حماد والنسائى فيه عن قتيبة ثلاثتهم عن الليث بن سعد عن بكير وهو ابن عبد الله بن الاشج المدنى عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الانصارى المدينى عن جابر عن عمر به وهذا اسناد حسن كما قال على بن المدينى ولهذا اخرجه ابن حبان فى صحيحه عن ابى خليفة الفضل بن الحبان الجمحى عن ابى الوليد الطيالسى عن الليث به واختاره الضياء فى كتابه ولكن قال النسائى هذا حديث منكر وبكير مأمةن وعبد الملك بن سعيد روى عنه غير واحد ولا يدرى ممن هذا
ومما يؤيد ما قاله النسائى الحديث الاخر الذى رواه ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد رحمه الله فإنه قال حدثنا احمد بن منيع حدثنا ابو محمد الزبيرى حدثنا زيد بن حبان اخبرنا الزهرى عن سعيد بن المسيب قال كان عمر بن الخطاب ينهى الصائم ان يقبل ويقول انه ليس لأحد منكم من الحفظ ةالعفة ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن زيد بن حبان هذا هو الرقى وقد تركه احمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما واتهموه بأنه كان يشرب المسكر حتى يسكر ورثقة ابن معين فى رواية عنه قال ابن عدى لا ارى برواياته بأسا كمل بعضها بعضا حديث آخر فى معناه قال الحافظ ابو بكر البزار حدثنا قيس بن خالد العسكرى حدثنا ابو اسامة عن عمر بن حمزة عن سالم عن ابيه عن عمر قال رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى النوم فرأيته لا ينظر الى فقلت يا رسول الله ما شأنى فقال اولست المقبل وانت صائم فقلت والذى نفس عمر بيده لا اقبل وانا صائم ابدا ثم قال البزار لا اعرفه يروى الا بهذا الاسناد وقد روى عن عمر خلافة يعنى الحجيث المتقدم فى اباحة ذلك وقال ابو محمد بن حزم الظاهرى فى كتابه ما معناه ان هذا لا يعول عليه لأنه قد ثبتت الرخصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك فلا ينسخه حلم المنام وهذا الذى قاله قاله جمهور العلماء فى حكم حلم المنام اذا خالف حكما ظاهرا
او انما ذهب الى خلاف هذا شذوذ من الناس والله اعلم اثر اخر قال الدارقطنى حدثنا اسحاق بن محمد بن الفضل الزيات حدثنا محمد بن عبد الله المخرمى حدثنا يحيى بن سعيد عن سيف بن سليمان قال سمعت قيس بن سعد حدثنى داود بن ابى عاصم سمع سعيد بن المسي بان عمر بن الخطاب خرج على أصحابه فقال ما ترون فى شىء صنعته اليوم أصبحت صائما فمرت بى جارية فأعجبتنى فأصبت منها فعظم القوم عليه ما صنع وعلى رضى الله عنه ساكت فقال ماتقول قال اتيت حلالا ويوم قال انت خيرهم فتيا حديث فى حكم الصائم فى السفر والافطار قال الامام احمد حدثنا ابو سعيد حدثنا ابن لهيعة حدثنا بكير عن سعيد ابن المسيب عن عمر قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رمضان فأفطرنا فيهما هكذا رواه احمد ههنا وقد صرح ابن لهيعة بالسماع فجاد الاسناد لأنه انما يخشى من تدليسه وسوء حفظه فزال احدهما ورواه احمد ايضا عن حسن بن موسى الاشيب والترمذى عن قتيبة كلاهما عن ابن لهيعة عن زيد بن ابى حبيب عن معمر بن ابى حبيبة عن ابن المسيب أنه سأله عن الصوم فى السفر فحدث ان عمر بن الخطاب قال غزونا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى رم
…
ان غزوتين يوم بدر والفتح فأفطرنا فيهما وهذان طريقان الى سعيد بن المسيب وروايته عن عمر مرسلة فيما نص عليه يحيى ابن معين وابو حاتم وغيرهما ولد لسنتين خلتا من خلافة عمر فكان صغيرا ولهذا
