الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مواطنهم:
كانت مواطنهم بالطائف [1] .
تاريخهم:
من حوادثهم التاريخية، أن قبيلة خثعم جمعت جموعا من اليمن، وغزت بني ثقيف بالطائف، فخرج إليهم غيلان بن سلمة في ثقيف، فقاتلهم قتالا شديدا، فهزمهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة وأسر عدة منهم، ثم من عليهم وقال شعرا [2] .
ومنها يوم وجّ، وهو الطائف كان بين بني ثقيف، وخالد بن هوذة.
ومنها أن بني عامر بن ربيعة، جمعوا جموعا كثيرة من أنفسهم، وأحلافهم، ثم ساروا الى ثقيف بالطائف، وكانت بنو نصر ابن معاوية أحلافا لثقيف، فلما بلغ بنى ثقيف مسير بني عامر، استنجدوا بني نصر، فخرجت ثقيف الى بني عامر، وعليهم يومئذ غيلان بن سلمة بن متعب، فلقوهم، وقاتلتهم ثقيف قتالا شديدا، فانهزمت بنو عامر بن ربيعة، ومن كان معهم. وظهرت عليهم ثقيف فأكثروا القتل [3] .
ومنها أن النبي (ص) أقام سنة 8 هـ بمكة عام الفتح، نصف شهر لم يزد على
[1] تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 309- 310.
[2]
انظر الاغاني للاصفهاني طبعة الساسي ج 12 ص 45
[3]
الاغاني للاصفهاني ج 12 ص 44. وفي معجم ما استعجم للبكري ج 1 ص 77- 79.
أن بني ثقيف عرفوا فضل الطائف فقالوا لبني عامر: ان هذه بلاد غرس وزرع، وقد رأيناكم اخترتم المراعي عليها فأضررتم بعمارتها واعتمالها ونحن ابصر بعملها منكم فهل لكم أن تجمعوا الزرع والضرع وتدفعوا بلادكم هذه إلينا فنثيرها حرثا ونغرسها أعنابا وثمارا وأشجارا ونكظمها كظائم ونحفرها أطواء ونملاها عمارة وجنانا بفراغنا لها واقبالنا عليها وشغلكم عنها واختياركم غيرها فإذا بلغت الزروع وأدركت الثمار شاطرناكم فكان لكم النصف بحقكم في البلاد ولنا النصف بعملنا فيها فكنتم بين ضرع وزرع لم يجتمع لأحد من العرب مثله.
فدفعت بنو عامر الطائف الى ثقيف عمارتها فكانت بنو عامر تجيء أيام الصرام فتأخذ نصف الثمار كلها كيلا وتأخذ ثقيف النصف الثاني وكانت عامر وثقيف تمنع الطائف من أرادهم. فلبثوا بذلك زمانا من دهرهم حتى كثرت ثقيف فحصنوا الطائف وبنوا عليها حائطا يطيف بها فسميت الطائف فلما قووا بكثرتهم وحصونهم امتنعوا من بني عامر فقاتلتهم بنو عامر فلم تصل إليهم ولم يقدروا عليهم ولم تنزل العرب مثلها دارا.
ذلك، حتى جاءت هوازن وثقيف، فنزلوا بحنين [1] ، وهم يومئذ عامدون، يريدون قتال النبي (ص) ، وكانوا قد جمعوا قبل ذلك، حين سمعوا بمخرج رسول الله (ص) من المدينة، وهم يظنون أنه إنما يريدهم، حيث خرج من المدينة فلما أتاهم أنه قد نزل مكة، أقبلت هوازن عامدين النبي (ص) ، واقبلوا معهم بالنساء والصبيان والأموال، وأقبلت معهم ثقيف، حتى نزلوا حنيناء، يريدون النبي (ص) ، فلما حدث النبي (ص) ، وهو بمكة أن قد نزلت هوازن وثقيف بحنين، يسوقهم مالك بن عوف احد بني نصر، وهو رئيسهم يومئذ، عمد النبي (ص) ، حتى قدم عليهم، فوافاهم بحنين فهزمهم، وكان الذي ساقوا من النساء والصبيان والماشية غنيمة غنمها رسول الله فقسم أموالهم، فيمن كان أسلم معه من قريش.
وفي سنة 9 هـ قدم وفد ثقيف بعد قدومه عليه الصلاة والسلام، تبوك، وكان من أمرهم أنه (ص)، لما انصرف من الطائف قيل له: يا رسول الله ادع على ثقيف، فقال: اللهم اهد ثقيفا، وأت بهم، ولما انصرف عنهم، اتبع اثره عروة بن مسعود بن متعب، حتى أدركه، فأسلم، وسأله أن يرجع الى قومه بالإسلام، فلما أشرف لهم على علية، وقد دعاهم الى الإسلام، وأظهر لهم دينه، رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله، ثم أقامت ثقيف بعد قتله أشهرا، ثم أنهم ائتمروا فيما بينهم، ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب قد بايعوا وأسلموا ان يرسلوا الى رسول الله (ص) ، فلما قدموا عليه (ص) ، ضرب عليهم قبة في ناحية المسجد، وكان خالد بن سعيد بن العاصي هو الذي يمشي بينهم وبين رسول الله (ص) ، حتى أسلموا واكتتبوا كتابهم، وكان خالد هو الذي كتبه، وكان فيما سألوا رسول الله (ص) أن يدع لهم الطاغية، وهي اللات لا يهدمها ثلاث سنين، فأبي عليهم عليه الصلاة والسلام، الا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة يهدمانها، وكان فيما سألوه مع ذلك، أن يعفيهم من الصلاة.
[1] واد الى جنب ذي المجاز.