الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبالجملة فابن عاصم أبو يحيى كان يسميه أهل زمانه أبن الخطيب الثاني، حسبما قاله الوادي آشي وغيره.
ولا بد إنَّ نلم بنبذة من أخبار أبن الخطيب السلماني الوزير: إذ هو لسان الدين، وفخر الإسلام بالأندلس في عصره، فنقول: هو محمّد بن عبد الله أبن سعيد بن عبد الله بن سعيد ين علي بن أحمد السلماني، قرطبي الأصل، ثم لوشيه، يكنى أبا عبد الله، ويلقب من الألقاب المشرفة بلسان الدين، الوزير الشهير، الطائر الصيت، المثل المضروب في الكتابه والشعر والمعرفة بالعلوم على اختلاف أنواعها، رحمه الله.
أوليته
قال أبن الأحمر في نثير فرائد الجمان في حقه ما نصه: " ذو الوزارتين الفقيه الكاتب، أبو عبد الله محمّد، أبن الرئيس الفقيه الكاتب المفتي ببلدة لوشة، عبد الله، أبن الفقيه الكاتب سعيد أبن الفقيه الصالح ولي الله الخطيب سعيد السلماني اللوشي بابن الخطيب ". انتهى.
وقال غيره: إنَّ بيتهم يعرف في القديم ببني الوزير، ثم في الحديث
ببني الخطيب. وسعيد جده الأعلى أوّل من تلقب بالخطيب، وكان من أهل العلم والدين والخير، وكذلك سعيد جده الأقرب كان على خلال حميدة، من خط، وتلاوة، وفقه، وحساب، وأدب، خيرا، صدراً، وتوفي عام ثلاثة وثمانين وست مائة، وأبوه عبد الله كان من أهل العلم بالأدب والطب، وقرأ على أبي الحسن البلوطي، وأبي جعفر الوزير، وغيرهما، وأجازه طائفة من أهل المشرق، وتوفي بطريف عام واحد وأربعين وسبع مائة شهيدا يوم الاثنين السابع من جمادى الأولى من العام مفقودا ثابت الجأش، شكره الله فعله. قال ابنه لسان الدين صاحب الترجمة: أنشدت والدي أبياتاً من شعري فسر وتهلل، وارتجل رحمه الله تعالى:
الطب والشعر والكتابة
…
سماتنا في بني النجابه
هي ثلاث مبلغات
…
مرتبات بعضها الحجابه
انتهى.
نشأته: ونشأ لسان الدين على حالة حسنة سالكاً سنن أسلافه، فقرأ القرآن على المكتب، الأستاذ الصالح أبي عبد الله عبد الولي العواد، تكتبا، ثم حفظا، ثم تجويدا؛ ثم قرأ القرآن أيضاً على أستاذ الجماعة أبي الحسن القيجاطي، وقرأ عليه العربية، وهو أوّل من انتفع به، وقرأ على الخطيب أبي القاسم بن جزي؛
ولازم قراءة العربية والفقه والتفسير على الشيخ أبي عبد الله بن الفخار البيري، شيخ النحوين لعهده؛ وقرأ على قاضي الجماعة أبي عبد الله بن بكر؛ وتأدب بالرئيس أبي الحسن بن الجياب؛ وروى عن كثير من الأعيان، كالمحدث شمس الدين بن جابر، وأخيه أبي جعفر، والقاضي أبي البركات بن الحاج؛ والشيخ أبي محمّد بن سلمون، وأخيه أبي القاسم بن سلمون، وأبي عمرو بن الأستاذ أبي جعفر بن الزبير، وله روايه عالمية، والأستاذ اللغوي أبي عبد الله بن بيبش؛ والمحدث الكاتب أبي الحسن التمساني المسن، والقائد الكاتب أبي بكر بن ذي الوزارتين أبي عبد الله بن الحكيم، والقاضي المحدث أبي بكر أبن شيرين، والشيخ أبي عبد الله أبن الفقيه القاضي أبي عبد الله بن عبد الملك، والخطيب أبي جعفر الطنجالي، والقاضي أبي بكر بن منظور، والرواية أبي عبد الله بن حزب الله، وعن اشهر أسلافنا المتأخرين القاضي أبي عبد الله بن محمّد المقري القرشي، التلمساني المولد والمنشأ والمقبر، قاضي الجماعة بفاس، وعن الشريف أبي علي الحسن بن يوسف، وعن الخطيب الرئيس الراوية أبي عبد الله أبن مرزوق، وعن المحدث الفاضل الحسيب أبي العبياس بن يربوع السبتي، والرئيس الكاتب أبي محمّد بن عبد المهيمن الحضرمي السبتي، والشيخ المقري أبي محمّد بن أيوب المالقي، آخر الرواة عن أبي الاحوص، وعن أبي عثمان أبن ليون من أهل المرية، وعن القاضي أبي الحجاج المنتشافري، من أهل رندة، إلى غيرهم ممن يطول ذكره من أهل الأندلس، والعدوة الغربية،