الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء العاشر: أول ما يلقاك منه حصن ذي القرنين، الذي جعله لحفظ السد، حيث الطول مائة وثلاث وستون درجة، والعرض أربعون درجة. وفي شماليه باب السد. والسد ممتد من الشمال إلى الجنوب، متصل بالجبل المحيط بياجوج وماجوج من الجبل المعترض من رأس السد إلى البحر المحيط، حيث الطول مائة وخمس وستون درجة وأربع دقائق، والعرض سبع وستون درجة واثنتا عشرة دقيقة. وعليه عمائر ياجوج إلى أن ينصب في البحر ب
الإقليم السادس
. وتقع في هذا الجزء إلى آخر العمارة بلاد زردقيا، ولم يقم لفرقة من الترك قائمة غيرهم، وقد شغلهم الله بقتالهم في بلاد نهر كيماك، المنحدر من الإقليم الرابع من طرف جبل ياجوج وماجوج، ويتكون من تفرعه جزيرة فيها مدينة زردقيا، حيث الطول مائة وسبعون درجة والعرض ثمان وثلاثون درجة. ولهم في غربي بلادهم بحيرة كبيرة ينصب فيها نهران من الجبل المذكور، وبحيرة أصغر منها في شرقيها.
الإقليم السادس
أهلهم يشتد بياضهم حتى يسري ذلك في شعورهم، وتعمقهم الزرقة والشقرة، وكثيراً ما يكون بينهم النمش، ولا تتمشى لهم حال في الشتاء إلا بالبخارات التي يوقدون فيها النار في بيوتهم، وذلك أزيد فيما بعده إلى الشمال. وينتهي العرض من خط الاستواء وفي آخره، لخمس وأربعين درجة، ووسعه أربع درجات غير إحدى وعشرين دقيقة.
الجزء الأول: أول ما يلقاك منه على البحر المحيط كنيسة الغراب المشهورة عند أهل البحر. وبينها وبين طرف العرف، الذي ذكر في آخر عرض الجزء الأول من الإقليم الخامس، سبعة أميال، والطول هنالك من سمت الجزائر الخالدات ست درجات. ومنها إلى حيث نهر أبو دانس، أربعون ميلاً. وعليه القصر المنسوب إليه، وكان لعباد الصليب عليه في عصرنا مع المسلمين حرب مشهورة، وكان آخر ثغور الإسلام بتلك الجهة، ومنه إلى مصب نهر لشبونه الكبير أربعون ميلاً. ومن البحر إلى لشبونه ثلاثون ميلاً، وهي على جانب النهر الجنوبي، حيث الطول سبع درجات غير دقائق، والعرض اثنتان وأربعون دقيقة، وأمامها في الشمال بحيرة مالحة، وفي غربيها أخرى. وذكر المسافرون أن عرض مصب النهر يتسع إلى أن يصير عشرة أميال. وفي شمالي هذا المصب على ثلاثين ميلاً، مدينة سنتره التي يوجد العشب كثيراً في ساحلها، وهي كانت قاضية ثغور الإسلام على الساحل قل الفتنة العمياء. وفي شماليها طرف جبل الشاره الكبير الذي يقسم الأندلس صفين. وفي شماليه مدينة منتمنون (؟) من بلاد غليسية التي يخرج منها البركان، وهي عل شمالي نهر ينصب من الجبل المذكور في المحيط. وفي شمالي ذلك مصب نهر قلمرية، وعلى شماليه مدينة سملنكه المشهورة بأرض بورتقال، وهي آخر عرض الإقليم السادس، حيث الطول سبع درجات وعشرون دقيقة، والعرض خمس وأربعون درجة. وبينها وبين مدينة قلمرية قاعدة غليسية مرحلتان، وهي في شرقيها. وعلى شمالي النهر، وعلى جبل الشارة الممتد من شرق الأندلس إلى غربيها، حصون كثيرة معجمة، منها في هذا الجزء حصن المائدة الذي يقال أن مائدة سليمان عليه السلام كانت محفوظة فيه. ومنه أخذها طارق بن زياد حين فتح طليطلة، وبينهما مرحلتان، والحصن في الشمال. وعلى جنوبي جبل الشارة مدينة قورية، وهي كانت ثغر المسلمين في مدة ملوك الطوائف. وموضوعها حيث الطول ثمان درجات وثلاثون دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة غير دقائق. وفي جنوبيها وجنوب نهر طليطلة، مدينة شونترين، حيث الطول ثمان درجات وعشر دقائق، والعرض