الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(م)
الباب الثالث
فيما يقال عند ذِكْر أدواتٍ يكثر دورها في الكلام
وهي خمس وعشرون:
فيقال في الواو: حرف عَطْف لمطلق الجمع.
وفي الفاء: حرف عَطْفٍ للترتيب والتعقيب.
(ش) اعلم أنَّ الفاء المفردة مهملةٌ خلافًا
(1)
لبعض الكوفيين في قولهم: إنها ناصبة في نحو: ما تَأْتينا فَتُحدِّثَنَا، وللمبرّد في قوله: إنّها خافضةٌ في نحو:
فَمِثْلِكِ حُبْلى ...........
(2)
وقال الفراء: لا تفيد الترتيب مع قوله: إنَّ الواو تفيده ــ وهو عجيبٌ ــ وقال الجرمي
(3)
: لا تفيده في البقاع والأمطار
(4)
.
(1)
انظر المذاهب والأقوال في حرف (الفاء) في "المغني"(ص 213)، و"الجنى الداني" للمرادي (ص 61).
(2)
هذا جزء من صدر بيت لامرئ القيس من معلقته المشهورة وتمامه:
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
…
فألهيتها عن ذي تمائم محول
راجع "شرح القصائد السبع الطوال" للأنباري (ص 39).
(3)
صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمي مولاهم، وقيل مولى لبجيلة، إمام في النحو، ناظر الفراء ببغداد أخذ عن الأخفش وغيره، عالم دين ورع له مصنفات منها كتاب الفرخ مات سنة (225 هـ). انظر "البلغة"(ص 113).
(4)
في الأصل المخطوط: "الأقطار"، وتصويبها من مغني اللبيب (ص 214) حيث مثّل عليها بقوله:"مطرنا مكان كذا فمكان كذا" ثم شرحه. وانظر أيضًا "حاشية الدسوقي"(1/ 173).
(م) وفي (ثُم): حرف عَطْفٍ للترتيب والمهلة.
(ش) زعم الكوفيون أنَّ التشريك قد يتخلف
(1)
وذلك بعد وقوعها زائدة، وزعم فريقٌ أنَّ الترتيبَ لا يكون مقتضاها، وزعم الفراءُ أن المهلةَ قد تتخلف
(2)
، اهـ.
(م) وفي (قد): حرف تحقيق وتوقُّعٍ وتقليل.
(ش) قد: حرفيَّةٌ واسميّةٌ.
والاسميّةُ إمّا اسمُ فِعْل مرادفٌ لِحَسْب، وهي مبنيَّةٌ وقد تُعْرب.
* تنبيهٌ:
لا تجيء (قَدْ) لمعانيها الثلاثة جُملةً، وإنّما مراده أنَّها تجيء تارةً لهذا، وتارةً لهذا، وكذلك غيرها ممَّا سيُذكر. اهـ.
(م) وفي السين وسوف حَرفُ استقبال
(3)
، وهو خيرٌ مِنْ قول كثيرٍ:"حرف تنفيس".
(ش) وليس السين مُنْقطعًا عن سوف
(4)
، ولا مُدَّة الاستقبال أضيقَ
(1)
في المخطوط: "يختلف" والتصويب من "المغني"(ص 158).
(2)
راجع "المغني"(ص 158)، و"الجنى الداني"(ص 427).
(3)
هي عبارة الزمخشري في المفصل وغيره من النحاة. راجع شرح المفصل لابن يعيش (8/ 148).
(4)
هكذا بالأصل (ومنقطع) وُجدت بالرفع، وفي "المغني" (ص 184): "وليس مقتطعًا من سوف
…
".
خلافًا للكوفيين في الأول، والبصريين في الثاني.
قال في المغني
(1)
: "واختياره الأول أصحُّ، والثاني باطلٌ لقوة دليلهم". هـ.
(م) وفي (لم) حرف جَزْمٍ لنفي المضارع وقلبه ماضيًا.
