المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أبو بكر عن سليمان بن بلال عن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر القصة بطولها فقرأ عليه إنسان حديث حجاج بن محمد عن ابن جريح عن موسى بن عقبة نا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - السنن الأبين

[ابن رشيد السبتي]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا

- ‌الْمُقدمَة

- ‌ الْبَاب الأول

- ‌وَقرر الْحَافِظ أَبُو عَمْرو النصري هَذَا الدَّلِيل بِمَا لَا يسلم مَعَه من الِاعْتِرَاض وورود النَّقْض فَإِنَّهُ قَالَ وَمن الْحجَّة

- ‌كتاب ألفته لِابْنِ لَهُ فَكتبت الْكتاب لَهُ وَوَقعت عَلَيْهِ

- ‌فَانْظُر عنايته بِأَن الْإِخْبَار الْجملِي يتَضَمَّن الْإِخْبَار التفصيلي وَأَن الْقيَاس الْجَلِيّ يَقْتَضِي ذَلِك فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى جَوَاز الْإِجَازَة الْمُطلقَة

- ‌ الْبَاب الثَّانِي

- ‌ جَامعه سَمِعت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ يَقُول صَالح بن حسان مُنكر الحَدِيث وَصَالح بن أبي حسان الَّذِي روى عَنهُ ابْن أبي ذِئْب

- ‌ الطَّبَقَات

- ‌ أَبُو بكر عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبيد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر الْقِصَّة بِطُولِهَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِنْسَان حَدِيث حجاج بن مُحَمَّد عَن ابْن جريح عَن مُوسَى بن عقبَة نَا سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ

- ‌ من غير وجود قطع فِي سندها وَلَا ثُبُوت جرح فِي نَاقِلِيهَا مَا نَصه إِذا صَحَّ عِنْدِي خبر من رِوَايَة

الفصل: ‌ أبو بكر عن سليمان بن بلال عن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر القصة بطولها فقرأ عليه إنسان حديث حجاج بن محمد عن ابن جريح عن موسى بن عقبة نا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

فِي سَرِيَّة ومعنا أَبُو عُبَيْدَة فساق لَهُ الحَدِيث بِطُولِهِ فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل نَا ابْن أبي أويس نَا أخي

//‌

‌ أَبُو بكر عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبيد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر الْقِصَّة بِطُولِهَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِنْسَان حَدِيث حجاج بن مُحَمَّد عَن ابْن جريح عَن مُوسَى بن عقبَة نَا سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ

كَفَّارَة الْمجْلس واللغو إِذا قَامَ العَبْد أَن يَقُول سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك

فَقَالَ لَهُ مُسلم فِي الدُّنْيَا أحسن من هَذَا الحَدِيث ابْن جريح عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سُهَيْل يعرف بِهَذَا الْإِسْنَاد حَدِيث فِي الدُّنْيَا

فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل إِلَّا أَنه مَعْلُول

قَالَ مُسلم لَا إِلَه إِلَّا الله وارتعد أَخْبرنِي بِهِ

قَالَ اسْتُرْ مَا ستر الله هَذَا حَدِيث جليل رُوِيَ عَن الْحجَّاج عَن ابْن جريح

ص: 139

فألح عَلَيْهِ وَقبل رَأسه وَكَاد أَن يبكي فَقَالَ اكْتُبْ إِن كَانَ وَلَا بُد

نَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل نَا وهيب نَا مُوسَى بن عقبَة عَن عون بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَفَّارَة الْمجْلس

فَقَالَ مُسلم لَا يبغضك إِلَّا حَاسِد وَأشْهد أَن لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مثلك

قلت وَقد روى هَذَا الحَدِيث البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الصَّغِير

أَنا غير وَاحِد مِنْهُم الْفَقِيه السّري الْفَاضِل الْجَلِيل أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن القَاضِي أبي الْوَلِيد ابْن الْحَاج فِيمَا أذن لي فِيهِ عَن الرِّوَايَة أبي الْحسن الشاري عَن الْحَافِظ أبي الْحسن عَليّ بن عَتيق بن مُؤمن الخزرجي الْقُرْطُبِيّ عَن أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن موهب قَالَ أَنا العذري أَبُو الْعَبَّاس قلت وَمن خطه نقلت وَمن أصل سَمَاعه على أبي ذَر قَالَ أَنا الشَّيْخ أَبَا ذَر عبد بن أَحْمد الْهَرَوِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ بِمَكَّة شرفها الله قَالَ أَنا أَبُو عَليّ زَاهِر بن أَحْمد الْفَقِيه بسرخس قَالَ أَنا أَبُو مُحَمَّد زنجوية بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي قَالَ نَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ قَالَ نَا مُحَمَّد بن سَلام قَالَ أَنا مخلد بن يزِيد قَالَ أَنا بن جريح قَالَ

