الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو:"فلا تفتعل"من"البؤس"، يقال منه:"ابتأس يبتئس ابتئاسًا". (1)
* * *
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
19507-
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:(فلا تبتئس)، يقول: فلا تحزن ولا تيأس.
19508-
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال، حدثني عبد الصمد قال: سمعت وهب بن منبه يقول: (فلا تبتئس)، يقول: لا يحزنك مكانه.
19509-
حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي:(فلا تبتئس بما كانوا يعملون)، يقول: لا تحزن على ما كانوا يعملون.
* * *
قال أبو جعفر: فتأويل الكلام إذًا: فلا تحزن ولا تستكن لشيء سلف من إخوتك إليك في نفسك، وفي أخيك من أمك، وما كانوا يفعلون قبلَ اليوم بك.
* * *
(1) انظر تفسير" ابتأس" فيما سلف 15: 306، 307.
القول في تأويل قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ
(70) }
قال أبو جعفر: يقول: ولما حمّل يوسف إبل إخوته ما حمّلها من الميرة وقضى حاجتهم، (1) كما:-
19510-
حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة
(1) انظر تفسير" التجهيز" و" الجهاز" فيما سلف ص: 154.
قوله: (فلما جهزهم بجهازهم)، يقول: لما قضى لهم حاجتهم ووفّاهم كيلهم.
* * *
وقوله: (جعل السقاية في رحل أخيه)، يقول: جعل الإناء الذي يكيلُ به الطعام في رَحْل أخيه.
* * *
و"السقاية": هي المشربة، وهي الإناء الذي كان يشرب فيه الملك ويكيلُ به الطعام.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
19511-
حدثنا الحسن بن محمد قال، حدثنا عفان قال: حدثنا عبد الواحد، عن يونس، عن الحسن: أنه كان يقول:"الصواع" و"السقاية"، سواء، هو الإناء الذي يشرب فيه.
19512-
…
قال: حدثنا شبابة قال، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:"السقاية" و"الصواع"، شيء واحد،، كان يشرب فيه يوسف.
19513-
…
قال، أخبرنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال"السقاية":"الصواع"، الذي يشرب فيه يوسف.
19514-
حدثنا محمد بن الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:(جعل السقاية)، قال: مشربة الملك.
19515-
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:(السقاية في رحل أخيه) ، وهو إناء الملك الذي كان يشرب فيه.
19516-
حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله:(قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير) وهي"السقاية" التي كان يشرب فيها الملك= يعني مَكُّوكه.
19517-
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن
ابن جريج، عن مجاهد قوله:(جعل السقاية) وقوله: (صواع الملك)، قال: هما شيء واحد،"السقاية" و"الصواع" شيء واحد، يشرب فيه يوسف.
19518-
حدثت عن الحسين قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد بن سليمان، قال، سمعت الضحاك يقول في قوله:(جعل السقاية في رحل أخيه) ، هو الإناء الذي كان يشرب فيه الملك.
19519-
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله:(جعل السقاية في رحل أخيه)، قال:"السقاية" هو"الصواع"، وكان كأسًا من ذهب، فيما يذكرون.
* * *
قوله: (في رحل أخيه)، فإنه يعني: في متاع أخيه ابن أمه وأبيه (1) وهو بنيامين.
وكذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
19520-
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة:(في رحل أخيه) أي: في متاع أخيه.
* * *
وقوله: (ثم أذّن مؤذن)، يقول: ثم نادى منادٍ. (2)
* * *
وقيل: أعلم معلم.
* * *
= (أيتها العير) ، وهي القافلة فيها الأحمال= (إنكم لسارقون) .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
(1) انظر تفسير" الرحل" فيما سلف ص: 157.
(2)
انظر تفسير" أذن" فيما سلف من فهارس اللغة (أذن) .
*ذكر من قال ذلك:
19521-
حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي:(فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه)، والأخ لا يشعر. فلما ارتحلوا أذّن مؤذن قبل أن ترتحل العير:(إنكم لسارقون) .
19522-
حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال، ثم جهزهم بجهازهم، وأكرمهم وأعطاهم وأوفاهم، وحمَّل لهم بعيرًا بعيرًا، وحمل لأخيه بعيرًا باسمه كما حمل لهم. ثم أمر بسقاية الملك= وهو"الصواع"، وزعموا أنها كانت من فضة= فجعلت في رحل أخيه بنيامين. ثم أمهلهم حتى إذا انطلقوا وأمعنوا من القرية، أمر بهم فأدركوا، فاحتبسوا، ثم نادى مناد:(أيتها العير إنكم لسارقون)، قفوا. وانتهى إليهم رسوله فقال لهم فيما يذكرون: ألم نكرم ضيافتكم، ونوفِّكم كيلكم، ونحسن منزلتكم، ونفعل بكم ما لم نفعل بغيركم، وأدخلناكم علينا في بيوتنا ومنازلنا؟ = أو كما قال لهم قالوا: بلى، وما ذاك؟ قال: سقاية الملك فقدناها، ولا نتَّهم عليها غيركم. (قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين) .
* * *
وقوله: (أيتها العير) ، قد بينا فيما مضى معنى"العير"، وهو جمع لا واحد له من لفظه. (1)
* * *
وحكي عن مجاهد أن عير بني يعقوب كانت حميرًا.
19523-
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال: حدثنا عبد الله بن الزبير، عن سفيان، عن ابن جريح، عن مجاهد:(أيتها العير)، قال: كانت حميرًا.
19524-
حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا سفيان
(1) انظر ما سلف ص: 173.