(ش) وقد يرتفع قيل: ضرورةً، وقال ابن مالك: لغةٌ، وزَعَم اللحياني
(2)
: أنَّ بعض العرب ينصب بها
(3)
. هـ.
(م) ويزاد في (لمَّا) فيقال: مُتَّصلًا نَفْيُهُ متوقَّعًا ثبوتُه.
(ش)(لمَّا) تفارق (لم)، فـ لمَّا لا تقترن بأداة الشرط ومنفيها مستمر النفي إلى الحال، ومعناها لا يكون إلَّا قريبًا من الحال، منفيُّها متوقّع الثبوت منفيُّها جائز الحذف. اهـ.
(م) وفي (لن) حرف نصب.
(ش) ليس أصله [وأصل]
(4)
(لم) لا فأبدلت الألف نونًا وميمًا خلافًا للفراء
(5)
.
(1)
لم أجد هذه العبارة في "المغني" فلينظر فيه.
(2)
علي بن مبارك وقيل ابن حازم اللحياني، أخذ عن الكسائي وأبي زيد وأبي عمرو الشيباني والأصمعي وغيرهم له النوادر المشهورة. انظر "البغية"(2/ 185).
(3)
راجع "الجنى الداني"(ص 266)، و"المغني"(ص 365).
(4)
زيادة أضفتها من "المغني" ليستقيم الكلام.
(5)
راجع "المغني"(ص 373).
(م) وفي (إذن) حرف جواب وجزاء.
(ش) هي عند الجمهور حرف وقيل: اسم
(1)
، والأصل في إذن (إذا كان كذا كان كذا) ثُمَّ حذفت الجملة وعوض التنوين عنها، وعلى القول بالحرفيّة الصَّحيحُ
(2)
بَساطَتها لا تركُّبها مِن (إذْ) و (أنْ)، وعلى البساطة الصحيح أنَّها الناصبة لا (أنْ) مضمرة بعدها.
وهي تنصب المضارع بشرط تصديرها، واستقباله، واتصالهما وانفصالهما بالقسم أو بـ (لا) النافية.
وأجاز ابنُ عصفور
(3)
الفصل بالظرف، وابنُ بابشاذ
(4)
بالنداء والدعاء
(5)
،
(1)
في الأصل المخطوط. "هي عند الجمهور اسمٌ وقيل حرف" والصواب عكس هذا كما في المغني (ص 30)، والجنى الداني (ص 363).
(2)
في المخطوط (والصحيح) بالواو، وكذا التي بعدها (والصحيح أنها
…
إلخ). والتصويب من "المغني"(ص 30).
(3)
علي بن مؤمن أبو الحسن ابن عصفور الإشبيلي حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس له مؤلفات عديدة منها: الممتع في التصريف، والمقرب، وثلاثة شروح على الجمل. مات سنة (663 هـ). انظر "البغية"(2/ 210).
(4)
طاهر بن أحمد بن بابشاذ أبو الحسن المصري العراقي الأصل، كان محرر الكتب الصادرة عن ديوان الإنشاء بمصر، وله في النحو مصنفات حسنة منها: ثلاثة شروح على الجمل، ومقدمة سماها (المحتسب). مات سنة (469 هـ). راجع "البلغة"(ص 116).
(5)
في المخطوط: "ويا الدعاء"، والتصويب من المغني (ص 32). و"الجنى الداني"(ص 362)، إذْ فيهما أنَّ ابن بابشاذ أجاز الفصل بالنداء والدعاء نحو: إذْن ــ يغفر الله لك ــ يُدخلَك الجنة، وأمَّا (يا) الدعاء فلم أجده ألبتة.
وهشَامٌ
(1)
: الفَصْلَ بمعمول الفِعْل
(2)
، والأرجح حينئذٍ عند الكسائي
(3)
النصب وعند هشام الرفع. هـ
(م) وفي (إذا): ظرفٌ لزمانٍ مستقبل خافضٌ لشرطه منصوبٌ بجوابه
(4)
.
