المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول: التعريف بالمؤلف - العرش للذهبي - جـ ١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌القسم الأول: الدراسة الموضعية

- ‌الباب الأول: أقوال الناس في أسماء الله وصفاته

- ‌الفصل الأول: معتقد أهل السنة والجماعة

- ‌المبحث الأول: التعريف بأهل السنة والجماعة

- ‌المبحث الثاني: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته

- ‌الفصل الثاني: أقوال المعطلة في أسماء الله وصفاته

- ‌المبحث الأول: التعريف بالمعطلة

- ‌المبحث الثاني: درجات تعطيلهم

- ‌الفصل الثالث: أقوال المشبهة في أسماء الله وصفاته

- ‌المبحث الأول: التعريف بالتمثيل والتشبيه

- ‌المبحث الثاني: التعريف بالتشبيه

- ‌الباب الثاني: الأقوال في صفتي العلو والإستواء

- ‌الفصل الأول: الأقوال في صفة العلو

- ‌المبحث الأول: قول أهل السنة والجماعة ومن وافقهم

- ‌المبحث الثاني: أقوال المخالفين

- ‌الفصل الثاني: الأقوال في صفة الاستواء

- ‌المبحث الأول: مذهب السلف في الاستواء

- ‌المبحث الثاني: أقوال المخافين

- ‌الفصل الثالث: مسائل متعلقة بالعلو والإستواء

- ‌المبحث الأول: خلو العرش حال النزول

- ‌المبحث الثاني: مسائل الحد والمماسة

- ‌الباب الثالث: العرش وما يتعلق به

- ‌الفصل الأول: تعريف العرش

- ‌المبحث الأول: المعنى اللغوي لكلمة العرش

- ‌المبحث الثاني: المذاهب في تعريف العرش

- ‌الفصل الثاني: الأدلة على إثبات العرش من الكتاب والسنة

- ‌المبحث الأول: الأدلة القرآنية على إثبات العرش

- ‌المبحث الثاني: الأدلة من السنة على إثبات العرش

- ‌الفصل الثالث: صفة العرش وخصائصه

- ‌المبحث الأول: خلق العرش وهيئته

- ‌المبحث الثاني: مكان العرش

- ‌المبحث الثالث: خصائص العرش

- ‌الفصل الرابع: الكلام على حملة العرش والكرسي

- ‌المبحث الأول: الكلام على حملة العرش

- ‌المبحث الثاني: الكلام على الكرسي

- ‌القسم الثاني: التعريف بالمؤلف والكتاب

- ‌الفصل الأول: التعريف بالمؤلف

- ‌الفصل الثاني: التعريف بالكتاب

الفصل: ‌الفصل الأول: التعريف بالمؤلف

‌القسم الثاني: التعريف بالمؤلف والكتاب

‌الفصل الأول: التعريف بالمؤلف

الفصل الأول: التعريف بالمؤلف

أولاً: اسمه وكنيته1

هو الشيخ الإمام الحافظ الكبير، مؤرخ الإسلام، شيخ المحدثين،

1 من مصادر ترجمته: الوافي بالوفيات للصفدي (2/163) .البداية لابن كثير (14/225) .شذرات الذهب لابن العماد (6/153) .طبقات الحفاظ للسيوطي (ص517) .طبقات الشافعية الكبرى (9/100، ترجمة رقم 1306) .الدرر الكامنة لابن حجر (3/426) .البدر الطالع للشوكاني (2/110) .غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (2/71) .النجوم االزاهرة (10/182) .نكت الهميان للصفدي (ص241) .ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني (ص34، 347) .الرد الوافر لابن ناصر الدين (ص31-32) .رونق الألفاظ لسبط ابن حجر (ق180) .مقدمة سير أعلام النبلاء لبشار عواد (1/7-146) .الذهبي ومنهجه في كتابه التاريخ لبشار عواد.

