الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء الخامس: أول ما يلقاك منه جبل القبق، وفيه، حيث يمكن التولج منه إلى الشمال، السور الذي بناه أنو شروان ملك الفرس، بين بحر طبرستان وبحر سينوب. وفي هذا السور، بني الأبواب التي قيل أنها كانت سبعة لكل أمة من الأمم التي في شمالي هذا السور، وعليه حصن فيه حفظ، كانوا يمنعون تلك الأمة التي تلي ذلك الباب من الدخول عليه إلى بلاد الأكاسرة. وأعظم هذه الأبواب باب الحديد، وهو يعرف إلى الآن كذلك. وعلى دور الجبل إلى جانبه قلعة العلان التي هي إحدى قلاع العالم، وهي ملثمة بالسحاب. وهي حيث الطول ثلاث وسبعون درجة وأربع وعشرون دقيقة، والعرض خمس وأربعون درجة وأربعون دقيقة. ويقال أن التتر قاسوا عليها شدة، ولم يأخذوها إلا بالحيل بعد مدة. وما في شمالي هذا السور اليوم، فهو في حيز ابن بركة من التتر المسلمين. وما في جنوبيه لابن هلاون، سلطان التتر الكفار. وقاعدة هذه الأبواب وسلطنتها هي مدينة الباب، وقد تقدم ذكرها في آخر عرض الإقليم السادس. ويستغرق عرض هذا الإقليم السابع نهر اتل الذي يشق مدينة الباب. وفي شرقيه بحر طبرستان. وتقع في هذا الجزء جزيرة (..) ، وهي أربع جزر في هذا البحر وطولها نحو مائة ميل. وآخرها الشرقي، حيث الطول إحدى وثمانون درجة، واتساعها نحو خمسين ميلاً. وفي شرقي هذا البحر مجالات العربة من الترك، وفي شرقيهم من هذا الجزء نصف بحيرة خوارزم التي تقدم ذكرها. ويقع مصب سيحون فيها في ثلث عرض الإقليم.
الجزء السادس: أول ما يلقاك منه، جبل أصغرون، الطويل العالي، الذي لا يبرح الثلج منه. وهو ممتد حتى يستغرق طول هذا الجزء، وتنحدر منه أنهار إلى نهر اتل الكبير، وهو جار في شماليه، مع آخر عرض الإقليم السابع وخارجاً منه. وفي جنوبيه السور المعروف (..) الذي بناه المسلمون في وجه الكفار الترك الذين بالشمال. وهو ممتد من عطفة سيحون إلى جبل باب الفضل بن يحيى، نحو سبعة وعشرين يوماً، وعليه ثلاثة حصون في طرفه ووسطه.
الجزء السابع: ليس فيه مدينة مذكورة، وإنما هو مجالات، لأصناف من الترك على نهر سيحون من جنوبيه، ونهر أتل من شماليه.
الجزء الثامن: أول ما يلقاك منه، منبع سيحون وهو خارج من بحيرة بعضها خارج الإقليم السابع إلى ما خلفه في الشمال والمنبع عن شرقي البحيرة، حيث الطول مائة وثلاثون درجة. والبحيرة مدورة طولها مثل عرضها نحو درجة، وفي شرقيها منبع اتل من جبال الشهروجية، حيث الطول مائة واثنتان وثلاثون درجة، والعرض مع آخر الإقليم السابع. ثم يتقوس إلى ما خلفه، ثم يستقيم ماراً فيه، وله دخلات وخرجات حتى ينصب في بحر طبرستان. وفي شرقه جبال الشهروجية، المتصلة بجبل القشمير، ويميل منها إلى الجبل الكبير الذي يقال له سلسلة الأرض، حتى يستغرق طول هذا الجزء معرجاً فيه من الركن الجنوبي إلى الركن الشمالي، حتى يتصل بجبل قوقايا.
الجزء التاسع: ليس فيه عمارة، بل يستغرق جميعه البلاد التي خربتها ياجوج وماجوج قبل بنيان السد. وفي آخره الجبل المحيط بهم.
الجزء العاشر: جميعه خلف الجبل في بلاد ياجوج وماجوج. وفي آخره الشرقي ينصب نهر ياجوج الكبير في المحيط، بالمشرق.
المعمور في شمالي الأقاليم السبعة
والعرض عند آخره من أول العمارة في الجنوب، ثمانون درجة، ومن خط الاستواء أربع وستون درجة، ووسعه ست عشرة درجة، ولا يمكن العمارة بعده في الشمال، لأن الشمس لا تطلع على تلك الجهة.