اثنتان وأربعون درجة وخمس وثلاثون دقيقة. وفي سمتها في الشرق على جنوبي النهر، حصن قنطرة السيف، بينهما ثمانون ميلاً. وفي شرقي ذلك على شمالي النهر مدينة وليد، وهي من المدن الملاح التي يحلّ بها الفنش في أكثر أوقاته، وهي كثيرة البساتين، ولها ثلاثة أنهار غير النهر الكبير. وموضوعها حيث الطول إحدى عشرة درجة واثنتان وخمسون دقيقة والعرض ثلاث وأربعون درجة وثلاث دقائق. وفي شرقيها قاعدة الأندلس طليطله، حيث الطول خمس عشرة درجة ونصف، والعرض ثلاث وأربعون درجة وثمان عشرة دقيقة. وهي من أمنع البلاد على جبل عال، والنهر سمر بأكثرها، ونهرها ينزل من جبل الشارة عند حصن يقال له تاجه وبها يسمى. ودخل المسلمون جزيرة الأندلس وسلطانها من القوط يقال له رودريق وقاعدته طليطله، واسترجعها النصارى هي وجميع ما ذكر في هذا الجزء ويذكر، بعد ذهاب الدولة المروانية. وفي شرقي نهر تاجه، منبع نهر يانه، الذي يمر على بطليموس. وهو كبير يصعد فيه المد نحو ستين ميلاً في آخر عرض الإقليم السادس. وعلى نهر سنتره مدينة إبله، وهي مشهورة في الغزوات. وموضوعها حيث الطول ثلاث عشرة درجة غير تسع دقائق. وفي شرقي طليطلة مدينة الفرح، ويقال لنهرها وادي الحجارة. وهي حيث الطول سبع عشرة درجة غير دقائق، والعرض ثلاث وأربعون درجة وعشرون دقيقة. وفي شرقيها مدينة سالم، قاعدة الثغر الأوسط. وهي حيث الطول ثمان عشرة درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة.
الجزء الثاني: أول ما يلقاك منه منبع نهر شوكر، من جبل الشاره. وهو الذي يمر على جزيرة سومر المشهورة بالحسن، وينصب في البحر بين بالونيه ودانيه. وعن قرب منه، منبع نهر سرقسطة الكبير، الذي يمر أولاً على جبل مطله (؟) ثم جنوبي سرقسطه، ثم على غربي طرطوشه، وينصب في البحر تحتها. وتقع مدينة تطيله في جنوبي جبل الشارة حيث الطول عشرون درجة ونصف، والعرض ثلاث وأربعون درجة وخمس وخمسون دقيقة. وتقع سرقسطة قاعدة الثغر الأعلى، حيث الطول إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة. وفي شرقيها مدينة لاردة قاصية ثغور الأندلس، حيث الطول اثنتان وعشرون درجة وأربعون دقيقة. وهي على شرقي نهر ينزل في نهر سرقسطة، وفي شرقيها جبل البرت الفاصل بين جزيرة الأندلس وبين الأرض الكبيرة. ولما أحاطت البحار بالأندلس، ولم يبق إلا هذا المدخل ومسافته أربعة مراحل، سميت جزيرة. وفي هذا الجبل الأبواب التي حفرتها ملكة اليونان ليسهل دخولها إلى الأندلس. وفي وسط الجبل هيكل الزهرة الذي كان يعبده أهل تلك الجبال قبل النصرانية. وهو حيث الطول أربع وعشرون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة. وفي طرف هذا الجبل مع بحر الزقاق، طرقون، وهي آخر مدن الأندلس الساحلية بشرقيها وجنوبيها. وموضوعها حيث الطول ثلاث وعشرون درجة وعشرون دقيقة، والعرض مع أول الإقليم السادس. وفي الطرف الشمالي من أقصى الأندلس، المقابل لطرف طرقونة على البحر المحيط، مدينة بيونة، وهي فرضة مملكة النبري ومنها تخرج القراقر. وموضوعها حيث الطول ثلاث وعشرون درجة وأربعون دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة. وفي غربيها خلف جبل الشارة، قاعدة النبري، وهي بنبلون، حيث الطول اثنتان وعشرون درجة، وخمس عشرة دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة. وفي غربيها، في سمت العرض كستالية، وهي مدينة برغش، وهي دار صناعة السلاح المعمول في بلاد الفنش. وموضوعها