الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القول في تأويل قوله عز ذكره: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ
(23)
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) }
* * *
القول في تأويل قوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
(25) }
قال أبو جعفر: يقول عز ذكره: وأدخل الذين صدقوا الله ورسوله، فأقرُّوا بوحدانية الله وبرسالة رُسله. وأنّ ما جاءت به من عند الله حق = (وعملوا الصالحات)، يقول: وعملوا بطاعة الله. فانتهوا إلى أمر الله ونهيه = (جنَّات تجري من تحتها الأنهار) ، بساتين تجري من تحتها الأنهار = (خالدين فيها) ، يقول ماكثين فيها أبدًا (1) = (بإذن ربهم)، يقول: أُدخلوها بأمر الله لهم بالدخول= (تحيتهم فيها سلامٌ)، (2) وذلك إن شاء الله كما:-
20657 -
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال، قوله:(تحيتهم فيها سلامٌ)، قال: الملائكة يسلِّمون عليهم في الجنة.
* * *
وقوله: (ألم تر كيف ضربَ الله مَثلا كلمة طيبه كشجرة طيبة)، يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: ألم تر، يا محمد، بعين قلبك، (3)
(1) قوله: " يقول: ماكثين فيها أبدًا "، ساقط من المطبوعة.
(2)
انظر تفسير ألفاظ الآية فيما سلف من فهارس اللغة (أمن) ، (صلح) ، (جنن) ، (نهر) ، (خلد) ، (أذن) .
= وانظر تفسير " التحية " فيما سلف 8: 586.
(3)
انظر تفسير " الرؤية " فيما سلف: 556، تعليق: 2، والمراجع هناك.
فتعلم كيف مثَّل الله مثَلا وشبَّه شبَهًا (1) = (كلمة طيبة)، ويعني بالطيبة: الإيمانَ به جل ثناؤه، (2) كشجرة طَيّبة الثمرة، وترك ذكر "الثمرة" استغناء بمعرفة السَّامعين عن ذكرها بذكر "الشَّجرة". وقوله:(أصلها ثابت وفرعها في السماء)، يقول عز ذكره: أصلُ هذه الشجرة ثابتٌ في الأرض = "وفرعها"، وهو أعلاها في "السماء"، يقول: مرتفع علُوًّا نحوَ السماء. وقوله: (تؤتي أكُلَهَا كل حين بإذن ربّها)، يقول: تطعم ما يؤكل منها من ثمرها كلّ حين بأمرِ ربها (3) = (ويضرب الله الأمثال للناس)، يقول: ويمثِّل الله الأمثال للناس، ويشبّه لهم الأشباهَ (4) = (لعلهم يتذكرون)، يقول: ليتذكروا حُجَّة الله عليهم، فيعتبروا بها ويتعظوا، فينزجروا عما هم عليه من الكفر به إلى الإيمان. (5)
* * *
وقد اختلف أهل التأويل في المعنى بالكلمة الطيبة.
فقال بعضهم: عُني بها إيمانُ المؤمن.
* ذكر من قال ذلك:
20658 -
حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله:(كلمة طيبة) ، شهادةُ أن لا إله إلا الله = (كشجرة طيبة) ، وهو المؤمن = (أصلها ثابتٌ)، يقول: لا إله إلا الله، ثابتٌ في قلب المؤمن = (وفرعها في السماء)، يقول: يُرْفَع بها عملُ المؤمن إلى السماء.
(1) انظر تفسير " ضرب مثلا " فيما سلف 1: 403.
(2)
انظر تفسير " الطيب " فيما سلف 13: 165، تعليق: 3، والمراجع هناك.
(3)
انظر تفسير " الأكل " فيما سلف: 472، تعليق 3، والمراجع هناك.
= وتفسير " الإذن " فيما سلف من فهارس اللغة (أذن) .
(4)
انظر تفسير "ضرب مثلا" فيما سلف 1:403.
(5)
انظر تفسير " التذكر " فيما سلف من فهارس اللغة (ذكر) .
