الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)) (1).
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليَّ منكم، وسيؤخذ ناسٌ من دوني فأقول: يا ربِّ مني ومن أمتي فيقال: هل شَعَرْت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم))، فكان ابن أبي مليكة يقول:((اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو أن نُفتن في ديننا)) (2).
14 - المبتدع مُعْرِضٌ عن ذكر الله
؛ لأن الله عز وجل شرع لنا أذكاراً ودعوات في كتابه، وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فمنها ما هو مقيّد: كأذكار أدبار الصلوات، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ منه، ومنها ما هو مُطلق لم يحدَّد بزمان ولا مكان، قال الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (3)، فالمبتدعة معرضون عن هذه الأذكار: إما بانشغالهم ببدعهم وافتتانهم بها، وإما باستبدال الأذكار المشروعة بأذكار بدعية، استغنوا بها عما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فأعرضوا بها عن ذكر الله تعالى (4).
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب الرقائق، باب في حوض صلى الله عليه وسلم، 7/ 262، برقم 6575، ومسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، 4/ 1796، برقم 2297.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب الرقائق، باب في حوض النبي صلى الله عليه وسلم، 7/ 266، برقم 6593، ومسلم، كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، 4/ 1794، برقم 2293.
(3)
سورة الأحزاب، الآيتان: 41 - 42.
(4)
انظر: تنبيه أولي الأبصار إلى كمال الدين وما في البدع من الأخطار، للدكتور صالح بن سعد السحيمي، ص189