الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولاً: تعريفات خاصة:
من
معاني الاتصال
في اللغة:
وصل الشيء بالشيء وصلا وصلة: ضمه به وجمعه ولأمه، وفلانا وصلا، وصله، [ضد هجره]، يكون في عفاف الحب ودعارته، ويقال: وصل حبله بفلان - وبرَّه، وـ أعطاه مالا، ورحمه أحسن إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار، وعطف عليهم، ورفق بهم، وراعى أحوالهم (1).
وهذه المعاني كلها مقصودة معنية في التواصل مع الأولاد، فهم في حاجة إلى معاني التواصل الواردة؛ من ضم حسي ومعنوي، ولمِّ للشمل بوالديهم، وتواصل عاطفي في حب طاهر، وبر بهم، ووصلهم ماليا، والرحمة بهم، والإحسان إليهم، والعطف عليهم، والرفق بهم، ومراعاة أحوالهم.
ذلك لأن "من أهم خصائص الأبوة هو أن مسؤولياتها لا يمكن أن تؤدى غيابيا، أو عن بعد، فلا بد أن تكون حاضرا بشخصك، وتمكث بين أبنائك أطول فترة ممكنة"(2)؛ لتمارس التربية دون حجب أو وسائط.
وأما التعريف الاصطلاحي فقد تكاثرت التعريفات وتعددت؛ ومجملها وخلاصتها التالي:
التواصل أو الاتصال: هو عبارة عن عملية تفاعل اجتماعي، ومشاركة إنسانية، تهدف إلى تقوية العلاقات بين أفراد الأسرة أو المجتمع أو الدول، عن طريق تبادل المعلومات والأفكار والمشاعر، التي تؤدي إلى التفاهم والتعاطف والتحابِّ، أو عكس هذه الأمور كلها.
والحوار: تفاعل لفظي وغير لفظي، بين اثنين أو أكثر، بهدف التواصل وتبادل الأفكار والمشاعر والخبرات.
(1) المعجم الوسيط مادة وصل.
(2)
إنها عملية ليست معقدة، لدوج باين، مكتبة جرير 20.
(3)
القاموس المحيط؛ مادة حور.
وفي القاموس اللغوي: حاوره محاورة وحوار جاوبه وراجعه في الكلام، وتحاور القوم تجاوبوا وتراجعوا الكلام بينهم والحوار بالكسر المحاورة والحديث (3).
وفي القاموس اللغوي: حاوره محاورة وحوار جاوبه وراجعه في الكلام، وتحاور القوم تجاوبوا وتراجعوا الكلام بينهم والحوار بالكسر المحاورة والحديث (3).
وتشمل أنماط الاتصال ثلاثة عناصر كبرى؛ هي:
1 -
الكلام (المحتوى).
2ـ الإيماءات الجسدية (الحركة).
3ـ النبرات الصوتية (الأسلوب).
وقد أثبتت الدراسة الشهيرة للبروفسور مهرابيان من جامعة لوس أنجلوس أن أثر:
الحركة: 55%.
الأسلوب: 38%.
المحتوى: 7% (1).
وهذه النسب تشير إلى عدة قضايا ينبغي علينا تفهمها:
إن الوالد قد يستخدم تعبيرات وجهه، وإيماءاته بطريقة مؤذية جدا لأولاده، ويظل يشعر بأنه لم يؤذهم؛ لأنه لم يتلفظ عليهم ألفاظا مشينة.
إن الوالد ربما ـ في المقابل ـ يهمل هذين العنصرين، ويظل يتواصل بالكلام وحده؛ حتى يمل أولاده من حديثه، وبخاصة من يطيل التوجيه، والحديث عن الأخطاء والسلبيات.
وهو ما يجعلنا نتحدث عن مهارات التواصل من جميع جوانب التأثير، وليس جانبا واحدا فقط؛ فقد تعود أولادنا على نمط واحد من التواصل معهم، مما جعل أثره محدودا جدا عليهم.
وهنا يجدر بنا أن نتنبه إلى اختلاف الجنسين في إدراك وسائط الاتصال غير اللفظية؛ إذ تبين أن "النساء عموما مدركات أكثر من الرجال، وقد
أوجدت هذه الحقيقة ما يشار إليه عادة بأنه "حدس النساء". إن للنساء قدرة فطرية على التقاط الإشارات غير الشفهية، وفك رموزها، فضلا عن تمتعهن بعين دقيقة بالنسبة إلى التفاصيل الصغيرة" (2).
(1) فن الإلقاء الرائع للدكتور طارق السويدان 194.
(2)
لغة الجسد لآلن بيز، تعريب سمير شيخاني، الدرا العربية للعلوم، 1427هـ1997م:9.