الجزء الأول من المعمور خلف الأقاليم: أول ما يلقاك منه في البحر المحيط، بالمغرب، جزيرة بريطانية. وأولها من جهة الجنوب والمغرب، حيث الطول تسع درجات، من سمت الجزائر الخالدات، والعرض مع آخر الإقليم السابع، ثم يدخل البحر فيها نحو درجة وثلث، ثم يرجع إلى خط الإقليم السابع. ويقال لهذا البحر، الخارج من البحر المحيط، بحر بريطانية. وهو مكتنف لهذه الجزيرة من جنوبيها، والبحر المحيط من سائر جوانبها، وبقي لها مدخل إلى بلاد الأندلس من الجهة الشرقية الجنوبية في آخر هذا الجزء. ومسافة هذه الجزيرة في الطول، ثمانية عشر يوماً من الجانب الجنوبي، واتساعها نحو أحد عشر يوماً في الوسط، ولا مياه فيها، إلا من المطر، ولها ملك منفرد قاعدته مدينة بريستل حيث الطول ثلاث عشرة درجة، والعرض تسع وأربعون درجة واثنتان وأربعون دقيقة.
الجزء الثاني من المعمور خلف الأقاليم: أول ما يلقاك منه جزيرة بلله (؟) وهي صغيرة معمورة تقع الحرب عليها بين صاحب انكلترة وبريطانية، لأنها بين الحدين، وطولها من شمال إلى جنوب، بانحراف إلى المشرق، نحو مائة ميل. ويقال إن فيها شجراً تخرج منه طيور كالدجاج، وهذا مستفيض عند الفرنج، كاستفاضة الخرفان التي تخرج من القرع عند الترك. وفي شرقي هذه الجزيرة، جزيرة انكلترة، وصاحبها الانكتار المذكور في تاريخ صلاح الدين في حروب عكا، وقاعدته مدينة لندرس، حيث الطول اثنتان وعشرون درجة وعشرون دقيقة، والعرض ثمان وأربعون درجة وخمس عشرة دقيقة. وبعض الجزيرة داخل في الإقليم السابع، وفيها مدن كبيرة وعمائر معجمة خاملة الذكر عندنا. وطول هذه الجزيرة من الجنوب إلى الشمال، بانحراف إلى المغرب والمشرق، نحو أربعمائة وثلاثين ميلاً، واتساعها في الوسط نحو مائتي ميل. وفي هذه الجزيرة الذهب والفضة والنحاس والقصدير، وليس فيها كروم لشدة الجمد، فأهلها يحملون جواهر هذه المعادن في البحر، ويدخلون بها فرنسا، ويتعوضون بذلك بالخمر. وصاحب فرنسا إنما كثرة الذهب والفضة عنده من ذلك. وعندهم يصنع الاسكرلاط العالي. وفي هذه الجزيرة غنم لها صوف ناعم كالحرير فيجعلون عليها جلالاً يقيها من الأمطار والغبار. ومع غناء الانكنار ووسع مملكته، فإنه يقر بالسلطنة للفرنسيس، وإذا كان مجتمع حفل، خدمه بان يحط قدامه زبدية طعام، وهي عادة متوارثة. وفي شمالي انكلترة وبعض شمالي بريطانية، جزيرة إيرلندة، وهي داخلة في الجزء الأول وفي الثاني. ومسافة طولها نحو اثني عشر يوماً، وعرضها في الوسط نحو أربعة أيام، وهي مشهورة بكثرة الفتن، وكان أهلها مجوساً، ثم تنصروا اتباعاً لجيرانهم. ويجلب منها أيضاً النحاس والقصدير الكثير. وفي الشمال من هذا الجزء الثاني جزيرة جرمونيه (؟) طولها اثنا عشر يوماً، وعرضها في الوسط نحو أربعة أيام، ومنها تجلب السناقر الجياد. وفي غربيها جزيرة السناقر البيض. طولها من غرب إلى شرق نحو سبعة أيام، وعرضها نحو أربعة أيام. ومنها ومن الجزائر الصغار الشمالية، تجلب السناقر التي تحمل من هنالك إلى سلطان مصر. ورسم الخارج منها في خزانته ألف دينار، وإن أتوا به ميتاً دفع لهم خمسمائة دينار. وعندهم الدب الأبيض يدخل البحر ويصيد السمك ويخطف ما فضل أو ما غفلت عنه هذه السناقر، ومن ذلك عيشها، إذ لا تطير هناك من شدة الجمد. وجلود هذه الدببة ناعمة. وعلى البحر المحيط في هذا الجزء، غراز، وهي قاعدة أحد ملوك الصقلب إلى جهة الغرب. وقد استولى على جميع بلاد الصقالبة، الألمانيون والهنقر والباشقرد. وهذه المدينة مشهورة، وهي متحصنة في وسط بحيرة مالحة كبيرة، ولا يدخل إليها إلا على جسر مصنوع، وهي حيث الطول أربع وثلاثون درجة ونصف، والعرض خلف الإقليم، ثمان درجات ونصف. وفي شرقيها من القواعد التي كانت للصقلب، فاستولى عليها المذكورون كوياتية. ويقال أنها كانت لأعظم ملوك الصقالبة الموصوفون بالكبر. ومرساها في البحر المحيط، مقصود، تتجمع فيه المراكب الكبيرة، وهو أحسن مراسي تلك الجهة. وقيل إن لها اثني عشر باباً. وفي شرقيها من قواعد ملكهم، صاصين، وهي على البحر المحيط.
