المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا

- ‌الْمُقدمَة

- ‌ الْبَاب الأول

- ‌وَقرر الْحَافِظ أَبُو عَمْرو النصري هَذَا الدَّلِيل بِمَا لَا يسلم مَعَه من الِاعْتِرَاض وورود النَّقْض فَإِنَّهُ قَالَ وَمن الْحجَّة

- ‌كتاب ألفته لِابْنِ لَهُ فَكتبت الْكتاب لَهُ وَوَقعت عَلَيْهِ

- ‌فَانْظُر عنايته بِأَن الْإِخْبَار الْجملِي يتَضَمَّن الْإِخْبَار التفصيلي وَأَن الْقيَاس الْجَلِيّ يَقْتَضِي ذَلِك فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى جَوَاز الْإِجَازَة الْمُطلقَة

- ‌ الْبَاب الثَّانِي

- ‌ جَامعه سَمِعت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ يَقُول صَالح بن حسان مُنكر الحَدِيث وَصَالح بن أبي حسان الَّذِي روى عَنهُ ابْن أبي ذِئْب

- ‌ الطَّبَقَات

- ‌ أَبُو بكر عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبيد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر الْقِصَّة بِطُولِهَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِنْسَان حَدِيث حجاج بن مُحَمَّد عَن ابْن جريح عَن مُوسَى بن عقبَة نَا سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ

- ‌ من غير وجود قطع فِي سندها وَلَا ثُبُوت جرح فِي نَاقِلِيهَا مَا نَصه إِذا صَحَّ عِنْدِي خبر من رِوَايَة

الفصل: ‌ الباب الثاني

-‌

‌ الْبَاب الثَّانِي

-

فِي الْأَدِلَّة الَّتِي اسْتدلَّ بهَا مُسلم رحمه الله فِي مُقَدّمَة كِتَابه والمحاكمة مَعَه إِلَى حكم الْإِنْصَاف وَمَا يتَعَلَّق بذلك أعلم وفقني الله وَإِيَّاك للصَّوَاب أَن مُسلما رحمه الله اسْتدلَّ على صِحَة قَوْله أَنه لَا يشْتَرط فِي الْإِسْنَاد المعنعن إِلَّا المعاصرة فَقَط بِمَا محصله على التخليص والتخليص أَرْبَعَة أَدِلَّة

الأول

أَنه قَالَ مَا مَعْنَاهُ قد اتفقنا نَحن وَأَنْتُم على قبُول خبر الْوَاحِد الثِّقَة عَن الْوَاحِد الثِّقَة إِذا ضمهما عصر وَاحِد وَأَنه حجَّة يلْزم بِهِ الْعَمَل ثمَّ أدخلت فِيهِ الشرطة زَائِدا

فحاصل هَذَا الْكَلَام ادِّعَاء الْإِجْمَاع على قبُول المعنعن الَّذِي هَذِه صفته مُطلقًا من غير تَقْيِيد بِشَرْط اللِّقَاء وَهُوَ أَعم أدلته

فَكَأَنَّهُ يَقُول الْإِجْمَاع يتضمنه بِعُمُومِهِ وإطلاقه فَمن أثبت الشَّرْط

ص: 87

طالبناه بِالنَّقْلِ عَمَّن سلف أَو بِالْحجَّةِ عَلَيْهِ إِن عجز عَن النَّقْل

وَالْجَوَاب عَن هَذَا الإستدلال أَنا لَا نحكم دعواك الْإِجْمَاع فِي مَحل النزاع لما نَقَلْنَاهُ فِي ذَلِك عَمَّن سلف كالبخاري أستاذك وَعلي بن الْمَدِينِيّ أستاذ أستاذك ومكانهما من هَذَا الشَّأْن شهرته مغنية عَن ذكره وَلَكِن لَا بُد من الْإِشَارَة إِلَيْهِ وَلَو بلحظة والتنبيه عَلَيْهِ وَلَو بِلَفْظَة

قَالَ البُخَارِيّ مَا استصغرت نَفسِي عِنْد أحد إِلَّا عِنْد عَليّ بن الْمَدِينِيّ

