المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأما طريقة النقل من تلك المصادر: - منهج العلامة القسطلاني في كتابه «إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري»

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

الفصل: ‌وأما طريقة النقل من تلك المصادر:

‌وأما طريقة النقل من تلك المصادر:

فينقل باختصار، مع العزو إلى الكتاب (1)، وربما يختصر من الكتاب دون أن يشير إلى ذلك، خاصة إن كان النقل من مصدرين، أو مصدر مع زيادة عليه، وهذا الصنيع عادة متبعة، ولا تستنكر في القرون السالفة (2)

(1) ينظر مثلاً: «إرشاد الساري» (1/ 477)، (3/ 211، 209)، (5/ 46، 47، 102)، (10/ 31، 86، 143، 179).

(2)

ينظر: «كتب حذر منها العلماء» للشيخ: مشهور سلمان (2/ 372).

فائدة: حصلت منافرة شديدة بين القسطلاني والسيوطي، قال العيدروس في

«النور السافر» (ص 165)، وعنه: ابن العماد في «شذرات الذهب» (10/ 169) في ترجمة القسطلاني: (ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغضُّ منه، ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمدُّ منها، ولا ينسبُ النقلَ إليها، وأنه ادَّعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا (الأنصاري)، فألزمه ببيان مُدَّعاه، فعدَّد مواضع قال: إنه نقل فيها عن البيهقي، وقال: إن للبيهقي عدَّةَ مؤلفات فليذكر لنا ذكَرَ في أي مؤلفاته؟ لنعلم أنه نقل عن البيهقي.

ولكنه رأى في مؤلفاتي ذلك النقل عن البيهقي فنقله برُمَّتِه، وكان الواجب عليه أن يقول: نقل السيوطي عن البيهقي.

وحكى الشيخ جار الله ابن فهد أن الشيخ رحمه الله قصد إزالة ما في خاطر الجلال السيوطي فمشى من القاهرة إلى الروضة إلى باب السُّيوطي، ودقَّ الباب فقال له: مَن أنت؟ فقال: أنا القسطلاني جئتُ إليك حافياً، مكشوف الرأس؛ ليطيب خاطرُكَ عليَّ، فقال له: قد طابَ خاطري عليك ولم يفتح له الباب، ولم يقابله.

قال العيدروس: وبالجملة فإنه كان إماماً حافظاً مُتقِناً، جليلَ القدر، حسَنَ التقرير والتحرير، لطيفَ الإشارة، بليغَ العبارة، حسنَ الجمعِ والتأليف، لطيفَ الترتيب والترصيف، زينةَ أهل عصره ونقاوةَ ذوي دهرِه، ولا يقدحُ فيه تحاملُ معاصريه عليه، فلا زالَتْ الأكابر على هذا في كل عَصر). انتهى من «النور السافر» .

وقد كتَبَ السيوطي إثر هذه المنافرة مقامتَهُ الشهيرة: (الفارق بين المصنف والسارق)، وهذا كلُّه من باب كلام الأقران وتغايرهم، يُطوى ولا يُروى، ومن نظر في مؤلفات القسطلاني عَلِمَ دقته وأمانته، وكثرة عزوه للمصادر ـ رحم الله علماء الإسلام جميعاً ـ.

وانظر في مسألة كلام الأقران: «كلام الأقران بعضهم في بعض» لمصطفى باحو، و

«موقف علماء الجرح والتعديل من جرح الأقران» د. عماد بن علي بن حسين.

ص: 34

وقد أشار العلَاّمة القسطلاني رحمه الله في مقدمة شرحه (1) إلى «شروح صحيح البخاري» وذكر عن بعضها: أنه استوفى مطالعته، أو طالَعَ الكثير منه، أو وقف عليه، أو وقف على جزء منه، أو يصف الكتاب بما يدل على

(1)«إرشاد الساري» (1/ 41 وما بعدها).

ص: 35

اطلاعه عليه، ومن هذه الشروح:

شرح: الخطابي، والتيمي، وابن بطال، وابن التين، ومغلطاي، ومختصر للتباني، والعنتابي، وابن الملقن، والبرماوي، والكرماني، والبرهان الحلبي، وابن حجر العسقلاني، والعيني، والمراغي، والدماميني، والسيوطي، وشرح النووي قطعة من أوله إلى آخر كتاب الإيمان، وابن رجب قطعة بخطه، وابن أبي جمرة على المختصر، والزركشي في التنقيح، والبلقيني، والزركشي في كتاب له آخر غير التنقيح، وانتقاض الاعتراض لابن حجر، وكذا تغليق التعليق، وشرح عبدالرحيم العباسي الشافعي .....

وهناك مصادر كثيرةٌ جداً في: التفسير، ومصادر متون الحديث، والتاريخ، والفقه، وغيرها، وهي ظاهِرةٌ لكل من يُطالِع الكتاب ..

من ذلك: «شرح القاضي عياض على صحيح مسلم» ، و «شرح النووي على صحيح مسلم» ، و «المجموع شرح المهذب» (1)، و «روضة

(1)«إرشاد الساري» (1/ 282)

ص: 36

الطالبين» (1) كلاهما للنووي، و «تاريخ الإسلام» للذهبي (2)، و «تفسير ابن كثير» ، و «تفسير البيضاوي» (3)، و «تنقيح المقنع» من كتب الحنابلة (4)، وابن دقيق العيد. (5)

ومن مصادر في الشرح أيضاً: تعليقات وتصحيحات الشيخ: زكريا الأنصاري على «إرشاد الساري» ، كما في النقل الآتي: قال الغزي عن القسطلاني: (ألَّفَ شرحه على البخاري قبل أن يُؤلِّفَ شيخ الإسلام القاضي: زكريا، شرحه عليه، وكان يقول للشيخ: عبدالوهاب الشعراوي: (6): أَحْضِرْ عند شيخ الإسلام شرحي، فمهما وجدته خالفني

(1)«إرشاد الساري» (1/ 439).

(2)

«إرشاد الساري» (1/ 31).

(3)

«إرشاد الساري» (3/ 211).

(4)

«إرشاد الساري» (3/ 311)، (3/ 213).

(5)

«إرشاد الساري» (10/ 31).

(6)

صاحب الطبقات، الصوفي المعروف (ت 973 هـ)، يقال: الشعراوي، والشعراني، ينظر ترجمته في:«الكواكب السائرة» للغزي (3/ 157)، «خلاصة الأثر» للمحبي

(2/ 364)، «الأعلام» للزركلي (4/ 180).

ص: 37