المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

من هدي السلف في طلب العلم جمع وترتيب: د. محمد بن - من هدي السلف في طلب العلم

[محمد بن مطر الزهراني]

الفصل: من هدي السلف في طلب العلم جمع وترتيب: د. محمد بن

من هدي السلف في طلب العلم

جمع وترتيب: د. محمد بن مطر الزهراني

بسم الله الرحمن الرحيم

ال‌

‌مقدمة

الحمد لله البرّ الرحيم، الواسع العليم ذي الفضل العظيم، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد النبي الكريم، أما بعد:

فإن من أهم ما يبادر به اللبيب شرَخَ شبابه، ويدئب نفسه في تحصيله واكتسابه حسن الأدب الذي شهد الشرع والعقل بفضله، واتفقت الآراء والألسنة على شكر أهله، وإن أحق الناس بهذه الخصلة الجميلة، وأولاهم بحيازة هذه المرتبة الجليلة أهل العلم الذين حلوا به ذرا المجد والسناء، وأحرزوا به قصب السبق إلى وراثة الأنبياء، لعملهم بمكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآدابه، وحسن سيرة الأئمة الأطهار من أهل بيته وأصحابه، وبما كان عليه أئمة علماء السلف، واقتدى بهديهم فيه مشايخ الخلف 1.

وبعد، فهذه وُريقات جمعت فيها بعض ما وقفت عليه من هدي السلف الصالح رحمهم الله ورضي عنهم - في طلب العلم، وقد اقتصرت فيها على ما يتعلق بهدي الطالب وبرنامجه في أثناء طلبه للعلم، وقد اكتفيت فيها بجمع المتفرق وترتيب المختلط، محاولاً الانتقاء من النصوص أجمعها وعلى المعنى المراد أدلها مع بعض التعليقات اليسيرة، وهذا أحد أقسام التأليف كما ذكرها صاحب "كشف الظنون" في مقدمته 2.

وكان السبب الحامل على هذا العمل ثلاثة أمور:

الأول: إلحاح كثير من إخواننا الطلبة، ورغبتهم في معرفة منهج السلف في طلب العلم وهديهم وسمْتهم في ذلك، مع تقاصر همم هؤلاء الطلبة عن تحصيل ذلك من منبعه الأصل؛ كتب السلف أنفسهم، وهي كثيرة ومتوفرة.

الثاني: ما لاحظته من الفوضى في طلب العلم المنتشرة بين كثير من الطلبة

1 اقتباس من مقدمة ابن جماعة لكتابه تذكرة السامع والمتكلم، لمناسبته لموضوع البحث.

2 انظر كشف الظنون (1/35) .

ص: 5

اليوم الذين افتقدوا أول ما افتقدوا من هدي السلف: آداب الطلب، وأخلاق طالب العلم، ثم هدي وسمت العلماء في العلم والعمل فتزبّبوا قبل أن يتحصرموا، لأنهم لم يسلكوا طريق السلف في التدرج في طلب العلم وفق منهج علمي صحيح واضح، كما ابتلوا أيضاً بالعجلة والتسرع وقلة الفهم، فنتج عن ذلك سرعة الملل والضجر.

الثالث: أنني رأيت المصنفات في هذا الموضوع حديثاً، اقتصرتْ على الآداب العامة لطلب العلم، وخلت من ذكر برنامج عملي للطالب في أثناء تعلمه، هذا فيما وقفت عليه منها.

وقد سميته "من هدي السلف في طلب العلم" وذلك أن منهجهم وهديهم في ذلك أكبر وأوسع مما جمعت، وهذا بعضه، لأنني قصرتُ ما جمعت على ما رأيت الحاجة ماسّة إليه الآن لإخواني من طلبة العلم، وجعلته في ثلاثة فصول:

الأول: في أُسس هديهم ومنهجهم في طلب العلم.

والثاني: في العلم المراد تعلّمه.

والثالث: برنامج عملي لطالب العلم أثناء طلبه العلم.

وقدمت بين يدي تلك الفصول بتمهيد حول اهتمام السلف بآداب الطلب ووسائل تثبيت العلم والتثبّت فيه، وختمته بمُلحقين:

الأول: حول طريقة تعليم المتعلم وإرشاد المعلّم في تعليمه كما يراها ابن خلدون، وعبد القادر بن بدران، وابن باديس.

والثاني: أرجوزة في آداب التعلّم والتفقّه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله الصادق الآمين.

وكتبه: د. محمد بن مطر الزهراني

في تاسع ذي الحجة

من عام سبعة عشر بعد الأربعمائة وألف

بالمدينة النبوية حرسها الله

ص: 6