الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمه، فلما رأته قبلت ما بين عينيه، وقالت: يا بني، قد وهبتك لله تعال، فخرج فرحاً مسروراً، فغاب عنها ثلاثين سنة، فاشتاق إليها، فحضر ليزورها، فطرق الباب، فقالت: من بالباب؟ فقال: ولدك أتى ليسلم عليك؟ فقالت: يا بني إني قد وهبتك لله، فو الله ما واليتك إلا بين يديه.
وقيل في المعنى شعر:
بحب الله لا تأويه دار
…
ولا يأوي مكاناً فيه جار
ولا يهتم في الدنيا بقوت
…
ويكره أن يكون له عقار
يفر من العقار إلى قفار
…
فيبكي حتى تفقده القفار
يقول لنفسه كدي وجدي
…
فما في خدمة الرحمن عار
بكاء الرسول عند قبض روحه
قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه ملك الموت ليقبض روحه الزكية، فبكى صلى الله عليه وسلم، فقال له ملك الموت: أتبكي وأنت راجع إلى ربك، فقال:" أبكي على ليالي الشتاء وأيام الصيف والاخيار يقومون ويصومون، ويتلذذون بوصاله ومناجاته وأنا في القبر ميت ".
فأوحى الله تعالى إليه: " أنت عندي بهذه المنزلة ".
وخيره بين الحياة والممات، فاختار الرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم.
اخش عذاب الله وعامله بتقواه
قال الأصمعي رضي الله عنه: دخلت المارستان ببغداد، فإذا أنا بشاب حسن الوجه وهو مربوط في عامود، فلما رآني أنشد يقول شعراً:
همومك بالفكر مقطوعة
…
وهل تقطع اليوم إلا بهم
مصائب دنياك ممزوجة
…
وهل يؤكل الشهد إلا بسم