الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء الثامن: أول ما يلقاك منه هندستان. وهي التي فتحها الغوريون من الهند، وقاعدتها دلهي وهي كبيرة، وموضوعها حيث الطول مائة وثمان وعشرون درجة وخمسون دقيقة، والعرض خمس وثلاثون درجة وخمسون دقيقة، ولها ثلاث برك من ماء المطر، إحداها للسلطان، والأخرى للجند، والأخرى للعامة. وصاحب دلهي في عصرنا، هو أحد مماليك الغوريين، وجنده أتراك مسلمون، والرعايا كفار الهنود، لم يقدر التتر على بلاده لما عنده من اسود الرجال وكثرة الفيلة. ويقع في هذا الجزء من قواعد هندستان، التي في كل واحدة ملك، هاسي: وهي في أول الجزء، حيث الطول مائة وست وعشرون درجة وثمان دقائق، والعرض إحدى وثلاثون درجة. وفي شرقيها على مرحلة منها مدينة براور. وهي حيث الطول مائة وتسع وعشرون درجة، والعرض إحدى وثلاثون درجة وخمس وثلاثون دقيقة، وفي شرقيها وشرقي دلهي، جبال القشمير، وهي مسكونة بجنس متولد بين الهند والسند. والأتراك في نهاية من الحسن، ولم يقدر عليهم التتر لمناعتهم بالجبال المحدقة بهم في هذا
الإقليم الخامس
. ونهر كنك المعظم عند الهنود يمر في بلادهم، وهم أيضاً يعظمونه، ويغرقون فيه أنفسهم لأنهم مشاركون لهم في الضلالة. وفي شرقيهم طمغاج، وهي بلاد الخط. يزعم المسافرون أن السور دائر على مدنها وضياعها وسائر عمائرها، نحو ثلاثة وعشرين يوماً في الطول من الغرب إلى الشرق، وحدها الغربي بلاد القشمير، وحدها الشرقي بلاد التتر. ويأخذ طولها واتساعها في هذا الجزء والجزء الذي يليه من الإقليم الخامس. والمشهور من مدنها مدينة طمغاج، وقد حل محلها في عصرنا هذا، مدينة خان بالق. ويذكرون عن كبر هذه المدينة ما لا يصدقه إلا من شاهده. وصاحبها مسلم يقال له لواجا، واصله من خوارزم، وهو يحمل الأموال للتتر. والرعايا كفار من أجناس الخط، ومعظمهم قد دخل في الإسلام. والحرير في بلادهم كثير. ويقال إن عندهم معادن الفضة الكثيرة. ويلي بلادهم من الجنوب بلاد بلهرا ملك ملوك الهند، وتقع مدينة خان بالق حيث الطول مائة وأربعون درجة والعرض خمس وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة. ومدينة طمغاج في الإقليم الخامس.
الجزء التاسع: أول ما يلقاك منه مدينة خرمق من قواعد التتر القديمة، وحي حيث الطول ست وأربعون درجة، والعرض خمس وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة. وفي شرقيها مدينة ينبعا، وهي كانت قاعدة التتر في القديم. وهي على نهر ينزل من الجبل الكبير الممتد على بلاد الهند والصين. وهي حيث الطول مائة واثنتان وخمسون درجة، والعرض ثلاثون درجة وخمس دقائق. وفي شرقيها نهر ينزل من نهر المرفأ إلى نهر ياجوج. وفي شرقي ذلك قاعدة التتر في عصرنا، قراقرم. وهي حيث الطول مائة وخمسون درجة وأربعون دقيقة، والعرض ثلاثون درجة وست وثلاثون دقيقة. وفي جهاتها بلاد المغل وهم خاصة التتر، ومنها خاناتهم، ولهم في هذا الجزء والذي يليه بحيرة كوارث. وبجنوبيها جبل كوارث الذي ينزل منه نهر البحيرة (..) ونهر البحيرة التي سيأتي ذكرها.