وَوجدت عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشِّيرَازِيّ أَنه قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله بن بشر الْفَارِسِي يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن أبي صَالح التِّرْمِذِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا عِيسَى التِّرْمِذِيّ يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ يَقُول قَالَ لي عَليّ بن الْمَدِينِيّ النَّاس يَقُولُونَ أَنَّك تتعلم مني وَوَاللَّه إِنِّي لأتعلم مِنْك أَكثر مِمَّا تتعلم مني وَرَأَيْت أَنْت مثل نَفسك يَا أَبَا عبد الله

وَقَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم هُوَ ابْن سَلام إنتهى الحَدِيث إِلَى أَرْبَعَة أبي بكر بن أبي شيبَة وَأحمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَعلي

ص: 88

ابْن الْمَدِينِيّ أَبُو بكر أسردهم لَهُ وَأحمد أفقههم فِيهِ وَيحيى أجمعهم لَهُ وَعلي أعلمهم بِهِ

إِذْ ثَبت نقل الشَّرْط الَّذِي طالبتنا بِهِ بَطل الْإِجْمَاع الَّذِي ادعيته فِي مَحل النزاع وَهُوَ الإكتفاء فِي قبُول المعنعن بِشَرْط المعاصرة فَقَط ولسنا ننازعك فِي أَن أَخْبَار الْآحَاد حجَّة يجب الْعَمَل بهَا بِالْإِجْمَاع فِي الْجُمْلَة وَإِنَّمَا ننازعك فِي قبُول المعنعن مِنْهَا مكتفى فِيهِ بالمعاصرة فَقَط وإجماعك لَا يتَنَاوَل ذَلِك وَمَا ادعيت من أَنا أدخلنا فِيهِ الشَّرْط زَائِدا فلنا أَن نعكسه عَلَيْك بِأَن نقُول بل أَنْت نقصت من الْإِجْمَاع شرطا

ص: 89

فَإنَّا قد اتفقنا نَحن وَأَنت على قبُول المعنعن من غير المدلس إِذا كَانَ قد ثَبت لقاؤه لَهُ فنقصت أَنْت من شُرُوط الْإِجْمَاع شرطا فتتوجه عَلَيْك الْمُطَالبَة بِالدَّلِيلِ على إِسْقَاطه وكأنك لما استشعرت توجه الْمُطَالبَة عدلت إِلَى النَّقْض بِاشْتِرَاط السماع فِي كل حَدِيث حَدِيث وَقد تقدم الْجَواب عَنهُ

وَتبين الْآن أَن قَائِلُونَ بِمحل الْإِجْمَاع وَأَنا لم نزد شرطا بل أَنْت نقصته ففلجت حجَّة خصمك عَلَيْك

وَأما الْحجَّة الَّتِي طلبت على صِحَة مَذْهَبنَا فقد قدمناها بِمَا أغْنى عَن الْإِعَادَة فَلْيُرَاجِعهَا من يناضل عَنْك

ثمَّ نقُول إِنَّك يَرْحَمك الله استشعرت خرم مَا ذكرت من الْإِجْمَاع لما كَانَ عنْدك استقرائيا بِمَا توقعت أَن ينْقل لَك من الْخلاف فعدلت إِلَى الْمُطَالبَة بِالْحجَّةِ وَذَلِكَ توهين مِنْك لنقل الْإِجْمَاع فِي مَحل النزاع على أَنا لم نسلم لَك أَنه يتَنَاوَل مَحل الْخلاف وَالله تَعَالَى الْمُوفق والمرشد

الدَّلِيل الثَّانِي

مَا ذَكرْنَاهُ من إِلْزَامه لنا النَّقْض بِأَنَّهُ يلْزمنَا من ذَلِك الشَّرْط أَلا نثبت إِسْنَادًا مُعَنْعنًا حَتَّى نرى فِيهِ السماع من أَوله إِلَى آخِره لمَكَان تَجْوِيز الْإِرْسَال

وَقد تقدم أَيْضا الْجَواب عَن إِلْزَام هَذَا النَّقْص بِمَا أغْنى عَن الْإِعَادَة