ص: 140

حَدثنِي مُوسَى بن عقبَة عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من جلس فَقَالَ سُبْحَانَكَ رَبنَا وَبِحَمْدِك فَهُوَ كَفَّارَة

قَالَ البُخَارِيّ نَا مُوسَى عَن وهيب قَالَ نَا سُهَيْل عَن عون بن عبد الله ابْن عَتبه قَوْله وَهَذَا أولى وَلم يذكر مُوسَى بن عقبَة سَمَاعا من سُهَيْل وَهُوَ سُهَيْل بن ذكْوَان مولى جوَيْرِية وهم إخْوَة سُهَيْل وَعباد وَصَالح وَمُحَمّد بَنو أبي صَالح وهم من أهل الْمَدِينَة انْتهى كَلَام البُخَارِيّ

كَذَا وَقع بِخَط العذري عَن وهيب نَا سُهَيْل عَن عون بن عبد الله وَهُوَ خلاف مَا ذَكرْنَاهُ قبل من طَرِيق الخليلي حَيْثُ قَالَ عَن وهيب عَن مُوسَى بن عقبَة بن عون

وَوَقع أَيْضا هُنَا خلاف آخر من حَيْثُ جعله هُنَا مَوْقُوفا على عون وَجعله فِيمَا قدمْنَاهُ مُرْسلا فَهَذِهِ زِيَادَة عِلّة فِي الحَدِيث وَلَعَلَّ البُخَارِيّ رَوَاهُ من طَرِيق وهيب تَارَة عَن سُهَيْل عَن عون مَوْقُوفا وَأُخْرَى عَن مُوسَى بن عقبَة عَن عون مُرْسلا وَرِوَايَة وهيب عَن مُوسَى بن عقبَة مَعْرُوفَة فِي الْجُمْلَة

ص: 144

وَقد ذكر الغساني فِي هَذِه الْحِكَايَة فِي تَقْيِيد المهمل من طَرِيق الْحَاكِم كَمَا وَقعت فِي التَّارِيخ الْمَعْنى وَاحِد وسمى أَبَا حَامِد بِأَحْمَد بن حمدون الْقصار

قلت وَقد أَخْبرنِي بِحَدِيث حجاج عَن ابْن جريح الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْملك الْمَقْدِسِي سَمَاعا عَلَيْهِ قَالَ أَنا الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم فَقِيه أهل الشَّام تَقِيّ الْقُضَاة جمال الدّين أَبُو الْقَاسِم عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل الْأنْصَارِيّ ابْن الحرستاني قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا حَاضر قَالَ أَنا الشَّيْخ الْفَقِيه جمال الْإِسْلَام أَبُو الْحسن عَليّ بن الْمُسلم بن مُحَمَّد السّلمِيّ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَنحن نسْمع أَنا أَبُو نصر الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن طلاب الْخَطِيب قِرَاءَة عَلَيْهِ وَنحن نسْمع أَنا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَمِيع الغساني قِرَاءَة عَلَيْهِ نَا أَبُو مُحَمَّد جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ الهمذاني نَا هِلَال بن الْعَلَاء نَا حجاج بن مُحَمَّد نَا ابْن جريح أَخْبرنِي مُوسَى بن عقبَة عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من جلس فِي مجْلِس كثر فِيهِ لغطه فَقَالَ قبل أَن يقوم سُبْحَانَكَ رَبنَا وَبِحَمْدِك لَا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك إِلَّا غفر لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسه

ص: 145

ورويناه أَيْضا من طَرِيق أبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ بسندنا الْمُتَقَدّم إِلَيْهِ قَالَ نَا أَبُو عُبَيْدَة بن أبي السّفر الْكُوفِي واسْمه أَحْمد بن عبد الله الهمذاني قَالَ نَا الْحجَّاج بن مُحَمَّد قَالَ قَالَ ابْن جريح أَخْبرنِي مُوسَى بن عقبَة عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من جلس فِي مجْلِس فَكثر فِيهِ لغطه فَقَالَ قبل أَن يقوم من مَجْلِسه ذَلِك سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك إِلَّا غفر لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسه ذَلِك هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب من هَذَا الْوَجْه لانعرفه من حَدِيث سُهَيْل إِلَّا من هَذَا الْوَجْه انْتهى