وفي (لو): حرفٌ يقتضي امتناعَ ما يَليه، واسْتلزامه لتاليه، وهو خيرٌ مِنْ:"حرف امتناع لامتناع".
وفي (لمّا) في نحو: لما جاءني زيدٌ أكرمته، حرف وُجودٍ لوجود.
(ش) زَعَمَ الفارسي وأبناء مالك والسرَّاج وجنّي وتبعهم جماعةٌ: أنهَّا ظرف، قال ابن مالك: بمعنى (إذْ)، وقالوا: بمعنى (حين)، وقول ابن مالك حَسَنٌ؛ لأنَّها مختصةٌ بالماضي، وبالإضافة إلى الجملة، وردَّ ابن خروف على مدَّعي الاسميّة بنحو:"لمَّا أكرمتني أمسِ أكرمتك اليوم" لأنَّها إذا قُدِّرت ظرفًا كان عَاملُها الجوابَ والواقع في اليوم لا يكون في أمس
(5)
. هـ.
(1)
هشام بن معاوية الضرير أبو عبد الله النحوي الكوفي، أحد أعيان أصحاب الكسائي صنّف "مختصر النحو"، و"الحدود"، و"القياس"، توفي سنة (209 هـ). راجع "البغية"(2/ 328).
(2)
وكذا الكسائي يجيزه، وانظر الأقوال في "المغني"(ص 32).
(3)
علي بن حمزة أبو الحسن الأسدي مولاهم الكوفي المعروف بالكسائي، الإمام المعلم المقرئ، أخذ القراءة عن حمزة الزيات، وقرأ النحو على معاذ ثم على الخليل، توفي بطوس سنة (189 هـ). راجع البلغة (ص 152).
(4)
في المخطوط: "منصوب لجوابه" والتصويب من قواعد الإعراب لابن هشام (ص 8).
(5)
راجع "المغني"(ص 369).
(م) وفي نحو لولا زيدٌ لأكرمتك، (لولا) حرف امتناع لوجود.
(ش) المرفوع بعد (لولا) لا فاعلٌ بفعل محذوف، ولا بـ (لولا) لنيابتها عنه، ولا بالأصالة خلافًا لزاعمي ذلك بل رَفْعُه بالابتداء
(1)
هـ.
(م) وفي (نَعَم): حرف وعيد
(2)
وتصديق ووعد وإعلام.
(م) وفي (بلى): حَرفٌ لإيجاب النفي.
(ش)(بلى) أصليُّ النفي، وقيل: الأصل (بَلْ) والألف زائدةٌ، وبعض هؤلاء: إنّها للتأنيث
(3)
.
(م) وفي (إذْ) ظرفٌ لما مضى من الزمان.
(ش) زَعَمَ الجمهور أنَّ (إذْ) لا تقع إلا ظرفًا أو مضافًا لا مفعولًا ولا مبدلًا من مفعول، قال في المغني
(4)
: "من الغريب أنَّ الزمخشري
(5)
قال في قراءة بعضهم: {لَمِن مَنِّ اللهِ على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولًا} [آل عمران: 164] أنَّه يجوز أن يكون التقدير: (مَنُّهُ) وأن يكون (إذْ) في محل رفع
(1)
انظر "المغني"(ص 359).
(2)
لم أجد معنى (الوعيد) ذكر في لفظة (نعم) إلا عند ابن هشام في هذه القواعد الصغرى، وأمَّا المغني له فلم أجده، وكذا الجنى الداني، وكذا شروح القواعد المختلفة، ولم يذكره أحدٌ من النحاة.
(3)
انظر "المغني"(ص 153)، و"الجنى الداني"(ص 420).
(4)
راجع "المغني"(ص 112).
(5)
محمود بن عمر أبو القاسم الزمخشري جار الله إمام اللغة والنحو والبيان، صاحب التصانيف المشهورة كـ"الكشاف" و"أساس البلاغة" و"الفائق" وغيرها، توفي سنة (538 هـ). انظر "البلغة"(ص 220).