طبقات الشافعية للأسنوي (1/558، ترجمة رقم 514) .الدارس في أخبار المدارس (1/78) .وفيات الأعيان (2/370، ترجمة رقم 391) .الدليل الشافي على المنهل الصافي (2/591، ترجمة رقم 2029) .هدية العارفين (8/289) .الأعلام (6/222) .معجم المؤلفين (8/289) .

ص: 361

محدث العصر، وخاتمة الحفاظ، شمس الدين، أبو عبد الله، محمد بن أحمد ابن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي، الشافعي، المقرئ.

ثانياً: أصله

يرجع الذهبي إلى أصول تركمانية، فقد قال الذهبي عن جد أبيه قايماز: "قايماز ابن الشيخ عبد الله التركماني الفارقي، جد أبي

"1 وكذا قال في جده عثمان2.

فهو من أسرة تركمانية الأصل، سكنت مدينة مَيَّافارقين من أشهر مدن ديار بكر3.

ويرجع في ولائه4 إلى بني تميم، فقد ذكر بشار عواد في ترجمته للذهبي أن الذهبي كتب بخطه على طرة المجلد التاسع عشر من "تاريخ

1 أهل المائة فصاعداً للذهبي (ص137) .

2 معجم الشيوخ (1/436، ت رقم 495)

3 معجم البلدان (4/703) .

4 الولاء على ثلاثة أقسام:

أ- ولاء عتق: وهو الغالب بحيث ينسب إلى من أعتقه.

ب- ولاء إسلام: وذلك بأن يسلم العجمي على يد العربي.

ج- ولاء حلف: وذلك بأن يكون الشخص حليفاً لقبيلة فينسب إليها.

انظر المنهل الراوي من تقريب النواوي (ص199-200) .

ص: 362

رابعاً: مولده:

ولد في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وستمائة1.

وذكر ابن حجر أن مولده في الثالث من الشهر المذكور2.

وكان مولده في مدينة دمشق3.

خامساً: أسرته

عاش الذهبي في أجواء أسرة متدينة متعلمة ميسورة الحال، الأمر الذي ساعده على التحصيل العلمي منذ نعومة أظفاره.

فمن جهة والده، كان والده شهاب الدين أحمد بن عثمان قد طلب العلم، وسمع الصحيح من المقداد القيسي سنة (666هـ) ، وقد ترجم له الذهبي في معجم شيوخه4، وقد توفي والده سنة (697هـ) .

1 انظر: طبقات القراء (ص459) .والوافي بالوفيات (2/164) .ونكت الهميان (ص242) .ذيل تذكرة الحفاظ (34/348) .طبقات الحفاظ للسيوطي (ص518، ت رقم 1146) .شذرات الذهب (6/154) .

2 الدرر الكامنة (3/426) .

3 ذيل تذكرة الحفاظ (34) .

4 معجم شيوخ الذهبي (1/75، ت رقم 60) .

ص: 364

وكذلك استفاد الذهبي من عمته ست الأهل بنت عثمان بن قايماز، وهي أمه من الرضاعة، وكان قد أجاز لها ابن أبي اليسر، وجمال الدين بن مالك، وزهير بن عمر الزرعي، وجماعة. وسمعت من عمر بن القواس وغيره.

فروى الذهبي عنها، وكانت وفاتها سنة (729هـ)1.

ولكن لم تكن أسرة والده عريقة في العلم مشهورة به، فجد الذهبي عثمان ابن قايماز يقول عنه الذهبي:"رجل أُمِّيٌّ" وكان نجاراً، وقد توفي سنة (683هـ) ، وقد ترجم له الذهبي في معجم الشيوخ2.

وكذلك جد أبيه قايماز بن عبد الله، فلم يذكر الذهبي أن له اشتغالاً بالعلم، وذكر أنه توفي عن مائة وتسع سنين، وقد عُمِّرَ وأضر بآخره، وكانت وفاته سنة إحدى وستين وستمائة3.