ص: 90

ثمَّ إِنَّه مثل ذَلِك بأمثلة مِنْهَا حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ إِن كلا مِنْهُم يتَحَقَّق سَماع بَعضهم من بعض فهشام من أَبِيه عُرْوَة وَعُرْوَة من خَالَته عَائِشَة وَعَائِشَة من النَّبِي صلى الله عليه وسلم

ثمَّ قَالَ وَقد يجوز إِذا لم يقل هِشَام فِي رِوَايَة يَرْوِيهَا عَن أَبِيه

سَمِعت أَو أَخْبرنِي أَن يكون بَينه وَبَين أَبِيه فِي تِلْكَ الرِّوَايَة إِنْسَان آخر أخبرهُ بهَا عَن أَبِيه

ثمَّ طرق الِاحْتِمَال أَيْضا فِي قَول عُرْوَة عَن عَائِشَة وأتبع ذَلِك بأمثلة من الروَاة لَقِي بَعضهم بَعْضًا وأسندوا رواياتهم معنعنين مِمَّن لم يتهم بالتدليس على أَن هشاما قد وَقع لَهُ بعض الشَّيْء

وَذَلِكَ مَا أخبرنَا بِهِ إجَازَة أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ بِبَيْت الْمُقَدّس عَن أبي الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مَنْصُور الْأَزجيّ عَن أبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر السلَامِي عَن أبي بكر أَحْمد بن خلف النَّيْسَابُورِي كُله إجَازَة عَن الْحَافِظ أبي عبد الله الْحَاكِم قَالَ أَخْبرنِي قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد بن صَالح الْهَاشِمِي قَالَ نَا أَبُو جَعْفَر المستعيني قَالَ نَا عبد الله بن عَليّ الْمَدِينِيّ قَالَ قَالَ أبي وَذكر فَوَائِد مِنْهَا وَسمعت يحيى يَقُول كَانَ هِشَام بن عُرْوَة يحدث عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت مَا خير رَسُول الله

ص: 91

صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أَمريْن وَمَا ضرب بِيَدِهِ شَيْئا قطّ الحَدِيث قَالَ يحيى لما سَأَلته قَالَ أَخْبرنِي أبي عَن عَائِشَة قَالَت مَا خير رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَين أَمريْن لم أسمع من أبي إِلَّا هَذَا وَالْبَاقِي لم أسمعهُ إِنَّمَا هُوَ عَن الزُّهْرِيّ

ذكره الْحَاكِم فِي عُلُوم الحَدِيث لَهُ فِي بَاب المدلسين

فحاصل مَا أتيت بِهِ أَيهَا الإِمَام من الْأَمْثِلَة أَن من علم سَمَاعه من إِنْسَان

ص: 92

ثمَّ اخْتلفت الروَاة عَنهُ فَزَاد بَعضهم بَينهمَا رجلا أَو أَكثر وأسقطه بَعضهم ومثلت ذَلِك بِهِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة فَإِنَّهُ يحكم لمن زَاد بالاتصال وَلمن نقص بِالْإِرْسَال

وَهَذِه المسلة أَيهَا الإِمَام من معضلات هَذَا الْعلم وَهِي من بَاب الْعِلَل الَّتِي يعز لدائها وجود الدَّوَاء يتَعَذَّر فِي كثير مِنْهَا الشِّفَاء فَكيف يَصح أَن يَجْعَل مَا هَذِه حَاله دَلِيلا فِي مَحل النزاع أَو يحكم فِيهِ حكما جمليا وليت الحكم التفصيلي يكْشف بعض أمره

فَنَقُول إِذا ورد حَدِيث مُعَنْعَن عَن رُوَاة لَقِي بَعضهم بَعْضًا ثمَّ ورد ذَلِك الحَدِيث بِعَيْنِه بِزِيَادَة رجل مَنْصُوصا على التحديث فِيهِ أَو مُعَنْعنًا أَيْضا نَظرنَا إِلَى حفظ الروَاة وَكَثْرَة عَددهمْ وَانْفَتح بَاب التَّرْجِيح فحكمنا لمن يرجح قَوْله من الزَّائِد أَو النَّاقِص أَو لمن تَيَقنا صَوَابه كَأَن نتحقق أَنه لم يسمعهُ مِمَّن رَوَاهُ عَنهُ مُرْسلا أَو أَن ذَلِك الزَّائِد فِي الْإِسْنَاد خطأ كَمَا قد نحكم بذلك إِذا كَانَ الحَدِيث بِلَفْظ نَا ثمَّ زَاد أَحدهمَا رَاوِيا نَقصه غَيره أَو أَن الحَدِيث عِنْد الرَّاوِي عَنْهُمَا مَعًا وَقد بَان ذَلِك كُله فِي بَعْضهَا كَمَا هُوَ مَعْلُوم عِنْد أهل الصَّنْعَة