الجزء الثالث من المعمور خلف الأقاليم:
وعلى عشرة أيام من صاصين للمشرق، مدينة مشقه وكان صاحبها من الصقلب، واسع الملك، ضخم العسكر. وهي حيث الطول ثلاث وأربعون درجة، والعرض ثمان درجات عن الإقليم السابع. ويقع في هذا الجزء، مدينة النساء، والصحارى محدقة بها، وهي حيث الطول أربع وأربعون درجة، والعرض تسع درجات عن الإقليم السابع، ولا ملك عليهن إلا امرأة. ولهنّ في تلك الصحارى مماليك، إذا كان الليل طرق كل مملوك باب سيدته وبات معها ليلة، فإذا كان السحر، انصرف إلى مكانه، فإن ولدت المرأة ولداً قتلته، وإن ولدت بنتاً أحيتها، ولا يظهر رجل في بلدهن البتة. وفي البحر المحيط الذي في هذه الجهة الشمالية، جزيرة النساء. طولها من شرق إلى غرب، بانحراف إلى الجنوب، نحو مائتين وخمسين ميلاً، وعرضها في الوسط نحو مائة وعشرين ميلاً. ووسطها حيث الطول ثمان وثلاثون درجة، والعرض ستون درجة من خط الاستواء. وفي شرقيها، جزيرة الرجال، وبين الجزيرتين، مجاز عرضه عشرة أميال. وطول جزيرة الرجال، من غرب إلى شرق نحو مائتين وسبعين ميلاً، وعرضها في الوسط، نحو مائة وسبعين ميلاً. ولا تجتمع الرجال بها، ولا النساء المذكورات، إلا شهراً واحداً في السنة، وهو وقت الاعتدال عندهم، تركب الرجال في الزوارق إلى جزيرة النساء، ويعرف كل رجل امرأته، فيحيا معها مدة الشهر، ثم يرجع إلى جزيرة الرجال، فإن ولدت المرأة ذكراً، ربته حتى يصير في حد الرجال، فترسله إلى جزيرتهم، وإن ولدت أنثى، أسكنتها مع النساء. وفي شرقي هاتين الجزيرتين، جزيرة الصقلب الكبيرة، التي لا معمور في البحر المحيط خلف شرقيها، ولا شماليها. وطولها نحو سبعمائة ميل، واتساعها في المحيط الوسط نحو ثلاثمائة ميل وثلاثين ميلاً. وفيها جبال وأنهار، ومدن وعمائر، وخلق كثير. ويقال أنهم باقون على التمجس، وعبادة النار، ولا يرون أعظم منها منفعة، ولا سيما حين ينزل الجمد عندهم. والزروع في هذه الجزيرة وشبهها، لا تبلغها الشمس، وإنما تنبت بالدخان، وقرب النيران. وذكر صاحب جغرافية اجار، أن فيها قوماً قد التصقت رؤوسهم بأكتافهم، وأكثر ما يسكنون في الشجر، يحفرونها ويدخلون فيها. وقاعدة هذه الجزيرة، مدينة برغادنا التي يسمى بها البرغار، ويقال أن أصلهم من هذه المدينة. وهي على البحر المحيط، حيث الطول خمس وأربعون درجة ونصف، والعرض سبع وخمسون درجة. وآخر ما ينتهي إليه ظهور البحر المحيط، هو آخر هذا الجزء بالمشرق، وذلك في نهاية المعمور، في الشمال، وبذلك مدينة البروس، وهم أمة عاتية أجهل من الروس، والروس في شرقيهم وفي جنوبيهم. وفي الكتب إن وجوههم كالكلاب، وذلك دليل على الشجاعة. ويقال أن الواحد منهم، يخرج إلى العسكر، ويقاتل وحده، حتى يقتل تهوّراً وإقداماً على الموت. وفي هذا الجزء، بلاد كثيرة معجمة على شط نهر دنست، وهو أحد أنهار العالم الكبار، ومنبعه من جبل الصقلب الكبير الملتوي مع البحر المحيط، حتى يتصل بالجبل الأعظم، المعروف بقوقايا وأول جزيرة في هذا النهر، حيث الطول اثنتان وأربعون