المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب الحج قال الله تعالى يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت - مسند الفاروق لابن كثير ت قلعجي - جـ ١

[ابن كثير]

الفصل: ‌ ‌كتاب الحج قال الله تعالى يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت

‌كتاب الحج

قال الله تعالى يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ذكر بيان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول من وضع التاريخ وجعله متوطا بالأهل الهجرية ووافقه على ذلك الصحابة رضوان الله عليهم قال الامام احمد حدثنا خالد بن حبان حدثنا فرات بن سلمان عنميمون بن مهران قال دفع الى عمر رضى اللع عنه صك محلة فى شعبان فقال عمر اى

ص: 291

شعبان هذا الذى مضى او الذى هو آت أو الذى نحن فيه ثم جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ضعوا للناس شيئا يعرفونه فقال قائل اكتبوا على تاريخ الروم فقيل انه يطول وانهم يكتبون من عند ذى القرنين وقال قائل تاريخ الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فوجدوه أقام بها عشر سنين فكتب أو كتب التاريخ على هجرة رسول اللهصلى الله عليه وسلم وقال حنبل بن إسحاق حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرنى عثمان بن عبد الله قال سمعت سعيد بن المسيب قال جمع عمر بن الخطاب المهاجرين والأنصار فقال متى نكتب التاريخ فقال علي بن ابي طالب منذ خرج النبي صلى الله عليه وسلم من أرض الشرك يعني من يوم هاجر قال فكتب ذلك عمر بن الخطاب قال حنبل وحدثنى ابى اسحاق حدثنا محمد بن عمر حدثنا ابن ابى سبرة عن عثمان بن عبد الله بن رافع عن ابن المسيب قال اول من كتب التاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته فكتب لست عشرة من الهجرة بمشورة من على بن ابى طالب قال محمد بن عمر هو الواقدى حدثنا ابن ابى الزناد عن ابيه قال استشار عمر فى التاريخ فأجمعوا على الهجرة أثر عن عمر فى وجوب الحج قال الامام ابو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعى رحمه الله حدثنى اسماعيل ابن عبيد الله بن ابى المهاجر قال حدثنى عبد الرحمن بن غنم سمع عمر بن الخطاب يقول من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه يهودا مات او نصرانيا

ص: 292

رواه الحافظ ابو بكر الاسماعيلى فى مسند عمر من حديث الاوزاعى وهو اسناد صحيح عنه وقد روى من وجوه آخر مرفوعا والله أعلم أثر آخر قال محمد بن اسماعيل البصرى أخبرنا محمد بن يحيى القطعى حدثنا عبد الاعلى عن سعيدعن قتادة قال ذكر لنا ان عمر بن الخطاب قال لقد هممت أن أبعث الى الامصار فلا يوجد رجل قد بلغ سنا وله سعة ولم يحج الا ضربت عليه الجزية والله ما أولئك بمسلمين والله ما أولئك بمسلمين ورواه سعيد فى سننه وهذا منقطع بين قتادة وعمر رضى الله عنه أثر اخر قال الدارقطنى حدثنا ابو محمد بن صاعدة حدثنا ابو عبيد الله المخزومى حدثنا هشام بن سليمان وعبد المجيد عن ابن جريح قال أخبرنى عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس مثل قول قول عمر بن الخطاب السنبيل الزاد والراحلة وقد رواه ابن ماجة فى سننه من حديث ابن جريح حدثنيه عمر بن عطاء وهو ابن وراز عن عكرمة عن ابن عباس فرقعه وسيأتى الكلام عليه فى مسند عبد الله بن عباس أثر أخر قال ابو عب حدثنا يحيى بن سعيد ويزيد بن هارون عن سليمان بن

ص: 293

حيان عن موسى بن قطن عن آمنة بنت محرز عن عمر انه يقول احجو هذه الذرية لا تأكلوا أرزاقها وتدعوا ارباقها فى اعناقها قال ابو عبيد وقلت ليحيى ما وجه هذا الحديث فقال لا أعرفه فقلت إنه لم يرد بالذرية الصبيان وانما اراد النساء وفى الحديث انه رأى امراة مقتولة فقال الحق خالدا فقل له لا تقتل ذرية ولا عسيفا قال والارباق هى التى توضع فى اعناق الاسارى قال زهير أشم أبيض فياض يفكك عن أيدى العناة وعن أعناقها الربقا حديث فى فرضية الحج والعمرة قال الامام أحمد رحمه الله حدثنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة تحدث عن عمر يبلغ به وقال سفيان مرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال تابعوا بين الحج والعمرة فإن المتابعة بينهما تنقى الفقر والذنوب كما ينفى الكبير الخبث هكذا رواه ابن ماجة عن ابى بكر بن ابى شبيبة عن سفيان وهو ابن عيينة به ورواه الحافظ ابو يعلى عن القواريرى وابى خيثمة عن سفيان بن عيينة به

ص: 294

وقد رواه ابن ماجة ايضا عن ابن ابى شبيبة عن محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن ابيه عن عمر به ورواه على بن المدينى عن سفيان بن عيينة عن عاصم قال سفيان مرة كان يقول عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن ابيه عن عمر ومرة عن عبد الله بن عامر عن عمر ولا يقول عن ابيه وزاد فيه مرة ويزيدان فى العمر وضعفه سفيان جدا قال ابن المدينى وعاصم بن غبيد الله ضعيف قلت عاصم بن عبيد الله هذا هو العمرى وهو ضعيف جدا وقد اختلفوا عليه فى هذا الحديث كما قال الحافظ ابو الحسن الدارقطنى رحمه الله روى هذا الحديث زهير وابن نمير وعبدة بن سليمان وابو حفص الابار وابن بدر ومحمد بن بشر كلهم عن عبد الله بن عمر عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر عن ابيه عن عمر ابن الخطاب به وخالفهم على بن مسهر وابو اسامة ويحيى ابن سعيد فرورة عن عبيد الله بن عمر لم يذكروا فى الاسناد عن ابيه ورواه سفيان بن عيينة فجود اسناده وبين ام عاصما كان يضطرب فيه ينقص من اسناده رجلا ومرة يزيد فيه ومرة يفقه على عمر

ص: 295

قال ابن عيينة واكثر ذلك كان يقوله عن عبد الله بن عامر عن ابيه عن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال الدارقطنى وعاصم بن عبيد الله ليس بحافظ ثم أطنب الدارقطنى فى تعليله هذا الحديث وقد ذكرنا من كلامه ما فيه كفاية حديث فى فضل الحج والعمرة والجهاد قال ابو عبيد حدثنا ابن علية عن اسحاق بن سويد عن حريث بن الربيع وهو أخو حجير بن الربيع عن عمر انه قال كذب عليكم الحج كذب عليكم العمرة عليكم الجهاد ثلاثة اسفار كذبن عليكم كذب عليك كذا وكذا اى عليك به وكذلك حكى ابو عبيد عن الاصمعى ان معناه الاغراء أثر فى استجاب الحج عاما والغزو عاما قال ابو عبيدحدثنا يحيى بن سعيد عن ثابت بن سعيد الاودى عن عمرو ابن ميمون عن عمر انه قال حجة ههنا ثم أحدج شد الاحمال وتوسيقها يقال خدجت الأعمال وغيرها أحدجها قال طرفة كان خدوج المالكية غدوة خلايا سفين بالنواصف من ددقال أبو عبيد والذي يراد من هذا الحديث أنه فضل العزو على الحج بعد حجة الإسلام ولهذا قال حتى تفنى أي تهرم وهذا الذى قاله أبو عبيد رحمه الله أظهر وإن كان ذلك محتملا والله أعلم

ص: 296

حديث فيه جواز الحداء فى السفر من حج وغيره قال الإمام محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال قال عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة لو حركت بنا الركاب فقال لقد تركت قولى فقال له عمر اسمع واصنع فقال اللهم لولا انت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارحمه فقال عمر وجبت ورواه النسائي عنمحمد بن يحيى بن كثير الحراني به واختاره الضياء في كتابة أثر في ذلك عن عمر قال الإمام حدثنا ابو النصر حدثنا شريك عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامرقال سمع عمر رضى الله عنه صوت ابن المغترف الحادى فى جوف الليل ونحن منطلقون الى مكة فافضع عمر راحلته حتى دخل مع القوم فغذا هو مع عبد الرحمن يعنى ابن عوف فلما طلع الفجر قال عمر الان اسكت الان قد طلع الفجر اذكروا الله