فَإِن أشكل الْأَمر توقفنا وَجَعَلنَا الحَدِيث معلولا إِذْ كل وَاحِد من الطَّرِيقَيْنِ متعرض لِأَن يعْتَرض بِهِ على الآخر إِذْ لَعَلَّ الزَّائِد خطأ وَإِذا كَانَ الزَّائِد بِلَفْظ عَن أَيْضا فَلَعَلَّهُ نقص رجل آخر غير ذَلِك الْمَزِيد وَإِنَّمَا يرْتَفع هَذَا الِاحْتِمَال إِذا قَالَ الرَّاوِي الزَّائِد حَدثنَا وَيبقى احْتِمَال

ص: 93

أَن يكون الحَدِيث عِنْده عَنْهُمَا مَعًا

فَأَما أَن يحكم بِأَنَّهُ لم يسمعهُ مِنْهُ لزِيَادَة رجل فِي الْإِسْنَاد مُطلقًا فَفِيهِ نظر لَا سِيمَا فِي رِوَايَة الْأَبْنَاء عَن الْآبَاء عَن الأجداد أَو عَن الْآبَاء فَقَط أَو الْإِخْوَة بَعضهم عَن بعض فكثيرا مَا يتحملون النُّزُول وَيدعونَ الْعُلُوّ وَإِن كَانَ عِنْدهم حرصا على ذكره عَن الْآبَاء والأجداد وإبقاء للشرف وَلذَلِك مَا تَجِد الْأَسَانِيد تنزل كثيرا فِي الْمسَافَة فِي هَذَا النَّوْع فَيدعونَ الْإِسْنَاد العالي إيثارا لطلب الْمَعَالِي

كَمَا أَنا يَوْمًا شَيخنَا أَمِين الدّين أَبُو الْيمن عبد الصَّمد بن أبي الْحسن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَسَاكِر الدِّمَشْقِي بمنزله من مَكَّة شرفها الله تَعَالَى بِحَدِيث من طَرِيق آبَائِهِ فِيهِ نزُول فِي الْمسَافَة فَذكر لنا أَنه وَقع لَهُ بِسَنَد أَعلَى مِنْهُ وَإِنَّمَا آثر هَذَا لذكر آبَائِهِ ثمَّ قَالَ وَمثل ذَلِك عِنْد أهل الصَّنْعَة يقْصد وَعَلِيهِ فِي إِرْث المنقبة يعْتَمد وَإِلَيْهِ فِي علو الْمرتبَة يعمد

كَمَا حَدثنِي شَيخنَا الْحَافِظ الإِمَام فَقِيه أهل الشَّام أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان رحمه الله من لَفظه إملاء وَقِرَاءَة غير مرّة قَالَ حَدثنِي أَبُو المظفر عبد الرَّحِيم بن الْحَافِظ أبي سعد بمرو الشاهجان وَكتب بِهِ إِلَيْنَا أَبُو المظفر مِنْهَا عَن أبي التضر عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَبَّار

ص: 94

الفامي قَالَ سَمِعت السَّيِّد أَبَا الْقَاسِم مَنْصُور بن مُحَمَّد الْعلوِي يَقُول الْإِسْنَاد بعضه عَوَالٍ وَبَعضه معال وَقَول الرجل حَدثنِي أبي عَن جدي من الْمَعَالِي

