المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الجزء العاشر: أول ما يلقاك منه سد ياجوج وماجوج، الذي - الجغرافيا

[ابن سعيد المغربي]

الفصل: الجزء العاشر: أول ما يلقاك منه سد ياجوج وماجوج، الذي

الجزء العاشر: أول ما يلقاك منه سد ياجوج وماجوج، الذي بناه ذو القرنين، بين الجبلين، وقد تقدم ذكر الباب في الإقليم الخامس. وفي شرقيه بلادهم، ومعظمها على نهر ياجوج الكبير. وعند قرب مصبه في البحر المحيط على جنوبيه مدينة ياجوج، وهي حيث الطول مائة وإحدى وأربعون دقيقة، على ما في جغرافية بطليموس. وفي شرقيها وجنوبيها مع مدينة ماجوج، على شمالي نهرهم، حيث الطول مائة وإحدى وسبعون درجة، والعرض اثنتان وأربعون درجة. وفي شرقي المدينتين البحر المحيط، الذي لا معمور فيه.

‌الإقليم السابع

العرض في آخره ثمان وأربعون درجة وسعته ثلاث درجات.

الجزء الأول: أول ما يلقاك منه على البحر المحيط مصب نهر سموره الكبير، حيث الطول من سمت الجزائر الخالدات خمس درجات ونصف، والعرض ست وأربعون درجة. وتقع سموره قاعدة غليسية وأكبر مدائن الفنش، في جزيرة بين فرعين من هذا النهر، حيث الطول عشر درجان، والعرض ست وأربعون درجة، ولها ذكر في غزوات الناصر المرواني والمنصور بن أبي عامر. وكان المسلمون قد ملكوها، ثم استرجعها النصارى بالفتنة. وفي شماليها بانحراف للشرق مدينة ليون المنيعة، التي خرب سورها العظيم المنصور بن أبي عامر، وهي على نهر ينصب في سموره، حيث الطول عشر درجات وثلاثون دقيقة، والعرض ست وأربعون درجة وخمس وخمسون دقيقة. وفي الشمال والغرب شنت ياقو، فيها ياقو الحواريّ، ولها شأن عظيم عند النصارى، وهي على البحر المحيط، وحولها أنهار تنزل من جبل الفخيرة في شرقيها، وهي حيث الطول تسع درجات، والعرض تسع وأربعون درجة. وفي شماليها مدينة (..) ، وهي آخر ركن الأندلس الشمالي. ومنها يعدل البحر إلى المشرق، وهي على آخر خط الإقليم السابع، حيث الطول عشر درجات وعشر دقائق، والعرض ثمان وأربعون درجة. ويقع في هذا الجزء على بحر بريطانيا الداخلة إلى المشرق من البحر المحيط، مدينة شنترين. وهي من قرى غليسية المشهورة التي تخرج منها القراقر، حيث الطول ثلاث عشرة درجة، والعرض سبع وأربعون درجة وأربع وخمسون دقيقة. وفي شرقيها لرمد، وهي من فرض قنساله التي تخرج منها المراكب القراقر، حيث الطول ست عشرة درجة وثلاث وثلاثون دقيقة، والعرض قريب من آخر الإقليم السابع. وفي شرقيها من فرض قنساله، أردالس، وهي حيث الطول سبع عشرة درجة وإحدى وعشرون دقيقة، والعرض سبع وأربعون درجة وثمان وعشرون دقيقة. وفي شرقيها على مرحلة منها منتهى خليج بريطانية. وتبقى بينه وبين البحر المحيط قدر مرحلة.