الجزء العاشر: فيه بقية بلاد المغل وبقية بحيرة بلاد كورث. وفي شرقيها بحيرة السوكام، طولها أربع مراحل وعرضها مرحلتان، وليس ينزل إليها نهر، بل في جوفها ينابيع ومياه الأمطار تتسرب إليها من الجهات. وفي شرقيها بلاد الطرغل، وهو طائر يصيد طائرين في نهضة واحدة، يضرب الأول ويتركه يقع ثم يصيد الثاني. ويقال لها أيضاً بلاد السنقر. وفي جنوبهم وشرقي بلاد المغل، بلاد سميغلي وهم أخوة المغل، إلا أن الرياسة للمغل، ولهم مدينة سميغلي على بحيرة، حيث الطول مائة وسبع وسبعون درجة واثنتان وعشرون دقيقة والعرض اثنتان وثلاثون درجة غير دقائق. ولهم جبل يلتوي على شرقي بلادهم من صين صين ويدخل في البحر المحيط، وينزل إليهم منه نهران إلى بحيرتين ينحدر فاضلهما إلى البحر في آخر المعمور. وفي شماليهم نهر منجار الكبير، ينزل من جبل الصين الأعظم ويكون في آخره بحيرة متوسطة، ثم يخرج منه نهر ويكون بحيرة صغيرة، ثم يصب فاضلها في البحر المحيط. وفي شمالي هذا النهر جبال القرقر، وهي دائرة ببلاد هؤلاء القوم، ويزعم المسافرون أن عيونهم في صدورهم. ولهم مدينة القرقر في آخر العمارة، وفي جنوبيها بحيرة يخرج منها نهر إلى بحيرة ثانية.
الإقليم الخامس
بياض أهله ممتزج بالحمرة، وفيهم شقرة وزرقة في غالب الحال، ولا سيما فيما يلي السادس. والعرض عند آخره من خط الاستواء، إحدى وأربعون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة، ووسعه خمس درجات.
الجزء الأول: أول ما يلقاك منه في البحر ثلاث جزائر من جزائر السعادات، كما رسمت. وجزيرة قادوس، وهي صغيرة، بعضها في الإقليم الرابع وبعضها في الإقليم الخامس. وبينها وبين البر مجاز عرضه قليل. والطول ثمان درجات وإحدى وعشرون دقيقة، ومن ذلك المكان يأخذ البحر المحيط في الانحطاط إلى الغرب مع الشمال، فيكون مصب نهر اشبيلية وقرطبة حيث الطول ثمان درجات وخمس عشرة دقيقة، والعرض ست وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة. ثم إلى جزيرة شالطيش ست وثلاثون درجة، حيث الطول سبع درجات وعشرون دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة. ثم إلى مصب نهر يانه الكبير، الذي يمر على مارده وبطليوس تسعة أميال. ثم إلى مدينة طويرة ثلاثة وعشرون ميلاً. وهي على نهر يانه وشماليه. ثم إلى مصب نهر سنتمريه ثمانية عشر ميلاً. ثم إلى مصب نهر شلب ثمانية وعشرون ميلاً. ثم إلى حوز الريحان خمسة عشر ميلاً. ثم إلى طرف العرف ثمانون ميلاً. ويدخل في البحر من هذا الطرف اثنان وعشرون ميلاً، وهو آخر عرض الإقليم الخامس. والطول هناك ست درجات. وطول مدينة اشبيلية شرقي النهر وجنوبه تسع درجات وعشر دقائق، والعرض سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وطول مدينة بطليوس على جنوب يانه، تسع درجات، والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمسون دقيقة. وطول مدينة ماردة في جنوبي النهر المذكور عشر درجات غير دقائق، والعرض تسع وثلاثون درجة. وطول قرطبة، قاعدة الأندلس في مدة بني أمية، عشر درجات، وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف. وهي على غربي النهر الكبير الذي عليه اشبيلية. وهذا النهر إنما حسن جانباه عند اشبيلية، ويصعد المد فيه من البحر المحيط اثنين وسبعين ميلاً. وتصعد مراكب الفرنج بوسقها إلى اشبيلية. وطول مدينة غرناطة إحدى عشرة دقيقة وأربعون دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وفي جنوبيها جبل شلير الذي لا يفارقه الثلج. وحكى ابن اليشع أنه نزل منه نيف على عشرين نهراً، منها نهر الذهب الذي يشق غرناطة، ونهر مسيل الذي يمر مع سورها، وكلاهما عليه الأرجاء والبساتين. وهذه المدينة في عصرنا هي قاعدة ابن الأحمر، ملك من بقي من المسلمين بالأندلس. وطول مدينة جيان كطول غرناطة، والعرض تسع وثلاثون درجة غير دقائق. وطول مدينة مرسية ثمان عشرة درجة. والعرض تسع وثلاثون درجة ودقائق. وهي على شمالي نهر مليح عليه النواعير والبساتين، وهو آخر نهر اشبيلية الذي منبعه من جبل شقورة، حيث الطول خمس عشرة درجة، والعرض ثمان وثلاثون درجة وأربعون دقيقة، يخرج من عين واحدة فيشرق عن مرسيه وينصب في بحر الرمان، ويغرب نهر إشبيلية وينصب في البحر المحيط.