استبعد يحيى بن معين ان يكون حفظ عنه شيئا قلت قد روينا انه حفظ عنه أشياء كما سيأتى فى مواضيعها من كتاب الحج وغيره ولهذا قال احمد بن حنبل من ينكر ان يكون سمع منه وقد استوعبنا الكلام فى ذلك وحررنا فى ترجمه سعيد بن المسيب من كتاب التكميل ولله الحمد والمنة أثر فى ذلك عن عمر قال الشيخ ابو الفرج بن الحوزى رحمه الله أخبرنا المبارك بن على اخبرنا محمد بن على بن ميمون حدثنا محمد بن على العلوى أخبرنا على بن عبد الرحمن البكائى أخبرنا ابو خليل محمد بن عبد العزيز الكلابى حدثنا ابى حدثنا البراء بن قيس قال كنت مع سلمان بن ربيعة فى بعث وأنه بعثنى الى عمر فى حاجة له فى أشهر الحرم فقال عمر ايصوم سلمان فقلت نعم فقال لا تصم فإنك على الجهاد أفضل من الصوم أثر فيمن تعمد إفطار يوم من رمضان بماذا يقضيه قال وكيع بن الجراح في مسندهعن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابي عن عوف بن مالك قال قال عمر بن الخطاب صوم يوم من غير رمضان وإطعام ستين مسكينا يعدل صيام يوممن رمضان
وهذا إسناد جيد وفي هذه المسألة أقوال كثيرة قد شملناهافي كتاب الصيام أثر في كراهية السفرفي أواخر الشهر إذا لم يكن ثم ضرورة قال محمد بن إسحاق عن
الزهيري عن سالم عن عمر أنه سافر في عقب شهر رمضان وقال إن الشهر قد تسعسع فلوصمنا بقيته قال أبو عبيد معناه أدبر وقني إلا أقله قال وبعضهم يقول تشعسع بين معجمة ثم مهملة وأظنه ذهب إلى الشاسع يقول إن الشهر قد ذهب وبعد ولو كان من هذا لكان تشسع والاول هو المعروف ولا معنى له عندى سواه أثر فى قضاء فى عشر ذى الحجة قال ابو عبيد حدثنى ابن مهدى عن سفيان عن الاسود بن قيس عن ابيه عن عمر انه كان يستجب قضاء رمضان فى عشر ذى الحجة وقال وما من ايام اقضى فهى رمضان أحب الى منها قال ابو عبيد نرى انه كان يستحبه لأنه كان لا يحب ان يفوت الرجل صيام العشر ويستحبه نافلة فإذا كان عليه شىء من رمضان كره ان ينتقل وعليه من الفريضة شىء فيقول فقضيها فى العشر فلا يكون يبدأ بغير الفريضة فيجتمع له الامران وليس وجهه عندى أنه كان يستجب تأخيرها عمدا الى العشر ولكن هذا لمن فرط حتى يدخل العشر وكان على رضى الله عنه يكره قضاء رمضان فى العشر وذلك لأن رأى على رحمه الله كان على ان لا يقضى رمضان متفرقا فيقول ان صام العشر ثم جاء العيد وقد بقيت عليه ايام لم يستقم له ان يصوم يوم النحر لما فيه من النهى ولم يستقم له ان يفطر فيكون قد فرق رمضان وذلك عنده مكروه فلهذا كره قضاء رمضان فى العشر ان شاء الله
حدسث فى كراهية الصوم يومى العيدين قال الامام احمد حدثنا سفيان عن الزهرى أنه سمع ابا عبيد قال شهدت العيد مع عمر بن الخطاب فبدأ بالصلاة قبل الخطبة وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين اما يوم الفطر ففطركم من صيامكم اما يوم الاضحى فكلوا من لحم نسككم ثم رواه احمد عن عبد الرزاق عن معمر ومن حديث محمد بن اسحاق كلاهما عن الزهرى به واخرجه الجماعة فى كتبهم من طرق عن الزهرى فمنها مارواه ابو داود عن قتيبة وزهير بن حرب والنسائى عن اسحاق بن ابراهيم وابن ماجة عن سهل بن ابى سهل اربعتهم عن سفيان بن عيينة عن الزهرى ومنها مارواه الشيخان من حديث مالك عن الزهرى به وقال الترمذى حسن صحيح
