الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد في ذلك شعراً:
نحن قوم أثقلتنا ذنوب
…
ومنعنا الوقوف بين يديه
فتركنا بين الأنام حيارى
…
وخجلنا من القدوم عليه
قيل: إنه يقف العبد بين يدي الله تعالى يوم القيامة، فيقول الله عز وجل: عبدي، أما تستحي مني، أما راقبتني، أرخيت الستور، وأغلقت الأبواب، وتجرأت علي، فيقول العبد: بكتابك وقلت ذلك وقولك الحق " الله لطيف بعباده "، فيقول الله عز وجل: أنا أولى أن أفعل ما أقول.
قيل: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: لطفي بالعصاة من أهل القبور، كلما بليت أبدانهم غفرت لهم، وكلما صارت عظامهم نخرة محوت عنهم ذنوبهم جوداً مني وكرماً.
يا موسى، إني لم أنسهم أحياء مرزوقين، فكيف أنساهم وهم موتى مقبورين، ما من عاصي عصاني حتى إذا كان في كرب الموت لم أنظر إلى جهله وتقصيره، ولكن أنظر إلى ضعفه ومسكنته، وإذا نظرت إلى حاله ألهمته وحدانيتي أريد له بها النجاة، الله لطيف بعباده، خلقي خلقتهم، وعبادي رزقتهم وجعلت ذنوبهم مستورة مغفورة، وجعلت لهم محمداً صلى الله عليه وسلم شفيعاً، وأن الله تعالى لا ينظر إلى شيء إلا رحمه، ولو نظر إلى أهل النار لرحمهم، ولكن قضى الله لا ينظر إليهم.
وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء
وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله تعالى عنها: " يا عائشة، احفظي بيتك فإن النساء يوم القيامة أكثرهن حطب للنار، قالت: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهن لا يصبرن في الشدة، ولا يشكرن في الرخاء، ويكفرن النعم.
يا عائشة، أن الله أوجب حق الرجال على النساء أن يطعنهم في أمورهم، ولا يصمن إلا بإذنهم، وما من امرأة باتت هاجرة لفراش
زوجها، إلا لعنتها الملائكة حتى تصبح.
يا عائشة، ما من امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها إلا لعنها كل ملك في السماء.
يا عائشة، ما من امرأة قالت لزوجها: ما رأيت خيراً منك قط، إلا أحبط الله عملها.
يا عائشة، ما من امرأة نظرت لزوجها بوجه عبوس إلا لعنها كل نجم في السماء.
يا عائشة، ما من امرأة كلفت زوجها في أمر نفقة ما لا يطيق لم تنلها رحمة ربي وليس لها في شفاعتي نصيب.
وما من امرأة قالت لزوجها: أراحني الله منك، لم تشم رائحة الجنة.
يا عائشة، ما من امرأة دعاها زوجها للفراش فأبت، إلا خرجت من حسناتها كما تخرج الحبة من قشرها.
يا عائشة، ما من امرأة دعاها زوجها فأجابته بطيب نفس إلا غفر الله لها ذنب يومها وليلتها، وكانت في حرز الله وأمانته.
يا عائشة، ما من امرأة غزلت وكست زوجها إلا كساها الله من حلل الجنة يوم القيامة.
يا عائشة، لو أن امرأة مصت منخر زوجها وهو يسيل دماً وقيحا، ما أدت له جزاء.
يا عائشة، طوبى لمن رضي عنها زوجها، فإن رضى الزوج من رضى الله، تعالى، وكذلك الوالدين، فإن عقوق الوالدين من الكبائر.
يا عائشة، من أدرك والديه ولم يدخلاه الجنة فلا أدخله الله الجنة " وقيل في المعنى شعر:
الموت باب وكل الناس داخلة
…
يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار جنة عدن إن عملت بما
…
يرضى الإله وإن خالفت فالنار
ولابن عباس رضي الله عنهما:
شيب وعيب لا يليق بمؤمن
…
إن الخطايا في المشيب فجور
فعلي يبكي إن شيبي قد بدا
…
وأبانا على فعل القبيح خسور
ما لابن عباس سواك لحشره
…
عون معين شافع ومجير
وقيل: إن سيدنا يوسف لما ملك مصر وصارت الخزائن بيده، أتاه رجل فقير، فقال له: أعطني مما أعطاك الله، فأمر له بصاع من القمح، فقال له: زدني، فأمر له بصاع اخر، فقال له: زدني، فقال له يوسف: يا أخي، أما تعلم ما الناس فيه من الغلاء، فقال له الرجل: لو علمت من أنا لأرضيتني، فقال له: ومن أنت؟ فقال له: أنا الذي شهدت لك بالبراءة من تهمة زليخاء زوجة العزيز، هـ فأمر له يوسف عليه السلام بمائة أردب من القمح، ومائة دينار.
فأوحى الله تعالى إليه: يا يوسف، هذا عطاؤك لمن شهد لك بالبراءة مرة واحدة، فكيف من شهد لي بالليل، والنهار والصباح والمساء بالوحدانية؟ ولنبيي محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة؟ فكيف يكون عطائه في له؟