كـ (إذا) من قولك: أَخْطَبُ مَا يكونُ الأميرُ إذا كان قائمًا"
(1)
. اهـ.
(ت)
(2)
ثُمَّ أطال الشارح في الانتصار للزمخشري على المصنّف وأنَّ سيبويه نصَّ في كتابه أنَّ (إذا وإذْ) ليسا من الظروف اللازمة
(3)
. هـ.
(م) وفي (كلَّا): حرفُ رَدْعٍ وزَجْر ومعنى: (حقًّا).
(ش) الخليل وسيبويه والمبرّد والزجّاج وأكثر البصريين: رَدْعٌ وزَجْر لا غير، وخالفهم الكسائي قال: تجيء بمعنى (حقًّا)، وأبو حاتم
(4)
بمعنى (ألا) الاستفتاحية وهو أولى
(5)
.
(1)
راجع "الكشاف"(1/ 426)، و"الدّر المصون" للحلبي (1/ 250).
(2)
هذا الرمز والحرف وجدته قبل قوله: (ثم أطال .. إلخ) ولعله إشارة ولمح للمختصر، إذْ إنَّ هذا الكلام للمعلمي حيث أفاد أن الشارح ــ وهو ابن جماعة ــ أطال في الردّ على ابن هشام وانتصر في المسألة للزمخشري.
(3)
بل المنصوص في الكتاب أنهما من الظروف المبهمة غير المتمكنة وهذا معنى اللزوم فيهما وهو الذي يقال في مثلهما: الظرف غير المتصرف أي لا يقع فاعلًا ولا مفعولًا ولا مبتدأ، وهو قول الجمهور خلافًا لبعضهم.
راجع "الكتاب" لسيبويه (3/ 285)، و"الجنى الداني"(ص 187)، و"الهمع"(3/ 172).
(4)
سهل بن محمد بن عثمان أبو حاتم السجستاني إمام في النحو واللغة وعلوم القرآن والشعر، ومصنفاته جليلة فاخرة، وكان إمام جامع البصرة، مات سنة (255 هـ) وقيل غير ذلك. راجع "البلغة"(ص 109).
(5)
قال ابن هشام في المغني ــ بعد ذكر قول الكسائي وأبي حاتم والنضر بن شميل ــ: "وقول أبي حاتم عندي أولى من قولهما
…
إلخ" انظر "المغني" (ص 250).
والفرّاء
(1)
والنضر بن شُميل
(2)
: حرف جواب بمنزلة (إي) و (نعم)
(3)
هـ
(م) فَصْلٌ
وتكون (لا) نافيةً نحو: لا إله إلا الله.
(ش) هي في هذه الحال على خمسة أقسام:
* التبرئة وتخالف (إنَّ) من سبعة أوجه
(4)
.
* والنافية للوحدة وتفارق (ليس) من ثلاثة أوجه
(5)
.
* وعاطفة ولها شروط:
- أنْ يتقدمها إثبات أو أَمْرٌ ــ قاله سيبويه ــ أو نداء، وزعم ابن سعدان
(6)
: أنَّ هذا ليس من كلامهم.
(1)
يحيى بن زياد أبو زكريا الديلمي المعروف بالفراء الإمام المشهور، أخذ عنه الكسائي وهو من جلة أصحابه، مات سنة (207 هـ). راجع البلغة (ص 238).
(2)
النضر بن شميل بن خرشة التميمي البصري أبو الحسن، أحد أصحاب الخليل، إمام في اللغة والأنساب، صاحب غريب ونحو وفقه وعروض وشعر، ثقة، مات سنة (204 هـ). انظر "البلغة"(ص 233).
(3)
راجع معاني (كلا) في "رسالة (كلا) في الكلام والقرآن" لابن رستم الطبري.
وكذا: "مقالة كلا" لابن فارس، و"المغني"(ص 249)، و"الجنى الداني"(ص 577).
(4)
انظرها في "المغني"(ص 313).
(5)
انظرها في "المغني"(ص 315).