قريء لنا هَذَا على أبي الْيمن وَأَنا أسمع

وقريء لنا أَيْضا عَلَيْهِ وَأَنا أسمع بِبَاب الصَّفَا قَالَ أَنا الشَّيْخ أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْن بن هبة الله بن مَحْفُوظ رحمه الله قِرَاءَة أَنا أَبُو مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن عبد الْمَاجِد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم بن هوَازن الْقشيرِي قِرَاءَة أَنا أَبُو بكر عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ الشيرويشي قَالَ سَمِعت عمر بناحمد الزَّاهِد يَقُول سَمِعت مُحَمَّد ابْن عبد الله الْحَافِظ يَقُول سَمِعت الزبير بن عبد الْوَاحِد الْحَافِظ يَقُول حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْعَطَّار نَا سعيد بن عمر ابْن أبي سَلمَة نَا أبي قَالَ سَمِعت مَالك بن أنس رحمه الله يَقُول فِي قَول الله عز وجل {وَإنَّهُ لذكر لَك ولقومك} قَالَ قَول الرجل حَدثنِي أبي عَن جدي

وَقد حكم بعض الْمُتَأَخِّرين بإرسال النَّاقِص وَوصل الزَّائِد وَهُوَ الَّذِي

ص: 95

ظهر مِنْك أَيهَا الإِمَام فِي حكمك هُنَا وَهُوَ كَمَا قدمْنَاهُ لَا يسلم من التعقب بِأَن يعْتَرض على أَحدهمَا بِالْآخرِ

فَمن ذَلِك أَنَّك قلت

إِن أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَابْن الْمُبَارك ووكيعا وَابْن نمير وَجَمَاعَة غَيرهم رووا عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة رضي الله عنها كنت أطيب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لِحلِّهِ ولحرمه بأطيب مَا أجد

فروى هَذِه الرِّوَايَة بِعَينهَا اللَّيْث بن سعد وَدَاوُد الْعَطَّار وَحميد بن الْأسود ووهيب بن خَالِد وَأَبُو أُسَامَة عَن هِشَام قَالَ أَخْبرنِي عُثْمَان ابْن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم

ثمَّ أوردت فِي كتابك حَدِيث عُثْمَان لِأَنَّهُ الَّذِي رجح عنْدك أَنه

ص: 96

الْمسند وَمن أسْقطه أرسل ولسنا ننفي أَن يحصل ظن فِي بعض الْأَحَادِيث بِأَن الحكم لمن زَاد كَمَا قد يرجح أَيْضا فِي بعض أَن الحكم لمن نقص فتعميم الحكم فِي الْمَسْأَلَة لَا يَصح

ص: 97

ثمَّ قلت وروى هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا اعْتكف يدني إِلَيّ رَأسه فأرجله وَأَنا حَائِض

فرواها بِعَينهَا مَالك بن أنس عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عمْرَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم

قلت وَهَذَا أَيْضا من ذَلِك الْقَبِيل حكمت فِيهِ أَن من نقص عمره فَهُوَ مُرْسل

وَالصَّحِيح فِي هَذَا الحَدِيث أَنه عِنْد ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة مَعًا

ص: 99

عَن عَائِشَة وَهُوَ الَّذِي اعْتمد البُخَارِيّ فَقَالَ

نَا قُتَيْبَة قَالَ نَا لَيْث عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة بنت عبد الرَّحْمَن أَن عَائِشَة زوج النيي صلى الله عليه وسلم قَالَت وَإِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ليدْخل عَليّ رَأسه وَهُوَ فِي الْمَسْجِد فأرجله وَكَانَ لَا يدْخل الْبَيْت إِلَّا لِحَاجَتِهِ إِذا كَانَ معتكفا

وَأما أَنْت فَظهر من فعلك فِي كتابك أَنَّك لم يصف عنْدك كدر الْإِشْكَال فِي هَذَا الحَدِيث فأوردت فِي كتابك حَدِيث مَالك مصدرا بِهِ بِنَاء على اعتقادك فِيهِ الِاتِّصَال وَفِي غَيره الِانْقِطَاع فَقلت

نَا يحيى بن يحيى قَالَ قَرَأت على مَالك عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا اعْتكف يدني إِلَيّ رَأسه فأرجله وَكَانَ لَا يدْخل الْبَيْت إِلَّا لحَاجَة الْإِنْسَان