حيث الطول في شمالي الجبل الكبير تسع عشرة درجة وخمس وأربعون دقيقة. وخارج بلاد الأندلس، مدينة برشلونة قاعدة البرشلوني ملك الكطالين، وهو منتسب إلى جبلة بن اليهم، ملك غسان المنتصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهي على بحر الزقاق حيث الطول أربع وعشرون درجة ونصف، والعرض اثنتان وأربعون درجة وثمان عشرة دقيقة. ولها مياه وبساتين، وكانت من فتوح المسلمين فاسترجعها المليون. وفي شرقيها قستليون وهي معقل القراصنة. وموضوعها حيث الطول خمس وعشرون درجة وسبع وعشرون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة. وفي شمالي برشلونة، مدينة بردال، التي تنسب إليها السيوف البردالية. وهي حيث الطول خمس وعشرون درجة، والعرض أربع وأربعون درجة، وهي على شرقي بحيرة حلوة ينصب فيها نهر وتنصب هي في البحر. وفي شرقي بردال مدينة طلوزة. ويقال إن لصاحبها الفرنجي، في الجبال التي في شماليه وشرقيه، نيف على ألف حصن، وهو قريب من صاحب فرنسة. وموضوعها حيث الطول سبع وعشرون درجة، والعرض أربع وأربعون درجة. والنهر في جنوبيها تصعد منه المراكب في البحر المحيط بالقزدير والنحاس اللذان يجلبان من جزيرة انكلترة وجزيرة أيرلندة، ويحملان على الظهر إلى نربونة، ومنها يحملان في مراكب إلى الإسكندرية وتقع مدينة نربونة حيث الطول سبع وعشرون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وعشرون دقيقة. وفي جنوبيها بحيرة تتصل ببحر الزقاق وإليها انتهى موسى بن نصير في فتوح الأندلس ووجه الصنم في شرقيها، وفيه: يا بني إسماعيل، ارجعوا. وقيل إن ذلك وقع بحيلة من الجند ليرجع، فرجع، وبقيت نربونة أقصى ثغور المسلمين في شرق الأندلس حتى استرجعها الفرنج بالفتن. وفي شرقيها على أميال من جون، مدينة منبلير وهي مشهورة بالتجار الأغنياء. وموضوعها حيث الطول ثمان وعشرون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وخمسون دقيقة. وإلى الجنوب مدينة مرسيلية، وهي من فرض الفرنج المترددين على بلاد الإسلام.
وموضوعها حيث الطول تسع وعشرون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة. وفي شرقيها الإنكبردية والجبال تحدق بها إلى حد جنوة. وهي مدن وعماير تخترقها أنهار تسير فيها المراكب بالقلوع. وقاعدتها مدينة ملان حيث الطول ثلاثون درجة وسبع وثلاثون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة. وفي شرقيها مدينة البندقية على آخر خليج البنادقة، حيث الطول اثنتان وثلاثون درجة والعرض أربع وأربعون درجة وأربع دقائق. وهي في جزيرة، ومبانيها بالخشب والزوارق تتردد فيها من دار إلى دار، ومركب الإنسان يرسو عند داره. وليس لهم مكان يمشون فيه إلا البساط الذي فيه سوق الصرف، صنعوه لراحتهم إذا احتاجوا للمشي. وملكهم من أنفسهم يقال له الدج. وفي نهر من أنهار أرضه، الذهب المائل للخضرة. وعنده الأخشاب الكثيرة العظيمة. وعلى شط بحر البندقية جبل اشكفونية فيه الأخشاب والسناقر والرجال الشجعان الذين يغلب بهم في البحر أهل جنوة. ولهم جزائر كثيرة صغار في هذا الجزء وفي الذي يليه. وعلى شط بحرها عماير كثيرة لعباد الصليب. وفي جنوبي هذا البحر مدينة روما، قاعدة البابا؛ على مذهب الخوارزمي، وقد تقدم ذكرها في الإقليم الخامس. وتقع في هذا الجزء مدينة لوشيرة، التي أسكن الانبرور فيها المسلمين الذين أخرجهم من صقلية. وهي حيث الطول خمس وثلاثون درجة وست وعشرون دقيقة، والعرض اثنتان وأربعون درجة.