ص: 64

الجزء الثاني: أول ما يلقاك منه مدينة سنسبين، وهي كثيرة القراقر في دخلة على البحر المحيط، حيث الطول تسع عشرة درجة، والعرض سبع وأربعون درجة غير ثمان دقائق. وفي شرقيها ساحل، ثم يدخل البحر المحيط إلى الإقليم السادس. ويرجع الإقليم السابع، فتكون على ساحله بلاد بيطو، وسكانها أحرار الفرنج، ومنها تختار الملوك لفرنسة إذا عدموا في فرنسة. وهي عادة متوالية. وفي شمالي بيطو، مصب نهر سن حيث الطول ست وعشرون درجة وثلاثون دقيقة. وفي وسط هذا النهر وجانبه، مدينة بريس قاعدة فرنسة. وهي ثلاث قطع كما تقدم في شرح مدينة الباب. فالوسط الذي في الجزيرة لفرنسيس، سلطان الفرنج. والجنوبية للجند، والشمالية لسائر تجارهم ورعيتهم. وهذا النهر ينزل من جبل دنبوس الكبير، ويقال له في الشمال جبل مليحه. ومن شرقيه منبع نهر دنبوس، الذي يقال أنه أكبر من النيل ومن جيحون، وهو مشهور بنهر دنوبا، ويسميه الترك طنا. وعلى جانبيه في جزيرة إلى مصبه في بحر القسطنطينية كثير من المدن والعمائر إلا أنها معجمة الأسماء خاملة الذكر عندنا. وفي جنوبي هذا النهر وشماليه، بلاد ألمانية الطويلة التي يقال أن فيها أربعين ملكاً، وسلطانها هو المعروف بالإمبراطور، ومعناه ملك الملوك، والعامة تقول الأنبرور. وقاعدتها القديمة المذكورة في الكتب بيصه، وهي حيث الطول اثنتان وثلاثون درجة، والعرض ست وأربعون درجة وسبع وعشرون دقيقة. وفي شماليها جبل الخرواسيا الكبير، وهو يتصل بجبال لومبرديه وجبال اسكفونيه، وعليه كثير من المعامل والحصون، وينصب منه كثير من الأنهار التي أسماؤها خاملة عندنا. وفي شمالي هذا الجبل مدينة سيقلو، تصنع فيها السيوف الألمانية المشهورة، ولها معدن حديد يجلب منها. ويقال أنه في مكان فيه، معدن حديد مسموم تصنع منه سيوف وخناجر، لا يبيح الملوك اكتشافها لغيرهم. وهذه المدينة حيث الطول ثلاث وثلاثون درجة وأربع وخمسون دقيقة، والعرض ست وأربعون درجة واثنتان وخمسون دقيقة. وفي شرقيها وسمت عرضها مدينة بقصين وهي مخصوصة بعلمائها وحكمائها. وهي حيث الطول أربع وأربعون درجة ونصف.

الجزء الثالث: أول ما يلقاك منه بلاد الباشقرد. وهم ترك، جاوروا الألمانيين على عهد متوارث. وهم مسلمون من جهة فقيه تركماني بصّرهم بشرائع الإسلام. وأكثر عمائرهم على نهر دنوبا الكبير، وعلى جنوبيه قاعدتهم. وهي حيث الطول تسع وثلاثون درجة وثمان وعشرون دقيقة، والعرض ست وأربعون درجة وثمان وأربعون دقيقة، وهي مما دخله التتر وخربوه وأهلكوا أهله. وفي شرقيها، بلاد الهنقر، وهم ترك أخوة الباشقرد، تنصروا بمجاورة الألمانيين، ولهم مدائن وعمائر على النهر الكبير مستعجمة. وقاعدتهم مدينة ترنبو (؟) حيث الطول اثنتان وأربعون درجة، والعرض ست وأربعون درجة، وهذه أيضاً مما دخله التتر. وفي شرقيهم مدائن وعمائر كثيرة داخلة في مملكة الأشكري، صاحب القسطنطينية معجمة الأسماء إلى حد بحرها. وعلى البحر إلى آخر الجزء الثالث ساحل الدروب، وهو للنصارى، وأشهر ما هنالك زاغن، وهو حصن على البحر، وعلى مصب نهر البطال، وتسميه الروم الآن نهر زاغن. وذلك حيث الطول ثلاث وخمسون درجة، والعرض خمس وأربعون درجة وإحدى وأربعون دقيقة.