= وانظر القول في " لعل " في مباحث العربية.
20659 -
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس:(كلمة طيبة)، قال: هذا مَثَلُ الإيمان، فالإيمان الشَّجرة الطيبة، وأصله الثابت الذي لا يزول الإخلاصُ لله، وفرعُه في السماء، فَرْعُه خشْية الله.
20670 -
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، قال مجاهد:(ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمةً طيبة كشجرة طيبة)، قال: كنخلة = قال ابن جريج، وقال آخرون:"الكلمة الطيبة"، أصلها ثابت، هي ذات أصل في القلب (1) = (وفرعها في السماء) ، تَعْرُجُ فلا تُحْجَب حتى تنتهي إلى الله.
* * *
وقال آخرون: بل عُنِي بها المؤمن نفسُه.
* ذكر من قال ذلك:
20671 -
حدثني محمد بن سعد قال، ثني أبي قال، ثني عمي قال، ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله:(ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) ،، يعني بالشجرة الطيبة المؤمنَ، ويعني بالأصل الثابت في الأرض، وبالفرع في السماء، يكون المؤمن يعمَلُ في الأرض، ويتكلَّم، فيبلغ عمله وقولُه السَّماءَ وهو في الأرض.
20672 -
حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي في قوله:(ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة)، قال: ذلك مثل المؤمن لا يزال يخرُج منه كلام طيبٌ وعمل صالح يَصْعَد إليه.
20673 -
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين، حدثني حجاج، عن
(1) في المطبوعة: " في ذات أصل "، وهو خطأ بلا ريب.
أبي جعفر، عن الربيع بن أنس قال:"أَصْلُهَا ثَابِتٌ فِي الأرْضِ"، وكذلك كان يقرؤها. قال: ذلك المؤمنُ ضُرِبَ مثله. قال: الإخلاصُ لله وحده وعبادته لا شريك له، قال:(أصلها ثابت)، قال: أصل عمله ثابتٌ في الأرض = (وفرعها في السماء)، قال: ذكرُه في السماء.
* * *
واختلفوا في هذه "الشجرة" التي جعلت للكلمة الطيبة مثلا.
فقال بعضهم: هي النخلة.
* ذكر من قال ذلك:
20674 -
حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: سمعت أنس بن مالك في هذا الحرف: (كشجرة طيبة)، قال: هي النخلة.
20675 -
حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا أبو قطن قال، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس، مثله.
20676 -
حدثنا الحسن قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال، سمعت أنس بن مالك يقول:(كلمة طيبة كشجرة طيبة)، قال: النخل. (1)
20677 -
حدثني يعقوب والحسن بن محمد قالا حدثنا ابن علية قال، حدثنا شعيب قال، قال خرجت مع أبي العاليةِ نريد أنس بن مالك، قال: فأتيناه، فدعا لنا بقِنْوٍ عليه رُطَبٌ، (2) فقال: كلوا من هذه الشجرةِ التي قال الله عز وجل: (ضربَ الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابث
(1) الآثار: 20674 - 20676 - هذا خبر صحيح الإسناد، من طرقه الثلاث، موقوفًا على أنس. وانظر التعليق على الآثار التالية.
(2)
" القنو "، بكسر فسكون، وجمعه " أقناء " و " قنوان " بكسر فسكون، وهو العذق عذق النخلة، بما فيه من الرطب، وهو " الكباسة "، بكسر الكاف.
وفرعها في السماء) ، وقال الحسن في حديثه:" بقِنَاع". (1)
20678 -
حدثنا خلاد بن أسلم قال، أخبرنا النضر بن شميل قال، أخبرنا حماد بن سلمة قال، أخبرنا شعيب بن الحبحاب، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِي بقِناع بُسْر، (2) فقال:(مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) قال: هي النخلة.
20679 -
حدثنا سوّار بن عبد الله قال، حدثنا أبي قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتِى بقِناع فيه بُسْر، فقال:(مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) قال: "هي النخلة. قال شعيب، فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: كذلك كانُوا يقولون.