الجزء الثالث: أول ما يلقاك منه، على شمالي خليج البنادق، مدينة سبينقو، وهي للهنكر، وهم ترك على دين النصرانية. وموضوعها حيث الطول سبع وثلاثون درجة واربعون دقيقة، والعرض خمس وأربعون درجة. وإليها انتهى التتر، فأجمع عليهم بها الهنكر والباشقر والألمانيون، وكسروهم كسرة أيأستهم من العودة إلى تلك البلاد. وفي غربي هذه المدينة على الخليج، جبل اشكفونية، وقد تقدم ذكره. وفي أول الخليج من الجهة الجنوبية برنديس، وهي من الجانب الغربي على فم الخليج، وهو ضيق هنالك ثم يتسع بعد هذه المدينة إلى نحو مجرى ونصف، ولا يزال إلى آخره دائراً على ذلك. وبرنديس مشهورة عند أهل البحر، وهي حيث الطول أربعون درجة وإحدى عشرة دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة. وعلى شمالي الخليج حيث الطول أربعون درجة وخمس عشرة دقيقة، مدينة اثينة وهي مدينة أرسطو الحكيم وإليها يبلغ سلطان الأشكري صاحب القسطنطينية. وفي شماليها وغربيها مدينة برشان، كانت قاعدة لأمة استولى عليهم الألمانيون ولم يبقوا لهم ذكراً. وهي حيث الطول أربعون درجة والعرض خمس وأربعون درجة. ومن هذه المدينة إلى القسطنطينية، من البلاد التي يسكنها الخرايطة وهم بقايا الإغريقيين، عدد كبير، وهي معجمة خاملة عند المسلمين. وفي هذا الجزء تقع جزيرة لمريا وتعرف في الكتب بجزيرة بيلوبنس. وفيها مدن وعمائر، وهي أكبر الجزائر الرومانية. ودورها على التحقيق سبعمائة ميل، وفيها اجوان وتعريجات وفم إلى البرّ عرضه أميال عليه من جهة الغرب والجنوب مدينة كوريت، حيث الطول ست وأربعون درجة وعشرون دقيقة، والعرض أربعون درجة. وفي وسطها مدينة لمريا وبها يكون صاحب الجزيرة. وهي حيث الطول خمس وأربعون درجة واثنتان وخمسون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وخمس وعشرون دقيقة. وبين هذه الجزيرة وجزيرة اقريطش، المجاز الذي يدخل منه إلى الجزائر الرومانية الكثيرة، وقدره ستون ميلاً ولا بد منه للدخول إليها. وفي شمال هذه الجزيرة، جزيرة النغريب، وهي من أكبر الجزائر الرومانية. طولها من الغرب إلى الشرق بانحراف إلى الجنوب، مائة وخمسون ميلاً، وعرضها من عشرين ميلاً إلى نحو ذلك. وآخرها المشرقي حيث الطول ثمان وأربعون درجة وخمسون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة غير دقائق، وهي مشهورة بخروج السفن والقطائع منها. وفي شرقيها من الجزائر الرومانية جزيرة المصطكي، ومنها يجلب إلى الأقطار وهو صمغ شجر، وطولها من شمال إلى جنوب نحو ستين ميلاً. وبينها وبين النغريب نحو ثلاثين ميلاً، وفي شماليها خليج القسطنطينية. وعلى شرقيه مدينة ابزو، وبها يعرف فم ابزو، وهي للخرايطة، وهم النصارى الذين لا يحلقون لحاهم. وموضوعها حيث الطول تسع وأربعون درجة وتسع وأربعون دقيقة. وعرض هذا الخليج رمية سهم، وطوله كذلك من بحر الزقاق إلى مدينة ابزو نحو خمسين ميلاً، ثم يأخذ في الاتساع إلى أن يكون بعد ثلاثين ميلاً منها بحيث يقارب ستين ميلاً، فيمر كذلك نحو مجرى، وعليه مدن الخرايطة التي في طاعة صاحب القسطنطينية، التي بناها قسطنطين واضع دين النصارى. وكان مكانها مروج في أرض ملك البرشان، فطلب منه أن يرفع خيله. ثم إنه لما انقطعت أخباره بالأمطار والأوحال، بنى هذه المدينة وصيرها قاعدة القياصرة، فلم يقدر ملك البرشان عليه، ثم فنى البرشان. والقسطنطينية حيث الطول تسع وأربعون درجة وخمسون دقيقة، والعرض في آخر الإقليم السادس خمس وأربعون درجة، والبحر من جوانبها الثلاثة، وإنما البر من الجهة الغربية. ويمر عنوة الخليج الضيق، فيمتد نحو ثمانين ميلاً يكون في آخره مدينة نيقومدية، وهي كانت قاعدة