المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة) - موقع الإسلام سؤال وجواب - جـ ٣

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

-

- ‌تحديد المفصلّ من القرآن وطواله وقصاره

- ‌تشغيل القران في السيارة من سماعات بجانب الأرجل

- ‌ما هو الترجيع في قراءة القرآن

- ‌حكم التخاطب مع الغير أثناء قراءة القرآن

- ‌هل قراءة سورة البقرة من المسجل يطرد الشيطان من المنزل

- ‌أيهما أفضل قراءة القرآن أم استماعه عبر الأشرطة المسجلة

- ‌هل يجوز قراءة القرآن بدون فهم معناه

- ‌هل أسماء سور القرآن الكريم توقيفية

- ‌سمة الآيات المكية مخاطبة جميع الناس

- ‌إذا نسي الإمام بعض آيات فكيف يأتي بها ليكون قد ختم القرآن

- ‌كل القرآن فاضل، ولكن بعضه أفضل من بعض

- ‌اختلاف العلماء في عدِّ البسملة آية من الفاتحة لا يدخل في تحريف القرآن

- ‌هل يجوز الاقتباس من القرآن في الشعر عامة، وفي الأناشيد خاصة

- ‌هل يأثم من نسي ما حفظه من القرآن بسبب ضعف ذاكرته

- ‌يريد معاونة في " الإعجاز العلمي " في القرآن ليستعمله في دعوة الكفار

- ‌هل يجوز له تعليم الأطفال القرآن مع أنه ليس من العلماء

- ‌أوجه الاستعاذة والبسملة عند الانتقال بين أواسط السور

- ‌هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن

- ‌حكم الرجوع إلى سورة الفاتحة وأوائل البقرة بعد ختم القرآن

- ‌تحريم قراءة القرآن بأجرة

- ‌جمع عثمان رضي الله عنه المصحف على حرف واحد

- ‌تحريم أخذ أجرة على تلاوة القرآن الكريم

- ‌قراءة القرآن للمستلقي على السرير

- ‌عقيدة السلف في القرآن الكريم

- ‌هل تغيير الراديو من القرآن إلى الأخبار يعتبر إعراضاً عن سماع القرآن

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

- ‌حكم المساجلة بآيات القرآن الكريم

- ‌ما سر العدد 7 ومضاعفاته في القرآن الكريم والسنة النبوية

- ‌تفسير قوله تعالى الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار

- ‌معنى حديث قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن

- ‌القرآن الكريم هل هو من أنواع الشِّعْر أم من النثر أم هو شيء آخر

- ‌علم المكي والمدني من سور القرآن الكريم

- ‌حكم الإنصات لقارئ القرآن من المسجل، وهل يقرأ مع القارئ

- ‌هل يترك قراءة القرآن اكتفاءاً بقراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات

- ‌كتابة آيات من القرآن ومحوها بالماء ثم شربها

- ‌هل تقرأ البسملة في وسط السورة

- ‌أخوف آية في القرآن العظيم

- ‌حكم مس المصحف من الغلاف من غير وضوء

- ‌نسخ التلاوة في القرآن الكريم

- ‌هل يقل الأجر إذا قرأ القرآن من الجوال أو من حفظه

- ‌معنى التغني بالقرآن

- ‌ترديد الإمام لبعض آيات الرحمة أو العذاب

- ‌وضع دعاء أو قرآن أو أذان لانتظار الرد على الاتصال

- ‌ضرب الأمثلة من القرآن

- ‌حرق أوراق المصحف الذي تمزق

- ‌بداية الاحتفالات والندوات بقراءة القرآن الكريم

- ‌المحكم والمتشابه في القرآن الكريم

- ‌حكم مس الكافر للمصحف

- ‌الوصايا العشر

- ‌كتابة القرآن في الجوال بغير الرسم العثماني

- ‌لبس الطبيبة والممرضة معطفا أبيض فوق الثياب

- ‌من الذي سمّى القرآن بهذا الاسم

- ‌مصحف التجويد الملون

- ‌متى يجب الإنصات لتلاوة القرآن

- ‌التكبير من سورة الضحى إلى سورة الناس

- ‌التكرار في القرآن الكريم أنواعه وفوائده

- ‌حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة

- ‌كيف يقرأ سورة البقرة في البيت؟ وهل تجزئ القراءة من المسجل

- ‌قراءة القرآن مع الإخلال بنطق بعض الحروف كالثاء والذال

- ‌هل تصلَّى التراويح مفردة أم جماعة؟ وهل ختم القرآن في رمضان بدعة

- ‌هل في السنة دعاء بعد ختم القرآن

- ‌حكم تعليق الآيات للحفظ والحماية

- ‌سماعات مسجّل القرآن بمستوى أقدام الركّاب

- ‌هل يؤجر قارئ القرآن الذي لا يعرف معنى ما يقرأ

- ‌هل يجب قراءة القرآن بالتسلسل لمن أراد الختمة

- ‌يقرأون القرآن قبيل صلاة التراويح ثم يكملون في الصلاة

- ‌ما حكم سماع القران قبل النوم من مسجل أو غيره

- ‌تحذير من موقع في الإنترنت لتحريف القرآن

- ‌حكم قراءة القرآن بشكل جماعي

- ‌أحكام المد في القرآن

- ‌حكم تعليق الآيات على الجدران

- ‌يجتمعون ويقرأ كل منهم جزءاً فهل تعتبر ختمة لكل واحد

- ‌نسخ آية حبس الزانية في البيت

- ‌مخالفة الترتيب في السور والآيات عند التلاوة

- ‌بخصوص إدعاء عدم وجود دليل على أثر القرآن في القرن السابع

- ‌مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم

- ‌من ينظر في المصحف دون تحريك الشفتين هل يثاب على ذلك

- ‌حكم قراءة القرآن في منزل فيه كلب

- ‌يجوز أخذ أجر على تعليم القرآن

- ‌القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين

- ‌من الذي كتب القرآن وكيف تم تجميعه

- ‌أيما أفضل قراءة القرآن الجماعية أم الفردية

- ‌سورة فيها لفظ الجلالة في كل آية

- ‌الأوقات التي يجوز فيها قراءة القرآن

- ‌هل يُحتفل بختمة القرآن

- ‌ترتيب السور والآيات في المصحف

- ‌دخول الخلاء بعقد فيه آيات قرآنية

- ‌القرآن والطب

- ‌دعوى تحريف القرآن

- ‌الرد على من يحاول أن يثبت عدم صحة القرآن

- ‌تحريف القرآن عند الرافضة

- ‌نزول القرآن على سبعة أحرف

- ‌يدعي نقصاً في بلاغة القرآن وفصاحته

- ‌هل للأحجار الكريمة ذكر في القرآن

- ‌هل الأفضل قراءة القرآن حفظاً أم من المصحف

- ‌لماذا لم يذكر القرآن قصة هاجر وزمزم

- ‌تفسير قوله: (آتاني الكتاب وجعلني نبيا)

- ‌الحكمة في اختلاف اللفظ القرآني للحدث أو الموقف

- ‌تفسير قوله تعالى ففروا إلى الله

- ‌قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

- ‌تفسير قوله تعالى ـ عن النحل ـ: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ)

- ‌هل يمكن إلغاء فريضة الحج والعمرة بسبب انتشار مرض "انفلونزا الخنازير

- ‌هل أنزل الله تعالى المائدة على الحواريين

- ‌تفسير قول الله تعالى: (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ)

- ‌الفرق بين الكفل والنّصيب

- ‌توجيه قوله تعالى: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)

- ‌كيف يبتلى الصالحون في الدنيا والله يقول في القرآن: (فلَنَحيينهم حياة طيبة)

- ‌كيف يفسَّر امتنان الله بتيسير السفن بالرياح مع وجود سفن تسير بالوقود

- ‌تفسير قوله تعالى (وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ)

- ‌إبراهيم عليه السلام لم يقنط من رحمة الله

- ‌كيف الجمع بين تمام الدين في قوله تعالى: (الْيَوْم أَكْمَلْتُ لَكُم دينَكُم) واختلاف العلماء

- ‌سبب تقديم قوله تعالى في سورة الرحمن (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) على قوله (خَلَقَ الْإِنسَانَ)

- ‌استفسار عن رأي شيخ الإسلام في آية المباهلة

- ‌كيف يتطابق قوله تعالى عن اليهود: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهم الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ) مع واقعهم الحالي

- ‌سبب نزول سورة الكافرون

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)

- ‌من هو تبع المذكور في القرآن الكريم

- ‌تفسير قوله تعالى: (لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى)

- ‌معنى قوله تعالى: (ولا تنس نصيبك من الدنيا)

- ‌لا تعارض بين إنجاء الله تعالى أهل نوح عليه السلام وإغراق ولده

- ‌الأدب مع الله بإضافة الخير إليه، وإضافة الشر إلى غيره

- ‌كيف نمتثل قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ)

- ‌العلاقة بين آية (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) وتنامي نفوذ الشيعة الآن

- ‌تفسير الإمام الشافعي لقوله تعالى ذلك أدنى ألا تعولوا

- ‌كيف عرفت الملائكة أن البشر سيفسدون في الأرض

- ‌الذي يقبض الأرواح ملك واحد أم ملائكة

- ‌تفسير قوله تعالى في وصف الشمس والقمر أنهما دائبان وأنهما في فلك يسبحون

- ‌الفرق بين الكبائر والصغائر

- ‌مختصر قصة أهل الكهف

- ‌تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)