20680 -
حدثني المثنى قال، حدثنا حجاج قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن شُعيب بن الحَبْحاب قال: كنا عند أنس، فأُتينا بطَبَق، أو قِنْع، عليه رُطب، فقال: كل يا أبا العالية، فإن هذا من الشَّجرة التي ذكر الله جلّ وعزّ في كتابه:(ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلُها ثابت) .
20681 -
حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج بن المنهال قال، حدثنا مهدي بن ميمون، عن شعيب بن الحبحاب قال، كان أبو العالية يأتيني، فأتاني يومًا في منزلي بعد ما صلَّيت الفجر، فانطلقتُ معه إلى أنس بن مالك، فدخلنا معه إلى أنس بن مالك، فجيءَ بطبق عليه رُطَب فقال أنس لأبي العالية: كل، يا أبا العالية، فإن هذه من الشجرة التي قال الله في كتابه:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ ثَابِتٍ أَصْلُهَا)، قال: هكذا قرأها يومئذ أنس. (3)
(1)" القناع "، بكسر القاف، و " القنع "، بكسر فسكون، هو الطبق الذي يؤكل عليه الطعام، أو الذي تؤكل فيه الفاكهة، ويقال هو للرطب خاصة. و " البسر ". بضم فسكون، التمر قبل أن يرطب، وهو ما لم يلون ولم ينضج، فإذا نضج فقد أرطب، فهو رطب.
(2)
" القناع "، بكسر القاف، و " القنع "، بكسر فسكون، هو الطبق الذي يؤكل عليه الطعام، أو الذي تؤكل فيه الفاكهة، ويقال هو للرطب خاصة. و " البسر ". بضم فسكون، التمر قبل أن يرطب، وهو ما لم يلون ولم ينضج، فإذا نضج فقد أرطب، فهو رطب.
(3)
الآثار: 20677 - 20681 - حديث شعيب بن الحبحاب، عن أنس، مروي هنا من خمس طرق: من طريقين مرفوعًا، من رواية حماد بن سلمة، عن شعيب، (20678، 20679) ، ثم من رواية حماد عن شعيب أيضًا موقوفًا، (20680) ، ثم من طريقين موقوفًا، من رواية ابن علية، عن شعيب، ومهدي بن ميمون عن شعيب. (20677، 20681) .
فالمرفوع، أخرجه الحاكم في المستدرك 2: 352، وقال:" هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه "، وأخرجه الترمذي في تفسير هذه السورة. مطولا، عن طريق أبي الوليد، عن حماد بن سلمة، عن شعيب، ثم قال:" حدثنا قتيبة، حدثنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب، عن أبيه، عن أنس بن مالك نحوه بمعناه، ولم يرفعه، ولم يذكر قول أبي العالية (20679) . وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة.. وروى غير واحد مثل هذا موقوفًا. ولا نعلم أحدًا رفعه غير حماد بن سلمة. ورواه معمر، وحماد بن زيد، وغير واحد، ولم يرفعوه. حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. حدثنا حماد بن زيد، وعن شعيب بن الحبحاب. عن أنس بن مالك. نحو حديث عبد الله بن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب، ولم يرفعه ".
وخرج المرفوع السيوطي في الدر المنثور 4: 76،، وزاد نسبته إلى النسائي، والبزار، وأبي يعلى، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وابن مردويه، وذكره. ابن كثير في تفسيره 4:561.
20682 -
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا طلق قال، حدثنا شريك، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، مثله. (1)
20683 -
حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا عبد الغفار بن القاسم، عن جامع بن أبي راشد، عن مُرَّة بن شراحيل الهمداني، عن مسروق:(كشجرة طيبة)، قال: النخلة.
20684 -
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى = ح وحدثني الحارث قال، حدثنا الحسن [قال، حدثنا ورقاء = جميعًا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:(كشجرة طيبة)، قال: كنخلة.