ثمَّ أتبعته باخْتلَاف الروَاة فِيهِ على شرطك من أَنَّك لَا تكَرر إِلَّا لزِيَادَة معنى أَو إِسْنَاد يَقع إِلَى جنب إِسْنَاد لعِلَّة تكون هُنَاكَ فَقلت

حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد قَالَ نَا لَيْث ح وَحدثنَا مُحَمَّد بن مح

ص: 100

قَالَ أَنا اللَّيْث عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة بنة عبد الرَّحْمَن أَن عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَت إِن كنت لأدخل الْبَيْت للْحَاجة وَالْمَرِيض فِيهِ فَمَا أسأَل عَنهُ إِلَّا وَأَنا مارة وَإِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ليدْخل عَليّ رَأسه وَهُوَ فِي الْمَسْجِد فأرجله وَكَانَ لَا يدْخل الْبَيْت إِلَّا لحَاجَة إِذا كَانَ معتكفا وَقَالَ ابْن رمح إِذا كَانُوا معتكفين

فقد بَين اللَّيْث فِي حَدِيثه عنْدك وَعند البُخَارِيّ أَنه لَهُ عَنْهُمَا وَقد كَانَ يمكننا أَن نقُول إِنَّه عِنْد ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة بِهَذَا السِّيَاق الأتم وَعَن عُرْوَة فَقَط مُخْتَصرا لَوْلَا مَا أوردهُ البُخَارِيّ عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة مُخْتَصرا أَيْضا

وَقد كفى الإِمَام أَبُو عبد الله البُخَارِيّ مؤونة الْبَحْث وَبَين أَنه عِنْد عُرْوَة مسموع من عَائِشَة فَذكر رِوَايَة هِشَام عَن أَبِيه بِإِسْقَاط عمْرَة من طَرِيق مَالك وَابْن جريح عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة وَوَقع فِي رِوَايَة ابْن جريج من قَول عُرْوَة أَخْبَرتنِي عَائِشَة وَذكر الحَدِيث فِي كتاب الْحيض من صَحِيحه فِي بَاب غسل الْحَائِض رَأس زَوجهَا وترجيله فَقَالَ

نَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى قَالَ نَا هِشَام بن يُوسُف أَن ابْن جريح أخْبرهُم قَالَ أَنا هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة أَنه سُئِلَ أتخدمني الْحَائِض أَو تَدْنُو مني الْمَرْأَة وَهِي جنب فَقَالَ عُرْوَة كل ذَلِك عَليّ هَين وكل ذَلِك يخدمني وَلَيْسَ على أحد فِي ذَلِك بَأْس أَخْبَرتنِي عَائِشَة أَنَّهَا

ص: 101

كَانَت ترجل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهِي حَائِض وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مجاور فِي الْمَسْجِد يدني لَهَا رَأسه وَهِي فِي حُجْرَتهَا فترجله وَهِي حَائِض

فَهَذَا نَص جلي على سَماع عُرْوَة من عَائِشَة وَذَلِكَ بِخِلَاف مَا اعتقده مُسلم رحمه الله من انْقِطَاع رِوَايَة من أسقط عمْرَة من الْإِسْنَاد فِيمَا بَين عُرْوَة وَعَائِشَة

وَلم يقل فِيهِ أحد عَن عُرْوَة عَن عمْرَة إِلَّا مَالك رحمه الله وَأنس ابْن عِيَاض عَن عبيد الله بن عمر عَن الزُّهْرِيّ فتابع مَالِكًا وَالْجُمْهُور على خلافهما بَين ذَلِك الإِمَام أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ فِي جُزْء لَهُ جمعه فِي الْأَحَادِيث الَّتِي خُولِفَ فِيهَا مَالك رضي الله عنه فَقَالَ

روى مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عمْرَة عَن عَائِشَة كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا اعْتكف يدني إِلَيّ رَأسه فأرجله