- ‌لماذا أمات الله بني إسرائيل بالصاعقة ثم أحياهم

- ‌كيف التوفيق بين قوله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم وحديث إن ابني هذا سيد

- ‌دراسة ترجمة الطبطبائي للتفسير المسمى بـ تفسير الميزان

- ‌من يؤتى كتابه بشماله سيؤتاه من وراء ظهره

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا)

- ‌لا يقبل التفسير العلمي للقرآن إذا خالف تفسير السلف

- ‌الشر من خلق الله ونفي نسبته إلى الله من التأدب اللفظي

- ‌تفسير قوله تعالى (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة)

- ‌هل الرفع لدرجة الآباء في الجنة يكون للذرية جميعها صغارها وكبارها

- ‌هل ثمة تعارض بين خلق الجان من نار وبين قوله تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي)

- ‌معنى قوله تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)

- ‌وقفة مع قوله تعالى (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها)

- ‌تفسير قوله تعالى (خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب)

- ‌هل أٌبيح للنبي صلى الله عليه وسلم التزوج على نسائه قبل وفاته

- ‌تفسير قوله تعالى: (يخرجهم من الظلمات إلى النور)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)

- ‌معنى قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)

- ‌روايات مكذوبة أن الأرض موضوعة على ظهر ثور

- ‌سؤال من نصراني عن اختلاف العلماء في تفسير القرآن الكريم

- ‌تفسير قوله تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا

- ‌من هم حاضرو المسجد الحرام

- ‌كيف يكون المسلم فتنة للكافر

- ‌هل يوجد في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية أن الأرضين سبع

- ‌من هم أصحاب الأعراف

- ‌يسأل عن السبيل الذي وسوس به إبليس لأبينا آدم

- ‌تفسير قوله تعالى هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

- ‌قوله تعالى وأطعموا القانع والمعتر

- ‌الغلامان الحليم والعليم اللذان بشر بهما إبراهيم عليه السلام

- ‌كم سنة عاش نوح عليه السلام

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا)

- ‌الجمع بين آية (والله يعصمك من الناس) وموته صلى الله عليه وسلم بالسم

- ‌معنى (الخبيثات للخبيثين) وهل يمكن العثور على زوجة صالحة ظاهراً وباطناً

- ‌الجمع بين آيتي تبشير مريم بعيسى عليه السلام

- ‌هل ثبت في النصوص أن مكة المكرمة هي مركز الأرض

- ‌الغيب المطلق لا يعلمه إلا الله

- ‌معنى آية (والقمر قدّرناه منازل

- ‌هل يدخل المسلمون في الذين أذهبوا طيباتهم في الحياة الدنيا

- ‌شرح قوله تعالى (الخبيثات للخبيثين) والتوفيق بينها وبين حال امرأتي نوح ولوط

- ‌ما هو اللوح المحفوظ وما معناه

- ‌العروة الوثقى

- ‌ليس في شريعتنا جواز إتيان الدبر

- ‌معنى حرف الجر (مِن) في قوله تعالى: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي)

- ‌كيف شرح الله صدر رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌توضيح قوله تعالى (إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان)

- ‌معنى قول الله (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره)

- ‌الفرق بين قوله تعالى: (من إملاق) وقوله: (خشية إملاق)

- ‌تفسير قوله تعالى (فَاْليَوْمَ نُنَجِّيْكَ بِبَدَنِكَ)

- ‌هذه الآية لا تمنع من عملية تقويم الأسنان

- ‌كلمة حول الإعجاز العددي في القرآن واستعمال التقويم الشمسي

- ‌هل تدخل النساء في قوله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)

- ‌عنده إشكال في تفسير هذه الآية

- ‌معنى اللمم

- ‌المقصود بالجنة والناس في سورة الناس

- ‌حديث توسل آدم بالنبي وتفسير: (وابتغوا إليه الوسيلة)

- ‌يسأل عن الصابئة: من هم؟ وما حقيقة مذهبهم

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)

- ‌معنى الخيط الأبيض والخيط الأسود المذكورين في آية الصيام

- ‌يسأل عن إعراب كلمة (الصابئون) وكيف نردّ على من يقول إنها خطأ نحوي في القرآن

- ‌هل اختلف التفسير الحديث عن التفسير القديم للقرآن

- ‌ما معنى يخادعون الله في آية سورة البقرة

- ‌من هو روح القدس

- ‌حكم تفسير القرآن الكريم بالنظريات الحديثة

- ‌ما هي معاني كلمة " محصنات " في القرآن

- ‌مشاركة الشيطان للإنسان في أولاده

- ‌مشاركة الشيطان للناس في أموالهم

- ‌أقسام الناس يوم القيامة

- ‌ما هي " اللمم "؟ وما حكم تكرر وقوعها من المسلم العاصي

- ‌ما معنى قوله تعالى: كتب عليكم إذا حضر أحدَكم الموتُ

- ‌ما هو العهد في قوله تعالى: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه

- ‌المراد بالحروف المقطعة في القرآن الكريم

- ‌معاني كلمة " أمَّة " في القرآن

- ‌ما الفائدة من ذكر الكلب في قصة أهل الكهف

- ‌فائدة الأمثال في القرآن

- ‌ما هي الباقيات الصالحات

- ‌تفسير قول الله عز وجل: (وترى الشمس إذا طلعت تزاور.... الآية)

- ‌تفسير (فأينما تولوا فثم وجه الله)

- ‌تأخير قول إن شاء الله

- ‌تفسير قول الله تعالى (وما كان الله ليضل قوماً)

- ‌ما هي الأشياء التي علمها الله لآدم

- ‌معنى كلمة الفتنة في القرآن الكريم

- ‌تفسير الآية 33 من سورة الرحمن

- ‌تفسير البسملة، وحكم افتتاح القراءة بها

- ‌كيف همّ يوسف بامرأة العزيز مع أنه عفيف

- ‌معنى قوله تعالى: (وما أُهلّ به لغير الله)

- ‌معنى قوله تعالى (وله المثل الأعلى)

- ‌التكرار، والتقديم والتأخير في القرآن وتفسير قوله تعالى: (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا.. الآية)

- ‌لا تعارض بين الآيتين

- ‌معنى قوله تعالى " أثرن به نقعاً

- ‌آخر سورة نزلت في القرآن

- ‌أيهما أصح " تفسير ابن كثير " أو " تفسير الطبري

- ‌من هم الولدان المخلدون

- ‌لماذا خلق الله السموات والأرض في ستة أيام مع قدرته على خلقها في أقل من هذه المدة

- ‌تفسير: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)

- ‌الصابوني وكتابه " صفوة التفاسير

- ‌حكم من يلازم الاستغفار لأجل أن يرزق بالولد

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآية (عليكم أنفسكم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)

- ‌الاجتهاد في أكثر من ختمة للقرآن الكريم

- ‌أيهما أفضل قراءة سورة من القرآن بتدبر وفهم أم قراءة القرآن كله من غير تدبر

- ‌ما هي السور التي يستحب قراءتها في أوقات مخصوصة

- ‌قراءة سورة يس في الصباح والمساء

- ‌أهمية سورة الفاتحة، وذكر بعض فضائلها

- ‌الاجتماع على قراءة يس عدة مرات ثم الدعاء

- ‌فضل سورة " الجمعة

- ‌متى وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

- ‌إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي

- ‌أجر قراءة ترجمة القرآن الكريم

- ‌القرآن الكريم

- ‌ثواب حفظ القرآن

- ‌هل ورد في فضل سورة "طه" حديث صحيح

- ‌عزمت على حفظ القرآن وقيل لها تعلمي التجويد أولا

- ‌حديث لا أصل له يُروَى في فضائل بعض سور القرآن

- ‌يكافئ صديقه ويشجعه على حفظ القرآن

- ‌فضل سورة (يس)

- ‌فضل قراءة بعض آيات القرآن الكريم قُبَيل النوم

- ‌ما هي السورة التي تعدل نصف القرآن

- ‌هل صح قراءة سورتي السجدة والملك بين المغرب والعشاء وفضل أيات من سورة الأنعام

- ‌حديث ضعيف في سورة يس

- ‌حديث موضوع في فضل سورة المزمل

- ‌فضل آية الكرسي

- ‌من فضائل سورة الإخلاص

- ‌الزهراوان

- ‌قراءة الإخلاص 1000 مرة على مريض

- ‌قراءة سورة الملك تمنع عذاب القبر

- ‌حفظ القرآن وفضائل بعض السور

- ‌حكم التجمع للدعاء وقراءة القرآن

- ‌حكم رمي القرص والشريط المسجل عليه قرآن أو محاضرة

- ‌حكم قراءة القرآن للجالس والمتكئ

- ‌أخذ المصحف باليد اليسرى

- ‌يعمل معه كفار في طباعة المصحف

- ‌الأفضل وضع المصحف على شيء مرتفع أثناء سجود التلاوة

- ‌حكم إعادة تصنيع أوراق المصاحف التالفة للاستفادة منها في شيء آخر

- ‌حكم وضع القرآن الكريم داخل الهاتف النقال أو حمله في الجيب

- ‌حكم مس الكافر لترجمة القرآن

- ‌ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف " هل هو ثقة لننشر مطبوعاته