ص: 297

اثر اخر قال ابوعبد الله بن بطة رحمه الله حدثنا ابن ابى العقب حدثنا ابو زرعة اخبرنا ابن ابى مريم اخبرنا اسامة بن زيد عن ابيه عن جده قال خرجنا مع عمر للحج فسمع رجلا يغنى فقيل يا امير المؤمنين ان لهذا يغنى وهو محرم فقال دعوة فان الغناء زاد الركب أسامة بن زيد بن اسلم قد تكاموا فيه اثر اخرقال يعقوب بن سفيان حدثنا محمدابن بشاربن عبد الله بنالزبير حدثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قالكان عمر ينهى أن ي عرض الحادى فيذكرالنساء وهو محرم هذا منقطع أثر أخر في قلة الكلفة في طريق الحج قال محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن عبدة عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامربن ربيعة قال خرجت مع عمر بن الخطاب حاجا الى أن رجعنا فما ضرب فسطاطا ولا خباء كان ياقي الكساء والنطع عاى الشجرة فيستظل به

ص: 298

اسناده صحيح أثر أخر فى خروج المرأة فى الحج مع من تأمن معه على نفسها قال البخارى قال اى أحمد بن محمد حدثنا ابرهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال أذن عمر رضى الله عنه لأزواج النبى صلى اللهعليه وسلم فى أخر حجة حجها فبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما هذا يعد من تعليقات البخارى الجيدة القوية وابلااهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف فيه ان-قطاع بين ابراهيم بن عبد الرحمن وبين عمر اللهم الا ان يقال انه سمعه من ابيه وهذا هو الظاهر ولهذا اختاره البخارى من تعليقات كتابه الصحيح أثر آخر قال الشيخ ابو الفرج عبد الرحمن بن على بن الجوزى اخبرنا سعد الخير بن محمد الانصارى اخبرنا طراد بن محمد اخبرنا ابن درقوم اخبرنا محمد بن يحيى بن عمر حدثنا على بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن حميد الاعرج عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب قال رد عمر بن الخطاب رضى الله عنه نسوة من البيداء خرجن محرمات فى عدتهن حديث فى الوقت قال البخارى حدثنا على بن مسلم حدثنا عبد الله بن نمير عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال لما فتح هذان المصران اتوا عمر فقالوا يا أمير

- 299-

ص: 299

المؤمنين ان رسول الله صلى اللله عليه وسلم حد لأهل نجد قرنا وهو جوز عن طريقنا وانا ان اردنا قرنا شق علينا قال فانظروا حذوها من طريقكم فحد لهم ذات عرق تفرد به البخارى وهو فى صحيح مسلم عن جابر كالمرفوع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حد لأهل العراق ذات عرق أثر فى كراهية الاحرام قبل الميقات قال محمد بن اسماعيل البصرى حدثنا محمد بن يحيى القطيعى حدثنا عبد الاعلى عن سعيد عن قتادة عن الحسن ان عمران بن حصين احرم من البصرة فقدم على عمر بن الخطاب فأغلظ له ونهاه عن ذلك وقال يتحدث الناس ان رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحرم من مصر من الامصار هذا منقطع اللهم الا ان يكون الحسن قد سمعه من عمران بن حصين والله أعلم حديث فى أفضلية القرآن قال الامام احمد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الاوزاعى ان يحيى بن ابى كثير حدثه عن عكرمة مولى ابن عباس قال سمعت ابن عباس يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بالعتيق اتانى الليلة آت من ولى عز وجل فقال صلى فى هذا الوادى المبارك وقل عمرة فى حجة قال الوليد يعنى ذا الحليفة ورواه البخارى فى الحج عن الحميدى عن الوليد بن مسلم وبشر بن بكر وفى المزارعة عن اسحاق بن ابراهيم عن شعيب بن اسحاق

ص: 300

وأبو داود فى الحج عن النفلى عن مسكين بن بكير وابن ماجة عن دحيم عن الوليد بن مسلم وعن ابى بكر بن ابى شبيبة عن محمد بن مصعب القرقسانى خمستهم عن الاوزاعى عن يحيى بن ابى كثير به ورواه البخارى ايضا فى كتاب الاعتصام عن سعيد بن الربيع عن على بن المبارك عن يحيى بن ابى كثير به وقد رواه على بن المدينى عن الوليد بن مسلم به وقال هذا حديث جيد الاسناد وهو صحيح من حديث عمر حديث آخر قال الامام احمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن ابى وائل ان الصبى بن معبد كان نصرانيا تعلييا اعرابيا فأسلم فسأل اى العمل أفضل فقيل له الجهاد فى سبيل الله عز وجل فأراد ان يجاهد فقيل له حججت فقال لا فقيل له حج واعتمر ثم جاهد فى سبيل الله فانطلق حتى اذا كان بالحوابط اهل بهما جميعا فرآه زيد بن صحان وسلمان بن ربيعة فقالا لهو أضل من جملة او ما هو بأهدى من ناقته فانطلق الى عمر فأخبره بقولهما فقال له هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم قال الحكم فقلت لأبى وائل حدثك الصبى فقال نعم ثم رواه احمد عن سفيان عن منصور عن ابى وائل وعن سفيان عن عبدة بن ابى لبابة عن ابى وائل به وفى آخره قال عبدة قال ابو وائل كثيرا ما ذهبت انا ومسروق

ص: 301

الى الصبى نسأله عنه ورواه ابو داود والنسائى من حديث جرير زاد النسائى وزائدة كلاهما عن منصور عن ابى وائل واسمه شقيق بن سلمة قال قال الصبى بن معبد فذكره ورواه النسائى ايضا من حديث ابن جريح عن الحسن بن مسلم عن مجاهد وغيره عن رجل من اهل العراق يقال له شقيق بمعناه ورواه ابن ماجة عن ابى بكر بن ابى بكر بن ابى شيبة وهشام بن عمار كلاهما عن سفيان ابن عيينة عن عبدة بن ابى لبابة عن ابى وائل به وعن على بن محمد عن وكيع وابى معاوية ويعلى بن عبيد ثلاثهم عن الأعمش عن شقيق بمعناه وقال الامام احمد ايضا حدثنا يحيى عن الاعمش حدثنا شقيق حدثنا الصبى بن معبد وكان رجلا نصرانيا من بنى تغلب قال كنت نصرانيا فأسلمت فاجتهدت فلم آل فاهللت بحجة وعمرة فمرت بالعذيب على سلمان بن ربيعة وزيد بن صوخان فقال أحدهما أبهما جميعا فقال له صاحبه دعه فلهو أضل بعيره قال فكأنما بعيري على عنقي فأتيت عمر رضى الله عنه فذكرت ذلك له فقال لي عمر إنها لم يقول شيئا هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ورواه أحمد بن منيع فىمسنده عن هشيم عن سيار عن أبي وائل به قلت فهو محفوظ بل متواتر إلى أبي وائل وقد صرح فيه بالتحديث عن الصبي ابن معبد فهوعلى شرط البخاري ومسلم فعجبا لهماإذ لم يخرجاه والظاهر أنهما عدلا عنه لأنه لم يرو عن الصبى بن معبد الا ابو وائل وحده لكن فى الصحيحين من هذا الضرب من الاحاديث قطعة ثم قد سمعه منه مسروق ولهذا قال الامام على بن المدينى لا اعلم

