الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الَاخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلَالاً بَعِيداً} (1)
قال ابن كثير: في قوله تعالي: {فَقَدْ ضَلّ ضَلَالاً بَعِيدا ً} .. أي فقد خرج عن طريق الهدي، وبَعُدَ عن القصد كل البعد ".
**س:
أيهما أفضل البشر أم الملائكة
؟
جـ: عندما تكلم العلماء في هذه المسألة نجد منهم من فضل الملائكة ومنهم من فضل بني آدم ، ولكن الذي يتأمل في قوله تعالي: {وَلَقَدْ كَرّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطّيّبَاتِ وَفَضّلْنَاهُمْ عَلَىَ كَثِيرٍ مّمّنْ خَلَقْنَا
تَفْضِيلاً} (2) يري أن الله عز وجل فضل بني آدم علي كثير من المخلوقات ، وليس كل المخلوقات ، فلو قال:" علي من خلقنا " لكان بني آدم أفضل من جميع الخلق فلذا لا نستطيع أن نقول أن هناك من البشر من هو أفضل من جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو أفضل الخلق أجمعين بإجماع علماء الأمة ، وقد وردت الآثار في تفضيله صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: إن الله تعالي فضل محمداً علي أهل السماء
(1) سورة النساء ـ الآية 136.
(2)
سورة الإسراء ـ الآية 70.
وعلي الأنبياء ، قالوا: ما فضله علي أهل السماء؟ قال: أن الله قال لأهل السماء {وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنّيَ إِلََهٌ مّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظّالِمِينَ} (1) وقال لمحمد: {إِنّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مّبِيناً * لّيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخّرَ وَيُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مّسْتَقِيماً} (2) رواه الطبراني وأبو يعلي.
وعن بشر بن شغاف عن عبد الله بن سلام قال: وكنا جلوسا في المسجد يوم الجمعة فقال: إن أعظم أيام الدنيا يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة، وإن أكرم خليقة الله علي الله أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، قال: قلت: يرحمك الله فأين الملائكة قال: فنظر إلي وضحك، وقال: يا ابن أخي، هل تدري ما الملائكة؟ إنما الملائكة خلق كخلق السماء والأرض والرياح والسحاب ،وسائر الخلق الذي لا يعصي الله شيئا. رواه الطبراني والحاكم (3)
أما سائر البشر فمنهم من هو أفضل من بعض ملائكة الله عز وجل ، ومن الملائكة من هو أفضل من بعض بني آدم ، فقد جاء
(1) سورة الأنبياء ـ الآية 29.
(2)
سورة الفتح الآيتان 1، 2.
(3)
في المستدرك ـ كتاب الأهوال 4/ 568. وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وليس بموقوف فإن عبد الله بن سلام علي تقدمه في معرفة قديمة من جملة الصحابة وقد أسنده بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع والله أعلم وقال الذهبي صحيح.
في الحديث عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المؤمن أكرم علي الله من بعض ملائكته " رواه ابن ماجة. (1)
لأنه يسمو بإيمانه مع وجود الموانع من (الهوى – والحرص – والشهوة – والغضب – والدنيا والنفس – والشيطان) وجاهد كل ذلك وآثر مرضاة ربه جل وعلا .. ولهذا جعل من الملائكة من يقوم علي شئونهم في الدنيا، ومن يخدمهم في الآخرة في جنات النعيم .. ففي الحديث عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لما خلق الله آدم وذريته " قالت: الملائكة: يا رب! خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون ، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة: قال الله تعالي: لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه
من روحي كمن قلت له كن فكان. رواه البيهقي في شعب الإيمان. (2)
- - - -
(1) مشكاة المصابيح – كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق 3/ 1597.
(2)
مشكاة المصابيح كتاب – أحوال القيامة وبدء الخلق 3/ 1597.
وختاما
وبعد أن قرأنا هذا البحث الطيب في (معرفة ملائكة رب
العالمين)، يجب علينا أن تكون قلوبنا قد امتلأت بعظمة الله عز وجل، وقوته، وكمال قدرته، فإن عظمة المخلوق تدل علي عظمة خالقه جل وعلا.
ويجب علينا أن تكون قد امتلأت قلوبنا من محبته جلا وعلا، وشكره تعالي، الذي أنعم علينا بهذه النعمة العظيمة ، حيث وكل بنا هذا الكم الهائل من الملائكة للقيام علي مصالحنا في الدنيا والآخرة.
ويجب علينا أن تكون قد امتلأت قلوبنا من محبة الملائكة علي ما قاموا به من عبادة الله تعالي وطاعته وامتثال أمره، واجتناب نهيه، علي الوجه الأكمل واستغفارهم ودعائهم لنا.
ويجب علينا أن نكون قد ازددنا تشبها بأخلاقهم من حيث امتثال أمر الله عز وجل واجتناب نهيه، والاستقامة علي طاعته سبحانه وتعالي .. وهذه هي الثمرة المرجوة من هذا البحث الطيب.
نسأل الله عز وجل أن يملأ قلوبنا من محبته ومحبة ملائكته ومحبة أنبيائه ومحبة عباده الصالحين .. أمين.
والله ولي التوفيق
المراجع
1) القرآن الكريم.
2) مختصر تفسير ابن كثير للصابوني.
3) مفاتيح الغيب للرازى ـ طبعه دار الغد الغربي.
4) صفوة التفاسير للصابوني.
5) زاد المعاد لابن القيم.
6) تاريخ الإسلام للذهبي ـ طبعة دار الغد العربي ـ القاهرة.
7) صفوة السيرة النبوية لابن كثير ـ طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ بالقاهرة.
8) الرحيق المختوم لصفي الله المباركفوري.
9) سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد للصالحين _ طبعة المجالس الأعلى للشئون الإسلامية ـ بالقاهرة.
10) كتاب أصول الإيمان _ للشيخ محمد بن عبد الوهاب.
11) كتاب إيماننا الحق بين النظر والدليل لإبراهيم النعمة ـ مطبعة الزهراء بالموصل ـ العراق.
12) العقيدة الصحيحة وما يضادها للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (مطابع الحميض الرياض).
13) عقيدة أهل السنة والجماعة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيميين.
14) الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي مطبعة القرآن - القاهرة.
* أخي الحبيب:
احرص علي اقتناء هذه السلسلة المباركة في الدعوة إلى الله:
· كلمات مضيئة في الدعوة إلى الله عز وجل.
· المنتقي من كلام أهل التبليغ والدعوة.
· اليقين في معرفة رب العالمين.
· من روائع أبي الحسن الندوى في الدعوة إلى الله.
· أحسن الكلام في مناجاة ذي الجلال والإكرام.
· الحق المبين في معرفة الملائكة المقربين.
جميع الحقوق
محفوظة للمؤلف
تم بحمد الله تعالي