- ‌النسخ القديمة من المصاحف

- ‌هل نقرأ من مصحف أصابته نجاسة ثم طُهِّر

- ‌تقسيم المصحف إلى أجزاء وأحزاب

- ‌قراءة القرآن من الجوال هل يشترط لها الطهارة

- ‌حول النسخ في القرآن، وترتيب سوره وآياته

- ‌حكم دخول الخلاء وفي محفظته آيات من القرآن

- ‌كتابة الأسماء على المصاحف جائزة

- ‌حكم إعطاء الكافر المصحف وبهامشه الترجمة

- ‌أخذ الإنجيل من الكافر ليقبل بأخذ القرأن

- ‌إهداء الكفار ترجمة معاني القرآن

- ‌هل يجوز كتابة آيات القرآن بحروف مقطعة؟ وهل الرسم العثماني ملزم

- ‌مس الكافر للمصحف وعمله في طباعته أو تجليده

- ‌ما حكم وضع القرآن على السجادة

- ‌قراءة القرآن في الحمام

- ‌معاق يسأل عن وضع سلك مكان كعب المصحف

- ‌هل في القرآن ألفاظ غير عربية

- ‌اضطرت للمس المصحف وهي حائض

- ‌حمل المصحف عند دخوله الحمام

- ‌حكم الاتجار بالمصاحف

- ‌حكم تقبيل المصحف

- ‌الكافر ومس القرآن

- ‌لا حرج على من سقط منها المصحف دون قصد

- ‌الدخول بالجوالات التي فيها القرآن إلى الخلاء

- ‌حكم ترجمة القرآن إلى غير اللغة العربية ومس الكافر له

- ‌إعادة تصنيع الأوراق التي تحوي ذكر الله

- ‌تقبيل المصحف والأصابع والتمايل في القراءة

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة)

‌تفسير قوله تعالى (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة)

[السُّؤَالُ]

ـ[برجاء التكرم بتفسير الآية رقم 1،2،3 من سورة النور: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين) ]ـ

[الْجَوَابُ]

االجواب:

الحمد لله

اختلف المفسرون في دلالة قوله تعالى: (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) النور/3 على تحريم زواج العفيف من المرأة الزانية حتى تتوب، وتحريم زواج المرأة العفيفة من الرجل الزاني حتى يتوب، وذلك على قولين:

القول الأول: أنها تدل على التحريم: وهو قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما نجد ذلك في " المغني " لابن قدامة (7/108) ، وانتصر له شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم بالأدلة الكثيرة، انظر " مجموع الفتاوى "(15/315) ، (32/113) ، " إغاثة اللهفان "(1/65)، وقد سبق في موقعنا اختيار هذا القول في أجوبة الأسئلة الآتية:(85335) و (96460) و (104492) .

ونحوه قول الإمام الشافعي رحمه الله، إلا أن الشافعي قال بأنها منسوخة، وأجاز الزواج من الزاني أو الزانية.

يقول رحمه الله:

" اختلف أهل التفسير في هذه الآية اختلافا متباينا، والذي يشبهه عندنا - والله أعلم - ما قال ابن المسيب: هي منسوخة، نسختها: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) النور/32. فهي من أيامى المسلمين. فهذا كما قال ابن المسيب إن شاء الله، وعليه دلائل من الكتاب والسنة " انتهى.

" الأم "(5/158)

القول الثاني: أنها لا تدل على التحريم أصلا: وهو قول أكثر أهل العلم.

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله:

" هذا خبر من الله تعالى بأن الزاني لا يطأ إلا زانية أو مشركة، أي: لا يطاوعه على مراده من الزنى إلا زانية عاصية أو مشركة لا ترى حرمة ذلك، وكذلك:(الزانية لا ينكحها إلا زان) أي: عاص بزناه، (أو مشرك) لا يعتقد تحريمه.

عن ابن عباس رضي الله عنهما: ليس هذا بالنكاح، إنما هو الجماع، لا يزني بها إلا زان أو مشرك. وهذا إسناد صحيح عنه، وقد روي عنه من غير وجه أيضا. وقد روي عن مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وعروة بن الزبير، والضحاك، ومكحول، ومقاتل بن حيان، وغير واحد، نحو ذلك " انتهى. " تفسير القرآن العظيم " (6/9)

وفي مناقشة هذين القولين الكثير من التدقيق والتحرير، وقد شرح ذلك ووضحه العلامة الأمين الشنقيطي في كتابه " أضواء البيان "(5/417-428)، ننقل كلامه هنا بشيء من التصرف والاختصار:

" من أنواع البيان التي تضمّنها هذا الكتاب المبارك أن يقول بعض العلماء في الآية قولاً، ويكون في نفس الآية قرينة دالَّة على عدم صحة ذلك القول، ومن أمثلة ذلك هذه الآية الكريمة.