ص: 302

احدا رواه عن الصبى بن سعيد عن ابى وائل ومما حسن الحديث ان مسروقا سأل الصبى بن معبد عن هذا الحديث ثم اسند ذلك كما تقدم ثم قال وهو عندى حديث صحيح ثم قال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن ابى معشر عن ابراهيم النخعى ان عمر بن الخطاب امرالصبى ان يذبح ساة ثم قال فهذا ممايقوى حديث الصبى لان ابراهيم من الفقهاء قلت وقد روى هذا الحديث الحافظ ابو حاتم محمد بن حبان البستى فى كتابه الصحيح وقال الحافظ ابو الحسن الدارقطنى رحمه الله وقد سئل عن هذا الحديث رواه عن ابى وائل منصوربن المعتمر وسليمان الاعمش والحكم بن عتيبة وحماد بن ابى سليمان وحبيب بن ابى ثابت وعمرو بن مغيرة وسلمة بن كهيل وجندب بن حسان وسيار وثوير بن ابى فاختة ويزيد بن ابى زياد وعاصم بن ابى النجود ومجاهد بن جبير وقال فى اخره شيئا حسنا لم يذكره غيره قال ابو وائل كنت اختلف انا ومسروق بن الاجدع الى الصبى بن معبد نستدكر هذا الحديث ثم قال الدارقطنى وهوحديث صحيح واحسنها اسنادا حديث منصور الاعمش عن ابى وائل عنابى وائل عن الصبى عن عمر بن الخطاب رضى الله وهو يقدمفى الرواية عنده عن ابى وائل كما قال مجاهد عنه من ذهابه هو مسروق الى الصبى بن معبد فى هذا الحديث وهو فى مسند احمد ولم يطلع عليه الدارقطنى رحمه الله حديث اخر فى نهى عمر عن التمتع فى الحج والنكح قال الامام احمد حدثنا عبيدة بن حميد عن داود بن ابى هند عن ابى نضرة عن ابى سعيد قال خطب عمر رضى الله عنه الناس فقال ان الله عز وجل رخص لنبيه صلى الله عليه وسلم قد مضى لسبيله فاتموالحج والعمرة كما امركم الله عز وجلوحصنوا فروج هذه النساء

ص: 303

هذا اسناد صحيح ولم يخرجه احد من الصحابة الكتب لكن رؤى مسلم عن محمد بن موسى ومحمد بن بشار كلاهما عن غندرعن شعبة عن قتادة عن ابى نضرة قال كان ابن عباس يامر بالتعة وكان ابن الزبير ينهى عنها فذكرت ذلك الجابر بن عبد الله فقال على يدى دار الحديث تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام عمر قال ان الله كان يحل لرسول ما شاء وان القرآن قد نزل منازله فأتموا الحج والعمرة لله كما امركم الله وابتوا بكاح هذة النساء قلن اوتى برجل نكح امراة الى رجل رجمته بالحجارة حديث اخر قال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق قال واخبرنى هشيم عن الحجاج بن ارطاة عن الحكم بن عيينة عن عمارة عن ابى بردة عن ابى موسى ان عمر رضى الله عنه قال هى سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى المتعة ولكنى اخشى ان يعرسوا بهن تحت الاراك ثم يرحوا بهن حجاجا غريب مكن هذا الوجه وحجاج بن ارطاة فيه ضعيف لكن يشهد له الحديث الذى قبله والحديث الاخر قال النسائى فى كتاب الحج اخبرنا محمد بن على بن الحسن بن شقيق قال انبانا ابى انبانا ابى حمزة السكرى عن مطرف عن سلمة بن كهيل عن طاوس عن ابن عباس عن عمر رضى الله عنه انه قال والله انى لا انهاكم عن المتعة وانها لقى كتاب الله وقد فعلها النبى صلى الله عليه وسلم اسناد جيد

ص: 304

حديث فيه النهى عن الطيب للمحرم قال الحافظ ابو بكر البزار حدثنا ابراهيم بن الجنيد حدثنى عبد الرحمن بن مطرف حدثنى عيسى بن يونس عن ابراهيم بن يزيد عن محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عمر قال اقبلنا حتى اذا كنا بذى الحليفة احرمنا فمر بنا راكب بنفح طيبا فقال عمر من هذا قالوا معاوية فقال ما هذا يا معاوية فقال مررت بأم حبيبة ففعلت بى هذا فقال ارجع فأغسله عنك فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحاج الشعث التفل ابراهيم بن يزيد هذا هو الخورى وهو ضعيف والذى فعله معاوية هو السنة التى فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند احرامه وانما خشى عمر ان يقثدى بمعاوية من لا يعلم ذلك فيفيد جواز الطيب وتعاطيه فى الاحرام والله اعلم اثر فيه جواز الاغتسال للمحرم وانغماره بالماء حتى يغيب فيه قال الشافعى اخبرنا ابن عيينة عن عبد الكريم الجزرى عن عكرمة عن ابن عباس قال ربما قال لى عمر بن الخطاب تعال اباقيك فى الماء اينا أطول نفسا ونحن

ص: 305

محرمون اسناد صحيح أثر أخر قال الشافعى اخبرنا سعيد بن سالم عن ابن جريح اخبرنا عطاء ان صفوان ابن يعلى اخبره عن ابيه يعلى بن امية انه قال بينما عمر يغتسل الى بعير رآه استر عليه بثوب او قال له عمر يا يعلى صب على رأى فقلت امير المؤمنين اعلم فقال عمر والله ما يزيد الماء الشعر الا شعثا فسمى الله ثم أفاض على رأسه اسناد جيد وسيأتى الاثر فى مسند ابن عباس عن ابى ايوب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل وهو محرم حديث آخر قال الامام أحمد حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابى موسى قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء فقال بما أهللك فقلت بإهلال كإهلال النبى صلى الله عليه وسلم فقال هل سقت من هدى قلت لا قال طف بالبيت وبالصفا والمروة ثم حل قال فطفت بالبيت وبالصاف والمروة ثم اتيت امرأة من قومى فمشطتنى وغسلت راسى فكنت افتى الناس بذلك بإمارة ابى بكر وامارة عمر فإنى لقائم فى الموسم اذ جاءنى رجل فقال انك لا تدرى ما احدث امير المؤمنين قادم عليك فيه فائتموا فلما قدم قلت ما هذا الذى قد احدثت

ص: 306

فى شك النسك فقال اتأخذ بكتاب الله فإن الله قال واتموا الحج والعمرة لله وان نأخذ بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه لم يحل نحر الهدى ورواه مسلم والنسائى عن ابى موسى محمد بن مثنى عن ابن مهدى به والبخارى عن محمد بن يوسف عن سفيان وهو الثورى به واخرجه الشيخان من وجه آخر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابى موسى الاشعرى به لكن ذكره اصحاب الاطراف فى مسند عمر ما رواه مسلم النسائى وابن ماجة من حديث شعبة عن الحكم عن عمارة بن عمير عن ابراهيم بن ابى موسى عن ابيه عن عمر فذكر الحديث قال على بن المدينى وهذا اسناد صالح قلت والكل قريب وقد كان عمر رضى الله عنه يستجب افراد الحج عن العمرة ليفعلا على الوجه الاكمل وان كان التمتع بهما جائزا عنده كما تقدم عنه وكما دلت على ذلك السنة النبوية ولم يكن عمر رضى الله عنه ينهى عن ذلك محرما له كما اعتقده بعضعهم والله سبحانه وتعالى اعلم بالصواب فأما سقول الدارقطنى حدثنا محمد بن مخلد حدثنا على بن محمد بن معاوية البزار حدثنا عبد الله بن نافع عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ان

ص: 307

النبى صلى الله عليه وسلم استعمل عتاب بن اسيد على الحج فأفرد ثم استعمل ابا بكر سنة تسع فأفرد الحج ثم حج النبى صلى الله عليه وسلم سنة عشر فأفرد الحج ثم توفى النبى صلى الله عليه وسلم واستخلف ابو بكر فبعث عمر فأفرد الحج ثم حج ابو بكر فأفرد الحج وتوفى ابو بكر واستخلف عمر فبعث عبد الرحمن بن عوف فأفرد الحج ثم حج عمر سنية كلها فأفرد الحج ثم توفى عمر واستخلف عثمان فأفرد الحج ثم حصر عثمان فأقام عبد الله بن عباس بالناس فأفرد الحج فهذا حديث غريب وهو يدل على انهم افردوا بالحج والله اعلم حديث فى كفارات الاحرام قال الحافظ ابو يعلى الموصلى حدثنا ابو عبيد بن الفضل بن عياض حدثنا مالك بن سعير عن الاجلح عن ابى الزبير عن جابر عن عمر بن الخطاب قال ولا اراه الا انه قد رفعه انه حكم فى الضبع يصيبه المحرم بشاة وفى الارنب عناق وفى اليربوع جفرة وفى الظبى كبش هكذا رواه الاجلح بن عبد الله الكندى وفيه ضعيف عن ابى الزبير مع انه شك فى رفعه وقد رواه الامام ابو عبد الله الشافعى عن مالك انابا الزبير حدثه جابر ان عمر قضى فى الضيع بكبش وفى الغزال بعنز وفى الارنب بعناق وفى اليربوع بجفرة

