الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحاجات، وتفريج الكربات، وغير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصرف إلا لله عز وجل (1).
النوع الثاني: شرك أصغر لا يُخرج من الملة
، وهو: كل وسيلة وذريعة توصل إلى الشرك الأكبر: من الإرادات، والأقوال، والأفعال، التي لم تبلغ رتبة العبادة. وهو أيضاً: كل ما ورد في الشرع تسميته شركاً، ولم يصل إلى حدّ الشرك الأكبر.
ومنه يسير الرياء، قال تعالى:{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (2).
ومنه الحلف بغير الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) (3).
ومنه قول الرجل: لولا الله وأنت، أو ما شاء الله وشئت.
ومن أنواع الشرك: شرك خفي: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل)) (4)، وكفارته هي أن يقول العبد:((اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم)) (5)، قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله
(1)) انظر: كتاب التوحيد للعلامة الفوزان، ص11.
(2)
) سورة الكهف، الآية:110.
(3)
) رواه الترمذي وحسنه عن ابن عمر رضي الله عنهما، في كتاب النذور والأيمان، باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، 4/ 110، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 99.
(4)
) أخرجه الحكيم الترمذي، انظر: صحيح الجامع، 3/ 233،وتخريج الطحاوية للأرنؤوط، ص83.
(5)
) أخرجه الحكيم الترمذي، وانظر: صحيح الجامع، 3/ 233، ومجموعة التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، وابن تيمية، ص6.
تعالى: {فَلَا تَجْعَلُواْ لله أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (1)، قال: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل، وهو أن يقول: والله وحياتِك يا فلان، وحياتي، ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان (2).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) (3)، قال الترمذي: فُسِّرَ عند بعض أهل العلم أن قوله: فقد كفر أو أشرك على التغليظ، والحجة في ذلك حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم: سمع عمر يقول: وأبي وأبي، فقال صلى الله عليه وسلم:((ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم)) (4). وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال في حلفه: باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله)) (5).
* ولعل الشرك الخفي يدخل في الشرك الأصغر، فيكون الشرك شركين: شرك أكبر، وشرك أصغر، وهذا الذي أشار إليه ابن القيم رحمه الله (6).
(1)) سورة البقرة، الآية:22.
(2)
) ذكره ابن كثير في تفسيره، 1/ 56، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(3)
) رواه الترمذي عن ابن عمر،4/ 110، وتقدم تخريجه.
(4)
) رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما، في كتاب النذور والأيمان، باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، 4/ 110، وانظر: صحيح الترمذي، 2/ 92.
(5)
) رواه الترمذي عن أبي هريرة في الكتاب والباب المشار إليهما آنفًا، 4/ 110، وانظر: صحيح الترمذي، 2/ 92.
(6)
) انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، ص233.