الجزء الثاني: أول ما يلقاك منه، على بحر الرمان، مدينة دانيه حيث الطول تسع عشرة درجة وعشر دقائق، والعرض تسع وثلاثون درجة وست دقائق. وفي شرقيها بلنسية المشهورة بالحسن، والتي تسمى بستان الأندلس. وهي على بحيرة ينصب فيها نهر على شمالي المدينة، وهي حيث الطول عشرون درجة، والعرض ثمان وثلاثون درجة وست دقائق. وفي شرقيها مدينة طرطوشة شرقي النهر الكبير الذي يمر على سرقسطه ومصبه في بحر الرمان على نحو عشرين ميلاً من طرطوشة. وهي حيث الطول اثنتان وعشرون درجة ونصف، والعرض أربعون درجة. وفي شرقيها في بحر الرمان جزيرة ماسرقة المشهورة بالحصب. ومدينتها حيث الطول أربع وعشرون درجة وسبع دقائق، والعرض ثمان وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. ومسافة الجزيرة ستون ميلاً، وهي آخذة من الشمال إلى الجنوب. وبينها وبين بريونة مجرى وثلث، وفي شرقيها جزيرة منرقة. ولم يبق في تلك الجزر للمسلمين غيرها، يديرها سعيد بن المحكم، المشهور بحسن السيرة، تحت عهد مع (..) ، ومدينتها حيث الطول خمس وعشرون درجة غير دقائق، والعرض تسع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. ومسافتها أربعون ميلاً من الشمال إلى الجنوب، بانحراف إلى الشرق، ومنها إلى الساحل ثلاث مجار. وفي غربي مايرقة جزيرة يابسة، ومدينتها حيث الطول عشرون درجة وأربع دقائق، وهي آخذة من الغرب إلى الشرق، ومسافتها واحد وثلاثون ميلاً. وبينها وبين بلنسية مجرى، وفي شرقي منرقة جزيرة سردينيا، ومدينتها حيث الطول إحدى وثلاثون درجة واثنتا عشرة دقيقة. وفي غربيها يخرج المرجان، وطول هذه الجزيرة من الشمال إلى الجنوب مجراوان ونصف، والضيق بجهة مرسى الخزر مائة ميل وقليل. وفي شماليها جزيرة قرسقة المقابلة لجنوة، وطولها من الشمال إلى الجنوب مجرى ونصف، والضيق لجهة جنوة والوسع في الوسط قدره ستون ميلاً. والمجاز الذي بينها وبين سردينيا نحو عشرة أميال. وفي شرقيها جزيرة صقلية المشهورة، ذات المدن والجبال والأنهار، وكانت قد صفت للمسلمين ثم صفت للفرنج، وطولها مجراوان وعرضها مجرى وقليل. وتقع قاعدة بلرم حيث الطول خمس وثلاثون درجة، والعرض ست وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، وهي على البحر. وتقع مسينة التي تقابل بر الإفرنج عند المجاز حيث الطول ست وثلاثون درجة غير عشرين دقيقة، والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة. وبها البركان المشهور في جزيرة صغيرة في جهة مسينة. وبينها وبين طرابلس ثلاث مجار، وبين ذنبها الغربي وحضرة تونس مجرى وستون دقيقة. وصقلية إلى الشرق، من الجنوب إلى الشمال عشرون ميلاً. وعند مسينة مسناء يقال أن الإسكندر قد صنعه نقراً في الحجر. وفي شمالي صقلية بلاد قلورية في آخر الجزء الثاني من الإقليم الخامس. وتقع مدينة نابل المشهورة بذلك الساحل، حيث الطول