20685 -
حدثنا الحسن] (2) قال، حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء = ح وحدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل = جميعًا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
(1) الأثر: 20682 - " طلق "، هو " طلق بن غنام بن طلق النخعي "، سلف برقم: 20000، روى عنه أبو كريب.
و" شريك "، هو " شريك بن عبد الله النخعي " القاضي، روى عنه طلق، مضى مرارًا كثيرة.
وأمام هذا الخبر علامة في المخطوطة هكذا ".. " للدلالة على الشك، وصدق فإنه لم يمض ذكر خبر عبد الله بن مسعود قبل ذلك، فيقول:" مثله.. وقد نقله ابن كثير في تفسيره 4: 559، فقال: هكذا رواه السدي، عن مرة، عن ابن مسعود قال: " هي النخلة "، وكذلك السيوطي في الدر المنثور 4: 76، فأخشى أن يكون سقط قبل هذا الخبر خبر فيه نص كلام ابن مسعود
(2)
ما بين القوسين، من منتصف الخبر السالف، إلى هذا الموضع، ساقط من المطبوعة.
20686 -
حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، مثله.
20687 -
حدثني المثنى قال، حدثنا مُعَلَّى بن أسد قال، حدثنا خالد قال، أخبرنا حصين، عن عكرمة في قوله:(كشجرة طيبة) قال: هي النخلة، لا تزالُ فيها منفعةٌ.
20688 -
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله:(كشجرة طيبة)، قال: ضرب الله مثل المؤمن كمثل النخلة = (تؤتي أكلها كل حين) .
20689 -
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:(مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) ، كنا نُحَدَّث أنها النخلة.
20690 -
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:(كشجرة طيبة)، قال: يزعمون أنها النخلة.
20691 -
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد، في قوله:(تؤتى أكلها كل حين)، قال: هي النخلة.
20692 -
حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا محمد بن عبيد قال، حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله:(وفرعها في السماء)، قال: النخل. (1)
20693 -
حدثنا الحسن (2) قال، حدثنا سعيد بن منصور قال، حدثنا خالد، عن الشيباني، عن عكرمة:(تؤتي أكلها كل حين)، قال: هي النخلة.
20694 -
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر قال، قال شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك:"الشجرة الطيبة"، النخلة.
(1) في المطبوعة: " النخلة ".
(2)
في المطبوعة: " قال حدثنا الحسن "، زاد ما لا مكان له.
وقال آخرون: بل هي شجرة في الجنة.
* ذكر من قال ذلك:
20695 -
حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا عفان قال، حدثنا أبو كدينة قال، حدثنا قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس، في قول الله جلّ وعَزّ:(ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: هي شجرة في الجنة. (1)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القولين بالصواب في ذلك قولُ من قال: هي "النخلة"، لصحَّة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما:-
20696 -
حدثنا به الحسن بن محمد قال، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال، صحبتُ ابنَ عمر إلى المدينة، فلم أسمعه يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثًا واحدًا قال، كنّا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتي بجُمَّار فقال: من الشَّجر شجرةٌ مَثَلُها مثلُ الرَّجُل المسلم. فأردت أن أقول " هي النخلة"، فإذا أنا أصغرُ القوم، فسكتُّ، [فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة] . (2)
(1) الأثر: 20695 - " أبو كدينة "، " يحيى بن المهلب البجلي "، ثقة، ربما أخطأ، يعتبر به، سلفت ترجمته: 4193، 5994، 9745.
و" قابوس بن أبي ظبيان الجنبي "، ضعيف، كان رديء الحفظ، ينفرد عن أبيه بما لا أصل له، فربما رفع المراسيل، وأسند الموقوف، مضى برقم: 9745، 10682، 16679.
وأبوه " أبو ظبيان "، اسمه " حصين بن جندب الجنبي "، ثقة، روى له الجماعة، مضى برقم: 9745، 10683، 16679.
