الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
أن لا يعبد إلا بما أمر الله به (وهو الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
كما قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 112](1) .
ومعنى {أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} [البقرة: 112] أي: حقق التوحيد فأخلص عبادته لله.
ومعنى {وَهُوَ مُحْسِنٌ} [البقرة: 112] أي: مُتَّبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
[الشرك]
ك- الشرك: الشرك يناقض الإيمان بألوهيَّة الله وحده. وإذا كان الإيمان بألوهية الله تعالى وحده، وإفراد الله بالعبادة أهم الواجبات وأعظمها، فإن الشرك أكبر المعاصي عند الله تعالى، فهو الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48](2) .
وقال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13](3) .
(1) سورة البقرة آية: 112.
(2)
سورة النساء آية: 48.
(3)
سورة لقمان آية: 13.
ولما «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: "أن تجعل لله ندا وهو خلقك» (1) .
والشرك يفسد الطاعات ويبطلها كما قال سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 88](2) . .
ويوجب الشرك لصاحبه الخلود في نار جهنم، حيث قال تعالى:{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: 72](3) .
والشرك نوعان: أكبر وأصغر.
والشرك الأكبر: وهو أن يصرف العبد إحدى العبادات لغير الله تعالى، فكل قول أو عمل يحبه الله تعالى، فصرفه لله توحيد وإيمان، وصرفه لغيره شرك وكفر.
ومثال هذا الشرك: أن يسأل غير الله رزقا أو صحة، أو يتوكل على غير الله، أو يسجد لغير الله.
قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60](4) .
(1) أخرجه البخاري ومسلم.
(2)
سورة الأنعام آية: 88.
(3)
سورة المائدة آية: 72.
(4)
سورة غافر آية: 60.
وقال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23](1) .
وقال تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} [النجم: 62](2) .
فإذا كان الدعاء والتوكل والسجود من العبادات التي أمر الله بها، فمن صرفها لله كان موحدا مؤمنَاَ، ومن صرفها لغير الله كان مشركا كافرا.
والشرك الأصغر: هو كل قول أو عمل يكون وسيلة إلى الشرك الأكبر، وطريقا للوقوع فيه.
ومثاله: اتخاذ القبور مساجد، وهو أن يصلي عند القبور، أو يبني مسجدا على أحد القبور، فهذا محرم، وصاحبه متوّعد باللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم:«لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (3) .
فاتخاذ القبور مساجد محرم لا يجوز، ووسيلة لدعاء الموتى وسؤالهم، ودعاء الموتى شرك أكبر.
(1) سورة المائدة آية: 23.
(2)
سورة النجم آية: 62.
(3)
أخرجه البخاري ومسلم.