الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلادها:
كانت ديار بكر بن وائل، من اليمامة، الى البحرين، الى سيف كاظمة، الى البحرين فأطراف سواد العراق، فالابلّة فهيت [1] .
وقد تقدمت شيئا فشيئا في العراق، فقطنت على دجلة، في المنطقة المدعوة، حتى يومنا هذا باسمهم ديار بكر، وهي بلاد واسعة تنسب الى بكر بن وائل، وحدها ما غرّب من دجلة من بلاد الجبل المطل على نصيبين، الى دجلة، ومنه حصن كيفا، وآمد، وميّا فارقين، وقد يتجاوز دجلة، الى سعرت، وجيزان، وحين، وما تخلل ذلك من البلاد، ولا يتجاوز السهل [2] .
ومن جبالها:
أسود، والطور البري. ومن أوديتها الثّرثار [3] وسلمان [4] .
تاريخها:
تعد قبيلة بكر بن وائل من أعظم القبائل المحاربة، فقد استعرت نيران الحرب بين بكر وتميم، عرفت بأيام مشهورة، منها: يوم ذى احثال، يوم السّنار، يوم سلمان، يوم الهزبر [5] ، يوم زبالة، يوم الجفار، يوم سفار، يوم ظهر، ويوم خوّى. ومن وقعاتها الحربية وقعة كانت بين بكر وتميم في موضع يقال له: السفح كانت [6] به وقعة بين بكر وتميم، ووقعة كانت بينهما في الصّليب [7] . ومن ايامهم مع بني تميم يوم العظالى، وهو آخر وقعة كانت بينهما في الجاهلية، ومن ايامهم مع تميم في الإسلام يوم القرقيط.
وقد غزت هذه القبيلة تخوم الامبراطورية الفارسية، فجهز الملك شابور حوالي سنة 330 م جيشا لتأديبها، فقتل، وسبى، وأسر عددا كبيرا من الأسرى في فارس. وكانت بكر بن وائل مع امرئ القيس بن المنذر، يوم أغار عليه حجر الكندي، فردته،
[1] صفة جزيرة العرب للهمداني ص 169.
[2]
معجم البلدان لياقوت ج 2 ص 636- 637
[3]
واد عظيم بالجزيرة يمد إذا كثرت الأمطار فأما في الصيف فليس فيه الا منافع ومياه حامية وعيون قليلة ملحة وهو في البرية بين سنجار وتكريب كان في القديم منازل بكر بن وائل واختص بأكثره بنو تغلب منهم، ويحسن للباحث أن يرجع الى مقالة شليفر في المعلمة الاسلامية، حيث ذكر فيها عدة مواطن لبكر بن وائل.
[4]
كان من مياه بكر بن وائل وربما نزلته بنو ضبة وبنو نمير في النجع.
[5]
مجمع الأمثال للميداني وفي القاموس ج 2 ص 160 الهزير.
[6]
انظر:
معجم البلدان ج 3 ص 97.
[7]
جبل عند كاظمة.
وقتلت جنوده. وأغارت بكر على بعض بوادي الشام فقتلوا ملكا من ملوك غسان واستنقذوا امرأ القيس بن المنذر. ونجح الأمير حجر آكل المرار الكندي ان يعقد تحالفا بين قبائل العرب الوسطى، ومنها بكر وتغلب، وقد أخذ هذا التحالف يتماثل للانحلال، وذلك لما دب الفساد والاضطراب بين القبائل المتحالفة، واختلف أمراء كندة على الملك، بعد وفاة الحارث بن عمرو المقصور ابن حجر آكل المرار، فوقعت حرب بين شرحبيل بن الحارث ومعه بكر والرباب، وبنو يربوع، وسلمة بن الحارث ومعه تغلب والنمر وبهراء، أسفرت عن قتل شرحبيل وانهزام شيعته.
