المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دوافع شرب الخمر وعلاج الإسلام لها: - الجريمة والعقاب في الإسلام

[-]

فهرس الكتاب

- ‌ الأمن والاستقرار مطلب إنساني

- ‌منطلق الإسلام في مواجهة الجريمة

- ‌ الجرائم التي حددت لها الشريعة عقوبات

- ‌مبادئ النظام العقابي الإسلامي

- ‌أولا: أنه لا تجريم قبل ورود الشرع:

- ‌ثانيا: العفو عما سلف

- ‌ثالثا: لا تكسب كل نفس إلا عليها

- ‌رابعا: عمومية العقوبة:

- ‌مميزات النظام العقابي في الإسلام

- ‌أولا: التكامل بين الوازع الداخلي والرقابة الخارجية:

- ‌ثانيا: النظرة المتوازنة إلى علاقة الفرد والجماعة:

- ‌ثالثا: معالجة الأسباب والدوافع الاجتماعية للإجرام:

- ‌الدوافع الاجتماعية للقتل وحل الإسلام لها

- ‌دوافع السرقة وعلاج الإسلام لها:

- ‌ تربية الإنسان منذ الصغر على قيم التقوى والعفة وخشية الله

- ‌ إقامة المجتمع على أساس الفضيلة والقيم الأخلاقية

- ‌ شغل الفتيان والفتيات بما ينفس عن الطاقة الجنسية

- ‌ الإكثار من الصوم لمن لم يتمكن من الزواج

- ‌ الدعوة إلى العودة بالمجتمع إلى قيم الإسلام

- ‌ تشريع الطلاق لمواجهة الحالات التي يرغب فيها أحد الزوجين عن الآخر كرها

- ‌دوافع شرب الخمر وعلاج الإسلام لها:

- ‌تدرج الإسلام في تحريم الخمر:

- ‌دوافع الردة وعلاجها في الإسلام:

- ‌الإفساد في الأرض وعلاج الإسلام له:

- ‌تعريفها:

- ‌خصائص عقوبات الحدود

- ‌ السرقة:

- ‌ الحرابة:

- ‌ الزنا:

- ‌ القذف:

- ‌ الخمر:

- ‌ الردة:

- ‌أهم قواعد القصاص:

- ‌الحكمة من القصاص:

- ‌ثالثا: التعزير:

الفصل: ‌دوافع شرب الخمر وعلاج الإسلام لها:

‌دوافع شرب الخمر وعلاج الإسلام لها:

تناول الخمر وغيرها من المسكرات أحد الأدواء الاجتماعية ذات الخطورة الكبيرة على الفرد في جسمه لما تؤدي إليه من الأمراض، وفي عقله لما تدمر من طاقاته وتعوده على الهروب من معالجة المشكلات وفي ماله لما تتطلب من نفقات خاصة إذا أصبحت عادة يبذل فيها الفرد الغالي والنفيس. كما يمتد ضررها إلى الأسرة والمجتمع ككل ومظاهر ذلك بادية للعيان في كل مجتمع اعتاد هذه العادة السيئة ومن أجل تلك الأضرار حرمها الإسلام، وشرع حدا على شاربها. ولكنه بالمقابل عالج أسباب تعاطيها وتتبع جذورها الاجتماعية.

ص: 26

فالدوافع الاجتماعية للخمر ترجع في مجملها إلى فقدان التوازن الاجتماعي مما يؤدي إلى أن يعاقرها صنفان من الناس:

أ- الصنف الأول أهل الترف، فالمترف بما يجده من فراغ وسآمة وتبلد في الحس يلجأ إلى الخمر ينشد فيها ما يحثه على النشاط ويضفي على نفسه البهجة والتجدد.

ب- أما الصنف الثاني فهم المحرومون، فالمحروم يغيب بالخمر من واقعه التعيس، ومتاعبه اليومية المليئة بالمشاحنات.

ص: 27

وقد عالج الإسلام هذه الأسباب بما يلي:

1-

دعوته إلى إعادة توازن المجتمع كل ما جنح ميزانه إلى الاختلال حتى لا يصبح المال والأعمال ومصادر الثراء حكرا على طائفة من الناس كي لا تكون دولة بين الأغنياء.

2-

أنه يربط قلب المؤمن بالله ويجعله موصولا به بشكل دائم، فلا يعيش فيها لهمومه البائسة قال الله تعالى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}

3-

كما أنه يعتبر العمل والكفاح من أجل تحصيل المعايش عبادة يثاب عليها صاحبه، ما دام موصول القلب بالله مخلص النية له، والشعور بذلك يكسب القلب ثقة بالله ونشوة في العبادة وروحا معنوية عالية لشعوره بمحبة الله له {وَاللَّهُ مَعَكُمْ}

ص: 28

4-

أنه يربي الفرد على مواجهة مشكلاته وعدم الهروب منها، وعلى التوكل على الله في مواجهتها والتصدي لها، والإيمان بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه:{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} ويربيه على الثقة بالله وبأنه لن يتركه يواجه مصيره وحده بل هو محفوف بالعناية الإلهية للمؤمنين: {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} أن مجهوده لن يضيع لأنه إن لم يجده في الدنيا والآخرة معا وجده في الآخرة قال الله تعالى: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا} والرزق بيد الله يؤتيه من يشاء {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}

فهذه القيم الإيمانية كلها تربي المؤمن على الصلابة والصبر لحلها وعدم الغيبوبة عنها بأي وسيلة، ومن ثم فالذي يحمل هذا القيم ويؤمن بها لن يلجأ غالبا في حل مشكلاته إلى مثل الخمر أو غيرها من المغيبات ليهرب عن واقعه ومواجهة مشكلاته.

ص: 29