الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَقِيمُوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي وَرُبَّمَا قَالَ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ *
وروى أحاديث بنفس الترجمه فى مواضع كثيرة من الصحيح لم أذكرها خشية الإطالة.
فائدة:
وافاد الحديث أن العَبْدَ كلما سار إلى الله عز وجل وتقرب إليه بمختلف العبادات المشروعة، كلما تقرب الله عز وجل إليه فَمَدَّهُ بالثبات والهدى، ولايزال كذلك حتى يوفقه الله عز وجل إلى الإحسان وهى أعلى المراتب فى الإسلام، ونظيره قول الله تعالى:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} *
{باب: إِنَّ خَيْرَ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا وإنْ قَلَّ}
3 -
قَاَلَ الإمَامُ أَحْمَدُ رحمه الله فِى المسند: (مسند المكثرين من الصحابة): حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي حُصَيْنٌ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ وَمَنْ
كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ *
الحديث على شرط البخارى ومسلم
سند شرط الشيخين:
الحديث على شرط البخارى ومسلم ولم يخرجاه رحمهما الله، وبرهان الشرط: قال البخارى رحمه الله فى كتاب الرقاق:
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِالرَّحْمَنِ قَالَ كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ هُمِ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *
وقال البخاري رحمه الله في كتاب الصوم:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللَّهم عَنْهمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قَالَ أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا فَقَالَ اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ قَالَ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ فِي ثَلَاثٍ *
وقال مسلم رحمه الله فى كتاب الفضائل:
وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُا قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ
مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ فُلَانٌ وَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} تَمَامَ الْآيَةِ *
وهو غاية فى العلو والصحة، ومسلسل بالسماع، ولم يخرجه أحد من الستة رحمهم الله بهذا اللفظ فأحفظهُ فإنه نفيس نادر وهو من أكبر الأدلة على أن العلم لم يقع فى وعاءٍ واحدٍ.
فائدة:
الشِرَّةِ: الشِّدَة، والفَتْرةِ: الضعف
والمعنى: أنَّ لكلِّ عملٍ فى أولهِ وهلة وشدة وفىخرهِ ضعفٍ ووهنٍ، فمن كانت شدته وضعفه فى حدود السنة لا يخرج عنها فقد اهتدى وأفلح حينئذٍ،
وأفاد الحديث أن طاقة العمل يجب أن تكون متساوية فى البداية والنهاية من حيث الشدة والضعف، وأفاد كذلك معنى الدوام على مقدار مُعين من العمل فإنَّهُ السنة، كما ورد من حديث عائشة رضى الله عنها عند البخارى قال:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ وَقَالَ اكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا
تُطِيقُونَ *. فتأمل وتدبر في معانيه فإنها عظيمة.