المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

القول في تأويل قوله: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ - تفسير الطبري جامع البيان - ط دار التربية والتراث - جـ ٩

[ابن جرير الطبري]

الفصل: القول في تأويل قوله: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ

القول في تأويل قوله: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ‌

(154) }

قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:"ورفعنا فوقهم الطور"، يعني: الجبل، (1) وذلك لما امتنعوا من العمل بما في التوراة وقبول ما جاءهم به موسى فيها="بميثاقهم"، يعني: بما أعطوا الله الميثاق والعهد: لنعملن بما في التوراة (2) ="وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدًا"، يعني"باب حِطّة"، حين أمروا أن يدخلوا منه سجودًا، فدخلوا يزحفون على أستاههم (3) ="وقلنا هم لا تعدوا في السبت"، يعني بقوله:"لا تعدوا في السبت"، لا تتجاوزوا في يوم السبت ما أبيح لكم إلى ما لم يبح لكم، (4) كما:

10773-

حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدًا"، قال: كنا نحدّث أنه باب من أبواب بيت المقدس. (5)

* * *

="وقلنا لهم لا تعدوا في السبت"، أمر القوم أن لا يأكلوا الحِيتان يوم السبت ولا يعرضوا لها، وأحل لهم ما وراء ذلك. (6)

* * *

(1) انظر تفسير"الطور" فيما سلف 2: 157-159.

(2)

انظر تفسير"الميثاق" فيما سلف: 41، 44، تعليق: 1، والمراجع هناك.

(3)

انظر تفسير"ادخلوا الباب سجدًا وقولوا حطة" فيما سلف 2: 103-109.

(4)

انظر تفسير"السبت"، و"اعتداؤهم في السبت" فيما سلف 2: 166-174.

(5)

هذا الأثر لم يذكر في تفسير"الباب" فيما سلف 2: 103-109، وهو أحد الأدلة على اختصار أبي جعفر تفسيره، ومنهجه في الاختصار.

(6)

انظر تفسير"السبت"، و"اعتداؤهم في السبت" فيما سلف 2: 166-174.

ص: 361

واختلفت القرأة في قراءة ذلك.

فقرأته عامة قرأة أمصار الإسلام: (لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ)، بتخفيف"العين" من قول القائل:"عدوت في الأمر"، إذا تجاوزت الحق فيه،"أعدُ وعَدْوًا وعُدُوًّا وعدوانًا وعَدَاءً". (1)

* * *

وقرأ ذلك بعض قرأة أهل المدينة: (وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُّوا) بتسكين"العين" وتشديد"الدال"، والجمع بين ساكنين، بمعنى: تعتدوا، ثم تدغم"التاء" في"الدال" فتصير"دالا" مشددة مضمومة، كما قرأ من قرأ (أَمْ مَنْ لا يَهْدِّي) [سورة يونس: 35] ، بتسكين"الهاء".

* * *

وقوله:"وأخذنا منهم ميثاقًا غليظًا"، يعني: عهدًا مؤكدًا شديدًا، بأنهم يعملون بما أمرهم الله به، وينتهون عما نهاهم الله عنه، مما ذكر في هذه الآية، ومما في التوراة. (2)

* * *

وقد بينا فيما مضى، السببَ الذي من أجله كانوا أمروا بدخول الباب سجدًا، وما كان من أمرهم في ذلك وخبرهم وقصتهم= وقصة السبت، وما كان اعتداؤهم فيه، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (3)

* * *

(1) انظر تفسير"عدا" فيما سلف 2: 142، 167، 307 / 3: 573، 582 / 7: 117، والمراجع هناك.

وقد أسقط في المطبوعة هنا"وعدوا"(بضم العين والدال مشددة الواو) ، وهي ثابتة في المخطوطة.

(2)

انظر تفسير"الميثاق" فيما سلف ص361، التعليق رقم:2.

وتفسير"غليظ" فيما سلف 8: 127.

(3)

انظر التعليقين السالفين ص: 361، تعليق:4.

ص: 362