الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولأعصين عواذلي في حبه
…
ولأهجرن لنائذي ورقادي
ولأجعلن نزاهتي فيه البكا
…
ولأكحلن مدامعي بسهادي
ولأحفرن لسره بين الحشا
…
قبراً ولم يعلم بذاك فؤادي
ولاحلفن يمين صدق أنني
…
اخلصت فيه محبتي وودادي
هو غايتي هو منيتي هو بغيتي
…
هو سيدي يا سادتي ومرادي
والحمد لله الذي خلق الورى
…
حمداً له يبقى على الآباد
وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: يا داود، عجباً لمن أحبني، كيف يهوى قلبه سواي؟!! يا داود، قل لبني إسرائيل، لو رأيتم الجنة وما أعددت فيها لأوليائي من النعيم المقيم لما ذقتم طعاماً بشهوة، أين المشتاقون إلى لذيذ الطعام والشراب؟ أين الذين جعلوا موضع الضحك بكاء خوفا مني؟ فطالما صلوا والناس نيام.
يا داود، وعزتي وجلالي إني رضيت عنهم، ولولاهم ما رضيت على أهل الدنيا.
وقال بعض الصالحين: مات رجل من جيراني، فرأيته في المنام وهو على زي أهل النار، ثم رأيته بعد ذلك وهو في الجنة، فقلت له: بماذا؟ قال: دفن عندنا رجل من الصالحين فشفع في أربعين من جيرانه، فكنت أنا من جملتهم.
لا تغفل عن ذكر الله
وحكي عن مالك بن دينار رضي الله عنه: أنه مشى خلف جنازة أخيه وهو يبكي، فقال: والله لا تقر لي عين حتى أعلم ما صرت إليه، والله لا أعلمه ما دمت حياً.
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ألا أخبركم بفقري يوم أوضع في قبري.
وقال سفيان الثوري رضي الله عنه: من أكثر من ذكر الموت وجده روضة من رياض الجنة، ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار.
وكان الربع بن خيثم قد حفر له قبراً في داره لنفسه، وكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه واضطجع ومكث ساعة، ثم يقول: رب أرحمني لعلي أعمل صالحا فيما تركت، ثم يقول: يا ربيع قد رجعت فاعمل قبل أن لا ترجع.
وقيل: أوحى الله تعالى إن داود عليه السلام: يا داود، نح على نفسك وكن كأنك أحضرت في القيامة، فلما حاسبتك رددتك إلى الدنيا وقلت لك: إعمل صالحاً أشكرك عليه.
يا داود، قل لبني إسرائيل: لو أمتكم ثم بعثتكم، ثم بعثتكم واريتكم القيامة، ثم رددتكم إلى الدنيا ما ازددتم إلا خسارا.
وحكي عن بعض الصالحين رضي الله عنه أنه رأى أستاذه في النوم، فقال له: أي الحسرة أعظم عندكم؟ قال: حسرة الغافلين.
قال بعض الصالحين رضي الله عنهم: مررت بساحل البحر، فرأيت صياداً بصيد السمك وإلى جانبه إبنه، وكلما صاد سمكة تركها في قفته فيأخذها الصبي فيرميها في البحر، فالتفت الرجل فلم ير شيئاً، فقال لابنه: لأي شيء فعلت بالسمك كذا ألقيته في البحر؟ وما حملك على هذا؟ ومن علمك ذلك؟ قال: يا أبت، أليس سمعتك تقول: لا تقع سمكة في شبكة صياد إلا إذ غفلت عن ذكر الله، فلا حاجة لنا شيء ممن يغفل عن ذكر الله تعالى. فخرج الرجل هائماً على وجهه وتاب إلى الله تعالى.
وقيل: إن عابدا من عباد بني إسرائيل قال: إلهي، عصيتك فلا تؤاخذني، فأوحى الله تعالى إلى نبي ذلك الزمان: أخبره كم نعمة لي فيه وهو لا يدري قساوة قلبه، وجحود عينه عقوبة مني لو غفل.
وقيل في المعنى شعر:
أيها المعرض عنا
…
إن أعراضك منا