ص: 308

وهذا هو الصحيح موقوف وقد رواه الامامان الشافعى واحمد واهل السنن من حديث عبد الرحمن بن ابى عمار عن جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم بقصة الضبع فقط قال البخارى والترمذى هو حديث حسن صحيح وحسنه ايضا الدارقطنى النيهقى وسيأتى تمام الكلام عليه فى مسند جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنه ان شاء الله تعالى اثر اخر قال ابو عبيد حدثنا ابن مهدى عن سفيان عن سماك بن حرب عن النعمان بن حميد عن عمر رضى الله عنه انه قضى فى الارنب بحلان اذا قتلها المحرم يعنى الجدى حديث فى النهى عن قطع حشيش الحرم قال ابو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا محمد بن يزيد ابو هشام الرفاعى حدثنا حفص بن عياث عن عبد الملك بن ابى سليمان عن عطاء عن عبيد بن عمير ان عمر رضى الله عنه رأى رجلا يخش فى الحرم فقال اما علمت ان رسول الله الله نهى عن هذا قال فشكى اليه الحاجة فرق له وامر له بشىء هكذا اورد الضياء المقدسى فى كتابه المختارة من هذا الوجه وقال الدارقطنى ورواه بعضهم عن عبد الملك بن سليمان موقوفا على عمر وكذا وراه الحجاج ابن ارطاة عن عطاء موقوفا والموقوف هو المحفوظ ورواه ابن جريح عن

ص: 309

عطاء عن عمر قوله حديث في دخول مكة قال الحافظ أبو بعلي حدثناجرير عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان قال قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة قال صلى ركعتين ورواه أبو داود عن زهير وهو ابن حرب عن جرير بإسناده ولفظه قلت لعمر كيف صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت قال صلى ركعتين ورواه علي بن المديني عن جرير به ولفظه قال قال عمر لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة دخل البيت فصلى ركعتين ثم قال هذا حديث صالح الاسناد ولم يرو عن عمر إلامن هذا الوجه أثر في القول عند رؤية البيت قال سعيد بن منصور عن سعيد بن المسيب قال سمعت هذامن عمر مابقي على الأرض سمع هذا منه غيري أنه نظر إلى البيت فقال اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام هكذا رواه سعيد بن منصور فى سننه ورواه الإمام الشافعى عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد بن المسيب عن أبيه قوله فالله أعلم حديث في استلام الحجر عند إافتتاح الطواف قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن عبيد وأبو معاوية قالا حدثنل الأعمش عن

ص: 310

إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر رضي الله عنه أنى الحجر فقال اما والله انى لأعلم انك حجر لا يضر ولا ينفع ولولا انى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ثم دنا فقبله ورواه احمد ايضا عن اسود بن عامر عن زهير عن الاعمش به ورواه البخارى وابو داود عن محمد بن مثير عن سفيان الثورى ومسلم والترمذى من حديث ابى معاوية والنسائى عن اسحاق بن ابراهيم عن عيسي بن يونس وجرير اربعتهم عن الاعمش به وقد رواه البخارى ومسلم والنسائى من طرق عن زيد بن أسلم عن ابيه عن عمر به وقال على بن المدينى روى من غير وجه عن عمر رضى الله عنه قلت هى مفيدة للقطع عند كثير من الائمة وقد أوردت منها قطعة كبيرة ههنا طريق اخرى قال احمد حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن ابراهيم بن عبد الاعلى عن سويد بن غفلة قال رايت عمر يقبل الحجر ويقول انى لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولكنى رايت ابا القاسم صلى الله عليه وسلم بك حفيا وهكنا رواه أحمد أيضا عن وكيع عن سفيان وزار فقبله والتزمه وأخرجه مسلم عن محمد بن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدى به وعن ابى بكر

ص: 311

ابن أبى شيبة وزهير بن حرب والنسائى عن محمود بن غلان كلهم عن وكيع عن سفيان الثورى به طريق اخرى قال احمد حدثنا عفان حدثنا وهب حدثنا عبد الله بن عثمان بن جثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان عمر بن الخطاب أكب على الركن فقال انى لأعلم أنك حجر ولو لم ار حبيبى صلى الله عليه وسلم قبلك واستلمك ولا قبلتك لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة وهذا اسناد صحيح ولم يخرجوه طريق اخرى قال ابو داود الطيالسى حدثنا جعفر بن عثمان القرشى من أهل مكة قال رايت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر وسجد عليه وقال ابن عباس رايت عمر بن الخطاب قبله وسجد عليه ثم قال عمر لو لم ار النبى صلى الله عليه وسلم قبله ما قبلته وهذا ايضا حسن ولم يخرجوه ولكن رواه النسائى عن عمرو بن عثمان عن الوليد ابن مسلم عن حنظلة بن ابى سفيان عن ابن عباس عن عمر به طريق اخرى قال احمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ان عمر قبل الحجر ثم قال قد علمت انك حجر ولولا انى رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ورواه مسلم عن محمد بن ابى بكر المقدمى عن حماد بن زيد عن ايوب عن

ص: 312

نافع به وقال الدارقطنى اختلف فيه على ايوب وحماد بن زيد وقد وصله مسدد والحوضى عن حماد وخالفهم سليمان بن حرب وابو الربيع وعازم فأرسلوه عن حماد بن زيد قال ابن علية عن ايوب تبينت ان حديث عمر ليس فيه نافع ولا ابن عمر قال وهو صحيح من حديث عابس بن ربيعة وسويد بن غفلة وعبد الله بن سرجس عن عمر قلت ورواه احمد بن ابى معاوية عن عاصم الاحول عن عبد الله بن سرجس عن عمر نحوه وعن غندر عن شعبة عن عاصم به ورواه مسلم والنسائى من طرق عن حماد بن زيد عن عاصم الاحول عن عبد الله بن سرجس عن عمر به ورواه ابن ماجة عن ابى بكر بن ابى شيبة وعلى بن محمد كلاهما عن ابى معاوية عن عاصم الاحول به نحوه طريق اخرى قال احمد حدثنا وميع ويحيى بن سعيد عن هشام عن ابيه ان عمر انى الحجر فقال انى لأعلم انك حجر لا يضر ولا ينفع ولا انى رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك قال ثم قبله وهذا منقطع حسن

ص: 313

طريق اخرى قال احمد حدثنا وكيع حدثنا ابن ابى ليلى عن عطاء عن يعلى بن امية عن عمر انه قال انى لأعلم انك حجر لا يضر ولا ينفع ولولا انى رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك وهذا اسناد جيد حسن ولم يخرجوه طريق اخرى قال الحافظ ابو يعلى حدثنا عثمان بن ابى شيبة حدثنا ابن ادريس عن حزام بن هشام بن حبيش بن الاشقر الخزاعى قال سمعت ابى يذكر انه راى عمر بن الخطاب يقبل الحجر ويقول اشهد انك حجر ولكنى رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك غريب حسن لأن حزام بن هشام بن حبيش بن خالد الاشقر روى عنه غير واحد منهم عبد الله ادريس ووكيع ويحيى بن يحيى وقال ابو حاتم الرازى محله الصدق واما ابوه فروى عن عمر وعامر وسراقة بن مالك وعن ابنه حزام فقط قاله ابو حاتم الرازى حديث اخر قال احمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن ابى يعفور العبدى قال سمعت شيخا بمكة فى امارة الحجاج يحدث عن عمر بن الخطاب ان النبى صلى الله عليه وسلم قال له يا عمر قلت انك رجل قوى لا تزاحم على الحجر فتؤذى الضعيف ان وجدت خلوة فاستلمه والا فاستقبله فهلل وكبر