(6)
في الأصل المخطوط: (ابن سعد) وصوابه ما ذكر كما في "المغني"(ص 318) و"الجنى الداني"(ص 294).
وابن سعدان: هو محمد بن سعدان الضرير الكوفي النحوي المقرئ أبو جعفر، قال ياقوت: ولد سنة (161 هـ) روى عن أبي معاوية الضرير، وعنه عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، وكان ثقةً، مات سنة (231 هـ). انظر "البغية"(1/ 111).
- وأنْ لا تقترن بعاطف.
- وأنْ يتعاند متعاطفاها.
* الرابع
(1)
: أن يكون جوابًا مناقضًا لـ (نعم).
* الخامس: أنْ تكون غير ذلك، فإنْ كان غير ذلك جملةً اسميّة صَدْرُها معرفةٌ أو نكرةٌ ولم تعمل، أو فِعْلًا ماضيًا لفظًا أو تقديرًا وَجَبَ تكرارُها
(2)
. هـ.
(م) وناهيةً نحو: لا تَقُمْ.
وزائدةً للتوكيد نحو: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} [الحديد: 29].
وتكون (إنْ) شرطيةً نحو: إنْ تَقُمْ أقُمْ.
ونافيةً نحو: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا} [يونس: 68].
(ش) إذا دخلت على الجملة الاسميّة لم تعمل عند سيبويه، والفرّاء، وأجاز المبرّد والكسائي إِعْمالَها عمل (ليس) وسُمِعَ من أهل العالية
(3)
.
(1)
أي من معاني (لا) النافية، ولم يضع المؤلف رقمًا للأول والثاني والثالث.
(2)
راجع في أقسام (لا) النافية والكلام عليها "المغني"(ص 313).
(3)
أهل العالية هم سكان ما فوق نجد إلى أرض تهامة إلى ما وراء مكة. كما في القاموس (ص 1314).
قال ابن هشام في المغني: "وسمع من أهل العالية: إنْ أحدٌ خيرًا من أحدٍ إلا بالعافية وإنْ ذلك نافِعَكَ ولا ضارَّك". هـ.
(م) وزائدةً نحو: ما إنْ زيدٌ قائمٌ.
(ش) تُزادُ (إنْ) بعد (ما) النافية والموصولة والمصدريَّة و (ألا)
(1)
، قال ابن الحاجب
(2)
: "وتزاد بعد (لمّا) الإيجابيّة وزَعَمَ قُطرب
(3)
أنَّها تكون بمعنى (قد)
(4)
هـ.
(م) ومُخَفَّفَةً من الثقيلة نحو: {وإنْ
…
كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} [هود: 111]
(5)
.
ونحو: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ} في قراءة مَنْ خَفَّفَ الميمَ
(6)
.
(م) وترد (أنْ) لنَصْبِ المضارع نحو: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: 82].
(1)
الاستفتاحيّة.
(2)
عثمان بن عمر بن الحاجب الدوني الإمام المشهور نحويٌ فقيه على مذهب مالك، ولد سنة (570 هـ) له مؤلفات معروفة كـ"الكافية" و"الشافية" و"الأمالي" وغيرها. توفي سنة (646 هـ). انظر "البلغة"(ص 143).
(3)
محمد بن المستنير الملقب بقطرب، أخذ النحو عن سيبويه وهو الذي لقَّبه لبكوره في الطلب، وكان عالمًا ثقةً روى عنه الجلّة، توفي سنة (260 هـ). راجع "البلغة"(ص 214).
(4)
انظر "المغني"(ص 39)، وفي الجنى الداني (ص 214) جعله من قول الكسائي.
(5)
قرأ هذه الآية بتخفيف (إن) و (لما) كلٌّ مِن نافع وابن كثير وشعبة في (إنْ) دون (لما)، وأبي عمرو في (لما) دون (إن). راجع "شرح الهداية" للمهدوي (2/ 353).
(6)
قرأ بتخفيف الميم في (لما) كلٌّ مِن نافع وابن كثير وأبي عمرو والكسائي. راجع "شرح الهداية"(2/ 552).