أَو يكون تَركه للاختصار

فقد روينَا بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدّم إِلَى الخليلي قَالَ سَمِعت أَحْمد بن أبي مُسلم الْحَافِظ وَعبد الْوَاحِد بن بكر الصُّوفِي قَالَا سمعنَا ابْن عدي الْحَافِظ قَالَ سَمِعت الْحسن بن الْحُسَيْن يَقُول سَمِعت إِبْرَاهِيم بن معقل يَقُول سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول مَا أدخلت فِي كتاب الْجَامِع إِلَّا مَا صَحَّ وَقد تركت من الصِّحَاح قَالَ يَعْنِي خوفًا من التَّطْوِيل

ص: 146

فَالنَّاس يَرْحَمك الله تبع لهَذَا الإِمَام الْكَبِير الْمُتَّفق عَلَيْهِ بِلَا مدافعة وَإِنَّمَا اقتداؤك بِهِ واقتباسك من أنواره وَأَنت وَارِث علمه وحائز الخصل بعده وَأما النَّاس بعدكما فتبع لَكمَا

روينَا بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور إِلَى الخليلي الْحَافِظ الْجَلِيل المتقن قَالَ سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فضَالة الْحَافِظ يَقُول سَمِعت أَبَا أَحْمد مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْكَرَابِيسِي الْحَافِظ يَقُول رحم الله الإِمَام مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل فَإِنَّهُ الَّذِي ألف الْأُصُول وَبَين للنَّاس وكل من عمل بعده فَإِنَّمَا أَخذه من كِتَابه كمسلم بن الْحجَّاج فرق كِتَابه فِي كتبه وتجلد فِيهِ حق الجلادة حَيْثُ لم ينْسبهُ إِلَى قَائِله وَلَعَلَّ من ينظر فِي تصانيفه لَا يَقع فِيهَا مَا يزِيد إِلَّا مَا يسهل على من يعده عدا وَمِنْهُم من أَخذ كِتَابه فنقله بِعَيْنِه إِلَى نَفسه كَأبي زرْعَة وَأبي حَاتِم فَإِن عاند الْحق معاند فِيمَا ذكرت فَلَيْسَ تخفى صُورَة ذَلِك على ذَوي الْأَلْبَاب انْتهى كَلَام الْحَافِظ أبي أَحْمد

ص: 147

وَإِن خرج هَذَا الحَدِيث الَّذِي خرجت أَنْت أَو أَمْثَاله من يلْتَزم الصَّحِيح مثلك قُلْنَا لم يراع هَذَا الإحتمال أَو علم السماع أَو االلقاء فِيهِ وَالله أعلم الدَّلِيل الرَّابِع وَهُوَ أَيْضا خَاص وَهُوَ كالتتميم الثَّانِي لِأَنَّهُنَّ تَمْثِيل لَهُ إِلَّا أَن ذَلِك تَمْثِيل فِي الصَّحَابَة وَهَذَا تَمْثِيل فِي التَّابِعين وَكِلَاهُمَا بِالْحَقِيقَةِ جُزْء من الدَّلِيل الثَّانِي

قَوْله وَهَذَا أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَأَبُو رَافع الصَّائِغ وهما مِمَّن أدْرك الْجَاهِلِيَّة وصحبا أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْفَصْل إِلَى قَوْله فَكل هَؤُلَاءِ من التَّابِعين الَّذين نصبنا روايتهم عَن الصَّحَابَة الَّذين سميناهم لم يحفظ عَنْهُم سَماع علمناه مِنْهُم فِي رِوَايَة بِعَينهَا وَلَا أَنهم لقوهم فِي نفس خبر بِعَيْنِه الْكَلَام إِلَى آخِره الَّذِي اشْتَدَّ فِيهِ بالإنكار على قَائِله وَحمل عَلَيْهِ أَشد الْحمل

ص: 148

وَلَعَلَّه لم يعلم أَنه قَول ابْن الْمَدِينِيّ وَالْبُخَارِيّ وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا تكلم مَعَ بعض أقرانه أَو من دونه مِمَّن قَالَ بذلك الْمَذْهَب وَالله أعلم فَإِنَّهُ لَو علمه لكف من غربه وخفض لَهما الْجنَاح وَلم يسمهما الكفاح

وَحَاصِل هَذَا الدَّلِيل الرَّابِع ادِّعَاء الْإِجْمَاع أَيْضا على قبُول أَحَادِيث التَّابِعين الثِّقَات السالمين من وصمة التَّدْلِيس إِذا عنعنوا عَن الصَّحَابَة الَّذين ثبتَتْ معاصرتهم لَهُم وَإِن لم يعلم اللِّقَاء وَلَا السماع كَمَا أصل ذَلِك فِي أَحَادِيث الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم

وَلنَا عَن هَذَا الدَّلِيل أجوبة ثَلَاثَة

الأول نقض الْإِجْمَاع بِمَا تقدم من نقل ذَلِك عَمَّن علم

الثَّانِي أَن هَؤُلَاءِ الَّذين سميت مِمَّن علم سَماع بَعضهم من بعض عِنْد من أثبت صِحَة حَدِيثهمْ

ص: 149

أَلا ترى أَن أَبَا الْحسن عَليّ بن الْمَدِينِيّ قد قَالَ فِي كتاب التَّارِيخ لَهُ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ عبد الرَّحْمَن بن مل وَكَانَ جاهليا ثِقَة لَقِي عمر وَابْن مَسْعُود وَأَبا بكرَة وسعدا وَأُسَامَة وروى عَن عَليّ وَأبي مُوسَى وَعَن أبي بن كَعْب وَقَالَ فِي بعض حَدِيثه حَدثنِي أبي بن كَعْب وَقد أدْرك النَّبِي صلى الله عليه وسلم انْتهى

فقد نَص عَليّ أَنه يَقُول فِي بعض حَدِيثه حَدثنِي أبي بن كَعْب فَمِنْهُ مَا اطَّلَعْنَا عَلَيْهِ وَمِنْه مَا لم نطلع عَلَيْهِ حَسْبَمَا نبين إِن شَاءَ الله تَعَالَى

الثَّالِث أَن هَذِه أَمْثِلَة خَاصَّة لَا عَامَّة جزئية لَا كُلية يُمكن أَن تقترن بهَا قَرَائِن تفهم اللِّقَاء أَو السماع كمن سميت مِمَّن أدْرك الْجَاهِلِيَّة ثمَّ أسلم بعد موت النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَصَحب الْبَدْرِيِّينَ فَمن بعدهمْ فَهَذَا يبعد فِيهِ أَلا

ص: 150

يكون سمع مِمَّن روى عَنهُ وَإِن جَوَّزنَا أَنه لم يسمع مِنْهُ قُلْنَا الظَّاهِر رِوَايَته عَن الصَّحَابَة والإرسال لَا يضرّهُ كَمَا قدمنَا من الْجَواب عَن الدَّلِيل الثَّالِث على أَن الإِمَام الْحَافِظ أَبَا حَاتِم البستي قد طرد هَذَا الحكم فِيمَن تحقق مِنْهُ أَنه لَا يُرْسل إِلَّا عَن ثِقَة

قَالَ رحمه الله وَأما المدلسون الَّذين هم ثِقَات عدُول فَإنَّا لَا نحتج بأخبارهم إِلَّا مَا بينوا السماع فِيمَا رووا مثل الثَّوْريّ وَالْأَعْمَش وَأبي إِسْحَاق وأضرابهم من الْأَئِمَّة المتقنين وَأهل الْوَرع فِي الدّين لأَنا مَتى قبلنَا خبر مُدَلّس لم يبين السماع فِيهِ وَإِن كَانَ ثِقَة لزمنا قبُول المقاطيع والمراسيل كلهَا لِأَنَّهُ لَا يدرى لَعَلَّ هَذَا المدلس دلّس هَذَا الْخَبَر عَن ضَعِيف يهي الْخَبَر بِذكرِهِ إِذا عرف اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون المدلس يعلم أَنه مَا دلّس قطّ إِلَّا عَن ثِقَة فَإِذا كَانَ كَذَلِك قبلت رِوَايَته وَإِن لم يبين السماع وَهَذَا شَيْء لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَحده فَإِنَّهُ كَانَ يُدَلس وَلَا يُدَلس إِلَّا عَن ثِقَة متقن وَلَا يكَاد يُوجد لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة خبر دلّس فِيهِ إِلَّا وجد ذَلِك الْخَبَر بِعَيْنِه قد بَين سَمَاعه فِيهِ عَن ثِقَة فَالْحكم فِي قبُول رِوَايَته لهَذِهِ الْعلَّة وَإِن لم يبين السماع فِيهَا كَالْحكمِ فِي رِوَايَة ابْن عَبَّاس إِذا روى عَن النَّبِي صلى اله عَلَيْهِ وَسلم مَا لم يسمع مِنْهُ انْتهى مَا قَالَه أَبُو حَاتِم

فَهَذِهِ الْأَمْثِلَة الَّتِي أتيت بهَا أَيهَا الإِمَام كلهَا جزئيات وَالْحكم على