وأما من جهة والدته: فإنها ابنة علم الدين، أبو بكر سنجر بن عبد الله الموصلي، قال عنه الذهبي:"كان خيراً، عاقلاً، مديراً للمناشير بديوان الجيش، مات سنة (680هـ") 4.

1 المصدر السابق (1/284-285، ت رقم 311) .

2 المصدر السابق (1/436، ت رقم 495) .

3 أهل المائة فصاعداً (ص137) .معجم الشيوخ (1/436) .

4 معجم الشيوخ (1/275-276، ت رقم305) .

ص: 365

وقد أفاد الذهبي من خاله علي بن سنجر بن عبد الله الموصلي، وقال في ترجمته:"الحاج المبارك، أبو إسماعيل -خالي-، مولده في سنة ثمان وخمسين وستمائة، وسمع بإفادة مؤدبه ابن الخباز من أبي بكر الأنماطي، وبهاء الدين أيوب الحنفي، وست العرب الكندية. وسمع معي ببعلبك من التاج عبد الخالق وجماعة، وكان ذا مروءَةٍ وكد على عياله، وخوف من الله. توفي في الثالث والعشرين من رمضان سنة ست وثلاثين وسبعمائة"1.

وفي محيط أسرته استفاد الذهبي من زوج خالته فاطمة، واسمه أحمد ابن عبد الغني بن عبد الكافي الأنصاري الذهبي، المعروف بابن الحرستاني، وقد سمع الحديث ورواه، وكان حافظاً للقرآن الكريم، كثير التلاوة له. توفي بمصر سنة (700هـ)2.

سادساً: نشأته في طلب العلم:

كانت أهم العوامل التي أثرت في التكوين العلمي للإمام الذهبي في بداية طلبه للعلم، أسرته وبلده.

أما أسرته، فهو كما أسلفنا من أسرة متدينة متعلمة، ميسورة الحال،

1 المصدر السابق (2/27-28، ت رقم529) .

2 المصدر السابق (1/68-69، ت رقم54) .

ص: 366

الأمر الذي ساعد -بعد توفيق الله تعالى- على دفع الذهبي إلى كتاتيب تعليم القرآن في صغره، والتفرغ بعد ذلك لطلب العلم وتحصيله من ريعان شبابه، بدلاً من الانشغال في تحصيل قوته وطلب رزقه. ولم يكن يكدر صفو هذه النعمة إلا امتناع والده عن السماح له بالرحلة في طلب العلم إلا في رحلات قصيرة لا تتجاوز أربعة أشهر، وذلك لخوفه عليه وشدة تعلقه به.

وقد عبر الذهبي عن تحسره لعدم الالتقاء ببعض الشيوخ لهذا المانع ومن ذلك قوله: "وكنت أتحسر على الرحلة إليه، وما أتجسر خوفاً من الوالد، فإنه كان يمنعني"1 وقال في موضع آخر: "ولم يكن الوالد يمكنني من السفر"2.

وأما العامل الثاني، فهو بلده دمشق التي كانت تجمع في ذلك العصر شموس العلم من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ المزي وغيرهما، فقد حظي الذهبي برفقة هؤلاء والإفادة منهم، وأضف إلى ذلك اشتهار دمشق في ذلك الحين بكبريات دور الحديث، كدار الحديث الظاهرية، ودار الحديث السكرية، ودار الحديث الأشرفية، وغيرها. فقد كانت دمشق في ذلك العصر مركز إشعاع علمي وخاصة في علوم الحديث،

1 معرفة القراء للذهبي (ص556) .

2 المصدر السابق (ص551) .

ص: 367

وخير شاهد على ذلك ما نراه بين أيدينا من مؤلفات وموسوعات علمية كتبت في تلك الحقبة الزمنية التي عاشها الذهبي.

وقد بدأ الذهبي بدايته العلمية بحفظ كتاب الله تعالى، وتعلم مبادىء القراءة والكتابة، وذلك على يد أحد المؤدبين، واسمه علاء الدين علي بن محمد الحلبي، المعروف بالبصبص، حيث أقام الذهبي في مَكْتَبِه أربعة أعوام1.

ثم انتقل الذهبي بعدها إلى الشيخ مسعود بن عبد الله الأغزازي، فلقنه جميع القرآن، ثم قرأ عليه نحو من أربعين ختمة2.

تلك هي بواكير دراسته، والتي تبعها بعد ذلك جلوسه في مجالس الشيوخ، وذلك ببلوغ سن الثامنة عشرة3، حيث تعتبر هذه السن عند الذهبي بداية مرحلة العناية بطلب العلم، وقد ركز في تلك المرحلة على علمين شريفين عظيمين هما:

علم القراءات وعلم الحديث، فلازم كبار علماء القراءات في عصره، حتى أصبح متقناً لهذا الفن وأصوله ومسائله، مما حذا بالشيخ محمد

1 معجم الشيوخ (2/52-53، ت رقم555) .

2 المصدر السابق (2/339-340، ت رقم 917) .

3 ذيل تذكرة الحفاظ للحسيني (ص34) .الدرر الكامنة (3/426) .تذكرة الحفاظ للسيوطي (517-518) .

ص: 368

ابن عبد العزيز الدمياطي -وهو من المقرئين المجودين- أن يتنازل له عن حلقته بالجامع الأموي، عقب مرض الشيخ، الذي توفي على إثره سنة (693هـ)1.

وإن كان الذهبي لم يستمر في ذلك المنصب إلا قرابة السنة بسبب انشغاله بالرحلة إلى طلب العلم2.

قال عنه السيوطي: "وتلا بالسبع وأذعن له الناس"3.

وأما علم الحديث، فقد كان له النصيب الأوفر عند الذهبي، حيث اعتنى به العناية الفائقة حتى أصبح هذا العلم هو شغله الشاغل طيلة حياته، فقد سمع الذهبي مئات الكتب والأجزاء الحديثية، ولعل نظرة في معجم شيوخه (المعجم الكبير) تبرهن لك على سعة اطلاعه وغزارة تحصيله في هذا الجانب، فضلاً عن نتاجه الذي يشهد بتبوئه المنزلة العالية والمقام الرفيع بين مصاف أكابر هذا الفن.

قال عنه السيوطي: "وطلبَ الحديث وله ثماني عشرة سنة، فسمع الكثير، ورحل، وعني بهذا الشأن، وتعب فيه وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه"4.

1 معجم الشيوخ (2/218-219، ت رقم769) .

2 معرفة القراء (ص600) .

3 طبقات الحفاظ (ص518) .

4 تذكرة الحفاظ للسيوطي (ص518) .

ص: 369

ومع عناية الذهبي بعلمي القراءات والحديث في تلك المرحلة، إلا أنه لم يهمل علوم العربية والأدب والتاريخ، فقد عني بدراسة النحو، فسمع" الحاجبية " على شيخه موفق الدين أبي عبد الله محمد بن أبي العلاء- النصيبي المتوفى سنة (695هـ)1.

كما دَرَسَ على شيخ العربية، وإمام أهل الأدب في مصر آنذاك، الشيخ محمد بن إبراهيم بن النحاس الحلبي المتوفى سنة (698هـ)2.

"إضافة إلى سماعه لعدد كبير من مجاميع الشعر واللغة والأدب"3، وقد تعاطى الشعر، ونظم اليسير منه.

"واهتم بالكتب التاريخية، فسمع عدداً كبيراً منها على شيوخه، في المغازي، والسيرة، والتاريخ العام، ومعجمات الشيوخ والمشيخات، وكتب التراجم الأخرى"4.

وفي العموم فقد اعتنى الذهبي في فترة تحصيله بشتى العلوم الدينية مع ما تحتاجه تلك العلوم من علوم الآلة ونحوها من العلوم المساعدة مع أنه لم ينقطع عن التحصيل والسماع طوال حياته، يشهد لذلك معجمات شيوخه ومؤلفاته الموسوعية التي تؤكد دراسته لعدد ضخم من المؤلفات في

1 معجم الشيوخ (2/323-324، ت رقم895) .

2 المصدر السابق (2/136-137، ت رقم659) .

3 مقدمة سير أعلام النبلاء (1/32) .

4 المصدر السابق (1/32) .

ص: 370

العقيدة، والتفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ، واللغة، والأدب، وغيرها.

وقد انعكس هذا التحصيل الواسع على مؤلفاته التي تشهد له بسعة الإطلاع وغزارة الإنتاج مع القوة والتمكن في مختلف العلوم.

سابعاً: رحلاته:

مع ما أسلفنا من أن والد الذهبي كان يمنعه من السفر والرحلة في طلب العلم وهو في مقتبل شبابه، إلا أن ذلك المنع لم يكن بالكلية، فقد سمح له والده ببعض الرحلات القصيرة، تمكن من خلالها الالتقاء ببعض العلماء خارج محيط بلده دمشق، ومن بين تلك الرحلات التي قام بها أثناء حياة والده، رحلته إلى بعض المدن الشامية، ومنها: بعلبك، وحلب، وحمص، وحماة، وطرابلس، والكرك، والمعرة، وبصرى، ونابلس، والرملة، والقدس، وتبوك1.

لكن أبرز رحلاته في هذه الفترة كانت إلى مصر، التي زارها في الفترة من رجب إلى ذي القعدة من عام (695هـ) مروراً بفلسطين، وكان قد وعد والده أن لا يقيم في هذه الرحلة أكثر من أربعة أشهر2، وبسبب ذلك لم تطل فترة رحلته، ولكنه استفاد كثيراً حيث سمع من

1 انظر مقدمة سير أعلام النبلاء (1/26) .

2 معرفة القراء (ص558) .

ص: 371

شيوخها وكبار علمائها.

وفي سنة (698هـ) أي بُعيد وفاة والده، رحل الذهبي للحج وسمع بمكة، وعرفة، ومنى، والمدينة من مجموعة من الشيوخ1.

كما كانت له بعض الرحلات في تلك الفترة انحصرت في محيط البلاد الشامية.

قال عنه ابن الصفدي: "وارتحل وسمع بدمشق، وبلعبك، وحمص، وحماة، وحلب، وطرابلس، ونابلس، والرملة، وبِلبِس، والقاهرة، والأسكندرية، والحجاز، والقدس، وغير ذلك"2.

ثامناً: شيوخه:

ذكر الصفدي أن عدد شيوخ الذهبي وصل إلى ألف وثلاثمائة شيخ3.

وقد حرص الذهبي على تدوين أسماء شيوخه الذين استفاد منهم عن طريق السماع أو الإجازة، فكتب معجم الشيوخ الكبير، والأوسط،

1 مقدمة سير أعلام النبلاء (1/31) .

2 نكت الهميان (ص242) .وانظر شذرات الذهب (6/154-155) .وذيل تذكرة الحفاظ (ص34) .

3 انظر نكت الهميان (ص243) .

ص: 372

والصغير (اللطيف)1.

وقد طبع معجم الشيوخ الكبير بتحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة.

وقال الذهبي في مقدمته: "أما بعد فهذا معجم العبد المسكين محمد ابن أحمد بن عثمان" إلى أن قال: "يشتمل على ذكر من لقيته أو كتب إلي بالإجازة في الصغر، وعلى كثير من المجيزين لي في الكبر ولم استوعبهم، وربما أجاز لي الرجل ولم أشعر به، بخلاف ما سمعته منه فإني أعرفه"2.

