الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلما مات رؤي في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: أوقفني بين يديه، وقال: يا عبدي، قد جعلت حسابك في الدنيا لنفسك بدلاً عن حسابك في الآخرة.
وانشد في المعنى شعر:
كم ذا التشاغل والأمل
…
كم ذا التواني والكسل
حتى متى وإلى متى
…
يحصى عليك فلا تمل
هل بعد شيب العارضين
…
سوى التوقع للأجل
يا من يغر بنفسه
…
وعن الصلاح قد امتهل
فالموت أقرب نازل
…
والقبر صندوق العمل
سخط الإله بما جنيت
…
من المعاصي والزلل
يا رب عبد مذنب
…
قد شقه طول الأمل
منك الشفاء لعلتي
…
وعليك نعم المتكل
قال مالك بن دينار: أن من عرف الله لقيه سالماً، والويل كل الويل لمن ذهب عمره في الدنيا باطلاً.
تذكر الموت واجعله أمامك
وقيل للحسن رضي الله عنه: يا أبا سعيد، كيف رأيت حالك؟ فقال: حال من ينتظر الموت إذا أمسى، وإذا أصبح لا يدري هل يمسي؟ وكيف يمسي؟ وقال أويس للقرني رضي الله عنه لبعض إخوانه: يا أخي، إذا نمت فاذكر الموت واجعله أمامك، وإذا قمت فلا تنظر لصغر ذنبك، ولكن أنظر إلى من عصيت.
وقال حسان رضي الله عنه لأمه يوماً: يا أماه، أتحبين أن تلقي الله تعالى، قالت: لا وقد عصيته..
وقال عليه الصلاة والسلام: - " ما من أحد يموت إلا ويندم، أن كان محسناً ندم أن لا يكون قد زاد فيه، وان كان مسيئاً ندم أن لا كان أقلع منه " قال بعض الصالحين: حضرت رجلاً عند الموت، فقلت له: قل لا إله إلا الله، فقال: كلمة كنت أقولها منذ سبعين سنة، وألان قد بدا لي أن لا أقولها.
وقال بعض السادة الصالحين رضي الله عنهم: بكى عمر الجويني رضي الله عنه ذات ليلة بكاء شديداً، فقالت له أمه: ما يبكيك؟ ألا تشكر صلاتك وصيامك؟ قال: دعيني يا امي، فوالله ما أدري ما يحتم لي به.
وقال ابن عجلان رضي الله عنه: حضرنا في نزع رجل عالم من العلماء، ما رأيت أشد خشية لله تعالى منه، فلقناه الشهادة، فلما هم أن يقولها فلم يستطع أن يقولها، فسألناه عن ذلك؟ فقال: حبل بيني وبينها، وذلك أني قتلت نفساً في شبابي، فنعوذ بالله من مكره.