الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نشأة التلمود والقانون الشفهي وأهميتها:
يتباهى محرِّر دائرة المعارف اليهودية العام بأنّ التلمود له أسلوب أدبي ممتاز، وأنه "دائرة معارف تشمل كل نواحي الحياة الإنسانية"، وأنَّ الذي لم يقض سنين طويلة.
في دراسة التلمود لا يمكنه اكتشاف أغواره، وأنَّ التلمود المترجم لا يعطي فكرة صحيحة عن عظمته، وأن التلمود بدون شروحه العديدة "كشرح الحاخام راشي Rashi""لا يعدو أن يكون كتابًا مغلقًا بقفل"!!
ويضيف قائلًا:
"سلطة التلمود -كمستودع للقانون الشفهي- تعتبر سماوية إلهية عند اليهود الأرثوذكس "مستقيمي العقيدة"، ومن هنا تعتبر "تعاليم" التلمود إلزامية وثابتة غير متغيرة، أمَّا اليهود المحافظون والإصلاحيون فلا يقبلون السلطة الإلزامية الكلية للتلمود، رغم اعترافهم بالدور العظيم الذي لعبه التلمود في تحديد وحسم عقائد اليهودية أو نظرياتها"1.
أمَّا القانون الشفهي، ويسمَّى بالعبرية Torah Shebe'al peh فجزء من القانون اليهودي المعترف به، غير موجود في
1 يذكر كتاب literature herew "ص8" أنَّ الفصل الرابع من الرسالة الرابعة في التلمود، الذي يسمَّى سنهدرين Senhedrin، يوجب على اليهود إقامة "مجمع قومي عظيم" Great National Senate يسمَّى سنهدرين، والفصل العاشر من نفس الرسالة يسمَّى "العقاب" Punishment ويتضمن وسائل العقاب والردع ضد اليهود الخارجين على السنهدرين.
التوراة، اختلقه الحاخامات بحجة تنظيم الحياة والمعاملات الداخلية لليهود؛ لزيادة تماسكهم وتسلطهم على المجتمع بالتالي.
وقد ابتدع حكماء اليهود ابتداء من الفريسيين قوانين أخرى مروية عن موسى، غير تلك المدونة في التوراة، وسموها بالقانون الشفهي، زاعمين أنه حيث أن موسى لم يكتب هذه القوانين فلا يجوز لأحد كتابتها، وكان الحاخامات يتناقلونها سرًّا من جيل إلى جيل، وبعد التمرد اليهودي الفاشل على اليونانيين سنة 135م بقيادة باركوخبا Barilchba بدأ اليهود يجمعون هذه القوانين السرية في كتاب "التلمود" خشية ضياعها.
وكان القانون "المكتوب الموسوي والشفهي الحاخامي" يعتبران مماثلين في حكام الأحكام عند اليهود الذين لم يفرقوا بينهما
= وبما يجدر ذكره أن السنهدرين موجود الآن فعلًا تحت ستار شركة تمويل يهودية Jewish fomamcirs، ويسيطر "مباشرة أو بالتوجيه" على ما لا يقل عن ثلث رأسمال العالم، ولم يقتصر عمله على ردع اليهود فحسب، وإنما تجاوز -حسب الخطة اليهودية الجديدة- ليكون رادعًا للنظم والحكومات التي لا تتماشى سياستها والسياسة الصهيونية، والسنهدرين حكومة عالمية خفية، تعمل بالاشتراك مع وكالات المخابرات الغربية ونظمها وصحافتها التي يهيمن عليها اليهود وأصحاب السنهدرين. "عن مقال المعلق البريطاني الميجر اللورد جيمس أي كرائيك في جريدة "ديل نيوز" الكويتية 27 حزيران 1968""انظر كذلك فصل سنهدرين في هذا الكتاب".
أكثر من التسمية الحرفية، على ما كتبه محرر دائرة المعارفة اليهودية العامة.
يقول الدكتور جوزيف باركلي:
الأساس الكلي الذي يقوم عليه القانون الثاني أو الشفهي، هو عدم الالتفات لما صرح به موسى في التوراة:
"هذه الكلمات "الوصايا العشر" قد كلّم الله بها كل جماعتكم في الجبل، من خارج النارب والسحب والظلام الكثيف بصوت الملك: وهو لم يزد عليه شيئا آخر""DEUT. V. 22".
وقال أيضًا: "إن تدمير الهيكل أعطى اليهود محركًا لحماس ديني شديد، أثير أحيانًا بالخطأ، وبالصواب أحيانًا أخرى، ولكن هذا الحماس الديني يزداد وسيزداد؛ لأن النهاية العظمى تقترب""الأدب العبري، ص40".