الإغريقيين. وفي الجغرافيا أن طولها إحدى وخمسون درجة، والعرض أربع وأربعون درجة وخمس عشرة دقيقة. وفي جنوبيها من البلاد المشهورة عند أهل تلك البلاد، مدينة أسمره على دخلة من البحر، حيث الطول خمسون درجة وأربعون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وثلاث وعشرون دقيقة. وفي جنوبيها على دخلة من البحر مدينة الإلية، وهي من مدن الحكماء المذكورة في كتبهم. وموضوعها حيث الطول خمسون درجة وخمس وخمسون دقيقة. وفي شرقي هذه البلاد جبال التركمان وبلادهم. وهم خلق كثير من نسل الترك الذين فتحوا بلاد الروم في مدة السلجوقيين، وقد مرنوا على الغارة على سكان الساحل من الخرايطة وأخذ أولادهم وبيعهم إلى
المسلمين، وما يصدهم عنهم إلا عضد الهدنة وقهر السلطان. وعندهم تعمل البسط التركمانية المجلوبة إلى البلاد. وبساحلهم جون يقال له جون مقري، وهو مشهور عند المسافرين، يجلب منه الخشب إلى الإسكندرية وغيرها. وينصب فيه نهر البطال، وهو عميق وعليه جسر، إذا كانت الهدنة نصب وإذا وقعت الحرب رفع، وهو حدّ بين المسلمين والنصارى. والبطال الذي ينسب إليه، هو الذي كان يكثر من غزو الروم في دولة بني أمية، والمذكور اسمه في كتب السمر، وهنالك قبره. وفي شمالي إنطاكية المتقدمة الذكر جبال طغورله، يقال إن فيها وفي جهاتها، نحو مائتي ألف بيت للتركمان، وهم الذين يقال لهم الأوج. وهنالك مدينة طغور له، وبينها وبين قلعة خياص التي تعمل فيها القسي الملاح فرسخان. وجبال التركمان متصلة من باب طغورله، بملك الأشكري صاحب القسطنطينية. وبين طغورله وبين الجسر في غربيها، ثلاثون ميلاً. وفي شرقي ذلك نهر هرقله ينزل من جبل العلايا إلى آخر سنوب، وعليه هرقله قرب البحر، وهي التي خربها الرشيد. وفي شرقيها جبل الكهف عند الروم، ويقال إن فيه الكهف هنالك، وذلك مذكور في تاريخ الوافق، حين أرسل من يقف على الأمر من صاحب القسطنطينية. ومن شرقي ذلك، المروج المشهورة التي كان المعتصم حريصاً على أن يرتع خيله فيها من العراق. وهنالك عيون كبيرة، وتسمي الروم ذلك المكان قرنبك. وفي تلك الجهة مدينة انكورية، ويقال أنها عمورية التي فتحها المعتصم، وهي الآن للمسلمين. لمسلمين، وما يصدهم عنهم إلا عضد الهدنة وقهر السلطان. وعندهم تعمل البسط التركمانية المجلوبة إلى البلاد. وبساحلهم جون يقال له جون مقري، وهو مشهور عند المسافرين، يجلب منه الخشب إلى الإسكندرية وغيرها. وينصب فيه نهر البطال، وهو عميق وعليه جسر، إذا كانت الهدنة نصب وإذا وقعت الحرب رفع، وهو حدّ بين المسلمين والنصارى. والبطال الذي ينسب إليه، هو الذي كان يكثر من غزو الروم في دولة بني أمية، والمذكور اسمه في كتب السمر، وهنالك قبره. وفي شمالي إنطاكية المتقدمة الذكر جبال طغورله، يقال إن فيها وفي جهاتها، نحو مائتي ألف بيت للتركمان، وهم الذين يقال لهم الأوج. وهنالك مدينة طغور له، وبينها وبين قلعة خياص التي تعمل فيها القسي الملاح فرسخان. وجبال التركمان متصلة من باب طغورله، بملك الأشكري صاحب القسطنطينية. وبين طغورله وبين الجسر في غربيها، ثلاثون ميلاً. وفي شرقي ذلك نهر هرقله ينزل من جبل العلايا إلى آخر سنوب، وعليه هرقله قرب البحر، وهي التي خربها الرشيد. وفي شرقيها جبل الكهف عند الروم، ويقال إن فيه الكهف هنالك، وذلك مذكور في تاريخ الوافق، حين أرسل من يقف على الأمر من صاحب القسطنطينية. ومن شرقي ذلك، المروج المشهورة التي كان المعتصم حريصاً على أن يرتع خيله فيها من العراق. وهنالك عيون كبيرة، وتسمي الروم ذلك المكان قرنبك. وفي تلك الجهة مدينة انكورية، ويقال أنها عمورية التي فتحها المعتصم، وهي الآن للمسلمين.