حديث أخر فى كراهة صوم الدهرقال الحافظ أبو يعلي الموصلي حدثنا شيبان حدثنا ابو هلال حدثنا غليلان بن جرير حدثنى عبد الله بن معبد الزمانى عن عمر بن الخطاب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ اتى على رجل فقيل ما أفطر مذ كذا وكذا قال لا صام وأفطر أو صام وما أفطر شك غيلان فلما رأى عمر غضب النبى صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله صوم يومين وافطار يوم قال ويطيق ذاك أحد قال قلت يا رسول الله صوم يوم وإفطار يوم قال ذاك صوم اخى داود قال رسول الله صوم يوم وإفطار يومين قال ومن يطيق ذاك قال يا رسول الله صوم الاثنين قال ذاك يوم ولدت فيه ويوم أنزل على النبوة قال رسول الله صوم يوم عرفة ويوم عشوراء قال أحدكما يكفر وقال الاخر ما قبلها او ما بعدها شك ابو هلال هكذا رواه الحافظ ابو يعلى وقد رواه النسائى فى الصوم عن هارون بن عبد الله بن معبد الزمانى عن ابى قتادة عن عمر بن الخطاب به وهذا أقرب وأشبه بالصواب
وقد رواه مسلم فى الصحيح واهل السنن الاربعة من حديث حماد بن زيد وشعبة بن الحجاج كلاهما عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزمانى عن النبى صلى الله عليه وسلم ابى قتادة ان شاء الله تعالى من غير ذكر عمر كما سيأتى فى مسند ابى قتادة ان شاء الله تعالى أثر عن عمر فى تأديبه من صام الدهر قال ابو محمد بن صاعد رحمه الله حدثنا الحسن بن الحسن المروزى حدثنا المعتمر سمعت اسماعيل بن ابى خالد عن ابى عمرو الشيبانى قال أخبر عمر برجل يصوم الدهر فجعل يضربه بمخفقه ويقول كل يادهر خذ يا دهر اسناد صحيح أثر أخر فيه ان عمر صام الدهر قال محمد بن عمر الواقدى عن عبد الله بن زيد بن اسلم عن ابيه عن جده قال كان عمر رضى الله عنه يصوم الدهر الواقدى وشيخه ضعيفان لكن قد روى من طريق أخرى قال جعفر بن محمد الفريابى حدثنا هشام بن عمار عن حاتم بن اسماعيل عن موسى بن عقبة عن نافع قال عبد الله كان عمر يرد الصوم الا يوم الاضحى ويوم الفطر اوفى السفر وهذا اسناد صحيح طريق اخرى قال جعفر حدثنا اسحاق بن راهوية حدثنا وكيع حدثنا الثورى عن
عبد الله عن نافع عن ابن عمر قال ما مات عمر حتى سرد الصوم صحيح ايضا طريق اخرى قال جعفر حدثنا اسحاق بن موسى الانصارى حدثنا عبدة عن عبيد الله به وقال قبل موته بسنتين وهذا صحيح ايضا وكأنه والله أعلم سرد الصوم برهة من الدهر فوافقه اجله وهو كذلك لا انه لواد صيام الدهر دائما جمعا بينه وبين ما تقدم والله اعلم أثر ابن ابى شبيبة حدثنا عن شعبة عن مسعر عن خرشة بن الحر قال كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يضرب ايدى الرجال اذا رفعوها عن الطعام فى رجب حتى يضعوها فيه ويقول انما هو شهر كان اهل الجاهلية يعظمونه هذا اسناد جيد وكذا رويناه من حديث سعدان بن يحيى وشعبة وابى نعيم كلهم عن مسعر به
حديث فى استجاب صيام ايام الليالى البيض قال الامام احمد حدثنا ابو النضر حدثنا المسعودى عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال اوتى عمر بن الخطاب بطعام فدعى اليه رجلا فقال انى صائم فقال واى الصيام تصوم لولا كراهية ان أزيد أو انقص لحدثتكم بحديث النبى صلى الله عليه وسلم حين جاءه الاعرابى بالارنب ولكن ارسلوا الى عمار فلما جاء عمار قال أشاهد أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جاءه الاعرابى بالارنب قال نعم قال انى رأيت بها دما فقال كلوها قال انى صائم قال واى الصيام تصوم قال اول الشهر وآخره قال ان كنت صائما فصم الثلاث عشرة والاربع عشرة والخمس عشرة هذا اسناد حسن جيد وليس في الكتب الستة والمسعودي وشيخه فيهما كلام وابن الحوتكية اسمه يزيد وقد رواه يوسف بن يعقوب القاضى عن محمد بن ابى بكر عن سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير كلاهما عن موسي بن طلحة عن ابن الحوتكية قال عمرمن حاضرنا يوم القاحة قال ابو ذر انا اتى رجل