درجة ونصف، والعرض أربع وخمسون درجة وثلاثون دقيقة. ويمر مغرباً نحو شهر، ثم يلتوي مشرقاً، فيبقى بين الذراعين، جزيرة طويلة عريضة، فيها من العمائر والمدن شيء كثير، ولا يزال مشرقاً حتى ينصب في بحر سوداق، وقد بقي بينه وبين تمام هذا الجزء نحو مائة ميل. وأما نهر دنبوس، الذي تسميه الترك طنا، فإنه ينقسم حين يقارب بحر سوداق على ستة فروع، وتنصب جميعها في أماكن متقاربة، حيث الطول ثمان وأربعون درجة، وسبع وثلاثون دقيقة. وآخرها ينصب إلى الشمال، حيث الطول عنده تسع وأربعون درجة ونصف. ودنست ينصب في شمالي البحر المذكور، حيث الطول اثنتان وخمسون درجة، والعرض خمسون درجة. وبعدها يغرب إلى حيث الطول ثمان وعشرون درجة، ثم يشرق.
الجزء الرابع من المعمور خلف الأقاليم:
أول ما يلقاك منه من الفرض المشهورة مدينة سوداق. وأهلها أخلاط من الأمم والأديان، والأمر فيها راجع إلى النصرانية. وهي على بحر نيطش، الذي يسافر فيه التجار منها إلى خليج القسطنطينية. وفي سمتها من الجانب الجنوبي، مدينة سينوب، الفرضة المشهورة. وعرض البحر بينهما نحو مجراوين وثلث. وموضوع سوداق حيث الطول ست وخمسون درجة، والعرض إحدى وخمسون درجة. وفي شرقيها مدخل بحر مانيطش، من بحر نيطش المتقدم الذكر. وعرضه نحو ثلاثين ميلاً، وامتداده من الجنوب إلى الشمال، نحو ستين ميلاً، ثم يتسع البحر، فيصير عرضه من غرب إلى شرق، نحو مجراوين وثلث، ويصير عرضه من جنوب إلى شمال، نحو مائة وستين ميلاً. وفيه جزائر تسكنها الروس، وكذلك يقال له بحر الروس، وهم الآن على دين النصرانية. وينصب في شمالي هذا البحر نهر يخرج من بحيرة طنا الكبيرة. وعلى جانب هذا النهر، من الضفة الغربية روسيا، وهي قاعدة الروس، وهم خلق كثير وفي وجوههم طول. وهذه المدينة حيث الطول سبع وخمسون درجة واثنتان وثلاثون دقيقة، والعرض ست وخمسون درجة، ولها على بحر نيطش ومانيطش مدن كثيرة معجمة. وفي شرقيها بحيرة طوما الكبيرة، طولها من المغرب إلى المشرق، نحو ستمائة ميل وثلاثين ميلاً، وعرضها في البر المشرقي نحو ثلاثمائة ميل. وفي وسطها جزيرة أليس، طولها نحو مائة وخمسين ميلاً، وعرضها نحو سبعين ميلاً. وفيها قلعة مانعة على جبل تكون فيه خزائن سلطان بلاد الطومانيين. وفيها اليوم أموال ولد بركة. وهي حيث الطول ست وستون درجة ونصف، والعرض ست وخمسون درجة وثمان وثلاثون دقيقة. وإنما نسبت هذه الجزيرة إلى (..) لأنه موجود فيها. وهو حيوان يشبه الأسد في قوته. وينزل إلى هذه البحيرة أنهار كثيرة، ذكر البيهقي أنها نيف على مائة نهر، وأكبرها نهر طنابرس الطويل الكبير المد، الذي عليه كثير من عمائر البلغار والترك. وعلى هذه البحيرة مدن كثيرة وعمائر غزيرة. وأكثر سكانها البلغاريون ومعظمهم مسلمون، وفيهم نصارى. والقاعدة المشهورة في هذا الصقع طوما، التي تنسب إليها البحيرة. وهي حيث الطول تسع وستون درجة، والعرض ثلاث وخمسون درجة وسبع وعشرون دقيقة. وفي جنوبيها إلى بحر نيطش شعراء البقس منها تجلب إلى سائر أقطار الدنيا. والعجب