الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المحقق
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على رسول الله الذي صح عنه في الحديث المتفق عليه (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة)(1).
وبعد .. فمن نعم الله تعالى على أن جعلني من حملة كتابه والمشتغلين بدراسته وقراءته وأحكامه وآدابه، ومنذ أن حفظت القرآن الكريم وأنا مشغوف بكل ما يتصل بكتاب الله تعالى، لذلك فقد اتجهت إلى الإلتحاق بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وبعد التخرج التحقت بقسم الدراسات العليا وكان موضوع بحثى لنيا الدرجة العالمية (الماجستير) - القراءات في تفسير الشوكاني - وقد نجحت في هذا المبحث بتقدير (ممتاز) والحمد لله.
ثم جعلت بحثي لنيل درجة الدكتوراه متصلا بدراستي السابقة فجعلت عنوانه (تحقيق ودراسة للدر النثير والعذب النمير في شرح مشكلات وقيد مهملات وحل معضلات اشتمل عليها كتاب التيسير).
وقد اخترت هذا الكتاب نظراً لأهميته وقيمته العلمية حيث كان محكم التأليف، غزير المادة متقنا كل الإتقان، في غاية من الجودة والتنسيق العلمى، فهو من نفائس وأوسط كتب القراءات الذي لابد للمشتغل بعلم القراءات منه، وكيف لا. ومؤلفه إمام عصره في القراءات، والأصول، والفقه، واللغة العربية، وعلوم القرآن وغير ذلك.
(1) صحيح مسلم ج 1 ص 550 /تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي دار الفكر - بيروت 1398 هـ - 1978 م وصحيح البخارى ج 6 ص 206/ مطبعة محمد على صبيح وأولاده بمصر.
فآثاره العلمية واضحة في (الدر لنثير) الذي شمل المسائل، وجمع الشكل إلى شكله ورد النازح إلى أهله، وأضاف الجديد، ووسع الكلام توسيعاً كبيراً بالتحليلات العلمية والروايات، والتعليللات متخذا التيسير، والتبصرة، والكافي، أساساً ومنطلقاً لكل مسألة، ومعلوم أن التيسير من عيون كتب القراءات وعيانها لا شك في ذلك شاك ولا يكابر مكابر، وقد طار ذكره في الآفاق، وشرق، وغرب، وانجد، وأتهم، ولا يزال في مكان الصدارة عند المشتغلين بالدراسات القرآنية حتى وقتنا هذا. إلا أنه في مجال للتهذيب من حيث شرح مشكلاته وقيد مهملاته وحل معضلاته، فكان الدر هو ذاك التهذيب، ولا غرو فهذا شأن المتأخر مع المتقدم والاحق مع السابق، وتلك هى سنة العلوم في نشأتها ونموها وأطوارها وازدهارها، سيرى القاريء لذلك الدر مدى الجهد الذي بذله المصنف في تأليفه، وكم أنفق من عمره في تهذيبه، وتمحيصه كما سيرى مدى الإحسان والإتقان، والتوفيق، والسداد، من ابن السداد، ولو لم يؤثر في الثناء علي الدر إلا قول شمس الدين المحقق محمد بن محمد بن الجزري (ت 833 هـ):(شرح المالقي كتاب التيسير شرحاً حسناً أفاد فيه وأجاد)(1) يكفي.
فمن هنا تتجلى أهمية كتاب الدر النثير الذي قمت بكشف الغطاء عنه وتحقيقه.
وأسأل الله تعالي أن يجعل عملي خالصاً لوجهه
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
(1) غاية النهاية ج 1 ص 477 انظر ص 5.
أهم الأعمال التي قمت بها أثناء تحقيقي ودراستي للكتاب
كان عملي في التحقيق على النحو التالي ..
1 -
قمت بتحقيق اسم الكتاب.
2 -
وثقت اسم الكتاب للمؤلف بما أوضحته من أدلة قاطعة للشك.
3 -
قمت بنسخ النسخة التي اعتمدتها أصلاً.
4 -
طابقت بين النسخ التي عثرت عليها، وأثبتُ الفرق بينها واعتمدت أقدم هذه النسخ أصلاً للتحقيق، وأشرت إليها بنسخة (الأصل) كما تقدم.
وبهذه المقابلة كملت النسخة انتي يمكن الإعتداد بها على أنها أقرب نسخة إلى نص المؤلف.
5 -
أثبت الصواب والنقص من النسخ الفرعية في الأصل بين قوسين () وأشرت في الهامش إلى مصدر التكملة والتصويب.
6 -
شرحت المفردات اللغوية التي تحتاج لذلك.
7 -
حققت النصوص التي نقلها المؤلف عن غيره بالرجوع إلى مصادره التي نقل عنها إلا ما تعذر الوصول إليه.
8 -
علقت على بعض المسائل التي أعتقد أنها تفيد القاريء وذلك في الهامش.
9 -
ميزت بين النص والشرح، وذلك بالإِشارة إلى النص بحرف (م) وإلى الشرح بحرف (ش).
10 -
شرحت مصطلحات المؤلف في الكتاب.
11 -
قمت بتوجيه بعض القراءات.
12 -
وثقت القراءات التي ذكرت، ونسبتها إلى أصحابها، معتمداً في ذلك على مصادر سابقة للمؤلف، وأخرى تالية له، زيادة في التوثيق.
13 -
حصرت المصادر التي اعتمد عليها المؤلف في الكتاب.
14 -
نبهت على مواضع إنتهاء لوحات نسخة الأصل. بالمخطوط المائلة الدالة على ذلك مع ذكر رقم اللوحة في اليسار.
15 -
قمت بتخريج جميع الحروف القرآنية التي ذكرها المؤلف بذكر أرقام آياتها وسورها.
16_
قمت الأحرف القرآنية بالرسم العثماني وبرواية، حفص عن عاصم في كل موضع جاءت القراءة فيه غير مقيدة بوجه، فإذا جاءت معزوة إلى قاريء بعينه أثبت المقتضى في ذلك.
17 -
بينت ضعف حديث عبد الله بن جبير في باب الإستعاذة، وكذا حديث عبد الله بن مسعود، وأن الثاني لا أصل له.
18 -
قمت بتخريج الأحاديث النبوية.
19 -
عزوت الأشعار لأصحابها وللمصادر المذكورة فيها.
20 -
ترجمت للأعلام الواردين في الكتاب إلاما تعذر الوصول إليه، وهو نادر، وقد حرصت على أن تكون الترجمة شاملة لإسم القاريء وكنيته، ولقبه، ونسبه، ثم لبعض ما قرأ عليه، ومن قرأ عليهم عرضاً أو سمعاً ثم لتاريخ وفاته.
وأشكر الله جل ثناؤه وتباركت أسماؤه أن يسر لي أسباب تحقيق هذا الكتاب، وأعانني عليه حتى خرج من الظلمات إلي النور، وأخذ مكانه بين هذا التراث العظيم من كتبْ القراءات، وعلوم القرآن العظيم (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) هود 88.
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.