أربع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وبالقرب منها سلرن التي يجلب منها البندق الكبير. وفي غربي نابل مدينة روما قاعدة البابا، وهي على جانبي نهر الطبر، وكان قد دعمت جوانبه لأنه ينهار، والمراكب تدخل إليه من البحر إلى ما بين الدكاكين، فيبتاع الناس ما يحتاجون إليه. وهو يأتي من جبل في شماليها، وهي كبيرة جداً، وفي وسطها حصن منيع في ربوة منقطعة. وموضوع هذه المدينة حيث الطول ثلاث وثلاثون درجة، والعرض مع آخر الإقليم الخامس إحدى وأربعون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة. هكذا قال ابن فاطمة وهو المحقق. وقال الخوارزمي: طولها خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وخمسون دقيقة، فهي داخلة في الإقليم السادس. وفي غربيها بيس المشهورة، من فرض الإفرنج المترددين إلى بلاد الإسلام. وهي حيث الطول ثلاث وثلاثون درجة ونصف، والعرض إحدى وأربعون درجة، وبينها وبين البحر أميال يشقها نهر موصوف بالحسن. وفي غربيها مدينة جنوا المشهورة، وهي على غربي جون كبير، حيث الطول إحدى وثلاثون درجة غير دقائق، والعرض إحدى وأربعون درجة وعشرون دقيقة. والبحر بينها وبين الأندلس، يدخل إلى الشمال فيضيق ما عليه من الإقليم السادس. وعلى جنوا جبل الإنكبردية وفيها يعمل الشرب ويصهر الذهب، ولها ميناء صنعه أهلها بالحجارة، وهو مستدير يرسي فيه الإنسان مركبه عند داره.
الجزء الثالث: أول ما يلقاك منه في بحر الزقاق، بلاد بولية التي يجلب منها الإفرنج الزيت إلى الإسكندرية وغيرها. ومن هنالك، البحر إلى جزيرة اقريطش المشهورة، التي فتحها المسلمون، أهل رياض قرطبة في مدة المأمون، وملوكها مدة. ثم استرجعها الخرايطة، فهي الآن في أيديهم، وطولها ثلاثمائة وخمسون ميلاً من الغرب إلى الشرق. ومدينتها حيث الطول سبع وأربعون درجة وسبع دقائق، والعرض درجة ونصف، ويجلب منها إلى الإسكندرية الجبن والعسل. وفي شرقيها جزيرة رودس التي كان معاوية قد فتحها، وجعل فيها رابطة يغزو منها خليج القسطنطينية ثم عقل عنهم بريد العطاء، فهربوا إلى الشام، وجلوا عنها فملكها الروم. وهي الآن من جزائر الخرايطة. وطول هذه الجزيرة بانحراف من الشمال إلى الجنوب، نحو خمسين ميلاً، والعرض نصفها. وبينها وبين بر الخرايطة من جهة مدينتها، نحو خمسة عشر ميلاً. وبينها وبين ذنب اقريطش مجرى، واقريطش في الغرب بجنوب. وبين رودس وانطاكيا ثلاث مجار. وفي شرقها جزيرة قبرص التي فتحها المسلمون في مدة معاوية، ومدينتها في وسطها، حيث الطول داخل في الجزء الرابع خمس وخمسون درجة ونصف، والعرض ثلاثون درجة ودقائق. وطول هذه الجزيرة من غرب إلى شرق مائتا ميل، ولها ذنب دقيق ينظر إلى الشرق إلى ساحل الشام، وعرضها الواسع مائة ميل والضيق أميال. وبين الجزيرة وبر الكرك من بلاد سيس نصف مجرى، ومنها يجلب اللاك وهو صمغ. وذكر البكري أن فيها معدن نحاس.
