الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناس منه والأنعام والدوابّ، وإنبات الثمار والأشجار، وشجرة الزيتون مباركة، واللبن مبارك، والخيل مباركة، والغنم مباركة، والنخيل مباركة (1).
والتبرّك المشروع يكون بأمور، منها ما يأتي:
1 - التبرّك بذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم
، ويكون ذلك على الوجه المشروع، وهو طلب البركة من الله عز وجل بذكر القلب، واللسان، والعمل بالقرآن والسنة على الوجه المشروع؛ لأن من بركات ذلك اطمئنان القلب، وقوة القلب على الطاعة، والشفاء من الآفات، والسعادة في الدنيا والآخرة، ومغفرة الذنوب، ونزول السكينة، وأن القرآن يكون شفيعاً لأصحابه يوم القيامة، ولا يُتبرّك بالمصحف كوضعه في البيت أو في السيارة وإنما التبرّك يكون بالتلاوة، والعمل به (2).
2 -
التبرّك المشروع بذات النبي صلى الله عليه وسلم في حياته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مبارك في ذاته، وما اتصل بذاته؛ ولهذا تبرك الصحابة رضي الله عنهم بذاته صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك،
ما ثبت عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم، قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك)) (3).
(1) انظر: المرجع السابق، ص 183 - 197.
(2)
انظر: التبرك: أنواعه وأحكامه، للدكتور ناصر الجديع، ص 201 - 241.
(3)
البخاري: كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، 4/ 200، برقم 3553.
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى مِنىً، فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاق:((خذ))، وأشار إلى جانبه الأيمن، ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس))، وفي رواية:((ثم دعا أبا طلحة الأنصاري فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر)) (1)، فقال:((احلق)) فحلقه، فأعطاه أبا طلحة فقال:((اقسمه بين الناس)) (2).
وكان الصحابة يتبركون بثياب النبي صلى الله عليه وسلم ومواضع أصابعه، وبماء وضوئه، وبفضل شربه، وهو كثير (3)، ويتبركون بالأشياء المنفصلة منه: كالشعر، والأشياء التي استعملها وبقيت بعده: كالثياب، والآنية، والنعل، وغير ذلك مما اتصل بجسده صلى الله عليه وسلم (4).
ولا يقاس عليه غيره صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالتبرك بغيره من الصحابة رضي الله عنهم أو غيرهم، ولم ينقل أن الصحابة رضي الله عنهم فعلوا ذلك مع غيره لافي حياته ولا بعد مماته، ولم يفعلوه مع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ولا مع الخلفاء الراشدين المهديين، ولا مع العشرة المشهود لهم بالجنة، قال الإمام الشاطبي رحمه الله: ((الصحابة رضي الله عنهم بعد موته عليه الصلاة والسلام، لم يقع من أحد منهم شيء من ذلك بالنسبة إلى من خلفه، إذ لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بعده في الأمة أفضل من أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
(1) أي: ناول الحلاق.
(2)
مسلم، كتاب الحج، باب بيان أن السنة يوم النحر أن يرمي، ثم ينحر، ثم يحلق، والابتداء في الحلق بالجانب الأيمن من رأس المحلوق، 2/ 947، برقم 1305.
(3)
انظر: التبرك، أنواعه وأحكامه، للدكتور الجديع، ص 248 - 250.
(4)
انظر: التبرك، أنواعه وأحكامه، للدكتور الجديع، ص 252 - 260.