أنها قليلة المسافة عرضاً وطولاً. وتعم بلاد الشرق والغرب لما جعل الله تعالى فيها من النمو وسرعة الخلف. وفي شرقي هذه الشعراء على البحر، مدينة مطرخا، لها بلاد وملك منفرد بنفسه، وهي على ركن البحر الشرقي في الشمال، حيث الطول إحدى وخمسين درجة. ويقع في شمالي هذا الجزء الرابع، مدينة سقسين المشهورة، وهي حيث الطول، سبع وستون درجة، والعرض ثلاث وخمسون درجة. وفي شرقيها مدينة سود، وهي أيضاً مشهورة مضافة إليها. وفي شرقي سقسين مدينة قراغت، حيث الطول ثمان وسبعون درجة، والعرض ثلاث وخمسون درجة. وفي شرقيها بلغار، وهي مدينة من أخشاب، حيث الطول اثنتان وثمانون درجة ونصف، والعرض ثلاث وخمسون درجة ونصف.
الجزء الخامس من المعمور خلف الأقاليم:
أول ما يلقاك في جنوبيه، مدينة السرير، وهي قاعدة بلاد السرير. وكان بعض الأكاسرة قد وضع هنالك سريراً لبعض أقاربه، واستنابه بتلك الجهة، فعرفت ببلاد السرير. وأهلها أخلاط من العرب والترك. وهي حيث الطول أربع وسبعون درجة، والعرض خمسون درجة وإحدى وثلاثون دقيقة، وهي على جبل يتصل بجبل الألسن الذي فيه البواب. ومن هذا الجبل ينول نهر الغنم الذي ينصب في بحر خزريه، وفي شرقي مدينة مطرخا، وهو كبير يحمل في الشتاء، وتعبر الدواب عليه. وفي جنوبيه، ينصب نهر أتل الصغير، يأتي من نحو أتل الكبير، ويمر في جنوبي نهر الغنم، فيبقى بينهما جزيرة عرضها نحو ثلاث مراحل. وكان عسكر هلاون قد عبر هذين النهرين إلى قتال عسكر بركة، فكسرهم عسكر بركة، وغرقوا في رجوعهم في نهر الغنم الأول، ثم غرق الذين خلصوا، في النهر الآخر، وكانوا قد جازوا عليه في الثلج فانخسف بهم. ويقال إن الدروع والجواسق تخرج من هذين النهرين إلى الآن. وفي شرقي مدينة السرير، مدينة برطاس قاعدة هذا الجنس من الأتراك، حيث الطول ست وسبعون درجة، والعرض خمسون درجة واثنتان وخمسون دقيقة. وهي على طرف جبل قرمانيا الكبير، الدائر من شماليها نحو ثمانية وثلاثين يوماً إلى جانب نهر طنابرس، ومنه تنزل أنهار كثيرة إلى بحيرة طوما. ولبرطاس مجالات كثيرة على نهر اتل الذي في شرقهم وجنوبيهم. وفي شرقي برطاس دخلة من بحر طبرستان كبيرة. وفي شرقيها بحيرة مازغا، دورها نحو ثمانية أيام، وتنزل إليها أنهار كثيرة من جبل أصغرون الكبير، المنعطف من الإقليم السابع عليها. ومنه يخرج نهر مازغا الكبير وينصب فيها، ويخرج منها نهر ينصب في نهر اتل الطويل. وعلى هذا الجبل في هذا الجزء، قلعة دندره، وفيها يجعل ملك برطاس ذخائره، ومنه يغير على العربة، ومن يتربع حول هذه البحيرة من أجناس الترك. وهي حيث الطول سبع وأربعون درجة ونصف، والعرض إحدى وخمسون درجة. وعلى هذا الجبل أيضاً، قلعة درمو، فيها يجعل ملك العربة ذخائره، ومنها يغير على البرطاس وغيرهم. وهي في آخر طول الجزء الخامس، والعرض خمسون درجة واثنتان وخمسون دقيقة. وفي شمالي هذا الجزء مجرى نهر طنابرس الكبير، وعليه مدينة سقسين التي تقدم ذكرها وبها الآن ولد بركة ملك التتر المسلمين، وفيها مدارس ومساجد.