ص: 65

الجزء الرابع: أول ما يلقاك منه مدينة هرقلة القديمة، التي خربها الرشيد. وهي حيث الطول أربع وخمسون درجة وثلاث دقائق، والعرض ست وأربعون درجة وخمس وثلاثون دقيقة. وعلى شرقي النهر الذي ينزل من جبل العلايا، نهر الحور، لما عليه من شجره. وفي شرقيها من فرض الروم المشهورة مدينة كستيمونيه وهي للمسلمين، حيث الطول خمس وخمسون درجة ونصف، والعرض ست وأربعون درجة وثلاث وأربعون دقيقة. ويقال إن في جهاتها مائة ألف بيت للتركمان، والخيل والأكاديش والبغال والممالك تجلب من عندهم. وبينها وبين سنوب الفرضة المشهورة في شرقيها، التي في بحرها أسطول سلطان قونيه، ثلاثة أيام. وهي حيث الطول سبع وخمسون درجة، والعرض ست وأربعون درجة وأربعون دقيقة. وفي شرقيها بميلة إلى الجنوب، مدينة أماسيا من مدن الحكماء، وهي مشهورة بالحسن، وبكثرة المياه والكروم والبساتين، وبينها وبين سنوب ستة أيام. والطريق إليها في جبال الصنوبر، كلها أخشاب ومياه تنحدر من هذه الجبال بقطع أخشاب الإنشاء لدار صناعة سنوب. ونهر أماسيا يمر على مدينة اماسيا، وينصب في بحر سنوب. وفي شرقيه سيمسون من فرض الروم المشهورة، يشقها نهر عليه أرجاء كثيرة. وهي حيث الطول تسع وخمسون درجة وعشرون دقيقة، والعرض ست وأربعون درجة وثمان وثلاثون دقيقة. وفي شرقيها تمتد من غرب إلى شرق، ومع ساحل البحر جبال جاتيك، فيها قوم عصاة حفاة، يدينون بالنصرانية. وفي جنوبي هذه الجبال، أرز الروم، التي تقدم ذكرها في الإقليم السادس. ومن اماسيا التي تقدم ذكرها، إلى مدينة نيكسار في الجنوب والشرق، ثمانية فراسخ، كلها جبال ذات أخشاب، وعيون جارية وأودية. ومن نيكسار إلى كمنه ثمان فراسخ. ومن كمنه إلى تقات، وهي من بلاد سلطان الدروب المشهورة، خمس فراسخ. ومن هذه القلعة إلى سيواس التي تقدم ذكرها، ست فراسخ. وفي شرقي جبال جاتيك على نهر سينوب مدينة أطرابزند، وهي فرضة مشهورة يقصدها طرائف العجم لأسواقها من الأقطار، وأكثر سكانها من الكبكز. وفي جنوبيها ممتد إلى الشرق جبل الكبكز الكبير، ويقال له جبل الألسن لكثرة ما فيه من اللغات، وهو جبل متصل بجبل الباب. ومعظم الكبكز مسلمون يحجون، وفيهم نصارى. وموضوع مدينتهم أطرابزند، على البحر حيث الطول أربع وستون درجة ونصف، والعرض ست وأربعون درجة وستون دقيقة. وفي شرقيها مدينة الكسا، وهم جنس من الترك تنصروا وتمدنوا. وموضوعها على البحر، حيث الطول ست وستون درجة، والعرض ست وأربعون درجة وثلاث وخمسون دقيقة. وفي شرقيها مدينة اذكشيه، يسكنها قوم من الأذكش، وهم من أجناس الترك تبصروا بالمجاورة. وهي على البحر، حيث الطول سبع وستون درجة وثلاث عشرة دقيقة، والعرض ست وأربعون درجة وأربعون دقيقة. وفي شرقيها على البحر الابخاز، وهي فرضة الكرج وهم نصارى. وموضوعها حيث الطول ثمان وستون درجة وثمانون دقيقة، والعرض ست وأربعون درجة. وفي شرقيها على البحر علانية، وهي مدينة يسكنها قوم من العلان، وهم ترك تنصروا. وموضوعها حيث الطول تسع وستون درجة ودقائق، والعرض ست وأربعون درجة. والعلان خلق كثير في تلك الجهة، وخلف باب الأبواب. ويجاورهم قوم من الترك، يقال لهم الأس وعلى منزعهم وعلى دينهم. وفي شرقي علانيه على جون في آخر منتهى بحر سينوب مدينة خزرية، وهي منسوبة إلى الذين أفناهم الروس. وقد يسمى هذا البحر ببحر الخزر نسبة لها، وهي حيث الطول إحدى وسبعون درجة، والعرض خمس وأربعون درجة وثلاثون دقيقة، وهي على نهر ينصب في البحر من جهة شماليها.

ص: 66