(2)
الأثر: 20696 - إسناده صحيح، رواه من هذه الطريق أحمد في مسنده رقم: 4599، ورواه أحمد أيضًا من طريق شريك، عن سلمة بن كهيل. عن مجاهد، مطولا ومختصرًا (5647، 5955) ورواه البخاري في صحيحة (الفتح 1: 151)، ومسلم في صحيحة (17: 152) من ثلاث طر ق: من طريق أيوب، عن أبي الخليل الضبعي، عن مجاهد، ومن طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، ومن طريق ابن نمير، عن أبيه، عن سيف، عن مجاهد.
وكان أمام الخبر في المخطوطة حرف (ط) ، إشارة إلى ما فيه من النقص الذي أثبته عن مسند أحمد، ووضعته بين قوسين.
20697 -
حدثنا الحسن قال، حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان، عن يوسف بن سَرْج، عن رجل، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هل تدرُون ما الشجرة الطيبة؟ قال ابن عمر: فأردت أنْ أقول "هي النخلة"، فمنعني مكان عُمَر، فقالُوا: الله ورسوله أعلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النَّخْلة. (1)
20698 -
حدثنا الحسن، فال: حدثنا يحيى بن حماد قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا لأصحابه: إن شجرةً من الشجر لا تَطرحُ ورقَها مثل المؤمن؟ قال: فوقع الناس في شجر البَدْو، ووقع في قلبي أنها النخلة، فاستحييت، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة. (2)
20699 -
حدثنا الحسن قال، حدثنا عاصم بن علي قال، حدثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي قال، حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ من الشجر شجرةً لا يسقط ورَقها، وهي مثل
(1) الأثر: 20697 - " سليمان "، هو " سليمان بن طرخان التيمي "، مضى مرارًا كثيرة. و " يوسف بن سرج "، بالجيم، نص على ذلك عبد الغني، في المؤتلف والمختلف: 69، والذهبي في المشتبه: 356، روى حديثًا مرسلا، روى عنه سليمان التيمي، مترجم في الكبير للبخاري 4/2/373 وابن أبي حاتم 4/2/223: وكأنهما أشارا إلى هذا الخبر.
وكان في المطبوعة هنا: " سرح " بالحاء، وكذلك في المخطوطة، وإن كانت تغفل أحيانًا بعض النقط.
(2)
الأثر: 20698 - " عبد العزيز "، هو " عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون "، أحد الأعلام، روى له الجماعة، مترجم في التهذيب، والكبير 3/2/12، وابن أبي حاتم 2/2/386.
وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده: 6052، من طريق عبد العزيز الماجشون، عن عبد الله ابن دينار، مطولا، ورواه من طريق مالك " عن عبد الله بن دينار، مطولا:5274. ورواه البخاري في صحيحة من هذه الطريق (الفتح 1: 203) ، ورواه من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار (الفتح 1: 133، 134) ، ومن طريق سليمان بن بلال عن عبد الله (الفتح 1: 136) . ورواه مسلم في صحيحه (17: 153) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله.
وانظر التعليق على الخبر التالي.
المؤمن؛ فتحدثوني ما هي؟ فذكر نحوه. (1)
20700 -
حدثنا الحسن قال، حدثنا علي قال، حدثنا يحيى بن سعد قال، حدثنا عبيد الله قال، حدثني نافع، عن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروني بشجرة كمثل الرجل المسلم، تُؤتي أكلها كل حين، لا يتحاتُّ ورقها؟ قال: فوقع في نفسي أنها النَّخلة، فكرهت أن أتكلم وثّمَّ أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلموا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة. (2)
20701 -
حدثنا الحسن قال، حدثنا محمد بن الصباح قال، حدثنا إسماعيل، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. (3)
* * *
واختلف أهل التأويل في معنى "الحين" الذي ذكر الله عز وجل في هذا الموضع فقال: (تؤتي أكلَها كلَّ حِين بإذن ربِّها) .
فقال بعضهم: معناه: تؤتي أكلَها كلّ غَداةٍ وعَشِيَّة.
