الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المستراد [1] وانقرة [2] . ومن مياههم لصاف [3] ، واللّفاظ.
تاريخهم:
كان لإياد شرف في أهل تهامة، ومنزلة فيهم، وعز ومنعة. وفي أوائل القرن الثالث الميلادي [4] انفردت مضر برياسة الحرم، فاضطرت إياد لان تهاجر إلى العراق، فظعنت إياد من منازلها، ونزلوا سنداد بناحية سواد الكوفة فأقاموا بها دهرا [5] ، ثم انتشروا فيما بين سنداد وكاظمة والى بارق والخورنق وما يليها، واستطالوا على الفرات حتى خالطوا أرض الجزيرة، فكان لهم موضع دير الأعور ودير الجماجم ودير قرّة، وكثر من بعين أباغ منهم حتى صاروا كاليل كثرة، وبقيت هنالك تغير على من يليها من أهل البوادي، وتغزو مع ملوك آل نصر المغازي.
وقد حاربت إياد الأعاجم وهزمتهم بشاطئ الفرات العربي، ثم غزاهم أنوشروان فقتل منهم ونفاهم عن أرض العراق، فنزل بعضهم الجزيرة وأرض الموصل كلها، فبعث أنوشروان أناسا من بكر بن وائل مع الفرس، فنفوهم عن تكريت والموصل الى قرية يقال لها: الحرجية، فالتقوا بها، فهزمتهم الفرس، وقتلتهم، فساروا حتى نزلوا بقرى من أرض الروم، وسار بعضهم الى حمص وأطراف الشام.
ودانت إياد لغسان، وتنصروا، ولحق أكثرهم بلاد الروم، فيمن دخلها مع جبلة بن الأيهم من غسان وقضاعة وغيرهم، وبقايا من بقاياهم، فتفرقوا في أجناد الشام ومدائنها [6]
[1] موضع في سواد العراق.
[2]
من بلاد آسيا الوسطى. قال شليفر في دائرة المعارف الاسلامية، ونجد لاياد مواطن متفرقة في الشام مثل أنطاكية وحمص وحلب وفي القسم اليوناني في آسية الصغرى وفي بكراس وغيرهما.
[3]
ماء بالقرب من شرح ناظرة وهو من مياه إياد القديمة.
[4]
دائرة المعارف الاسلامية.
[5]
وفي الأغاني ج 15 ص 93: أنه لما أصابتهم السنة تفرقوا ثلاث فرق فرقة سلكت في البحر فهلكت وفرقة قصدت اليمن وفرقة قصدت أرض بكر بن وائل.
[6]
انظر معجم ما استعجم للبكري ج 1 ص 67- 76 وقال الأصفهاني في الأغاني ج 2 ص 23- 25:
…
ولحقت إياد بأطراف الشام ولم تتوسطها خوفا من غسان يوم بأطراف ولاجتماع قضاعة وغسان في بلد خوفا من. أن يصيروا يدا واحدة عليهم فأقاموا حتى أمنوا ثم أنهم تطرفوهم إلى أن لحقوا بقومهم ببلد الروم بناحية أنقرة. وقال شليفر في دائرة المعارف الاسلامية:
في وائل القرن السادس دخلت إياد بلاد الفرس وعبروا الفرات، فصدتهم فصيلة من فرسان الفرس وأبادتهم عن بكرة أبيهم قرب الكوفة، وأراد كسرى أنوشروان أن يثأر لنفسه ويدفع عنه عدوان بنى إياد، فأرسل جيشا أمر عليه مالك بن حارثة، وكان في هذا الجيش فصيلة من بكر بن وائل، فأخذوا على غرة ولاذوا بالفرار فأتبعهم الفرس
…
ويقال: إنهم لجأوا اثر هذه الهزيمة إلى الشام، ووصل فريق منهم إلى أنقرة، وما صاقبها من البلاد.
وقد حاربوا في وقعة عين تمر في صفوف الفرس، تحت امرة مهران بن بهرام [1] كما استعانت الروم بهم سنة 12 هـ وذلك أنه لما اجتمع المسلمون بالفراص، حميت الروم واغتاظت، واستعانوا بمن يليهم من مسالح أهل فارس، وقد حموا واغتاظوا واستمدوا تغلب وإيادا والنّمر، فأمدوهم [2] . وحاربت إياد مع الروم سنة 16 هـ ضد جيش سعد بن أبي وقاص [3] .
وخرج الوليد بن عقبة سنة 17 هـ، حتى قدم على بني تغلب وعرب الجزيرة، فنهض معه مسلمهم وكافرهم، إلا إياد ابن نزار فإنهم ارتحلوا بقيتهم، فاقتحموا أرض الروم، فكتب بذلك الوليد الى عمر بن الخطاب [4] .
وفي خلافة عمر بن الخطاب في ربيع عام 17 هـ، 638 م، قام هرقل عاهل الروم بآخر محاولة له في استعادة الشام التي أخذها المسلمون، فأرسل جيشا كبيرا كان فيه إياد والقبائل التي حول الفرات والدجلة الى حمص، فبدأ بحصارها، وفي تلك الأثناء غزا المسلمون الجزيرة، وفتحوا تكريت، يساعدهم سرا نصارى العرب بالمدينة، وكان بينهم إياد الذين اعتنقوا الإسلام عندئذ. ولما علمت قبائل الجزيرة التي تحاصر حمص، بخبر غزو المسلمين الجزيرة، ودنو جندهم، تركوا جيش الروم ليدافعوا عن وطنهم المهدد، وفاوض عرب قنسرين وحلب وغيرهما من مدن الشام في جيش الروم، خالد بن الوليد سرا، وهاجموا الروم، فهزمهم هؤلاء، وركنوا الى الفرار ورجع من بقي من جنود جيش الروم، وفيهم بنو إياد الى كليكية، فتبعهم المسلمون وأفنوا أغلبهم.
ولما جاءت سنة 18 هـ 639 م، وخلف إياد بن غنم أبا عبيدة في ولاية حمص وشمالي الشام وبلاد الجزيرة، خضعت كل قبائل الجزيرة، واعتنقت الإسلام ما عدا إياد فإنهم هربوا الى كبادوكية بآسية الصغرى [5] .
ثم بعث عمر بن الخطاب رسلا من عنده الى هرقل، معهم المصاحف، الى
[1] دائرة المعارف الاسلامية.
[2]
تاريخ الطبري ج 4 ص 26.
[3]
تاريخ الطبري ج 4 ص 186
[4]
تاريخ الطبري ج 4 ص 179
[5]
دائرة المعارف الاسلامية.