ص: 314

اسناد جيد لكن رواية عن عمر مبهم لم يسم فلله اعلم به والغالب انه ثقة جليل فقد رواه الامام الشسافعى عن سفيان بن عيينة عن ابى يعفور العبدى واسمه وافد قال سمعت رجلا من خزاعة حين قتل ابن الزبير وكان اميرا على مكة يقول قال نبى الله صلى الله عليه وسلم لعمر يا ابا حفص انك رجل قوى فلا تزاحم على الركن فإنك تؤذى الضعيف ولكن ان وجدت خلوة فاستلم والا فكبر قال سفيان هو عبد الرحمن بن الحارث كان الحجاج استعمله منصرفة منها حين قتل ابن الزبير قلت وقد كان جليلا نبيلا وكان أحد القراء الذين ندبهم عثمان في كتابة لاصحف المام حديث أخر قال احمد حدثنا دوح حدثنا ابن جريح أخيرنى سليمان بن عتيق عن عبد الله بن باتيه عن بعض بنى يعلى بن أمية قال طفت مع عمر بن الخطاب فاستلم الركن قال يعلي فكنت مما يلي البيت فلما بلغت الركن الغربي الذي يلي الأسود جررت بيده ليستلم فقال ما شانك فقلت ألاتستلم قال ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يلي فقال أفرأيته يستلم هذين الركنين الغربين قال فقلتلا قال أفلي سلك فيه أسوة حسنة قال قلت بلى قال فانفذ عنك وهذا إسناد جيد أيضا وليس هو في شى من الكتب والسنة وجهالة ابن يعلى بن

ص: 315

أمية لا تضر لأنهم كلهم ثقات وقد رواه الإمام أحمد أيضا عن يحيى عن ابن جريح عن سليمان عن عبد الله ابن بابيه عن يعلى بن أمية نفسه فالله أعلم حديث في الاضطباع والرمل في الطواف قال أحمد حدثنا عبد الملك بن عمر حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول فيم الرملان الأن والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفي الكفر وأهله ومع هذا لا ندع شيئا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه ابو داود فى الحج من سننة عن احمد بن حنبل به واخرجه ابن ماجة عن ابى بكر بن ابى شبيبة عن جعفر بن عون عن هشام بن سعد به طريق اخرى قال مسدد فى مسنده حدثنا يزيد عن يحيى عن ابن جريح عن عبد الله بن ابى مليكة قال جاء عمر الى الحجر فقال علام نبدى مناكبنا وقد جاء الله بالاسلام ثم قال لأربكن كما رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمل

ص: 316

إسناد حسن وقال ابن عباس رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجته وفى عمره كلها وابو بكر وعمر والخلفاء

ص: 317

أثر اخر قال ابو عبيد حدثنا ابو بكر بن عياش عن عاصم عن حبيب بن شهبان انه راى عمر يطوف بالبيت وهو يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ماله هجيرا غيرها قال ابو عبيد قال الكسائى وابو زيد وغير واحد هجيره كلامه ودأبه وشأنه قال ابو عبيد والهجير كالخليفى والخطبى والرميا والهزيما والحجيزا والرديدا من الرد والمنينا من المنة وكلها مقصورة حديث اخر فى ترك الصلاة بين الطوافين قال الهيثم بن كليب الشاشى فى مسنده حدثنا ابو بكر بن ابى حيثمة حدثنا احمد بن جندب حدثنا عيسى عن عبد السلام بن ابى الجنوب عن الزهرى عن سالم بن عبد الله عن ابيه قال طفت مع عمر بالبيت فلما اتممنا دخلنا فى الثانى فقلت له انا قد اتممنا قال انى لم أوهم ولكنى رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن فأننا احب أقرن اورده الحافظ الضياء فى كتابه المختارة من هذا الوجه وهو غريب

ص: 318

وقد رواه الحافظ ابو بكر الاسماعيلى من حديث ياسين بن معاذ عن الزهرى عن سالم عن ابيه عن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن ثلاثة أسابيع لكن ياسين ضعيف أثر عن عمر فى تاخير صلاة الطواف قال البخارى وطاف عمر بعد صلاة الصبح فركب حتى صلى ركعتين بذى طوى أثر عن عمر فيما جدد عند الكعبة قال البخارى حدثنا ابو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن ابى يزيد قالا لم يكن حول البيت على عهد النبى صلى الله عليه وسلم حائط كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر فبنى حوله حائطا قال عبيد الله جدره قصير فبناه ابن الزبير رضى الله عنه اثر اخر قال الحافظ ابو بكر البيهقى اخبرنا ابو الحسين بن الفضل القطان اخبرنا القاضى ابو بكر احمد بن كامل حدثنا ابو اسماعيل محمد بن اسماعيل السلمى حدثنا ابو ثابت حدثنا الدراوردى عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة رضى الله عنها ان المقام كان فى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمان ابى ملتصقا بالبيت ثم اخبره عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهذا اسناد صحيح وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن حميد الاعرج عن مجاهد قال اول من اخر المقام الى موضعه الان عمر بن الخطاب وقال عبد الرزاق ايضا عن ابن جريح حدثنى عطاء وغيره من أصحابنا قالوا اول من نقله عمر

ص: 319

أثر اخر فيه غرابة قال الحافظ ابو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولى فى كتابه الآهاب حدثنا محمد بن المهلب حدثنا على بن جرير حدثنا حماد عن ثابت عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه المؤمن اكرم على الله من الكعبة وهذا منقطع لكن روى مثله عن ابن عمر وابن عباس وعبد الله بن عمرو ان كلا منهم نظر الى الكعبة فقال ما اعظم حرمتك والمؤمن اعظم جرمة منك

ص: 320

واسانيد ذلك جيدة والله اعلم وقال سفيان الثورى عن واصل الاحدب عن ابى وائل قال جلست مع شيبة على الكرسى فى الكعبة فقال لقد جلس هذا المجلس عمر فقال لقد هممت ان لا ادع فيها صفراء ولا بيضاء الا قسمتها بين المسلمين قلت ان صاحبيك لم يفعلا قال هما اللذان اقتدى بهما ورواه البخارى وسيأتى بتمامة فى مسند شيبة بن عثمان الحجى رضى الله عنه حديث فى السعى ثال سفيان الثورى عن عبد الكريم الجزرى عن سعيد بن جبير عن ابن

ص: 321

عمر قال رايت عمر يمشى بين الصفا والمروة وقال ان مشيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى وان سعيت فقد رايته يسعى وقال الدراقطنى حدثنا احمد بن محمد بن سعيد حدثنا حفص بن محمد ابن مروان حدثنا عبد الرزاق حدثنا عبد العزيز بن ابان قال لأبى بردة على ما ذكره ابراهيم عن عبد الله بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف لعمرته وحجته ويسعى سعيين وابو بكر وعمر وعلى وابن مسعود رضى الله عنهم ثم قال الدارقطنى وابو بردة هذا هو عمرو بن يزيد ضعيف حديث فى الدفع من المزدلفة قال الامام احمد حدثنا عبد الرزاق وعبد الرحمن اخبرنا سفيان عن ابى اسحاق عن عمرو بن ميمون قال سمعت عمر بن الخطاب قال كان المشركون لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير وكانوا يقولون اشرق ثبيركيما نغير فخافهم النبى صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل ان تطلع الشمس ورواه احمد ايضا حدثنا عفان حدثنا شعبة عن ابى اسحاق قال سمعت عمرو بن ميمون قال صلى بنا عمر يجمع الصبح ثم وقف وقال ان المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفهم ثم افاض قبل ان تطلع الشمس

ص: 322

وقد رواه البخارى وابو داود من حديث سفيان وهو الثورى به والبخارى ايضا والترمذى والنسائى من حديث شعبة به وابن ماحة من حديث حجاج بن ارطاة ثلاثتهم عن ابى اسحاق السبعى به وقال الترمذى حسن صحيح حديث فى رمى الجمرة قال ابو بكر الاسماعيلى حدثنا على بن الحسين بن حبان صاحب التاريخ حدثنا