خَالفه عقيل بن خَالِد وَيُونُس بن يزِيد وَاللَّيْث بن سعد فَرَوَوْه عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة وَعمرَة عَن عَائِشَة وَقيل ذَلِك عَن الْأَوْزَاعِيّ وتابعهم ابْن جريح والزبيدي وَالْأَوْزَاعِيّ وَمعمر وَزِيَاد بن سعد وَابْن أخي الزُّهْرِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن نمير وَمُحَمّد بن أبي حَفْصَة وسُفْيَان بن حُسَيْن وَعبد الله بن بديل وَغَيرهم فَرَوَوْه عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة لم يذكرُوا فِيهِ عمْرَة وَيُشبه أَن يكون القَوْل قَوْلهم لِكَثْرَة

ص: 102

عَددهمْ واتفاقهم على خلاف مَالك

وَقد رَوَاهُ أنس بن عِيَاض أَبُو ضَمرَة عَن عبيد الله بن عمر عَن الزُّهْرِيّ فَوَافَقَ مَالِكًا وَلَا نعلم أحدا تَابع أَبَا ضَمرَة على هَذِه الرِّوَايَة عَن عبيد الله وَالله أعلم انْتهى كَلَام الدَّارَقُطْنِيّ رَحمَه الله

ص: 103

قلت وَالله المرشد وَالصَّحِيح عِنْدِي فِي هَذَا الحَدِيث أَنه عِنْد ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة مَعًا ولاشك أَنه عِنْد عُرْوَة مسموع من عَائِشَة كَمَا بَينه البُخَارِيّ من طَرِيق ابْن جريح حَيْثُ قَالَ أَخْبَرتنِي عَائِشَة وَيُؤَيّد ذَلِك أَن مَالِكًا رضوَان الله عَلَيْهِ قد اخْتلف عَلَيْهِ فِي

ص: 104

هَذَا الحَدِيث كَمَا نبينه فروايته فِيهِ مضطربة

قَالَ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو عمر بن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ مَالك فِي هَذَا الحَدِيث عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عمْرَة عَن عَائِشَة كَذَلِك رَوَاهُ عَنهُ جُمْهُور رُوَاة الْمُوَطَّأ قَالَ وَمِمَّنْ رَوَاهُ كَذَلِك فِيمَا ذكر الدَّارَقُطْنِيّ معن بن عِيسَى والقعنبي وَابْن الْقَاسِم وَأَبُو المصعب وَابْن بكير وَيحيى بن يحيى يَعْنِي النَّيْسَابُورِي وَإِسْحَاق بن الطباع وَأَبُو سَلمَة مَنْصُور بن سَلمَة الْخُزَاعِيّ وروح بن عبَادَة وَأحمد بن إِسْمَاعِيل وخَالِد بن خَالِد وَبشر بن عمر الزهْرَانِي

قلت وَذكر أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ عَن مَالك خلاف ذَلِك فَإِذا كَانَ الْأَمر هَكَذَا فترجع إِلَى الإعتماد على رِوَايَة اللَّيْث فَإِنَّهَا فِيمَا علمت لم تضطرب وَلم يخْتَلف عَلَيْهِ وَقد بَين ذَلِك الإِمَام أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه فشفى وَكفى يرحمه الله

أَنا مُحَمَّد بن طرخان الْعدْل سَمَاعا عَلَيْهِ بثغر الْإسْكَنْدَريَّة قَالَ أَنا أَبُو الْحسن عَليّ ابْن أبي الْكَرم بن الْبناء سَمَاعا عَلَيْهِ قَالَ أَنا أَبُو الْفَتْح عبد الْملك بن أبي الْقَاسِم بن أبي سهل الكروخي الْهَرَوِيّ سَمَاعا عَلَيْهِ قَالَ أَنا الْمَشَايِخ الثَّلَاثَة أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ وَأَبُو نصر الترياقي وَأَبُو بكر الغورجي قَالُوا أَنا أَبُو مُحَمَّد الجراحي قَالَ أَنا أَبُو الْعَبَّاس المحبوبي قَالَ أَنا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ نَا أَبُو مُصعب الْمدنِي قِرَاءَة عَن مَالك بن أنس عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت كَانَ رَسُول الله