الجزر الرابع: أول ما يلقاك منه في البر الشامي، ساحل بلاد الدروب. فتقع إنطاكية المشهورة حيث الطول اثنتان وخمسون درجة ونصف، والعرض ثمان وثلاثون درجة. وميناؤها غير مأمون في الأنواء، ولها أسطول صاحب الدروب. وكانت للروم فاستولى عليها المسلمون في عصرنا. وفي شمالها بحيرة المشاعل، إذا صعد الإنسان الجبال التي في شمالي إنطاكيا بالليل، رأى في جهاتها كأن المشاعل تشتعل. وفي شرقها العلايا، بناها علاء البيبر، صاحب قونية في عصرنا. وبين الفرضتين مائة ميل. وهي داخلة في جون، وهي أعرض بقليل من قونية. وفي شرقيها من الفرض المشهورة، سكين على مائة ميل أيضاً. وتقع أقسار المشهورة بالفواكه الكثيرة، ما بين العلايا وسكين في الطول، وعرضها أربعون درجة ونصف. وتقع اقصرا، المشهورة أيضا بالفواكه، حيث تزيد على اقسار في الطول بدرجة وهي في عرضها. وتقع سيس قاعدة بلاد الثغور الشمالية، في شمالي نهرها وغربي الجبل الدائر بها، حيث الطول ثلاث وستون درجة وعشرون دقيقة، والعرض ثمان وثلاثون درجة. وفي شمالي الجبل مدينة مالطية قاعدة الثغور الجزرية. وهي حيث الطول ثلاث وخمسون درجة، والعرض أربعون درجة وخمسون دقيقة. كذا ذكر في جغرافية ابن فاطمة. وقال الخوارزمي: الطول إحدى وستون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة. وتقع (..) على شرقي الفرات، حيث الطول خمس وستون درجة، والعرض سبع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. وهي الآن ثغر الإسلام في وجوه التتر وقلعتها في صخرة قطعة واحدة. وتقع ميافارقين، قاعدة ديار بكر من بلاد الجزيرة، حيث الطول ست وستون درجة، والعرض ثمان وثلاثون درجة ونصف. وهي مثل نصيبين في إحداق المياه والبساتين بها. وقد أبان أهلها عن الدخولية في انحصارهم للتر عامين كاملين حتى فنوا واقلع التتر عنهم، فهرب منها من كان قد بقي فيها. وفيها قبر سيف الدولة ابن حمدان. وتقع آمد، قاعدة بني ارنق، في ديار بكر على غربي دجلة، حيث الطول خمس وستون درجة وأربعون دقيقة والعرض تسع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة. ويقال لصاحبها شاه أرمن. وهي مشهورة بأغنياء التجار وكثرة الملاهي والمساخر. وفي شرقيها بحيرة ارجيش، طولها من غرب إلى شرق بانحراف إلى الجنوب، أربع مراحل، والعرض نحو مرحلة. ويوجد فيها الطريخ الذي يملح ويحمل إلى الأقطار. وتسافر فيها المراكب الكبار من أرجيش إلى خلاط وإلى غيرها. ويقع منبع دجلة على ما نقل عن بطليموس، حيث الطول أربع وستون درجة وأربعون دقيقة، والعرض تسع وثلاثون درجة. وذلك في شرقي قاليقلا، وغربي خلاط، بجبل يقال له القرس. ويقال للعين دجلة. وتنضاف إليه أنهار كثيرة فيتسع من تحت آمد، وينزل فيه كلاك من هنالك، وهي خشبات تحتها ظروف منقوشة. وتقع مدينة أرزن، حيث الطول ست وستون درجة، والعرض تسع وثلاثون درجة وعشر دقائق. فنهر أرزن ينزل إلى دجلة فيزيد فيها. وفي هذا الجزء تقع ماردين المعروفة بالباز الأشهب لعلوها، وذلك حيث الطول ست وستون درجة وعشرون دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة. ومدينة رأس عين وهي مع أول الإقليم الخامس، والطول ست وستون درجة. ومن مياهها ينزل نهر الخابور. وفي شرق دجلة الجودي المذكور بالقرآن لا يبرح عليه الثلج. وهو يظهر من بعد لعلوه. وبه قرية ثمانين، وهم العدد الذي خلص مع نوح عليه السلام في السفينة. وفي شرق ذلك من بلاد أذربيجان، خوى، حيث الطول سبعون درجة والعرض أربعون درجة. وفي سمتها في العرض سلماس. وسلماس أطول بدرجة. وفي شمال سلماس أرمية، ويقول لها العجم أرمى، وهي حيث الطول إحدى وسبعون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة. وفي شمال هذه البلاد بميلة إلى الغرب، بلاد شروان، ومدينتها في الإقليم السادس.