بارنب فقال رجل انا رايتها تدمى فكأنه انقاها فأمر ان يأكلوا منها وكان الرجل صائما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر شيئا لاادرى ما هو قال فأين انت عن الفر البيض ثلاث عشرة واربع عشرة وخمس عشرة وقد رواه حماد بن سلمة عن حجاج بن ارطاة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن يزيد بن الحوتكية قال عبد الرحمن بن ابى حاتم لا اعلم احدا سمى ابن الحوتكية غير حجاج بن ارطاة حكاه الضياء فى كتابهالمختارة فى مسند عمر منها قلت وهذا الحديث مناسب ان يذكر فى مسند ابى ذر او عمار بن ياسر وفى مسند عمر رضى الله عنه حديث فى ليلة القدر قال الامام احمد حدثنا حسين بن على عن الزائدة عن عاصم عن ابيه عن ابن عباس قال قال عمر رضى الله عن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم ملتمسا ليلة القدر فليلتمسها فى العشر الاواخر وترا
وهكذا رواه على بن المدينى عن حسين بن على الجعفى به وقال هو حديث صالح ليس مما يسقط وليس مما يحتج به وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تثبيت هذا الحديث ورواه الهيثم بن كليب الشاشى عن عباس بن محمد بن حاتم عن حسين الجعفى به والحافظ ابو يعلى الموصلى عن ابى خيثمة عن معاوية بن عمرو عن زائدة به وقال الامام ابو بكر بن ابى شيبة حدثنا ابن ادريس عن عاصم بن كليب عن ابيه عن ابن عباس عن عمر قال لقد علمتم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطلبوها فى العشر الاواخر وترا قال الحافظ ابو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسى فى كتابه المختارة ولهذا الحديث شاهد من حديث ابن عمر وعبد الله بن عباس رضى الله عنهما حديث فى الاعتكاف قا ل الامام احمد حدثنا يحيى عن عبيد الله حدثنى نافع عن ابن عمر عن عمر انه قال يارسول الله انى نذرت فى الجاهلية ان اعتكف فى المسجد الحرام ليلة فقال له فأوف بنذرك
وأخرجه الجماعة من طرق عن عبيد الله بن عمر العمرى به وقد روى هذا الحديث على بن المدينى عن يحيى بن سعيد القطان شيخ الامام احمد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم فجعله فى مسند عبد الله ولم يذكر عمر وكذلك رواه ايضاعن سفيان بن عيينة عن ايوب عن نافع عنه ثم قال وحدثناه حفص بن غياث عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن عمر به وقال ولم اسمعه عن عمر الا من هذا الوجه فإن كان حفص حفظه فهو من مسند عمر والا فإن يحيى قد خالفه هكذا قال وقد رواه الامام احمد عن يحيى فجعله من مسند عمر فالله أعلم وقال مسلم بن الحجاج فى صحيحه حدثنا محمد بن همرو بن جبلة حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر انه جعل على نفسه يوما يعتكفه فقال النبى صلى الله عليه وسلم اوف بنذرك فهذه طريق اخرى عن عبيد الله فيما انه من مسند عمر وسنورد هذا الحديث يتمام طرقه وألفاظه فى مسند عبد الله بن عمر اذا وصلنا اليه انم شاء الله تعالى