* ذكر من قال ذلك:
20702 -
حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا أبو معاوية قال، حدثنا
(1) الأثر: 20699 - " عبد العزيز بن مسلم القسملي "، صالح الحديث ثقة، مترجم في التهذيب، والكبير 3/2/28، وابن أبي حاتم 2/2/394، وهذه طريق أخرى للخبر السالف.
(2)
الأثر: 20700 - " يحيى بن سعيد بن فروخ "، القطان، الحافظ، ثقة، روى له الجماعة، مضى مرارًا كثيرة.
و" عبيد الله "، هو " عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب "، مضى مرارًا. وهذا حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه (الفتح 1: 286) مطولا، من طريق عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، ورواه مسلم في صحيحة (17: 155) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة.
وسيأتي من طريق أخرى.
(3)
الأثر: 20701 - " محمد بن الصباح الدولابي "، البزاز، روى له الجماعة، مضى برقم:20514.
و" إسماعيل "، هو " إسماعيل بن زكريا الخلقاني الأسدي "، لقبه " شقوصا "، روى له الجماعة، مترجم في التهذيب، والكبير 1/1/355، وابن أبي حاتم 1/1/170.
الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال:"الحين" قد يكون غُدْوَة وَعشيّة.
20703 -
حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا محمد بن عبيد قال، حدثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس في قوله:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: غُدْوةً وعشيّةً.
20704 -
حدثنا ابن بشار قال، حدثنا يحيى قال، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، مثله.
20705 -
حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، بمثله.
20706 -
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا طلق، عن زائدة، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، مثله.
20707 -
حدثنا الحسن قال، حدثنا علي بن الجعد قال، حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس في قوله:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: بُكْرَة وعشيًا.
20708 -
حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا شريك، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: بكرة وعشية.
20709 -
حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: يذكر الله كلّ ساعة من الليل والنهار.
20710 -
حدثنا الحسن قال، حدثنا عفان قال، حدثنا أبو كدينة قال، حدثنا قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس:(تؤتي أكها كل حين بإذن رَبها)، قال: غدوة وعشية.
20711 -
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن جويبر، عن الضحاك في قوله:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: المؤمن يطيع الله بالليل والنهار وفي كل حينٍ.
20712 -
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) ، يصعَدُ عمله أولَ النهار وآخره.
20713 -
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: يصعد عمله غُدوة وعشيَّة.
20714 -
حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: تخرج ثمرتها كُلَّ حين. وهذا مثلُ المؤمن يعمل كل حين، كل ساعة مِن النهار، وكل ساعة من الليل، وبالشتاء والصيف، بطاعة الله.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: تؤتي أكلها كل ستة أشهر، من بين صِرَامها إلى حَمْلها. (1)
* ذكر من قال ذلك:
20715 -
حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا يحيى قال، حدثنا سفيان، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"الحين"، ستة أشهر.
20716 -
حدثني يعقوب، قال، حدثنا ابن علية قال، أخبرنا أيوب قال، قال عكرمة: سُئلت عن رجل حَلَف أن لا يصنع كذا وكذا إلى حين؟ فقلت:
(1)" صرام النخل "، بكسر الصاد، هو قطع الثمرة واجتناؤها من النخلة.
إن من الحين حينًا يُدْرَك، ومن الحين حينًا لا يُدْرَك، فالحين الذي لا يدرك قوله:(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)[سورة ص: 88] ، والحين الذي يدرك، (تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: وذلك من حين تُصْرَم النخلة إلى حين تُطْلِعُ، (1) وذلك ستَّة أشهر.
20717 -
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن الأصبهاني، عن عكرمة قال: الحين: ستة أشهر. (2)
20718 -
حدثنا الحسن قال، حدثنا سعيد بن منصور قال، حدثنا خالد، عن الشيباني، عن عكرمة، في قوله:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: هي النخلة، و "الحين"، ستة أشهر.