الجزء الخامس: في أوله وآخر الجزء الرابع، بحيرة أذربيجان، ووسطها حيث الطول اثنتان وسبعون درجة، والعرض تسع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وطولها من الغرب إلى الشرق بانحراف إلى الجنوب، نحو مائة وثلاثين ميلاً، وعرضها نحو النصف من ذلك. وفي وسطها جزيرة، وهي جبل منقطع قدر ما صنع منه قلعة واسمها بلا، وفيها جعل ولد هلاون أهله وذخائره. وفي رأس هذه البحيرة الشرقي الشمالي على مرحلة، مدينة المراغة التي كانت قاعدة أذربيجان، فخربها التتر. وهي حيث الطول اثنتان وسبعون درجة وخمسون دقيقة، والعرض أربعون درجة وثلاثون دقيقة. وفي شرقي البحيرة، مدينة توريز قاعدة أذربيجان في عصرنا. وهي حيث الطول ثلاث وسبعون درجة، والعرض تسع وثلاثون درجة وعشر دقائق. واسمها في الكتب تبريز، ومبانيها ملاح بالجبس والكلس، وفيها مدارس حسنة. ولها غوطة مليحة، وكان فيها من رؤسائها من دبرها من التتر، فلم يجر لها ما جرى للمراغة وغيرها. وفي شماليها مدينة أردبيل، من قواعد أذربيجان القديمة. وهي حيث الطول أربع وستون درجة، والعرض إحدى وأربعون درجة غير سبع دقائق. وفي شرق ذلك بلاد الديلم وجبالها، وتقع مدينتها التي ترام واسمها الطزم، حيث الطول خمس وسبعون درجة ونصف، والعرض ثمان وثلاثون درجة واثنتان وأربعون دقيقة. وفي شمالها بلاد الجبل، وهم أخوة الديلم، ولهم على طبرستان فرضة سالوس، تسافر منها المراكب. وهي حيث الطول سبع وسبعون درجة وست وأربعون دقيقة، والعرض أربعون درجة. وفي شرقي ذلك بلاد طبرستان، وقاعدتها آمل، حيث الطول سبع وسبعون درجة وثمان عشرة دقيقة، والعرض ثمان وثلاثون درجة وخمسون دقيقة. وبساحلها فرضة عين الهيم، حيث الطول سبع وسبعون درجة وخمس عشرة دقيقة، والعرض تسع وثلاثون درجة ونصف. وفي شرقيها الري، وهي مشهورة على الجادة، وبينهما نحو ثمانين ميلاً، وفي شرقيها سمنان، قاعدة بلاد قوميس، حيث الطول سبع وسبعون درجة، والعرض سبع وثلاثون درجة، ومن مدن قوميس بسطام والدامغان، وفي شرقي ذلك وشماليه، مدينة جرجان، وهي قاعدة البلاد المنسوبة إليها. وهي حيث الطول ثمانون درجة ونصف، والعرض تسع وثلاثون درجة وعشر دقائق. وعلى بحر طبرستان، فرضة جرجان، وهي ابسكون، حيث الطول تسع وتسعون درجة وأربعون دقيقة. وفي ركن البحر الجنوبي الشرقي، مدينة