الجزء السادس من المعمور خلف الأقاليم: ليس فيه بلد مذكور ولا معلم مشهور. وفي جنوبيه نهر أتل الطويل، وفي شماليه يمر نهر طنابرس الذي ينصب في بحيرة طوما من الجبل الأحدب العالي المتصل بالجبل الكبير الممتد مع آخر العمارة بالشمال، وذلك حيث الطول مائة وسبع درجات ونصف، والعرض إحدى وستون درجة. وفي جنوبي هذا الجبل، جبل ارستانا، الممتد من الشرق إلى الغرب، وينزل منه نهران كبيران إلى نهر أتل.
الجزء السابع من المعمور خلف الأقاليم: أول ما يلقاك منه جبل اسقاسيا، الممتد من الشمال إلى الجنوب، وينزل منه ثلاثة أنهار إلى نهر أتل الطويل. وفي جهات هذا الجبل بلاد القمانية، وهم من أجناس الترك، ولهم اعتناء بالنجوم واشتغال بأحكامها، وهم يعبدونها. ولهم في هذا الجزء بحيرة عنقور، طولها من المشرق إلى المغرب بانحراف للجنوب، أحد عشر يوماً، وعرضها أربعة أيام. ويدور بها من جهة المغرب جبل طغورا قاعدة القمانيه، وهي حيث الطول مائة وست عشرة درجة، والعرض خمس وخمسون درجة، وبها مدن، على الأنهار النازلة من هذا الجبل وعلى البحيرة، خاملة الأسماء.
الجزء الثامن من المعمور خلف الأقاليم:
أول ما يلقاك منه جبل البجناك، وهو معترض من الشمال إلى الجنوب، يخرج منه نهران، والشمالي يغرب ويكون عنه بحيرة دورها نحو مائة ميل، وعلى جانبها الغربي، بجناكبة، وهي قاعدة خاقان البجناك. وهم أمة من الترك يحرقون أنفسهم ويحرقون من وقع إليهم. وهذه المدينة حيث الطول مائة وخمس وعشرون درجة، والعرض خمس وخمسون درجة. وهي واقعة في آخر الجزء السابق. وللبجناك جبل ثان ينعطف من الإقليم السابع، ويمر متصلاً بجبل الشهروجية، وينحدر منه نهر إلى بحيرة، يكون عرضها مائة ميل، وكذلك طولها. وعليها وعلى النهر المذكور، مدن للبجناك خاملة الأسماء. ويخرج من هذه البحيرة، نهر يمر مغرباً إلى بحيرة أخرى على مدينة طيغوا، وهي لملك من البجناك، يحاربه صاحب بجناكية، مع أن الخاقانية عندهم متوارثة في عقبه. وهي حيث الطول مائة وثلاثون درجة، والعرض اثنتان وخمسون درجة ونصف، وشرقي البجناك الأرض المنتنة، لا يقدر أحد على سلوكها إلا بالروائح الطيبة وهي خالية. وفي شماليها بلاد سحرت، وهم كفار، لا يدخل إليهم أحد إلا قتلوه.
الجزء التاسع من المعمور خلف الأقاليم: أول ما يلقاك في جنوبيه الأرض المحفورة، وهي مدورة، عرضها أربعة أيام وكذلك طولها، وزعموا أنها مسكونة بقوم لا يقدرون على الصعود، ولا يستطيع أحد النزول إليهم لبعد عمقها. ويشقها الجبل الكبير، المعروف بسلسلة الأرض. وحدها الشرقي حيث الطول، مائة وسبع وأربعون درجة ونصف، وحدها الجنوبي، في آخر عرض الإقليم السابع. وفي شماليها بلاد الخفشاق.
ذكر البيهقي أنهم الذين صاروا يعرفون بالنقجار وعرجوا إلى بلاد القسطنطينية. وكان لهم ملوك كثيرة في المغرب، ففرق التتر شملهم ورأوا شجاعتهم فصيّروهم يركبون معهم. وفي آخر هذا الجزء انعطاف الجبل المحيط بياجوج وماجوج، واتصاله بالجبل المعروف بسلسلة الأرض.
الجزء العاشر من المعمور خلف الأقاليم: جميعه داخل في بلاد ياجوج وماجوج وآخره المحيط بالمشرق.
كموله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد.