الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جاء هذا في رواية ابن سعد عن الواقدي عن أشياخه، كما تقدم في الأمر الخامس من أمور الفريق الأول.
وفي "مصنف ابن أبي شيبة" عن أبي أسامة قال: فحدثني أبو مكين عن عكرمة قال: "فأطلقهم من السماء، فلما جعلهم الله كعصف مأكول أرسل الله غيثًا، فسال بهم حتى ذهب بهم إلى البحر".
[ص 32]
الأمور التي لخصها من الأشعار:
1 -
"ذكروا الطير، وحصب الحجارة معًا، لكنهم لم ينسبوا الحصب إليهم". كذا والمراد: إليها، أي إلى الطير.
ومن الأشعار التي ذكرها المعلِّم واستنبط منها هذه الأمور أبيات لأبي قيس بن الأسلت، وليس فيها تصريح بالطير، وإنما فيها الحاصب، وهو قوله:
فأرسل من فوقهم حاصبًا
…
يلفُّهمُ مثلَ لفِّ القَزَمْ
هكذا في السيرة
(1)
، وسياق الأبيات يشهد لذلك بالصحة، والضمير المستتر في "أرسل" يعود على الله عز وجل.
وذكر المعلِّم هذا البيت بلفظ: "فأُرسل من ربهم حاصبٌ
…
"
(2)
وذكر أبياتًا أخرى له، وليس فيها تصريح بالطير، وإنما فيها:
فلما أجازوا بطنَ نعمان ردَّهم
…
جنودُ الإله بين سافٍ وحاصب
(1)
سيرة ابن هشام بهامش الروض الأنف. [المؤلف]. ط السقا (1/ 58).
(2)
كذا في كتاب الحيوان ط الحميدية التي اعتمد عليها المعلِّم رحمه الله.
وذكر أبيات نفيل، وفيها:
حمدتُ الله إذ عاينتُ طيرًا
…
وحَصْبَ حجارةٍ تُلقَى علينا
وقد تقدم في الأمر الأول والثاني من أمور الفريق الثاني أن الذي في السيرة وأكثر الكتب: "وخفت حجارة".
2 -
"بل نسبوه إلى سافٍ وحاصبٍ".
إنما جاء في قول أبي قيس: "بين سافٍ وحاصب"، وقوله:"فأرسل من فوقهم حاصبًا"، وقد مرَّ.
فأما قول نفيل: "وحصب حجارة"، [ص 33] فالرواية:"وخفت حجارة"، كما مرّ
(1)
.
قال: "والحاصب يستعمل للهواء والريح الشديدة التي ترمي بالحصباء
…
وفي حديث علي رضي الله عنه قال للخوارج: أصابكم حاصب. وقال أهل اللغة في تفسيره: أي عذاب من الله، وأصله: رُميتم بالحصباء من السماء".
قال عبد الرحمن: لا خلاف بين أهل اللغة أن لفظ: "حاصب" اسم فاعل من حصبه: أي رماه بالحصباء. فيحمل في بيتي أبي قيس على الطير، لأنها جند من جنود الله حصب أصحاب الفيل، فهو حاصب. ولا يمكن حمله على الريح، فإن قوله:"جنود الإله بين سافٍ وحاصب" ذكر فيها جندين: أحدهما سافٍ، وهو الريح، وآخر حاصب، فهو غير الريح؛ إذ لو
(1)
انظر تعليقنا في (ص 40).