(ش)(أنْ) اسميّةٌ
(1)
: وهي ضمير المتكلِّم (أنْ) بمعنى: أنا فَعلتُ، وفي (أنْتَ) على قول الجمهور أنَّ الضميرَ هو (أنْ) والتاء حرف خطاب.
وحرفيةٌ، واختلف في المحل من نحو:"عسى زيدٌ أنْ يقومَ"[فقيل]
(2)
: نَصْبٌ على الخبريّة، ونُقل عن المبرّد: على المفعولية، وقيل: على إسقاط الجار، ونَقَل ابن مالك عن سيبويه: أنَّه تضمَّن الفعل معنى (قارب)، وقيل: في موضع رفع على البدليّة، وسدَّت مسدَّ الخبر
(3)
.
وهي
(4)
في الابتداء بموضع رفع، وتجيء بعد لفظٍ دالٍّ على معنى غير اليقين فتكون في موضع رفع في نحو:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ} [الحديد: 16].
واخْتُلفَ في (أنْ) الموصولة بالماضي والأمر؟
زَعَم ابنُ طاهر أنَّها غير الموصولة بالمضارع واسْتَدَلَّ وأُجيب
(5)
.
* تنبيهٌ:
ذكر بَعضُ الكوفيين وأبو عبيدة
(6)
: أنَّ بعضهم يجزم بـ (أنْ)، ونقله
(1)
يريد أنها ترد اسمًا. انظر "المغني" ص (41).
(2)
زيادة اقتضاها السياق.
(3)
انظر مغني اللبيب (ص 43).
(4)
أي (أنْ) الحرفية المصدرية الناصبة تقع في موضعين هذا أحدهما، والثاني قوله: وتجيء بعد لفظ
…
إلخ.
(5)
استدل بدليلين وأجاب عنهما ابن هشام في "المغني"(ص 43).
(6)
معمر بن المثنى أبو عبيدة التميمي البصري النحوي اللغوي، قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعيٌّ أعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة. توفي سنة (208 هـ). انظر"البلغة"(ص 224).
اللحيانيُّ عن بني صُبَاح من بني ضبَّة.
وقد يقع الفعل بعدها مرفوعًا كقراءة ابن محيصن
(1)
: {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتمُّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233]، وزعم الكوفيون أنَّ هذه هي المخفَّفة من الثقيلة، وقال البصريون: بل هي الناصبة حُملت على أختها (ما) المصدريَّة
(2)
.
(م) ومُخَفَّفَةً من الثقيلة نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ} [المزمل: 20].
ومُفَسِّرةً وهي: الواقعة بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه.
وزائدةً للتوكيد نحو: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} [يوسف: 96].
(ش) لزيادتها أربعة مواضع:
الأكثر بعد (لمَّا) التوقيتيّة، وبين (لو) وفِعْلِ القسم مذكورًا أو متروكًا، ونادرٌ بين الكاف ومخفوضها، وبعد (إذا). وزَعَم الأخفش
(3)
أنها تُزاد في
(1)
لم أجد أحدًا نسب قراءة ضم الميم من (يتم) إلى ابن محيصن بل نسبوا له قراءة (تتم) بتاءين ومعه الحسن وأبو رجاء، وأمَّا القراءة المستشهد بها فقد نسبها أبو حيان في "البحر"(2/ 213) إلى مجاهد، وزاد السمين الحلبي في "الدر"(1/ 569) نسبتها إلى ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ.
(2)
راجع "المغني"(ص 46).
(3)
سعيد بن مسعدة المجاشعي الأخفش، سكن البصرة، وقرأ النحو على سيبويه وكان أسنَّ منه، ولم يأخذ عن الخليل، ومن تصانيفه: الأوسط، توفي سنة (215 هـ). راجع البلغة للفيروز آبادي (ص 104).
غير ذلك، وأنَّها تنصب المضارع ــ كما تجرُّ (مِنْ) و (الباء) الزائدتان
(1)
. هـ.