20719 -
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا كثير بن هشام قال، حدثنا جعفر قال، حدثنا عكرمة:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: هو ما بين حَمْل النخلة إلى أن تُجِدَّ. (3)
20720 -
حدثني المثنى قال، حدثنا قبيصة بن عقبة قال، حدثنا سفيان قال، قال عكرمة: الحين ستة أشهر.
20721 -
حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا قيس، عن طارق بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه سئل عن رجل حَلَف أن لا يكلم أخاه حينًا؟ قال: الحينُ ستة أشهر.ثم ذكر النخلة، ما بينَ حملها إلى صِرَامها سِتَّة أشهر.
(1)" أطلع النخل يطلع إطلاعًا "، أخرج طلعه.
(2)
الأثر: 20717 - " سفيان "، هو " الثوري مضى مرارًا.
و" ابن الأصبهاني "، هو " عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني "، روى له الجماعة. روى عن أنس وأبي حازم وعكرمة وغيرهم. مترجم في التهذيب، وانظر رقم 20725.
(3)
الأثر: 20719 - " كثير بن هشام الكلابي "، ثقة صدوق، مضى برقم:12648. و " جعفر "، هو " جعفر بن برقان الكلابي "، ثقة، مضى برقم: 4577.
وكان في المطبوعة: " إلى أن تحرز "، وفي المخطوطة مثلها غير منقوط، ورجحت أن الصواب " تجد "، من " جد النخل يجده جدًا، وجدادًا "، صرمه. و " أجد النخل "، حان له أن يجد.
20722 -
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن طارق، عن سعيد بن جبير:(تؤتي أكلها كل حين)، قال: ستة أشهر.
20723 -
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، والحين: ما بين السبعة والستة، وهي تُؤْكِلُ شتاءً وصيفًا.
20724 -
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر قال، قال الحسن: ما بين الستة الأشهر والسبعة، يعني الحين.
20725 -
حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن عكرمة قال: الحينُ ستة أشهر.
* * *
وقال آخرون: بل "الحين" ههنا سنة.
* ذكر من قال ذلك:
20726 -
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع، عن أبي مكين، عن عكرمة: أنه نذر أن يقطعَ يَدَ غُلامه أو يحبسه حينًا. (1) قال: فسألني عمر بن عبد العزيز، قال فقلت: لا تُقْطع يدُه، ويحبسه سنة، والحين سَنَة. ثم قرأ:(لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)، [سورة يوسف: 35] ، وقرأ:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) = حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع قال، وزاد أبو بكر الهذلي، عن عكرمة قال: قال ابن عباس: " الحين"، حينان، حين يعرف وحين لا يعرف، فأما الحين الذي لا يُعرف:(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)[سورة ص: 88]، وأما الحين الذي يعرف فقوله:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) .
(1) في المطبوعة: " إن نذر " خطأ.
20727 -
حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة قال: سألت حمادًا والحكم عن رجل حلف ألا يكلم رجلا إلى حين؟ قالا الحينُ: سنة.
20728 -
حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى = ح وحدثني الحارث قال، حدثنا الحسن قال، حدثنا ورقاء = ح وحدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا شبابة قال، حدثني ورقاء = ح وحدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل =، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:(كل حين)، قال: كل سنة. (1)
20729 -
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد، في قوله:(تؤتي أكلها كل حين)، قال: كل سنة.
20730 -
حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا سلام، عن عطاء بن السائب، عن رجل منهم (2) أنه سأل ابن عباس، فقال: حلفت
(1) في المخطوطة هنا ختام، كأنه كان آخر تجزئة سابقة نقلت عنها مخطوطتنا، وهذا نص ما فيها:
" يتلوهُ إن شاءَ الله تعالى حدثني يونس قال،
أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:
(تؤْتي أُكُلها كُلَّ حِين) قال: كُلَّ سنة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ".