وإيضاح ذلك: أن العلماء اختلفوا في المراد بالنكاح في هذه الآية:

فقال جماعة: المراد بالنكاح في هذه الآية: الوطء الذي هو نفس الزنى.

وقالت جماعة أخرى من أهل العلم: إن المراد بالنكاح في هذه الآية هو عقد النكاح.

قالوا: فلا يجوز لعفيف أن يتزوّج زانية كعكسه، وهذا القول - الذي هو أن المراد بالنكاح في الآية: التزويج لا الوطء - في نفس الآية قرينة تدلّ على عدم صحّته، وتلك القرينة هي ذكر المشرك والمشركة في الآية؛ لأن الزاني المسلم لا يحلّ له نكاح مشركة، لقوله تعالى:(وَلَا تَنْكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ)، وقوله تعالى:(لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)، وقوله تعالى:(وَلَا تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) وكذلك الزانية المسلمة لا يحلّ لها نكاح المشرك؛ لقوله تعالى: (وَلَا تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ) ، فنكاح المشركة والمشرك لا يحلّ بحال. وذلك قرينة على أن المراد بالنكاح في الآية التي نحن بصددها الوطء، الذي هو الزنى، لا عقد النكاح؛ لعدم ملاءمة عقد النكاح لذكر المشرك والمشركة.

اعلم أن العلماء اختلفوا في جواز نكاح العفيف الزانية، ونكاح العفيفة الزاني، فذهب جماعة من أهل العلم منهم الأئمّة الثلاثة إلى جواز نكاح الزانية مع الكراهة التنزيهية عند مالك وأصحابه ومن وافقهم، واحتجّ أهل هذا القول بأدلّة:

منها عموم قوله تعالى: (وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ) ، وهو شامل بعمومه الزانية والعفيفة، وعموم قوله تعالى:(وَأَنْكِحُواْ الايَامَى مِنْكُمْ)، وهو شامل بعمومه الزانية أيضًا والعفيفة. ومن أدلّتهم على ذلك: حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي لا تردّ يد لامس، قال:(غرّبها)، قال: أخاف أن تتبعها نفسي؟ قال: (فاستمتع بها) . قال ابن حجر في " بلوغ المرام " في هذا الحديث، بعد أن ساقه باللفظ الذي ذكرنا: رواه أبو داود، والترمذي، والبزار ورجاله ثقات، وأخرجه النسائي من وجه آخر، عن ابن عباس رضي الله عنهما، لفظ قال:(طلّقها)، قال: لا أصبر عنها، قال:(فأمسكها) اهـ من " بلوغ المرام ".

ثم اعلم أن الذين قالوا بجواز تزويج الزانية والزاني أجابوا عن الاستدلال بالآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى:(الزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً)، من وجهين:

الأول: أن المراد بالنكاح في الآية هو الوطء الذي هو الزنى بعينه، قالوا: والمراد بالآية تقبيح الزنى وشدّة التنفير منه؛ لأن الزاني لا يطاوعه في زناه من النساء إلا التي هي في غاية الخسّة لكونها مشركة لا ترى حرمة الزنى أو زانية فاجرة خبيثة. وعلى هذا القول فالإشارة في قوله تعالى: (وَحُرّمَ ذالِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) راجعة إلى الوطء الذي هو الزنى، أعاذنا اللَّه وإخواننا المسلمين منه، كعكسه، وعلى هذا القول فلا إشكال في ذكر المشركة والمشرك.

الوجه الثاني: هو قولهم: إن المراد بالنكاح في الآية التزويج، إلا أن هذه الآية التي هي قوله تعالى:(الزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَاّ زَانِيَةً) الآية منسوخة بقوله تعالى: (وَأَنْكِحُواْ الايَامَى مِنْكُمْ) وممن ذهب إلى نسخها بها: سعيد بن المسيّب، والشافعي.

وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: وقد روي عن ابن عباس وأصحابه أن النكاح في هذه الآية: الوطء.

وابن عباس رضي الله عنهما من أعلم الصحابة بتفسير القرءان العظيم، ولا شكّ في علمه باللغة العربية، فقوله في هذه الآية الكريمة بأن النكاح فيها هو الجماع لا العقد يدلّ على أن ذلك جار على الأسلوب العربي الفصيح، فدعوى أن هذا التفسير لا يصحّ في العربية، وأنه قبيح، يردّه قول البحر ابن عباس.