ص: 105

صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اعْتكف أدنى إِلَيّ رَأسه فأرجله وَكَانَ لَا يدْخل الْبَيْت إِلَّا لحَاجَة الْإِنْسَان

قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح هَكَذَا روى غير وَاحِد عَن مَالك بن أنس عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة عَن عَائِشَة وروى بَعضهم عَن مَالك عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عمْرَة عَن عَائِشَة وَالصَّحِيح عَن عُرْوَة وَعمرَة عَن عَائِشَة وَهَكَذَا روى اللَّيْث بن سعد عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة عَن عَائِشَة نَا بذلك قُتَيْبَة عَن اللَّيْث

انْتهى كَلَام أبي عِيسَى حَاكما بِأَن الصَّحِيح عَن عُرْوَة وَعمرَة وقاضيا فِي ظَاهر الْأَمر بِأَن قَول مَالك الْمُوَافق للْجَمَاعَة أولى من قَوْله الْمُخَالف لَهُم وَالله الْمُوفق

وَذَلِكَ خلاف مَا ظهر من أبي عمر بن عبد الْبر من أَن الصَّحِيح عَن مَالك مَا رَوَاهُ عَنهُ الْجَمَاعَة من قَوْلهم عَن عُرْوَة عَن عمْرَة إِلَّا أَن

ص: 106

أَبَا عمر لم يتَعَرَّض للصحيح فِي نفس الْأَمر مَا هُوَ وَفِيمَا ذكره أَيْضا أَبُو عمر عَن الدَّارَقُطْنِيّ من أَن رِوَايَة أبي المصعب مثل رِوَايَة من سمى مَعَه خلاف لما قَالَه أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ عَن أبي المصعب وَمَا قَالَه أَبُو عِيسَى عَنهُ أولى فَإِنَّهُ سمع ذَلِك مِنْهُ قِرَاءَة

ثمَّ قلت

وروى الزُّهْرِيّ وَصَالح بن أبي حسان عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يقبل وَهُوَ صَائِم

فَقَالَ يحيى بن أبي كثير فِي هَذَا الْخَبَر فِي الْقبْلَة أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة أَن عمر بن عبد الْعَزِيز أخبرهُ أَن عُرْوَة أخبرهُ أَن عَائِشَة أخْبرته أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يقبلهَا وَهُوَ صَائِم

ص: 107

فَزَاد يحيى كَمَا ترَاهُ فِي الْإِسْنَاد رجلَيْنِ نصا على الْإِخْبَار فاعتمدت فِي كتابك على حَدِيث يحيى بن أبي كثير لِأَنَّهُ زَاد فِي الْإِسْنَاد وَالْحكم عنْدك لمن زَاد ولسنا نسلم ذَلِك فَإِن أَبَا سَلمَة مَعْلُوم السماع من عَائِشَة وَالزهْرِيّ وَيحيى إمامان وَصَالح بن أبي حسان صَالح للمتابعة وَالِاعْتِبَار وَهُوَ مَعْلُوم السماع من أبي سَلمَة وَسَعِيد بن الْمسيب ذكر سَمَاعه مِنْهُمَا البُخَارِيّ فِيمَا حَكَاهُ القَاضِي أَبُو الْفضل وَغَيره فتقوى بِهِ جَانب الزُّهْرِيّ

ص: 109

ولنذكر مَا حَضَرنَا من الْكَلَام فِي صَالح هَذَا

قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ فِيهِ ضَعِيف الحَدِيث نَقله عَنهُ الإِمَام أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ وَقَالَ ابْن البرقي صَالح بن أبي حسان مدنِي روى عَنهُ ابْن أبي ذِئْب وَهُوَ مِمَّن احتملت رِوَايَته لرِوَايَة الثِّقَات عَنهُ

قلت وَمِمَّنْ روى عَنهُ بكير بن الْأَشَج ذكر البُخَارِيّ روايتهما عَنهُ

وَقَالَ أَبُو عَليّ الجياني فِيمَا حكى عَنهُ أَبُو الْفضل عِيَاض وَصَالح بن أبي حسان مدنِي ثِقَة

وَذكر الْحَافِظ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي بكر بن خلف أَن التِّرْمِذِيّ

ص: 110