وبعده في أول الجزء:
" بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسِّر
قال أَبو جعفر، حدثني يونس
…
"
(2)
في المطبوعة: " عن رجل مبهم "، لم يعرف معنى المخطوطة، وقوله:" رجل منهم "، أي من ثقيف، رهط عطاء بن السائب.
ألا أكلم رجلا حِينًا؟ فقرأ ابن عباس: (تؤتي أكلها كل حين) ، فالحين سنة.
20731 -
حدثنا أحمد قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا ابن غَسِيل، عن عكرمة قال، أرسل إلىّ عمر بن عبد العزيز فقال: يا مولى ابن عباس، إني حلفت أن لا أفعل كذا وكذا، حينًا، فما الحين الذي تعرف به؟ قلت: إنّ من الحين حينًا لا يدرك، ومن الحين حينٌ يُدرك، فأما الحين الذي لا يُدرك فقول الله:(هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا)[سورة الإنسان: 1] ، والله ما يدري كم أتَى له إلى أن خُلِق، وأما الذي يُدرك فقوله:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، فهو ما بين العام إلى العام المُقْبِل. فقال: أصبت يا مولى ابن عباس، ما أحسن ما قلت. (1)
20732 -
حدثنا ابن حميد قال، حدثنا جرير، عن عطَاء قال: أتى رجل ابن عباس فقال: إني نذرت أن لا أكلم رجلا حينًا؟ فقال ابن عباس: (تؤتي أكلها كل حين) ، فالحين سَنَة.
* * *
وقال آخرون: بل "الحين" في هذا الموضع: شهرَان.
* ذكر من قال ذلك:
20733 -
حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة قال: جاء رجل إلى سعيد بن المسيب، فقال: إني حلفت أن لا أكلم فلانًا حينًا؟ [فقال: قال الله تعالى: (تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربها) ] . (2) قال: هي النخلة، لا يكون منها أُكُلُها إلا شَهْرين، فالحين شهران.
(1) الأثر: 20731 - " ابن غسيل "، والأجود أن يقال " ابن الغسيل "، وهو " عبد الرحمن ابن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري "، يعرف بابن الغسيل، وهو جده حنظلة بن أبي عامر، غسيل الملائكة. مضى برقم: 5123، 7777. وكان في المطبوعة والمخطوطة:" ابن عسيل "، بالعين المهملة.
(2)
ما بين القوسين في المطبوعة، وساقط من المخطوطة، فلم أحذفها لحسن موقعها.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قولُ من قال: عنى بالحين، في هذا الموضع، غدوةً وعشيةً، وكلَّ ساعة، (1) لأن الله تعالى ذكره ضَرَب ما تؤتي هذه الشجرة كلَّ حين من الأكل لعمل المؤمن وكلامِه مثلا ولا شك أن المؤمن يُرفع لهُ إلى الله في كلّ يوم صالحٌ من العمل والقول، لا في كل سنة، أو في كل ستة أشهر، أو في كل شهرين. فإذا كان ذلك كذلك، فلا شك أن المَثَل لا يكون خِلافًا للمُمَثَّل به في المعنى. وإذا كان ذلك كذلك، كان بَيّنًا صحةُ ما قلنا.
فإن قال قائل: فأيُّ نخلة تؤتي في كل وقت أكلا صيفًا وشتاء؟ قيل: أما في الشتاء، فإن الطَّلْع من أكُلها، وأما في الصيف فالبَلَح والبُسْرُ والرُّطَب والتَّمرُ، وذلك كله من أكلها.
* * *
وقوله: (تؤتي أكلها)، فإنّه كما:-
20734 -
حدثنا به محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)، قال: يؤكل ثمرها في الشتاء والصيف.
20735 -
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:(تؤتي أكلها كل حين)، قال: هي تؤكل شتاءً وصيفًا.
20736 -
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس:(تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) ، يصعد عملُه، يعني عَمل المؤمن مِن أوّل النهار وآخره.
(1) انظر تفسير " الحين " فيما سلف 1: 540/12: 359/16: 92: 94.