وقالت جماعة أخرى من أهل العلم: لا يجوز تزويج الزاني لعفيفة ولا عكسه، وهو مذهب الإمام أحمد، وقد روي عن الحسن وقتادة، واستدلّ أهل هذا القول بآيات وأحاديث:

فمن الآيات التي استدلّوا بها هذه الآية التي نحن بصددها، وهي قوله تعالى:(الزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذالِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)، قالوا: المراد بالنكاح في هذه الآية: التزويج، وقد نصّ اللَّه على تحريمه في قوله:(وَحُرّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) قالوا: والإشارة بقوله: (ذلِكَ) ، راجعة إلى تزويج الزاني بغير الزانية أو المشركة، وهو نصّ قرءاني في تحريم نكاح الزاني العفيفة، كعكسه.

ومن الآيات التي استدلّوا بها قوله تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِى أَخْدَانٍ)، قالوا: فقوله: (مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ)، أي: أعِفَّاء غير زناة. ويفهم من مفهوم مخالفة الآية أنه لا يجوز نكاح المسافح الذي هو الزاني لمحصنة مؤمنة، ولا محصنة عفيفة من أهل الكتاب، وقوله تعالى:(فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَءاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَات غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ)، فقوله:(مُحْصَنَات غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ)، أي: عفائف غير زانيات، ويفهم من مفهوم مخالفة الآية، أنهن لو كنّ مسافحات غير محصنات، لما جاز تزوّجهن.

ومن أدلّة أهل هذا القول أن جميع الأحاديث الواردة في سبب نزول آية (الزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً) كلّها في عقد النكاح وليس واحد منها في الوطء، والمقرّر في الأصول أن صورة سبب النزول قطعية الدخول. وأنه قد جاء في السنّة ما يؤيّد صحّة ما قالوا في الآية، من أن النكاح فيها التزويج، وأن الزاني لا يتزوّج إلا زانية مثله، فقد روى أبو هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّه قال:(الزاني المجلود لا ينكح إلا مثله)، وقال ابن حجر في بلوغ المرام في حديث أبي هريرة هذا: رواه أحمد، وأبو داود ورجاله ثقات.

وأمّا الأحاديث الواردة في سبب نزول الآية:

فمنها ما رواه عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أن رجلاً من المسلمين استأذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في امرأة يقال لها أُمّ مهزول، كانت تسافح، وتشترط له أن تنفق عليه، قال: فاستأذن النبيّ صلى الله عليه وسلم أو ذكر له أمرها، فقرأ عليه نبيّ اللَّه:(وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ) . رواه أحمد.

ومنها حديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده: أن مرثد بن أبي مرثد الغنوي كان يحمل الأسارى بمكّة، وكانت بمكّة بغي يقال لها عناق، وكانت صديقته، قال: فجئت النبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّها أنكح عناقًا؟ قال: فسكت عني، فنزلت:(وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ) ، فدعاني فقرأها عليّ، وقال:(لا تنكحها) . رواه أبو داود، والنسائي والترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه.

قالوا: فهذه الأحاديث وأمثالها تدلّ على أن النكاح في قوله: (الزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً) ، أنه التزويج لا الوطء، وصورة النزول قطعية الدخول؛ كما تقرّر في الأصول.

وقال ابن القيّم في (زاد المعاد)، ما نصّه: وأمّا نكاح الزانية فقد صرّح اللَّه سبحانه وتعالى بتحريمه في سورة (النور) ، وأخبر أن من نكحها فهو إما زانٍ أو مشرك، فإنه إما أن يلتزم حكمه سبحان، ويعتقد وجوبه عليه أو لا، فإن لم يلتزمه، ولم يعتقده فهو مشرك، وإن التزمه واعتقد وجوبه، وخالفه فهو زان، ثم صرح بتحريمه، فقال:(وَحُرّمَ ذالِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)، ولا يخفى أن دعوى النسخ للآية بقوله:(وَأَنْكِحُواْ الايَامَى مِنْكُمْ) من أضعف ما يقال، وأضعف منه حمل النكاح على الزنى. إذ يصير معنى الآية: الزاني لا يزنى إلا بزانية أو مشركة، والزانية لا يزني بها إلا زان أو مشرك، وكلام اللَّه ينبغي أن يصان عن مثل هذا، وكذلك حمل الآية على امرأة بغي مشركة في غاية البعد عن لفظها وسياقها، كيف وهو سبحانه إنما أباح نكاح الحرائر والإماء بشرط الإحصان، وهو العفة، فقال:(فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَات غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ) فإنما أباح نكاحها في هذه الحالة دون غيرها، وليس هذا من دلالة المفهوم، فإن الأبضاع في الأصل على التحريم، فيقتصر في إباحتها على ما ورد به الشرع، وما عداه فعلى أصل التحريم، انتهى محل الغرض من كلام ابن القيّم.