فراق فرضة دهستان، حيث الطول اثنتان وثمانون درجة واثنتا عشرة دقيقة، والعرض أربعون درجة وعشرون دقيقة. وفي شماليها رباط دهستان على البحر في آخر عرض الإقليم الخامس، وبينه وبين فراق مرحلتان. وفي شرقي جرجان وجنوبيها مدينة نيسابور، قاعدة خراسان في أيام بني طاهر. ويقول لها العجم شاور، وكانت مقصداً للتجار. وهي حيث الطول إحدى وثمانون درجة والعرض سبع وثلاثون درجة. وفي شرقيها وشماليها من مدن خراسان المشهورة، مدينة نسا، وهي حيث الطول اثنتان وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض تسع وثلاثون درجة. وفي شرقيها مدينة مرو، قاعدة خراسان في أيام السلجوقيين، وفي صدر الإسلام. وهي على نهر المرغاب، حيث الطول أربع وثمانون درجة وعشرون دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة وأربعون دقيقة. وفي أرضها القطن الكثير، وتعمل فيها الثياب المروية، ويقال لها مرو الساهجان، فرقا بينها وبين مرو الرود. وفي شرقيها مدينة بلخ، قاعدة خراسان في مدة الأكاسرة، حيث نارهم المعبودة التي سدتها البرامكة. وكانت أيضاً قاعدة بني الصفار في الإسلام. وهي حيث الطول ثمان وثمانون درجة وخمس وثلاثون دقيقة. وفي شرقيها وجنوبيها مدينة الترمذ المشهورة على شرقي جيحون، وهي قاعدة طخارستان، حيث الطول تسعون درجة والعرض سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة.
الجزء السادس: أول ما يلقاك منه مدينة بخارى. وهي قاعدة ما وراء النهر، يسقيها نهر الصغد وينزل ما يفضل عن سقي أرضها إلى جيحون.
وموضوعها حيث الطول تسعون درجة وعشرون دقيقة، والعرض تسع وثلاثون درجة غير ثمان عشرة دقيقة. وفي شرقيها وجنوبيها مدينة سمرقند، قاعدة الصغد على جنوبي نهر الصغد، حيث الطول إحدى وتسعون درجة واثنتان وخمسون دقيقة، والعرض ست وستون درجة وثلاثون دقيقة. ونهرها ينزل من جبال البيتم التي في جنوبيها في الإقليم الرابع. وفي شرقي ذلك مدن كثيرة معجمة، في غربي نهر سيحون وفي شرقيه. ومع جنوبيه بلاد فرغان، ولها مدن كثيرة معجمة. وفي شماليه بلاد الشاش المشهورة بالمياه والبساتين، ولها مدن كثيرة مستعجمة. وفي شرقيها مدينة الطران، حيث الطول مائة درجة والعرض أربعون درجة غير دقائق. وهي على شرقي نهر ينزل من سيحون ويقال لها مدينة البحار ولها مدن كثيرة مستعجمة.