الفريسيون PHAREESIS:
والفريسيون PHAREESIS، الذين ظهروا لأول مرة قبل الميلاد بمائتي سنة، وتبئوا المسرح اليهودي حتى مائتي سنة بعد الميلاد، هم الذين أوجدوا القانون الشفهي، وهم يتبعون الحاخام "عزرا" EZRA "المتوفَّى 444 ق. م"، والكتبة اليهود الأقدمين الذين يشار إليهم باسم "رجال الكنيس العظيم" MEN OF GREAT SYNOGOGUE الذين يعتبرون "عزرا" أكبر معلم يهودي بعد موسى عليه السلام، يشار إليهم باسم "رجال
وفريسي معناها المنشق" ولعل مرجع هذا المعنى إلى أنهم انشقوا عن مسلك عامة اليهود التابعين لتعاليم التوراة، أو أنهم انشقوا عن الطائفة اليهودية التي تسمى "الصادوقية" Sadduccees التي كانت أول من ثار ضد الفريسيين الذين يتبعون أهواءهم، ثم ظهرت الحركة الكرائية "أو القرائية" من بين الفريسيين أنفسهم، التي نادت ببطلان العقائد الفريسية ورفضت التلمود الذي اختلقه الفريسيون لإرضاء نزواتهم وأهوائهم، كما أن اليهود الإصلاحيون REFORM JEWS أيضًا أنكروا أن القانون الشفهي "التلمود" منزَّل من السماء أو مروي عن موسى، وقد اعتبرتهم اليهودية الأرثوذكسية الحديثة MODERN ORTHODOXY ضالين. وهذه الأرثوذكسية حسب شهادة دائرة المعارف اليهودية العامة تؤمن بالقانون الشفهي "التلمود" إيمان الفريسيين1 به، ويضيف المحرر:
1 مادة ORAL LAW.
مما يجدر ذكره أن هذه الأرثوذكسية اليهودية هي الحاكمة في إسرائيل اليوم، ولا تزال الأزمة ماثلة أمام غينيا، تلك التي وقعت بين الحاخام الأكبر "الأرثوذكسي" لإسرائيل وبين الحكومة بشأن "من هو اليهودي؟ ففي رأي الحكومة والمحكمة العليا الإسرائيلية أن الإسرائيلي يهودي، أما الحاخام الأكبر فقد رفض اعتبار أي شخص يهودي لم يكن ابنًا لأب وأم يهوديين معترف بهما من الكنيس الأرثوذكسي، وقد رفض اعتبار امرأة أمريكية تهودت على يد حاخام متحرر "تابع لليهودية المتحررة "الإصلاحية" لا تعترف به الدولة المزعومة في فلسطين المحتلة، ويتضح من هذا أن المسيطرين "بل الأغلبية الكبرى لليهود اليوم" هم الأرثوذكس، وهم الحاكمون في إسرائيل.
أن اليهودية المتحررة الحديثة Modern Liberal Judaism تؤمن بأن كلا القانونين المكتوب والشفهي نتاج العبقرية اليهودية الدينية، ولكنها تؤمن بأنه يجب تعديل هذه القوانين من وقت لآخر حسب الحاجة وانسجامًا مع الفكر الديني المعاصر. وكلتاهما "الأرثوذكسية والمتحررة" متفقتان على أن القانون الشفهي منع القانون المكتوب من التجمد والصرامة، بأن أضاف إليه عناصر جديدة وعادات شعبية، وقوانين جديدة، أي أنَّ اليهود استطاعوا تطوير قانونهم ليلائم الظروف الجديدة.
إن الذي جعل اليهود يتشبَّثون بتعاليم التلمود هو الانهيار المفاجئ لشوكتهم وإغلاق كل مدارسهم مرة واحدة، الأمر الذي جعلهم يبحثون عن تعاليم جديدة للمرحلة القادمة، ووجدوها في التلمود الذي يعلمهم على مواصلة الحياة بالانغلاق والسيطرة على المجتمع تمهيدًا لإقامة إمبراطورية عالمية". يقول الدكتور جوزيف باركلي:
"رغم أن أي مجمع يهودي عام لم يتبين التلمود رسميًّا، إلّا أن اليهود الأرثوذكس -مستقيمي العقيدة- تبنوه؛ لأنه زودهم بشيء شعروا بحاجتهم إليه".
وفي رأي الدكتور أ. فابيان أن التلمود "أسهم بقوة في
حفظ "اليهودي الديني القومي" بأن مكَّنه من أن يتأقلم مع كل زمان ومكان، في كل دولة ومجتمع، وفي كل درجة من الحضارة"، وينقل فابيان قول جينز برجب Ginzberg l:
"أعطى التلمود اليهودي جنة روحية خالدة يلجأ إليها كيفما شاء، هاربًا من العالم الخارجي بكل ما فيه من حقد ومظالم، وعلى صفحات التلمود وجدت أجيال اليهود المتعاقبة إشباعًا لأعمق أمانيها الدينية، وكذلك وجد اليهود في التلمود نافذتهم لأسمى استلهاماتهم الفكرية، ورغم أن العالم قد انقطع عن قرونه الماضية، فإن التلمود لا يزال بعد التوراة القوة الروحية والأخلاقية المثمرة في الحياة اليهودية".
وكما قال إسرائيل أبرا هامز:
"The Jew Survived through the Talmud، as the Talmud Survived in him":
"بقي اليهودي بسبب التلمود، بينما بقي التلمود في اليهودي".
ثم يمضي د. فابيان يقول: "الحياة اليهودية حتى هذا اليوم مؤسسة إلى حد كبير على التعاليم والأسس التلمودية، فطقوسنا وكتاب صلاتنا واحتفالاتنا liturgy، وقوانين زواجنا، بالإضافة إلى قوانين وأسس أخرى كثيرة مستخرجة مباشرة من التلمود، والتلمود هو الذي تعزى