(م) وترد (مَنْ) شرطيةً نحو: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} .
واستفهاميّةً: {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس: 52].
وموصولةً نحو: {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ} [الأنبياء: 82].
ونكرةً موصوفةً نحو: مَررْتُ بمن مُعْجَبٍ لك.
(ش) لطيفةٌ:
يحتمل الأربعةَ قولُك: مَنْ أكرمني أُكْرمه. هـ
(م) وتَردُ (أيّ) شرطيَّةً نحو: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110].
واستفهامية: {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} [التوبة: 124].
(ش) وتَرد موصولةً أي مَبْنيّةً عند سيبويه، وخالفه الكوفيون وجماعةٌ من البصريين؛ لأنهم يرونها معربةً دائمًا.
قال الزجاج
(2)
: ما تبيّن لي أنَّ سيبويه غلط إلا في مسألتين إحداهما هذه، فإنّه يُسلم أنّها تعرب إذا أفردت. قال الجرمي: "خرجت من البصرة
(1)
تكملة العبارة كما في "المغني"(ص 51): "كما تجر (من) و (الباء) الزائدتان الاسمَ .. إلخ".
(2)
إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق أخذ عن ثعلب والمبرد، له معاني القرآن وغير ذلك. توفي سنة (311 هـ). انظر "البلغة"(ص 45).
إلى مكة فلم أسمع أحدًا يقول: لأضربنَّ أيُّهم قائمٌ ــ بالضمّ ــ
(1)
. هـ.
(م) وصفةً نحو: مَررْتُ برَجُلٍ أيِّ رَجُلٍ.
وَوُصْلَةً إلى نداء ما فيه (أل) نحو: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ} [الانفطار: 6].
(ش) زعم الأخفش: أنَّ (أي) هذه هي الموصولة حذف صَدْرُ صلتها، وهو العائد، والمعنى: يا مَنْ هو الرَجُلُ، ورُدَّ
(2)
. هـ
(م) وترد (ما) اسمًا موصولًا نحو: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ} [النحل: 96].
وشرطًا نحو: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [البقرة: 197].
(ش) هي نوعان: غير زمانية، وزمانية، فغير الزمانية ما ذُكر، والزمانية نحو:{فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} [التوبة: 7]، أثبته الفارسي، وأَبَوا البقاءِ وشَامة
(3)
، وابنا مالك وبرّي
(4)
. هـ
(م) واستفهاميّةً نحو: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} [طه: 17].
(1)
راجع المسألة في "المغني"(ص 107).
(2)
قال ابن هشام في "المغني"(ص 109): "ورُدَّ بأنّه ليس لنا عائدٌ يجب حذفه ولا موصول التزم كون صلته جملة اسميّة .. ".
(3)
عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي المشهور بأبي شامة، ولد سنة (599 هـ). وقرأ القراءات على السخاوي، له مؤلفات عديدة منها:"نظم المفصل" للزمخشري. توفي سنة (665 هـ). راجع "البغية"(2/ 77).
(4)
عبد الله بن بري المقدسي المصري النحوي اللغوي كان قيمًا بالنحو واللغة والشواهد. توفي سنة (582 هـ). راجع "البغية"(2/ 34).
وتَعجُّبًا نحو: ما أَحْسَنَ زيدًا.
ونكرةً موصوفةً نحو: مررتُ بما مُعْجَبٍ لك.
ومعرفةً تامّةً نحو: {فَنِعِمَّا هِيَ} [البقرة: 271]، أي: فنِعْمَ الشيءُ.
(ش) نَقَله ابنُ خروف عن سيبويه، وهي إمَّا عامَّةٌ مقدّرة بالشيء، وهي التي لم يتقدمها اسمٌ نكرة هي وعاملها صفة له في المعنى.
وخاصةٌ: وهي التي يتقدّمها ذلك، ويُقدَّر من لفظِ ذلك الاسم نحو: دققته دَقًّا نِعمَّا. هـ.