ص: 323

ابن بكار حدثنا خديج بن معاوية حدثنا ابو اسحاق الهمدانى عن عمرو بن ميمون قال رايت عمر رضى الله عنه رمى الجمرة من بطن الوادى قال رمى رجل الجمرة فأصاب راس عمر فو الله ما أخطأت الصلعة فشجته فرأيته رفع يديه الى راسه ثم نظر فإذا الدم قد سال فو الله ما ارسل الى احد ولا سب احدا وقد روى من حديث يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب انه لما شجة ذلك الرجل قال بنو لهب وكانوا يعتافون والله لا يرمها بعد عامه هذا فكان كذلك اثر اخر قال ابو عبيد حدثنا هشيم اخبرنا حجاج عن ابن مليكة عن ابن الزبير عن عمر قال من لبد او عقص او ضفر فعليه الحلق ثم روى مثله عن على وابن عمر قوله لبد يعنى ان يجعل فى راسه شيئا من صم عاو عسل ليتلبد فلا يقمل وكذا قال يحيى بن سعيد وسألته عنه وقال غيره انما التلبيد بقيا على الشعر لئلا يشعت فى الاحرام فلذلك وجب عليه الحلق شيبه بالعقوبة له وكان سفيان بن عيينة يقول بعض هذا واما العقص والضفر فهو قتله ونسجه وكذلك التجمير ومنه حديث ابراهيم النخعى قال العاقص والضافر والملبد والمجمر عليهم الحلق اثر اخر فى بيان ما يحل بالتحح الاول قال الشافعى اخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم عن عبد الله

ص: 324

عن عمر قال اذا رميتم الجمرة فقد حل لكم ماحرم عليكم الا النساء والطيب لا يمس احد نساء طيبا حتى يطوف بالبيت اثر فى النفر الاول قال ابو عبيد حدثنى يحيى بن سعيد عن شريك عن زياد بن علاقة عن المعرور بن سويد عن عمر انه قال من شاء فلينفر فى النفر الاول الا بنى اسد بن خزيمة وحدثنى ابن مهدى عن سفيان عن واصل الاحدب عن المعرور انه سمع عمر يقول يا آل خزيمة اصبحوا وفى بعض الحديث حصبوا

ص: 325

قال ابو عبيد وانما خص بنى خزيمة وهم قريش وكنانة بذلك لقرب منازلهم من الحرم والتحصيب هو المييت فى المحصب وهو الشعب الذى يخرج الى الابطح قال وكان هذا شيئا يفعل ثم ترك قالت عائشة ليس التحصيب بشىء انما كان منزلا رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه كان اسمح للخروج حديث في توصية الحاج او المعتمر بالدعاء قال الامام احمد حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن عبد الله بن عمر عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه استاذنه في العمرة فاذن له وقال له يا اخي لائنسنا من دعائك وقال بعد في المدينة يااخي اشركنا في دعائك فقال عمر ما احب ان لي بها ما طلعت عليه الشمس لقوله يااخي هكذا رواه على بن الالمديني عم عنغندر وأبي الوليد كلاهما عن شعبة به وقال لانحفظه إلا من هذالوجه وعاصم بن عبيد الله فيه ضعف روى أحاديث مسندة وأخرجه أبو داود والحافظ أبو يعلى في مسنده جميعا عن سليمان بن حرب عن شعبة ورواه الهيثم بن كليب في مسنده عن أبي مسلم الليثي عن سليمان بن حرب وحجاج بن نصير وعمرو بن مرزوق ثلاثتهم عن شعبة به ورواه ابن ماجة في الحج من سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله العمري به وكذا رواه الترمذي في الدعوات من جامعه عن سفيان بن وكيع عن ابيه به وقال هذا حديث حسن صحيح قلت وكذا اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه

ص: 326

أحاديث في فضل الحرمين الشريفين زادهما الله تعظيما قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن يحيى بن السكن حدثنا حبان بن هلال وأملاه علينا من كتابه عن همام قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس عن عمر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد مسجد الحرام ومسجدى هذا ومسجد الأقصى وهذا إسناد جيد لكن قال البزار عقيب روايته له أخطأفيه حبان لأن هماما وغيره إنما يروونه عن قتادة عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد قلت وروى الإسماعيلي من حديث الثوري عن أبي سنان ضرار عن عبد الله ابن أبي الهذ يل قال سمعت عمر خطبنا بالروحاء فقال لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق هكذا رواه موقفا على عمر رضي الله عنه حديث أخر قال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي قال حدثني رجل من أل عمر عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولومن زار قبري أوقال من زارني كنت له شهيدا أو شفيعا ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الامنين يوم القيامة قال الحافظ أبو بكر البيهقي هذا إسناد مجهول وقد اختلف فيه فقيل ميمون بن سوار بن ميمون ثم قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو الحسن الدارقطني أخبرنا ابن عقدة حدثني داود بن يحيى حدثنا أحمد بن الحسن الترمذى حدثنا عبد الملك بن

ص: 327

ابراهيم الجدى حدثنا شعبة عن سوار بن ميمون عن هارون بن قزعة عن رجل من أل الخطاب عن النبي صلى اللله عليه وسلم أنه قال من زارني متعمدا كان في جوارى يوم القيامة ومن مات في أحد الحرمين بعث اللله في الأمنين يوم القيامة وهكا رواه الحافظ ابن عدي عن محمد بن موسى عن أحمد بن الترمذي فذكره أورده في ترجمة هارون بن قزعة وحكى عن البخارى أنه قال لا يتابع عليه وكذا قال ابن حبان والأزدي ثمرواه الدارقطني والقاسم بن عساكر من طرق صحيحة عن محمد بن الوليد والبسرى حدثنا وكيع حدثنا خالد بن أبي خالد وابن عون عن الشعبي والأسود ابن ميمون عن هارون ابن قزعة عن رجل من أل حاطب مرفوعأ نما زارنى فى حياتى وهذا الطريق والتى قبلها أمثل من رواية ابى داود الطيالسى والله اعلموقد روى هذالحديث من طريق اخر عن جماعة من الصحابةقد أفردت فى ذلك جزءاعلىحدة والله سبحانه وتعال اعلم اثر عن عمر قال ابن ماجة فى كتاب الجنائز حدثنا عبيد بن الطفيل المقرى عن عبد الرحمن بن ابى بكر بن ابى مليكة وهو المكى عن ابن ابى مليكة عن عائشة قالت لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا فى اللحد والشق فتكدموا فى ذلك حتى ارتفعت اصواتهم فقال عمر رضى الله عنه لا تصبحوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا ولا ميتا حديث آخر قال الحافظ ابو نعيم الاصبهانى حدثنا عبد الله بن جعفر اخبرنا اسماعيل بن

ص: 328

عبد الله حدثنا محمد بن سليمان القرشى حدثنا مالك بن انس عن ربيعة بن ابى عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر حدثنى عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال وضعت منيرى على ترعة من ترع الجنة ذكره الحافظ الضياء فى المختارة وحكى عن ابن ابى حاتم انه قال محمد بن سليمان بن معاذ القرشى عن مالك بن انس وعثمان بن طلحة القرشى سمع منه ابى فى ايام الانصارى وروى عنه عياد بن الوليد الغبرى ولم يذكر فيه جرحا طريق اخرى قال الحافظ ابو بكر الاسماعيلى اخبرنى احمد بن محمد بن الجعد حدثنا عبد الملك بن عبد ربه حدثنا عطاء بن زيد حدثنى سعيد عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين قبرى ومنبرى واسطوانة التوبة روضة من رياض الجنة قال عطاء ورايت ابن عمر يخفى شاربة وبهذا الاسناد عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حدث حديثا فعمل به اعطى ذلك وان كان باطلا فيه نكارة شديدة جدا والحديث الاول له شاهد فى الصحيحين والله اعلم حديث اخر قال الحافظ ابو بكر البزار حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابراهيم بن ابى الوزير حدثنا عبد العزيز بن محمد عن اسحاق بن المستورد عن عبد الرحمن بن عمرو بن حارثة الانصارى ان عمر رضى الله عنه كان ياتى مسجد قباء يوم الاثنين ويوم الخميس فجاء يوما فلم يجد فيه احدا من الناس فقال والذى نفسى بيده لقد رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابا بكر واناسا من اصحابه ونحن ننقل حجارته على بطوننا وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو اسسه بيده وجبريل يوم له الكعبة اسناد غريب وسياتى فى كتاب النكاح فى باب الوليمة حديث مرفوع فى فضل فى فضل المدينة

