الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"عندما نعترف بمشاعر الولد نسدي له خدمة عظيمة. إننا نضعه أمام واقعه الداخلي، وإذ يكون واضحا أمام ذلك الواقع يستجمع قوته ليبدأ الكفاح"(1).
ثالثا: الأسلوب الإيماني:
بحيث نمزج تواصلنا معه، بطلب رضا الله عنه، والوصية بتقوى الله عز وجل، ونشد الولد للمراقبة الذاتية لربه تعالى، التي تجعله دائم التطلع إلى ربه عز وجل. وفي وصية لقمان لولده:{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)} [سورة لقمان 31/ 16].
وكان بعض سلفنا الصالح إذا أخل الولد بشأن شرعي قال له: إن الله يراك.
رابعا: الأسلوب الإيجابي:
إذا كانت الدراسات النفسية تؤكد بأن الإنسان يتم بناء شخصيته بنسبة 80% (2) خلال السنوات السبع الأولى، ويمدها أصحاب البرمجة العصبية اللغوية إلى 90%، فإنه لم يبق سوى 20 أو 10% حتى يصل إلى 18 سنة؛ حيث تكتمل البرمجة الإنسانية.
خلال الفترة الأولى يتلقى معظم أطفال اليوم من 50000 إلى 150000 رسالة سلبية، في مقابل 400 - 600 رسالة إيجابية، على وجه التقريب، والتفاوت بين الناس (3).
(1) كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك، وتصغي إليهم عندما يتحدثون، لأديل فابر، وإيلين مازلش:47.
(2)
ذكر ذلك عدد من علماء النفس والمختصين، ومنهم: الدكتور علي راشد ، أستاذ التربية بجامعة حلوان ، مؤكدا دور مرحلة الطفولة في تكوين 80% من شخصية الإنسان. مقالة: الخيال العلمي يحدد شخصية الطفل، موقع أخبار مصر news.egypt.com، تاريخ الدخول الأربعاء، 29 نيسان، 2009 م، 4/ 5/1430هـ.
(3)
أخذت المعلومة من المدري فهد باهمام في برنامج دبلوم البرمجة العصبية اللغوية في الرياض في 6 أغسطس 2003م.
وبعد ذلك نسأل عن الانحراف، والجنوح، والتخلف الدراسي، والعقوق!!
إن مما اتفق عليه النفسيون أن الإنسان ينطبع بالصفات التي تلصق به، فإذا نودي بالعنيد أثبت ذلك بالعناد، وإذا نودي بالغبي تخلف، وإذا نودي بالمشاغب، استشاط ليثبت جدارته بهذا اللقب البطولي.
فلماذا لا يقلب المربون الألفاظ؛ ليعيدوها إلى طبيعتها؛ أنت إنسان طيب، خلوق، مطيع، محب لإخوانك، تؤثر أصدقاءك، تحب القراءة والمذاكرة، وغيرها من الصفات التي توحي فعلا للابن أن يحمل هذه الصفات فيبدأ في التغيير نحو الأفضل.