ص: 151

الكليات بِحكم الجزئيات لَا يطرد فقد يكون لكل حَدِيث حَدِيث حكم يَخُصُّهُ فَيطلع فِيهِ على مَا يفهم اللِّقَاء أَو السماع ويثير ظنا خَاصّا فِي صِحَة ذَلِك الحَدِيث فيصحح اعْتِمَادًا على ذَلِك لَا من مُجَرّد العنعنة

وَمثل هَذَا أَيهَا الإِمَام لَا تقدر على إِنْكَاره وَقد فعلت فِي كتابك مثله من رعي الِاعْتِبَار بالمتابعات والشواهد وَذَلِكَ مَشْهُور عِنْد أهل الصَّنْعَة فيتبعون ويستشهدون بِمن لَا يحْتَمل انْفِرَاده وَمثل ذَلِك لَا يُنكر فِي الْفِقْه وأصوله

وَقد فعلت أَنْت أَيهَا الإِمَام مَا هُوَ أَشد من ذَلِك فِي كتابك الْمسند الصَّحِيح حَيْثُ أدخلت فِيهِ أَسْبَاط بن نصر وقطن بن نسير وَأحمد ابْن عِيسَى الْمصْرِيّ فَاعْترضَ فعلك أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَأنكر عَلَيْك فاعتذرت حِين بلغك إِنْكَاره فِيمَا ذكره الْحَافِظ الثِّقَة الإِمَام أَبُو بكر البرقاني عَن الْحُسَيْن بن يَعْقُوب الْفَقِيه قَالَ نَا أَحْمد بن طَاهِر الميانجي نَا أَبُو عُثْمَان سعيد بن عَمْرو قَالَ شهِدت أَبَا زرْعَة الرَّازِيّ وَذكر قصَّة فِيهَا طول اختصرتها قَالَ فِيهَا وَأَتَاهُ ذَات يَوْم رجل بِكِتَاب الصَّحِيح لمُسلم فَجعل ينظر فِيهِ فَإِذا حَدِيث عَن أَسْبَاط بن نصر فَقَالَ لي أَبُو زرْعَة مَا أبعد هَذَا من الصَّحِيح يدْخل فِي كِتَابه أَسْبَاط بن نصر

ثمَّ رأى فِي الْكتاب قطن بن نسير فَقَالَ لي وَهَذَا أَطَم من الأول

ص: 152

قطن بن نسير وصل أَحَادِيث عَن ثَابت جعلهَا عَن أنس

ثمَّ نظر فَقَالَ يروي عَن أَحْمد بن عِيسَى الْمصْرِيّ فِي كِتَابه الصَّحِيح قَالَ لي أَبُو زرْعَة مَا رَأَيْت أهل مصر يَشكونَ فِي أَن أَحْمد بن عِيسَى وَأَشَارَ أَبُو زرْعَة إِلَى لِسَانه كَأَنَّهُ يَقُول الْكَذِب

ثمَّ قَالَ لي يحدث عَن هَؤُلَاءِ وَيتْرك مُحَمَّد بن عجلَان ونظراءه

قَالَ فَلَمَّا رجعت إِلَى نيسابور فِي الْمرة الثَّانِيَة ذكرت لمُسلم بن الْحجَّاج إِنْكَار أبي زرْعَة عَلَيْهِ ذَلِك فَقَالَ لي مُسلم إِنَّمَا قلت صَحِيح وَإِنَّمَا أدخلت من حَدِيث أَسْبَاط بن نصر وقطن وَأحمد مَا قد رَوَاهُ الثِّقَات عَن شيوخهم إِلَّا أَنه رُبمَا وَقع إِلَيّ عَنْهُم بارتفاع وَيكون عِنْدِي من رِوَايَة أوثق مِنْهُم بنزول فأقتصر على أولائك وأصل الحَدِيث مَعْرُوف من رِوَايَة الثِّقَات

انْتهى مَا أوردنا من الْحِكَايَة وَبَعضهَا مَنْقُول بِالْمَعْنَى ذكرهَا عَن البرقاني الْحَافِظ المتقن أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأونبي فِي كتاب الْمُنْتَقى لَهُ وقرأت ذَلِك بِخَطِّهِ وَضبط قَوْله إِنَّمَا قلت صَحِيح بِضَم التَّاء على التَّكَلُّم وَكتب إِنَّمَا مُتَّصِلَة على أَنَّهَا الحصرية فَإِن صَحَّ هَذَا الضَّبْط فَيكون مَعْنَاهُ إِنَّمَا قلت صَحِيح أَي صَحِيح عِنْدِي وَلم أقل من هَذَا الطَّرِيق فَيكون فِي الْكَلَام حذف

وَهَذَا الْمَعْنى عِنْدِي فِيهِ بعد وَالْأَقْرَب فِيمَا أرَاهُ إِن مَا قلت صَحِيح

ص: 153