ص: 329

اثر اخر قال البخارى فى اخر كتاب الحج فى صحيحه حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن ابى هلال عن زيد بن اسلم عن ابيه عن عمر ضى الله عنه انه قال اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن زريع عن روح بن القاسم عن زيد ابن اسلم عن امه عن حفصة بنت عمر قالت سمعت عمر نحوه وقال هشام عن زيد بن اسلم عن ابيه عن حفصة قالت سمعت عمر رضى الله عنه انتهى ماذكر البخارى وقال الحافظ ابو نعيم الاصبهانى حدثنا سليمان بن احمد حدثنا ابراهيم بن هاشم حدثنا احمد بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن اسلم عن امه عن حفصة قالت سمعت عمر يقول اللهم قتلا فى سبيلك ووفاة فى بلد نبيك صلى الله عليه وسلم قلت وانى يكون هذا قال ياتى الله به اذا شاء قال الحافظ الدارقطنى رواه روح بن القاسم وحفص بن ميسرة عن زيد بن اسلم عن امه عن حفصة ورواه هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن ابيه عن حفصة والصحيح قول من قال عن امه قلت وسنذكر باقى الكلام عن هذا المعنى فى وفاة عمر من سيرته ان شاء الله تعالى والغرض ههنا انما هو سؤاله رضى الله عنه الوفاة ببلد الرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استجاب الله دعاءه وتقبل منه وجعله من اقرب الخلائق اليه

ص: 330

حديث فى فضل بيت المقدس قال الحافظ ابو بكر الاسماعيلى اخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن سهل الجعفرى حدثنا ابو اسامة عن عيسى بن سنان عن المغيرة بن عبد الرحمن بن محمد عن ابيه قال صليت مع عمر فى كنيسة يقال لها كنيسة مريم فى وادى جهنم فلما انصرف قال لقد كنت غنيا ان اصلى على باب من ابواب جهنم ثم تنخع وعليه قميصان سنبلانيات فأخرج احدهما فيزق فيه وذلك بعضه ببعض قلنا لو تفلت فى الكنيسة وهو مكان يشرك فيه ثم صنعت ما راينا يعنى من اتقائه ان تنخع فيه قال فانه وان كان يشرك فانه يذكر فيه اسم الله كثيرا قال ثم دخلنا المسجد فقال عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صليت ليلة اسرى بى فى مقدم المسجد ثم دخلت الى الصخرة فإذا انا بملك قائم معه آنية ثلاث فقال يا محمد واشار اليه بالآنية قال فتناولت العسل فشربت منه قليلا ثم تناولت الآخر فشربت منه قليلا ثم تناولت الآخر فشربت منه حتى رويت فإذا هو لبن فقال اشرب من الآخر فإذا هو خمر قلت قد رويت قال اما انك لو شربت من هذا لم تجتمع امتك على الفطرة ابدا ثم انطلق بى الى السماء وفرضت على الصلاة ثم رجعت الى خديجة وما تحولت عن جانبها الآخر هذا حديث غريب جدا وفى الصحيح ان خديجة ماتت قبل ان تقرض الصلاة وهو المشهور عند العلماء ان الاسراء كان بعد موت خديجة رضى الله عنها وارضاها وقد قدمنا فى ذكر المساجدوضع عمر المسجد قبلى بيت المقدس بعدما اشار كعب ان يكون من وراء الصخرة فأبى عليه ذلك وعنفه ومع ذلك لم يمتهن الصخرة بل ازاح الزبالة التى كانت عليها بردائة وكبر معه المسلمون وذلك ان النصارى لما كانوا قد استحوذوا على بيت المقدس جعلوا الصخرة مذبلة لأنها كانت قبلة اليهود ومرادهم بذلك الاقتصاص منهم لما وضعوا القمامة على الموضع الذى زعمت النصارى واليهود انه قبر المسيح صلى الله عليه وسلم ولعن اليهود والنصارى فى بهتانهم على الله وعلى رسوله

ص: 331

أثر في كون الأضحية غير واجبة قال الإمام الشافعي وبلغنا عن أبي بكر وعمر رضى الله عنهما انهما كانا لا يضيحان كراهية أن يقتدى بهما فيظن من رواه الحافظ أبو بكر البيهقي فقال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ اخبرني محمد بن أحمد بن بالويه حدثنا محمد بن غالب حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن سعيد بن مسروق عن الشعبني عن أبي سريحة قال أدركت ابا بكر وعمر وكانا لى جارين فكانا لايضحيان وهذا إسناد صحيح وقد رواه أيضا من حديث مطرف واسماعيل عن الشعبى قال بعضهم كراهية ان يقتدى بهما حديث يذكر فى باب العقيقة فيه الدلالة علىتغير الاسم لمصلحة راجعة قال الامام احمد حدثنا عفان حدثنا ابو عوانة حدثنا هلال بن ابى حميد عن عبد الرحمن بن ابى ليلى قال نظر عمر الى عبد الحميد او ابن عبد الحميد شك ابو عوانة وكان اسمه محمدا ورجل يقول له يا محمد فعل الله بك وفعل وفعل وجعل يسبه فقال امير المؤمنين عن ذلك لا والله لايدعى محمداما دمت حيا فسمى عبد الرحمن ثم ارسل الى بنى طلحة ليغير اسمائهم وهم يومئذ سبعة وسيدهم اكبرهم محمد فقال محمد بن طلحة انشدك الله يا امير المؤمنين فوالله ان سمانى محمدا يعنى الا محمد صلى الله عليه وسلم فقال عمر قوموا فلا سبيل الى شئ سماه محمد صلى الله عليه وسلم

ص: 332

حديث اخر فيه الدلالة على استجابة تغير الاسم القبيح قال الامام احمد حدثنا ابو النضر حدثنا ابو عقيل حدثنا مجالد بن سعيد اخبرنا عامر عن مسروق بن الاجدع قال لقيت عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال لى من انت قلت مسروق بن عبد الرحمن فقلت ما هذا فقال هكذا وصانى عمر بن الخطاب ورواه ابو داود وابن ماجة جميعا فى الادب عن ابى بكر بن ابى شيبة عهن ابن النضر وهو هاشم بن القاسم عن ابى عقيل واسمه عبد الله بن عقيل الثقفى الكوفى عن مجالد بن سعيد وقد تكلموا فيه ولكنه اخرج له مسلم فى المتابعات وقد رواه على بن المدينى عن ابى النضر به وقال هذا حديث صالح الاسناد وليس بالصافى وهو حديث كوفى لا نحفظه الا من هذا الوجه وابو عقيل ضعفه ابو اسامة (انتهى كلامه رحمه الله حديث اخر قال ابو يعلى حدثنا موسى حدثنا ابو احمد الزبيرى حدثنا سفيان عن ابى الزبير عن جابر عن عمر قاال ان عشت ان شاء الله لانهين ان يسمى رباح ونجيح وافلح

ص: 333

وقد رواه الترمذي وابن ماجة بدون رفعه لأخرجن اليهود والنصارى من حديث أبي احمد الزبيري ثم قال الترمذي غريب وهكذا رواه أبو أحمد وهو ثقة حافظ والمشهور عند الناس في هذا الحديث عن جابر ليس فيه عمر حديث أخر قال أبو داود حثنا هارون بن زيد عن أبي الزرقاء حدثنا أبي حدثنا هشام ابن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب ابنا له تكنى بأبي عيسى وأن المغيرة بن شعبة تكني أبا عيسى فقال له عمر اما كيفك أن تكتنى بأبيعبد الله فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني فقال إني رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر وأنافي جاجبتنا فلم يزل يكنى بابي عبد الله حتى هلك وهكذا رواه حبيب بن الشهيد عن زيد بن أسلم به وهو إسناد حسن لكن قال الدارقطني رواه حماد بن سلمة وغيره عن زيد بن أسلم مرسلا قلت هكذا أورده أصحاب الأطراف فى مسند عمر وهو مناسب ان يذكر فى مسند المغيرة بن شعبة رضى الله عنه حديث اخر قال اسد بن موسى فى فضائل الشيخين حدثنلا فضيل بن عياض عن

ص: 334

هشام بن حسان عن ابن عن ابن سيرين قال امرأة الى عمر فقالت ان اسمى عاصية فسمى باسم غيره فقال اسمك جميلة فغضبت وقالت سميتنى باسم مولاتك قال فاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقالت يارسول الله ان اسمى عاصية فحول اسمى قال انت جميلة فضحكت وقالت اتيت ابن الخطاب فقال اما علمت ان الله تعالى عند يد عمر ولسانه وقد تقدم فى كتاب الطهارة مثله من وجه اخر والله اعلم اثر فى كيفية الذبح قال الثورى عن ايوب عن يحيى بن ابى كثير عن فرائصه الحنفى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه انه قال الدكاة فى الحلق واللبة ولا تعجلوا الانفس ان تزهق