وكان للنعمان بن المنذر من ملوك لخم بالعراق، كتيبة يقال لها: الصنائع، وهم صنائع الملك، أكثرهم من بكر بن وائل.
ومن وقعاتها الحربية يوم الوقبى، كان بينها وبين مازن، ويوم قراقر كان لمجاشع على بكر. ووقعة كانت بين بكر وبني سليط، في موضع يقال له: حداب في حزن بني يربوع، فسبوا نساهم، فأدركتهم بنو رياح وبنو يربوع، فاستنقذوا منهم نساءهم، وجميع ما كان في أيديهم من السبي. ويوم الفلج كان بين بكر بن وائل وبني كعب بن ربيعة. واشتعلت نيران الحرب بين بكر وتغلب حوالي أوائل سنة 490 م، وذلك ان البسوس، وهي خالة جساس بن مرة الشيباني، كان لها ناقة يقال لها: سراب، فرآها كليب وائل في حماه، وقد كسرت بيض حمام، كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب، فقتله، فهاجت حرب بكر وتغلب ابني وائل بسببها أربعين سنة، حتى ضربت العرب بشؤمها المثل [1] . ومن أيام بكر وتغلب يوم واردات، يوم الذّنائب، يوم التّحالق، يوم الحنو، ويوم قضّة.
ووقعة كانت بينهما عند سويقة [2] .
ووقعة كانت بينهما بجبل أسود كانت الدبرة فيه على بكر.
وقد أصلح بين بكر وتغلب لبني وائل، الملك عمرو بن هند [3] ، فقد أخذ من
[1] في معجم البلدان ج 4 ص 129:
كانت وقعة بكر وتغلب العظمى في مقتل كليب والجاهلية تسميها حرب البسوس وفيه كان يوم التحالف فكانت الدبرة لبكر بن وائل على تغلب فتفرقوا من ذلك اليوم وبعد تلك الوقعة كانت الوقائع التي جرها قتل كليب بن ربيعة حين قتله جساس ابن مرة فشتتهم اخوه المهلهل في البلاد.
[2]
في معجم البلدان ج 3 ص 199: هي هضبة طويلة مصعلكة ولا يعرف بنجد جبل أطول منها في السماء
[3]
الأغاني طبعة دار الكتب ج 11 ص 22 وفي الأغاني ج 11 ص 44 و 45: ذكر ابن الكلبي ان صلحهم مع تغلب كان عند المذر بن ماء السماء.
الحيين وهنا من كل حي مائة غلام، ليكف بعضهم عن بعض، فكان أولئك الرّهن يكونون معه في مسيره، ويغزون معه، فأصابتهم سموم في بعض مسيرهم، فهلك علمة التغلبيين، وسلم البكريون، فقالت تغلب لبكر اعطونا ديات أبناءنا، فان ذلك لكم لازم، فأبت بكر بن وائل، فحكم عمرو بن هند انه لا يلزم بكر بن وائل، ما حدث على رهائن تغلب، فتفرقوا على هذه الحال.
ومن أعظم الأيام الحربية التي خاضتها يوم ذي قار، وكان على عهد رسول الله (ص) ، وهو لبني بكر بن وائل، وقادمة بني شيبان، وبعدهم بنو عجل، على الأعاجم جنود كسرى، ومن معهم من العرب، ورئيسهم إياس بن قبيصة الطائي. وكان مكان النعمان ابن المنذر بعد قتل كسرى إياه وتحت يديه طيء وإياد وبهراء وقضاعة والعباد وتغلب والنمر بن قاسط قد رأس عليهم النعمان بن زرعة اعني النمر وتغلب. وكان سبب يوم ذي قار طلب كسرى تركة النعمان بن المنذر وكان النعمان قد تركها وترك ابنا له وبنتا عند هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود الشيباني فمنع رسول كسرى من الوصول الى ما طلب وكتب كسرى الى قيس بن مسعود ابن قيس بن خالد وكان عاملا له على الطف بان يعين اياسا فأنفذ الى قومه ليلا وحرضهم على القتال وتواطأت العرب على العجم فطارت إياد عن العجم حين تشاجرت الرماح كأنهم منهزمون وقتل الهامرز وخلابزر عامل كسرى وأسر النعمان بن زرعة التغلبي وبسبب ما صنع قيس بن مسعود استدرجه كسرى حتى أتاه فقتله [1] .