وموضوعها، حيث الطول ثلاث وخمسون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وثلث. وهي على نهر كبير يمر من غربيها. وفي جهاتها (..) وهي جبال، فيها نحو ثلاثين ألف بيت للتركمان. وفي غربي انكورية على ثمانية فراسخ، مدينة سلطان بولي، والطريق بينهما مزارع وعيون. وفي هذه المدينة حمامين ماؤها كمياه الحامة لا تحتاج إلى تسخين، وهو جار على الدوام، شديد الحرارة. ومن انكورية إلى قاعدة البلاد مدينة قونية أربعة أيام. وموضوع قونية، حيث الطول خمس وأربعون درجة، والعرض إحدى وأربعون درجة ونصف، ولها نهر ينزل من الجبل الذي في جنوبيها، ويسقيها من جهة غربيها، فتكون عليه بحيرة ومروج. والجبال دائرة بها من كل جهة، وتبعد عنها من جهة الشمال. وعلى بابها الناظر إلى الشمال صورة الحكيم الذي أمر بوضعها هنالك، تشير إلى جهة الشمال، كأنها تقول: الجبال هنا بعيدة، فما عليكم منها ضرر. ومبانيها بالطين وتبيض دور الرؤساء والأغنياء. وفي ديار الملوك والأكابر ألواح الرخام الأبيض، والليمون والأعناب والفواكه فيها وفي غيرها من بلاد الروم كثيرة. ويجلب الفستق الكبير الطيب من بعض جهاتها. وهناك المشمش الكبير المعروف بقمر الدين، وهو لوزي مفضل على مشمش دمشق. وسلطانها من نسل السلجوقية، وهم ترك آمنوا وملكوا من بلاد تركستان إلى بحر الشام، وفتحوا هذه البلاد المعروفة الآن ببلاد الروم. ويقال لهذا السلطان صاحب القبة والطير، وهو اليوم مدار للتتر بالأموال وبلاده داخلة في بلادهم. ويقال إن سلطنته تحتوي على أربع وعشرين مدينة من المدن الكبار، وفيها الولاة والقضاة فأصحاب الأعمال والجوامع والبزازون والحمامات. وأما الضياع فيقال إنها أربعمائة ألف ضيعة، منها ست وثلاثون ألفاً قد خربت. وبها معادن الفضة لا يزال عمالها، وفيها معادن الحديد. وفي شرقي قونية، اقشار، وهي أطول من قونية بدرجة ونصف. وقونية أعرض بربع درجة. وهذه المدينة من المدن الملاح الكثيرة السكان والمياه. وأكثر ما فيها التفاح المخضب المليح، والكمثرى الكبيرة، والسفرجل المفضل والخوخ العالي. وفي شرقيها مدينة اقصرا، التي تعمل فيها البسط الملاح، وهي في عرض اقشار وأطول منها بدرجة، وهي كثيرة الفواكه أيضاً تحمل على العجل إلى قونية في بسيط كله مزارع وأودية. ويقول أهل تلك البلاد إن مسافة هذه الطريق ثمانية وأربعون فرسخاً، وكذلك من أقصرا إلى مدينة قيصرية. وهي منسوبة إلى قيصر وتسمى في عصرنا قيسارية، وهي مدينة جليلة يحلها سلطان البلاد، ويتنقل منها إلى قونية ومن قونية إليها. وهي حيث الطول ست وخمسون درجة ونصف، والعرض اثنتان وأربعون درجة وأربعون دقيقة. والطريق الذي بينها وبين اقصرا كله مزارع وأودية في بسيط تسير فيه العجل بالبقر. وفي شرقي قيصرية مدينة سيواس، وهي من أمهات مدن البلاد مشهورة عند التجار. وهي من بسيط حيث الطول سبع وخمسون درجة ونصف، والعرض إحدى وأربعون درجة وأربعون دقيقة. ويقول المسافرون بتلك البلاد المنقطعون على هذه الطريق، أنهم يجدون فيها أربعة وعشرين خاناً فيها كل ما يحتاجون إليه، ولا سيما في أيام الثلوج. وفي شرقيها مدينة أرز الروم، وهي آخر بلاد الدروب من جهة الشرق. وموضوعها حيث الطول أربع وستون درجة والعرض اثنتان وأربعون درجة وثلاثون دقيقة. وفي شرقيها وشماليها منبع الفرات من عيون ومروج وغياض وبنفسج حيث الطول أربع وستون درجة وثلاثون دقيقة، والعرض ثلاث وأربعون درجة ونصف. ويقول أهل تلك البلاد أن أرز الروم من أعالي الأرض. وغالى بعضهم حتى قال أنها أعلى من جميع الأرض بأربعين ذراعاً. وفيها