ص: 335

اثر اخر قال ابو عبيد حدثنا مروان بن معاوية الفزارى عن هشام الدستوائى وحجاج ابن ابى عثمان عن يحيى بن ابى كثير عن المعرور الكلبى عن عمر انه نهى عن الفرس فى الذبيحة قال وحدثناه عبد الله بن المبارك عن الاوزاعى عن المعرور الكلبى عن عثمان ابن عفان بذلك قال ابو عبيد ولا ارى المحفوظ الا حديث ابن المبارك قال ابو عبيد الفرس هو النخع وذلك ان ينتهى بالذبح الى النخاع وهو عظم الرقبة قال ابو عبيد اما النخع فهو كما قال واما الفرس فهو كسر رقبة الذبيحة قبل ان تبرد ومما يبين ذلك ان فى الحديث ولا تعجلوا الانفس حتى تزهق اثر فى النهى عن الخذف قال ابو عبيد حدثنا ابو بكر بن عياش عن عاصم بن ابى النجود عن زر قال قدمت المدينة فى يوم عيد فاذا رجل متلبب اعسر ايسر يمتى مع الناس كانه راكب وهو يقول هاجروا ولا تهجروا واتقوا الارنب ان يخذفها احدكم بالحصى ولكن ليذك لكم الرماح والنيل قال ابو عبيد قوله ولا تهجروا اى لا تشبهوا بالمهاجر فى الصورة الظاهرة من غير اخلاقهم كما قال تحلم وتكرم وتشجع وليس كذلك اى انه يظهر ذلك وليس فيه قال والاسل انما يطلق غالبا على الرمال ولكن قد اشتمل ههنا فيها وفى النيل ايضا

ص: 336

حديث فى الاطمعة قال الامام احمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن سليمان اليشكري عن جابر بن عبد الله ان عمر بن الخطاب قال ان رسول الله صلي الله علية وسلم لم يحرم الضب وانما قذره هذا اسناد جيد قوي صحيح تفرد باخراجه ابن ماجه من هذا الوجه عن يحيي ابن خلف عن عبد الاعلي عن سعد عن قتادة به ولكن رواه مسلم بن الحجاج من طريق اخري فقال حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن اعين حدثننا معقل عن ابى الزبير قال سالت جابر عن الضب فقال قال عمر بن الخطاب ان النبي صلي الله علية وسلم لم يحرمه ان الله ينفع به واحد ونما طعام عامة الرعاء منه ولو كان عندي اطعمته انفرد به مسلم من هذا الوجه وقد رواه ايضا من طريق اخرى في الذبائح عن ابي موسى عن ابن ابى عدى عن داود بن ابى هند عن ابى نضوة عن ابى سعيد عن عمر بنحوه اثر اخر في اجادة العجن قال ابو عبيد يروى عن هشام بن عروة عن ابى ليث مولي الانصار عن سعيد بن المسيب عن عمر انه قال املكوا العجين فانه احد الريعين قال ابو عبيد يعنى اجيدوا عجنه وانعموه والربيع والزيادة والربع الاول عند الطحن والاخر عند العجن يقال املكت العجين املاكا وملكته املكه ملكا حديث عمر انى كنت نذرت فى الجاهلية ان اعتكف يوما فى المسجد الحرام فقال اوف بنذرك

ص: 337

تقدم فى باب الاعتكاف وقد استدلوا به على صحة انعقاد النذر من الكافر حيث امره بوفاء ما نذر فى الجاهلية حدبث فى نذر اللجاج والغضب قال مسدد بن مسرهد رحمه الله فى مسنده حدثنا يزيد عن حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسي بان اخوين من الانصار كان بينهما ميراث فسأل احدهما صاحبه القسمة فقال لئن عدت تسألنى القسمة لم اكلم كابدا وكل مالى فى رتاج الكعبة فقال عمر رضى الله عنه ان الكعبة لغنية عن مالك كفر عن يمينك وكلم اخاك انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يمين عليك ولا نذر فى معيصة الرحمن ولا فيما لا تملك ورواه ابو داود فى الايمان عن محمد بن المنهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شب عن سعيد بن المسي بان اخوين من الانصارى كان بينهما ميراث فسأل احدهما صاحبه القسمة فقال ان عدت تسألنى عن القسمة فكل مالى فى وتاج الكعبة فقال له عمر ان الكعبة غنية عن مالك كفر عن يمينك وكلم اخاك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأيمين عليك ولا نذ ر فى معصية الرب وفى قطيعة الرحم وفيما لا تملك وقال على بن المدينى هذا منقطع لأن سعيد لم يسمع من عمر الا حديثا عند رؤية البيت قال وقد روى عنه غير حديث سمعت ولم يصح عندى ومات عمر وسعيد ابن ثمانى سنين أثر آخر فى معناه قال اسد بن موسى فى كتاب فضائل ابى بكر وعمر حدثنا زيد بن ابى الزرقاء عن قيس بن الربيع عن وائل عن البهى عن عمر ان عبيد الله بن عمر سب المقداد بن الاسود وعمار رضى الله عنه على نذر ان لم اقطع

ص: 338

لسانه حتى تكون وحتى لا يجترىء احد ان يسب صحابه محمد صلى الله عليه وسلم فتكلم فيه بقوله هذا اسناد لا بأس به والقول بإجراء الكفارة فى نذر اللجاج والغضب يروى عن عمر كما يروى عن عمر كما ترى وابنه عبد الله وحفصة وعائشة أم المؤمنين وابن عباس وزينب ربيبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول طاوس وعطاء ومجاهد وعكرمة والحسن وأبي الشعثاء وأبي وائل وغيرهم وهو المشهود مذهب الإمام الشافعى ومحمد بن الحسن وبه قال احمد بن حنبل وابو عبيد القاسم بن سلام واسحاق بن راهوية وابو ثور ومحمد بن نصر وابن المنذر وجمهور العلماء حتى ان الليث بن سعد رحمه الله طرد الكفارة فى نذر التبرر وهو غريب وذهب ؤالامام مالك بن انس وشيخه ربيعه وابو حنيفة فى المشهور عنه الى انه لا كفارة فى نذر اللجاج والغضب بل يجب الوفاء بما نذر وقد روى عن ابى حنيفة انه رجع عن ذلك والله اعلم وفى المسألة قول ثالث وهو انه لا يكرهه شىء لا الوفاء بما نذر وكفارة يمين وهو قول الشعبى والحكم والحارث العكلى وابن ورواية عن محمد بن الحسن نقلها ابن عبد البر وغيره واليه ذهب داود واصحابه وابو جعفر بن جرير الطيرى وابن حزم وغيرهم واما ما جاء فى توجيه هذه الاقوال ووجوه الترجيح فلسنا بصدده والله المستعان

ص: 339

حديث أخر فى النذر قال الهيثم بن كليب الشاشى فى مسنده حدثنا حدثنا ابن المنادى حدثنا علي بن بحر القطان حدثنا محمد بن سلمة أخبرني أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد عن جهم بن أبي الجارود عن سالم عن أبيه ان عمر رضي الله عنه اهدي نجيبة له فأعطى بها ثلاثمائة دينار فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني اهديت نجيبة لي أعطيت بها ثلاثمائة دينارفأبيعها بدنا فأنحرها قال لا انحرها اياها هكذا رواه الهيثم فى مسند عمر وذكره اصحاب الاطراف فى مسند ابن عمر من رواية ابى داود عن النفيلى عن محمد بن سلمة به وهو فى مسند احمد كما سياتى ان شاء الله تعالى وقد اختاره الحافظ الضياء فى كتابه المختارة من طريق الهيثم بن كليب والله اعلم وفيه دلاله على ان من نذر هديا معينا انه لا يجوز له ابداله بوجه من الوجوه حتى ولا بما هو اجود منه واكثر ثمنا وقد رواه بعضهم فقال بختية والصحيح بنجيبه وحده النجايب والله اعلم

ص: 340