واتبعتهم بكر بن وائل يقتلونهم بقية يومهم وليلتهم، حتى أصبحوا من الغد، وقد شارفوا السواد، ودخلوه في طلب القوم، فلم يفلت منهم كبير، وأقبلت بكر بن وائل على الغنائم، فقسموا بينهم تلك اللطائم بين نائهم، فكان أول من انصرف الى كسرى بالهزيمة إياس بن قبيصة. وكانت وقعة ذي قار بعد وقعة بدر بأشهر، ورسول الله (ص) بالمدينة، فلما بلغه ذلك قال:
هذا يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا [2] .
(وفي السنة التاسعة من الهجرة النبوية اعتنق قسم من بكر بن وائل الإسلام،
[1] العمدة لابن رشيق ج 2 ص 169.
[2]
الاغاني ج 20 ص 132- 138
وبعد وفاته (ص) ، خرج الحطم بن ضبيعة، فيمن اتبعه من بكر بن وائل على الردة، فأرسل ابو بكر الصديق إليهم، حملة بقيادة العلا الحضرمي، فأعادهم الى حظيرة الإسلام.
وقد نصرت بكر بن وائل خالد بن الوليد سنة 12 هـ ضد الفرس. وحاربت مع المثنى سنة 14 هـ في العراق، وكان عددهم ستة آلاف.
وفي حروب الجمل سنة 36 هـ انقسمت بكر الى قسمين: قسم انضم الى علي، وقسم حارب مع عائشة، فقتل منهم 500 رجل، ثم صارت بكر بن وائل من أنصار علي بن أبي طالب وشيعته.
وفي سنة 65 هـ غلب عبد الله بن خازم، بعد موت يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، على مرو، وقتل سليمان وعمر ابني مرشد من بني قيس بن ثعلبة، ثم رجع الى مرو، وهرب من كان بمرو من بكر بن وائل الى هراة، وانضم إليها من كان بكور خرسان من بكر بن وائل، فكان لهم جمع كثير، عليهم أوس بن ثعلبة، فقالوا:
له نبايعك على ان تسير الى ابن خازم، وتخرج مضر من خراسان كلها، فقال لهم:
(7 ق ع) هذا بغي، واهل البغي مخزولون، ثم اقتتلوا ساعة فانهزمت بكر بن وائل، حتى انتهوا الى خندقهم، وأخذوا يمينا وشمالا، وسقط ناس في الخندق، فقتلوا قتلا ذريعا، وهرب أوس بن ثعلبة وبه جراحات [1] وقد اشتركت بكر مع المهلب بن أبي صفرة عامل عبد الله بن الزبير، في قتال الخوارج سنة 65، فقد أمّر المهلب على خمس بكر ابن وائل، عبيد الله بن زياد بن ظبيان. [2] وحاربت بكر مع مصعب بن الزبير سنة 67 هـ ضد المختار، وكان على خمس بكر مالك بن مسمع [3] واقبل داود بن قحذم سنة 71 هـ، بعد مقتل مصعب ابن الزبير، في مأتين من بكر ابن وائل، عليهم الأقبية الداودية، وبه سميت، فجلس مع عبد الملك بن مروان على سرير، فأقبل عليه عبد الملك، ثم نهض، ونهضوا معه، فأتبعهم عبد الملك بصره، فقال: هؤلاء الفساق، والله لولا ان
[1] تاريخ الطبري ج 7 ص 44- 47
[2]
تاريخ الطبري ج 7 ص 87، 88
[3]
تاريخ الطبري ج 7 ص 147