(م) وحَرْفًا فتكون نافيةً نحو: {مَا هَذَا بَشَرًا} [يوسف: 31].
(ش) مَدْلولُها تارةً يكون جملة فعليّة فلا تعمل فيه اتِّفاقًا وتارةً يكون جملةً اسميّة فتعمل بشرائط معروفة عند الحجازيين، والتهاميين والنجديين
(1)
، وندر تركيبها مع النكرة تشبيهًا لها بـ (لا)، وإذا نَفَتِ المضارعَ تَخَلَّصَ عند الجمهور للحال، وردَّ عليهم ابن مالك بنحو:{قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ} [يونس: 15]، وأجيب: بأنَّ شرط تخلّصه للحال انتفاء قرينة
(2)
هـ.
(م) ومَصْدريَّةً نحو: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} [آل عمران: 118].
(ش) هذه غير زمانيةٍ، وزمانية
(3)
أي: نائبةٌ عن ظرف زمان في الدلالة
(1)
راجع "الجنى الداني"(ص 223)، و"همع الهوامع"(2/ 110).
(2)
في "المغني": "انتفاء قرينة خلافِه"، وانظر المسألة فيه (ص 399).
(3)
أي: نوعها الآخر أن تكون زمانية.
لا بذاتها، فلو دلَّتْ بذاتها كانت اسمًا لا حرفًا ــ كما صار إليه ابن السكيت
(1)
ومتابعوه ــ
(2)
.
وقلنا: زمانية ولم نَقُل: ظرفيّة ليدخل نحو: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ} [البقرة: 20].
ولا تشارك (ما) في الدلالة
(3)
على الزمان (أنْ) خلافًا لابن جني ومعه الزمخشري. هـ
(م) وكافَّةً نحو: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [النساء: 171].
(ش) وتُسمَّى المتلوة بفعل المهيئة، وزعم ابن درستويه
(4)
وبعض الكوفيين أنَّ (ما) مع هذه الحروف اسمٌ مُبْهم بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام، وأنَّ الجملة بعده مُفسِّرة له ومخبر بها عنه. هـ.
(م) وزائدةً للتوكيد نحو: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 159].
(ش){وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ} [يوسف: 80](ما) إمَّا زائدةٌ
(1)
يعقوب بن إسحاق بن السكيت كان عالمًا بنحو الكوفيين، وعلم القرآن واللغة والشعر، راوية ثقة، له تصانيف كثيرة، توفي سنة (244 هـ). راجع "البغية"(2/ 349).
(2)
راجع "المغني"(ص 400).
(3)
في "المغني": "في النيابة عن الزمان
…
" انظر "المغني" (ص 401).
(4)
عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي، أخذ عن المبرد، وكان شديد الانتصار للبصريين، وله مؤلفات منها:"الإرشاد، و"شرح فصيح ثعلب" و"شرح المفضليات" توفي سنة (347 هـ). راجع "البلغة" (ص 121).
فـ (مِنْ) مُتعلِّقةٌ بـ (فرطتم) وإمّا مصدريَّةٌ، فقيل: موضعها مع صلتها رفع بالابتداء، وخبر (مِنْ قبل)، ورُدَّ بأنَّ الغاياتِ لا تقع أخبارًا ولا صلاتٍ ولا صفاتٍ ولا أحوالًا نصَّ على ذلك سيبويه
(1)
وجماعةٌ من المحققين. هـ
(م)"فهذا مع التوفيق كافٍ مُحصّلا"
(2)
، والحمد لله رَبِّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمد نبيّه الأميّ وآله وصحابته.
تمَّت
(1)
انظر "كتاب سيبويه"(3/ 285)، و"المغني"(ص 418).
(2)
هذا مقتبس من متن الشاطبية في علم القراءات، وهو عجز بيتٍ، وصدره:
* فأضعفهنّ القافُ كلٌّ يَعُدُّها *
الرسالة الرابعة
نظم قواعد الإعراب الصغرى