وهذه الأدلّة التي ذكرنا هي حجج القائلين بمنع تزويج الزاني العفيفة كعكسه، وإذا عرفت أقوال أهل العلم، وأدلّتهم في مسألة نكاح الزانية والزاني، فهذه مناقشة أدلّتهم:

أمّا قول ابن القيم: إن حمل الزنا في الآية على الوطء ينبغي أن يصان عن مثله كتاب اللَّه، فيردّه أن ابن عباس وهو في المعرفة باللغة العربية وبمعاني القرءان صحّ عنه حمل الزنى في الآية على الوطء، ولو كان ذلك ينبغي أن يصان عن مثله كتاب اللَّه لصانه عنه ابن عباس، ولم يقل به ولم يخف عليه أنه ينبغي أن يصان عن مثله.

وقال ابن العربي في تفسير ابن عباس للزنى في الآية بالوطء: هو معنى صحيح. انتهى منه بواسطة نقل القرطبي عنه.

وأمّا قول سعيد بن المسيّب والشافعي، بأن آية:(الزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَاّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً)، منسوخة بقوله:(وَأَنْكِحُواْ الايَامَى مِنْكُمْ) فهو مستبعد؛ لأن المقرّر في أصول الشافعي ومالك وأحمد هو أنه لا يصحّ نسخ الخاص بالعام، وأن الخاص يقضى على العام مطلقًا، سواء تقدم نزوله عنه أو تأخّر، ومعلوم أن آية (وَأَنْكِحُواْ الأيَامَى مِنْكُمْ) أعمّ مطلقًا من آية:(الزَّانِى لَا يَنكِحُ إِلَاّ زَانِيَةً) فالقول بنسخها لها ممنوع على المقرّر في أصول الأئمة الثلاثة المذكورين، وإنما يجوز ذلك على المقرّر في أصول أبي حنيفة رحمه الله، كما قدمنا إيضاحه في سورة (الأنعام) ، وقد يجاب عن قول سعيد، والشافعي بالنسخ بأنهما فهماه من قرينة في الآية، وهي أنه لم يقيد الأيامى الأحرار بالصلاح، وإنما قيّد بالصلاح في أيامى العبيد والإماء، ولذا قال بعد الآية:(وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ)

قال مقيّده عفا اللَّه عنه وغفر له:

هذه الآية الكريمة من أصعب الآيات تحقيقًا؛ لأن حمل النكاح فيها على التزويج، لا يلائم ذكر المشركة والمشرك، وحمل النكاح فيها على الوطء لا يلائم الأحاديث الواردة المتعلّقة بالآية، فإنها تعين أن المراد بالنكاح في الآية: التزويج.

ولا أعلم مخرجًا واضحًا من الإشكال في هذه الآية إلا مع بعض تعسّف، وهو أن أصحّ الأقوال عند الأصوليين - كما حرّره أبو العباس بن تيمية في رسالته في علوم القرءان، وعزاه لأجلاّء علماء المذاهب الأربعة - هو جواز حمل المشترك على معنييه، أو معانيه، فيجوز أن تقول: عدا اللصوص البارحة على عين زيد، وتعني بذلك أنهم عوّروا عينه الباصرة وغوّروا عينه الجارية، وسرقوا عينه التي هي ذهبه أو فضّته.

وإذا علمت ذلك، فاعلم أن النكاح مشترك بين الوطء والتزويج، خلافًا لمن زعم أنه حقيقة في أحدهما، مجاز في الآخر، كما أشرنا له سابقًا، وإذا جاز حمل المشترك على معنييه، فيحمل النكاح في الآية على الوطء، وعلى التزويج معًا، ويكون ذكر المشركة والمشرك على تفسير النكاح بالوطء دون العقد، وهذا هو نوع التعسّف الذي أشرنا له، والعلم عند اللَّه تعالى.

وأكثر أهل العلم على إباحة تزويج الزانية والمانعون لذلك أقلّ، وقد عرفت أدلّة الجميع.

واعلم أن الذين قالوا بجواز نكاح العفيف الزانية، لا يلزم من قولهم أن يكون زوج الزانية العفيف ديوثًا؛ لأنه إنما يتزوّجها ليحفظها، ويحرسها، ويمنعها من ارتكاب ما لا ينبغي منعًا باتًّا بأن يراقبها دائمًا، وإذا خرج ترك الأبواب مقفلة دونها، وأوصى بها من يحرسها بعده فهو يستمتع بها، مع شدّة الغيرة والمحافظة عليها من الريبة، وإن جرى منها شىء لا علم له به مع اجتهاده في صيانتها وحفظها فلا شىء عليه فيه، ولا يكون به ديوثًا، كما هو معلوم.

والأظهر لنا في هذ المسألة أن المسلم لا ينبغي له أن يتزوّج إلا عفيفة صينة، للآيات التي ذكرنا والأحاديث ويؤيّده حديث:(فاظفر بذات الدين تربت بداك) ، والعلم عند اللَّه تعالى " انتهى كلام الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

ص: 140