عين عظيمة يخرج منها قسمان، فقسم هو الفرات، وقسم يمر إلى المشرق وهو النهر الكبير الذي ينصب في بحر الباب. وحول تلك العين الكبيرة، عيون كثيرة، وهي ينبت فيما بينها البنفسج. وذكر ابن فاطمة أن الفرات يأتيه نهر يمده من جبل، حيث الطول ثمانية وستون درجة ونصف، والعرض إحدى وأربعون درجة وعشرون دقيقة. ومن هنا جعل بطليموس منبع الفرات. ومن الجبل المذكور منبع نهر أراس، الذي يشق بلاد أذربيجان وينصب نحو الباب، وذلك حيث الطول سبعون درجة، والعرض اثنتان وأربعون درجة واثنتان وعشرون دقيقة. ويقول أهل الروم أن بين سيواس وارز الروم مدينة أرزنكان المشهورة، وبينها وبين كل واحدة منهما ستون فرسخاً. والطريق التي بين
أرز الروم وأرزنكان، كلها عيون ومزارع وأودية وبسائط. قالوا: والمسافرين يحملون بضائعهم من توريز (تبريز) في العجل، وتجرها البقر إلى قونية، في تلك المسافة الطويلة وهي نحو أربعين يوماً. وفي جنوب النهر الذي يمد الفرات من المشرق تقع مدينة شروان وهي قاعدة لبلادها، وجبالها المضافة إلى سلطنة أذربيجان. وموضوعها حيث الطول ثمان وستون درجة وست وخمسون دقيقة، والعرض إحدى وأربعون درجة وثلاث وأربعون دقيقة. قال ابن فاطمة: وفي هذا الجزء يقع نهر الكر الكبير، الذي يشق بلاد أران وينصب في بحر طبرستان. وأصله من عين، حيث الطول ثلاث وستون درجة، والعرض أربع وأربعون درجة وأربعون دقيقة. وعليه قاعدة الكرخ مدينة تفليس، وهي من جانبه حيث الطول سبع وستون درجة والعرض أربع وأربعون درجة. وكان المسلمون قد فتحوها وسكنوها مدة طويلة، وخرج منها علماء، ثم استرجعها الكرخ وهم نصارى يعرفهم أهل ملتهم، ويقال لبلادهم الابخاز. وقبل الابخاز، قلعة لملكهم في الجبل الطويل الذي لا يرام. وفي شرقيها على جنوبي النهر من مدن اران المذكورة في الكتب، شمكور، وهي حيث الطول تسع وستون درجة ونصف، والعرض أربع وأربعون درجة. وفي شرقيها من مدن اران المذكورة بالنسبة إليها، مدينة خنزه، حيث الطول إحدى وسبعون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وسبع وثلاثون دقيقة. وهي على جنوبي نهر الكر، عبث فيها التتر شر العبث. ز الروم وأرزنكان، كلها عيون ومزارع وأودية وبسائط. قالوا: والمسافرين يحملون بضائعهم من توريز (تبريز) في العجل، وتجرها البقر إلى قونية، في تلك المسافة الطويلة وهي نحو أربعين يوماً. وفي جنوب النهر الذي يمد الفرات من المشرق تقع مدينة شروان وهي قاعدة لبلادها، وجبالها المضافة إلى سلطنة أذربيجان. وموضوعها حيث الطول ثمان وستون درجة وست وخمسون دقيقة، والعرض إحدى وأربعون درجة وثلاث وأربعون دقيقة. قال ابن فاطمة: وفي هذا الجزء يقع نهر الكر الكبير، الذي يشق بلاد أران وينصب في بحر طبرستان. وأصله من عين، حيث الطول ثلاث وستون درجة، والعرض أربع وأربعون درجة وأربعون دقيقة. وعليه قاعدة الكرخ مدينة تفليس، وهي من جانبه حيث الطول سبع وستون درجة والعرض أربع وأربعون درجة. وكان المسلمون قد فتحوها وسكنوها مدة طويلة، وخرج منها علماء، ثم استرجعها الكرخ وهم نصارى يعرفهم أهل ملتهم، ويقال لبلادهم الابخاز. وقبل الابخاز، قلعة لملكهم في الجبل الطويل الذي لا يرام. وفي شرقيها على جنوبي النهر من مدن اران المذكورة في الكتب، شمكور، وهي حيث الطول تسع وستون درجة ونصف، والعرض أربع وأربعون درجة. وفي شرقيها من مدن اران المذكورة بالنسبة إليها، مدينة خنزه، حيث الطول إحدى وسبعون درجة، والعرض ثلاث وأربعون درجة وسبع وثلاثون دقيقة. وهي على جنوبي نهر الكر، عبث فيها التتر شر العبث.