الجزء السابع: أول ما يلقاك منه الباب الذي وضعه الفضل بن يحيى في وجوه الترك الذين كانوا يغيون من المشرق على بلاد الإسلام. وهنالك حائط ممتد من الشمال إلى الجنوب. وموضوع ذلك المكان، حيث الطول مائة وإحدى عشرة درجة. وفي شرقي ذلك تركستان، وهو إقليم طويل عريض له قاعدة غربية وهي كاشغر. وموضوعها حيث الطول مائة وأربع عشرة درجة، والعرض سبع وثلاثون درجة وعشرون دقيقة. والثانية شرقية وهي برسجان، وموضوعها حيث الطول مائة وثمان عشرة درجة وأربعون دقيقة، والعرض أربعون درجة وستون دقيقة. وكانت هذه في زمن الفضل بن يحيى البرمكي، لكفار الترك، ثم أسلموا بعد ذلك ودخلوا في طاعة السلجوقيين، وامتد الإسلام بهم إلى أرض التبت. ولهم مدن مستعجمة خاملة ومجالات لأهل الخيام. وفي شرقيهم قصر الضحك، وهو على جبل كالدال. وموضوعه حيث الطول مائة وخمس وعشرون درجة وسبع عشرة دقيقة، والعرض سبع وثلاثون درجة وأربع وثلاثون دقيقة. وتحت الجبل الذي تحت القصر، بركة، ربعها الجنوبي الغربي في هذا الجزء وربعها الجنوبي الشرقي في هذا الجزء الثاني، والنصف الشمالي في الإقليم السادس، ووسطها حيث الطول مائة وست وعشرون درجة، والعرض إحدى وأربعون درجة ودقيقة. وامتدادها من الشمال إلى الجنوب نحو ست مراحل، ووسعها نحو ثلاث مراحل ونصف. ويدور بها كالحلقة جبل السنبل، فيه ترعى غزلان المسك، وتشرب من مياهه التي هي في نهاية من الحلاوة، فتنحدر من جميع جوانبه إلى هذه البركة.
الجزء الثامن: أول ما يلقاك منه بعد بحيرة التبت مدينة تبيته، وهي قاعدة البلاد، حيث الطول مائة وثلاثون درجة، والعرض أربعون درجة وعشرون دقيقة. وفي شرقيها جبال القشمير، التي لم يقدر عليها التتر لصعوبتها. وفي هذا الجزء من الجبال المذكورة مع نهر كنك المعظم عند الهنود الذي ينصب في بحرهم، وهو حيث الطول مائة وثلاث وثلاثون درجة، والعرض تسع وثلاثون درجة. وينزل له ماء من عرض إحدى وأربعين درجة. وفي شرقيه إلى آخر الجزء بلاد طمغاج التي فيها مدن الخط ومجالاتهم. وأكثر ما في بلادهم الحرير، ونقودهم دنانير يصنعها ملوكهم من ورق عليها نقوشهم. وفي هذا الجزء تقع القاعدة القديمة التي اسمها طمغاج. وذلك حيث الطول مائة وأربع وثلاثون درجة، والعرض إحدى وأربعون درجة.
الجزء التاسع: أول ما يلقاك منه منبع نهر ياجوج، وهو حيث الطول مائة وخمس وأربعون درجة والعرض تسع وثلاثون درجة وأربع وعشرون دقيقة. وفي شماليه بحيرة الشياطين يحدق بها جبل على الصورة المرسومة. ونصفها في هذا الجزء، ونصفها الآخر في الإقليم السادس. وقد شاع في تلك الجهات أن الشياطين حموها، فإذا سبح فيها أحد أذوه. وعلى الجبل المتصل بها الممتد إلى ياجوج وماجوج، صنم الرخام الأصغر، وهو معبد يحج إليه الكثيرون من أهل تلك الجهات. وموضوعه حيث الطول مائة وعشرون درجة واثنتي عشرة دقيقة، والعرض مع آخر الإقليم الخامس. وفي تقوس على جنوبيها، ينزل نهر ياجوج إلى أن يدخل في الإقليم السادس. وفي شرقي هذا النهر بحيرة اغرى ويحدق بها جبل. وفي شرقيها بحيرة نهامه يخرج منها نهر يقع في نهر ياجوج ويدخل إليها نهر من جبل ياجوج. وطول هذه البحيرة من الغرب إلى الشرق أربع مراحل، وعرضها مرحلتان. وفي جنوبيها بحيرة غاغان طولها من الجنوب إلى الشمال خمس مراحل وعرضها ثلاث مراحل. وعلى شرقيها كيماكية، وهي مدينة كيماك من الأتراك. وموضوعها حيث الطول مائة وتسع وخمسون درجة، والعرض ست وثلاثون درجة وعشرون دقيقة.