الجزء الخامس: أول ما يلقاك منه مدينة برذغه قاعدة سلطنة اران، وهي في جزيرة بين نهرين يخرجان من نهر الكر. وموضوعها حيث الطول ثلاث وسبعون درجة غير عشرين دقيقة، والعرض أربع وأربعون درجة غير خمس عشرة دقيقة. وهي بين نهر أراس ونهر الكر. وبين النهرين بطول، أرض الجزيرة وفيها التوت الكثير. وأهلها مشغوفون بالجميز، فيحمل منها إلى الأقطار. وفي شمالي نهر الكر مدينة نقجوان وهي من المدن المذكورة في شرقي أران، فخربها التتر، وقتلوا جميع أهلها. وهي حيث الطول ثلاث وسبعون درجة، وسبع عشرة دقيقة. وفي شرقيها وشماليها مدينة الباب، قاعدة سلطنة الباب، وهي ثلاث قطع على نهر أتل الكبير عند مصبه في بحر طبرستان. فالقطعة الجنوبية كانت للمسلمين، والقطعة الشمالية كانت لليهود والنصارى والمجوس، والقطعة التي في الجزيرة كانت لخاقان الخزر، وكان يهودياً، ثم خربها الروس، وأزالوا سلطنة الخزر منها. وعمرت بعد ذلك بالمسلمين، فخربها التتر. وموضوعها حيث الطول خمس وسبعون درجة، والعرض خمس وأربعون درجة. وفي شرقيها في بحر طبرستان جزيرة الباب، وهي كثيرة المروج يرعة فيها أهل الباب مواشيهم. وفي شرقيها جزيرة البركان، فيها جبل لا تبرح النار تتقد فيه بالليل والنهار، ويصعد منه الدخان مثل بركان صقلية وبركان الهند. ويقال أن نفط الطيار الذي عند الملوك يوجد في هذه الجزيرة. وفي شماليها جزيرة شياكو، وهي التي دخل إليها، لما فر قدام التتر، خوارزم شاه علاء الدين، فعلت في المركب قبل الوصول إليها. وفي شرقي بحر طبرستان جبل شياكو، وهو يستغرق عرض الإقليم السادي، وعرض الإقليم السابع، ثم يدور مع البحر إلى شمال مدينة الباب، وهو لا خير فيه ولا شر. وفي شرقيه مجالات العربة من أجناس الترك إلى جوانب بحيرة خوارزم. وهذه البحيرة ينصب فيها نهر جيحون في هذا الجزء، وينصب فيها نهر سيحون في الإقليم السابع. وبعد هذا لا يطيب ماؤها ولا ينفذ إليها التجار، وقيل أن دورها ستمائة ميل. وقال ابن فاطمة، وهو التحقيق، وكرفها المشرقي مع آخر الجزء السابع.
الجزء السادس: أول ما يلقاك منه، مدينة خوارزم، هكذا يعرفها عامة العجم، وهو اسمها في الكتب الجرجانية. وهي على جانبي جيحون حيث الطول إحدى وتسعون درجة وخمسون دقيقة، والعرض اثنتان وأربعون درجة وعشر دقائق، ولها بين جيحون وسيحون مدن وعماير معجمة. ويستغرق هذا الجزء، ويمر فيه نهر سيحون. وفي شرقيه نهر الشاش، ينزل من جبل في أول عرض الإقليم السابع، ويستغرق عرض هذا الجزء ويمر من سمته في الإقليم الخامس، حتى ينصب في نهر سيحون. وعليه عمائر الشاش الكثيرة ذات البساتين والمياه، وهي معجمة خاملة، وليس في شرقي ذلك كله مدينة مشهورة، ومعظم تلك الأراضي مجالات للتركمان. وفي آخر الجزء من الركن الشمالي، يلتوي نهر سيحون إلى الجنوب، وإلى الغرب.
الجزء السابع: كله خال من مدينة مشهورة. وفي آخر عرضه يمر سيحون، وعليه مجالات التركمان، وفي شرقيه بلاد التبت.
الجزء الثامن: أول ما يلقاك منه، جبال السهروجية، وهم قوم توالدوا بين القشمير والترك. ومدينة سهروج قاعدتهم، تحدق بها بحيرة حلوة من عيون تفور في داخلها. وموضوع المدينة، حيث الطول أربع وثلاثون درجة، والعرض خمس وأربعون درجة. وفي شرقي هذه البحيرة، بحيرة خرمان، يتربع حولها طوائف من الترك ووسطها، حيث الطول مائة وأربعون درجة. ويمتد من شرقها جبل فرغان، وهو عال طويل من المغرب إلى المشرق وهو مشهور عند الترك.
الجزء التاسع: يمتد فيه الجبل المذكور إلى طول مائة وتسع وأربعين درجة، ثم يمتد باستدارة حول بحيرة البليعة، التي تبتلع كل ما وقع فيها. وفي شرقيها الجبل الأحمر، ويقال له جبل الجرذان، أنه يخرج من أثقابه جرذان يتنافس في لباس جلودهما ملوك تلك الجهات. وفي شرقي ذلك مدينة بغبورية، من مدن أذكش، من أجناس التركة. وهي كبيرة، وموضوعها حيث الطول مائة وثمان وخمسون درجة، والعرض اثنتان وأربعون درجة وثلاث وخمسون دقيقة. ويمر في شرقيها نهر، وفي شرقيه وجنوبيه أذكشيه، وهي قاعدة أذكش المقاربين لسد ياجوج وماجوج. وموضوعها، حيث الطول مائة وستون درجة، والعرض إحدى وأربعون درجة وثمان وثلاثون دقيقة.