ولسنا بصدد ذكر الجم الغفير من شيوخ الذهبي، ولكن نشير إلى أن الذهبي حظي برفقة ثلاثة من مشاهير عصره الذين طبّقت سمعتهم الآفاق وهم:

1ـ شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (661هـ-728هـ) .

2ـ العلامة الحافظ جمال الدين يوسف بن عبد الرحمن المزي (654هـ-

1 توجد له نسخة في (الظاهرية: مجموع:12) .

2 معجم الشيوخ الكبير (1/12) ، وقد ذكر محقق الكتاب أن مجموع ما اشتمل عليه الكتاب من التراجم (1042) حسب نسخة دار الكتب المصرية، وأما نسخة استنبول فقد احتوت على (1278) ترجمة.

ص: 373

742هـ) .

3ـ العلامة الحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالي (665هـ-739هـ) .

وكان للذهبي مع هؤلاء الأعلام صحبة وملازمة، وكان الذهبي أصغر الجميع سناً، وكان أبو الحجاج المزي أكبرهم، وكان بعضهم يقرأ على بعض، فهم شيوخ وأقران في الوقت ذاته، يجمعهم التمسك بعقيدة السلف الصالح والرغبة في تعلمها ونشرها والدفاع عنها، وحبهم لعلم الحديث والاشتغال به وحرصهم على اتِّباع آثار السلف الصالح.

وقد تركت تلك الصحبة آثارها القوية على شخصية الذهبي وتكوينه العلمي، ويظهر ذلك جلياً في كتاباته.

وقد ساعد على تكوين الذهبي لتلك العلاقة والصلة الوثيقة بهؤلاء الأعلام - مع أن فارق السن كان بينه وبين المزي تسع عشرة سنة، وبينه وبين ابن تيمية اثنتا عشرة سنة - ما حباه الله به من الذكاء وقوة الحافظة، الأمر الذي ساعده على ملازمة هؤلاء الأعلام ومجاراتهم مع ما تميزوا به من علم واسع، وذكاء مفرط.

وقد أثنى الذهبي الثناء العطر على هؤلاء الأعلام وامتدحهم في كتاباته، واعترف لهم بالفضل والجميل1.

1 انظر معجم الشيوخ (1/56-57) و (2/115-117) و (2/389-390) .

ص: 374

تاسعاً: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

تصدر الذهبي مرتبة الإمامة في عدد من العلوم، فهو إمام في علم القراءات، وإمام في علوم الحديث، وإمام في علم التاريخ.

أما في علم القراءات:

فقد قال عنه ابن ناصر الدين المتوفي سنة (842هـ) : "كان إماماً في القراءات"1.

وقال ابن الجزري: "الأستاذ، الثقة الكبير"2.

وقد اعتنى الذهبي بهذا الفن في مرحلة مبكرة من حياته. ومن مؤلفاته في ذالك، كتاب "التلويحات في علم القراءات"، وكتاب "معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار" إلا أنه مع إتقانه لهذا الفن لكنه لم يتفرغ له كما ذكر ذلك ابن الجزري3، ولعل ذلك بسبب انشغاله بعلوم الحديث.

أما في علوم الحديث:

فقد تفانى الذهبي في خدمة علوم الحديث، وأكثر من التصنيف فيها، ولقيت مؤلفاته القبول عند الناس، فهذا ابن حجر يقول: "ورغب الناس

1 الرد الوافر (ص31) .

2 انظر غاية النهاية في طبقات القراء (2/71) .

3 المصدر السابق.

ص: 375

في تواليفه، ورحلوا إليه بسببها، وتداولوها قراءة ونسخاً وسماعاً"1 ولا غرابة في ذلك فالإمام الذهبي بلغ منزلة عالية ودرجة رفيعة بسبب ما حباه الله من صفات وخصائص علمية تميز بها.

واسمع إلى وصف بعض تلاميذه له -وهو صلاح الدين الصفدي- حيث قال: "محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ، أبو عبد الله الذهبي، حافظ لا يجارَى، ولافظ لا يبارى، أتقن الحديث ورجاله، ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس، وأزال الإبهام في تواريخهم والإلباس، مع ذهن يتوقد ذكاؤه، ويصح إلى الذهب نسبته وانتماؤه، جمع الكثير، ونفع الجم الغفير، وأكثر من التصنيف ووفر بالاختصار مؤونة التطويل في التأليف". إلى أن قال: "ولم أجد عنده جمود المحدثين، ولا كوذنة - (أي بلادة) - النقلة، بل هو فقيه النظر، له دربة بأقوال الناس، ومذاهب أئمة السلف، وأرباب المقالات. وأعجبني ما يعانيه في تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثاً يورده حتى يبين ما فيه من ضعف متن، أو ظلام إسناد، أو طعن في رواةٍ، وهذا لم أر غيره يعاني هذه الفائدة فيما يورده"2.

وإمامة الذهبي في هذا الشأن لا يختلف فيها اثنان، ولذلك قال

1 الدرر الكامنة (3/427) .

ص: 376

السيوطي: "إن المحدثين الآن عيال في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر"1.

وقال عنه التاج السبكي: "شيخنا وأستاذنا، محدث العصر، اشتمل عصرنا على أربعة من الحفاظ -وبينهم عموم وخصوص- المزي، والبرزالي، والذهبي، والشيخ الوالد، لا خامس لهم في عصرنا، فأما أستاذنا أبو عبد الله فبصر لا نظير له وكنز، هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظاً، وذهب العصر معنى ولفظاً، وشيخ الجرح والتعديل، ورجل الرجال في كل سبيل، كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد فنظرها، ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها، وكان محط رحال المعنت، ومنتهى رغبات من تعنت، تعمل المطي إلى جواره، وتضرب البزل المهارى أكبادها فلا تبرح أو تبيد نحو داره، وهو الذي خَرَّجَنا في هذه الصناعة وأدخلنا في عداد الجماعة". إلى أن قال "وسمع منه الجم الكثير، ومازال يخدم هذا الفن حتى رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار وما تعب لسانه وقلمه، وضربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير لقبه الشمس إلا أنه لا يتقلص إذا نزل المطر، ولا يدبر إذا أقبلت الليال، وأقام بدمشق يُرحل إليه من سائر البلاد وتناديه السؤالات من كل ناد"2.

1 تذكرة الحفاظ للسيوطي (ص518) .

2 طبقات الشافعية (9/100) .وشذرات الذهب (6/153-155) .

ص: 377

وقال عنه البدر النابلسي: "كان علامة زمانه في الرجال وأحوالهم، حديد الفهم، ثاقب الذهن، وشهرته تغني عن الإطناب فيه"1.

وقال ابن حجر: "ومهر في فن الحديث، وجمع فيه المجاميع المفيدة والكثيرة"2.

ومن أشهر كتبه في هذا المجال "ميزان الاعتدال في نقد الرجال".

وأما علم التاريخ والتراجم:

فالذهبي صاحب الموسوعات الكبار في هذا المجال، والتي أهمها "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام"، و"سير أعلام النبلاء"، و"العبر"، و"دول الإسلام"، و"تذكرة الحفاظ"، وغيرها كثير، وقد أظهر الذهبي في تلك المؤلفات براعة في العرض، ودقة في التحليل والنقد، مع غزارة في المعلومات، تشهد له بالذكاء والعبقرية وقوة الحافظة، لدرجة أن ابن حجر -مع فضله وجلالة قدره- شرب ماء زمزم سائلاً الله أن يصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ والفطنة3.

1 الدرر الكامنة (3/427) .

2 المصدر السابق (3/426) .

3 الإعلام للسخاوي (ص472) .

ص: 378

وقد عول الكتاب والعلماء على مؤلفاته، وأصبحت عمدة لهم فيما كتبوا وألفوا من بعده.

وقد عد الذهبي والمزي أكبر المؤرخين في القرن الثامن1.

عاشراً: عقيدته

عُرف الذهبي رحمه الله بمواقفه التي تدعو إلى التمسك بعقيدة السلف الصالح علماً واعتقاداً وعملاً ودعوة وتعليماً، ويظهر ذلك جلياً لمن اطلع على مصنفاته سواء ما يتعلق منها بمسائل الاعتقاد مثل كتاب "العلو"، وكتاب "العرش"، وكتاب "الأربعين في صفات رب العالمين"، ورسالة "التمسك بالسنن والتحذير من البدع وغيرها"، أو كتبه الأخرى في علوم الحديث وغيرها.

فقد سطر الذهبي بيراعه معتقد السلف وأثبته في تلك الكتب، ونافح ودافع عن عقيدة أهل السنة وأثنى على أهلها بما يستحقونه من الأوصاف، كما أبرز جهودهم العلمية والعملية في نشر السنة ونصرتها، وفي الوقت ذاته سلط قلمه على أهل البدع والأهواء، فما يمر على صاحب بدعة إلا ويشير إلى بدعته، ويبين وجه انحرافه، وقول أهل السنة فيه وفي بدعته، وإن كان في بعض الأحيان يوجد في كلامه بعض التساهل مع بعض

1 المصدر السابق (ص604) .

ص: 379

المبتدعة لكنه قليل ومحدود.

والحقيقة التي يجب الإشارة إليها والإشادة بها في هذا المقام، أن الذهبي قام رحمه الله على ثغرة عظيمة، هي علم الرجال والتراجم، فاعتنى بها واهتم بأمرها اهتماماً كبيراً، حتى أصبحت محور تفكيره وأساس كثير من كتبه، فقام بخدمة هذا الجانب خير قيام، وذلك وفق منهج أهل السنة والجماعة، على غرار ما فعل شيخه وصاحبه شيخ الإسلام ابن تيمية في خدمة مسائل الاعتقاد والرد على أصحاب المقالات، فكل من الإمامين قام على ثغرة، وقام بأكبر خدمة.

فقد شوه أصحاب البدع وأرباب المقالات حقائق التاريخ وسير العلماء بما دسوا فيها من الأكاذيب والأباطيل، كما فعلوا في مسائل الاعتقاد الأمر ذاته.

فتصدى الذهبي رحمه الله تعالى للجانب التاريخي فوضع الأمور في نصابها وأوضح بجلاء سير أعلام السنة على وجهها الصحيح وحلاها بأجمل الحلل وكساها أبهى العبارات.

وقام في الوقت ذاته بفضح أهل البدع والأهواء وكشف باطلهم، الأمر الذي أثار حفيظة أهل البدع والأهواء ونقمتهم على كتب الإمام الذهبي لما لها من ثقل ووزن في فنها، فهي تعد غصة في حلوق أهل الكلام والمتصوفة والرافضة ومن على شاكلتهم، لكونها كشفت عورات زعمائهم وأظهرت بطلان عقائدهم.

ص: 380

وكان الذهبي معروفاً في حياته بمواقفه الصلبة من العقائد المنحرفة وأهلها، كما اشتهر عنه صلته الوثيقة وموافقته لشيخ الإسلام ابن تيمية في نصرة السنة ومحاربة البدعة، الأمر الذي جعل الأشاعرة من الشافعية بدمشق يمانعون في توليه لمشيخة أكبر دار للحديث بدمشق حينذاك، وهي دار الحديث الأشرفية، التي شغرت مشيختها بعد وفاة رفيقه المزي سنة (742هـ) ، رغم ترشيح قاضي القضاة علي بن عبد الكافي السبكي أن يعين الذهبي لها، وكان السبب في رفضهم كون الذهبي ليس بأشعري1.

ومعلوم أن الصراع كان على أشده في ذلك الحين بدمشق بين أنصار المنهج السلفي وخصومهم من أهل الكلام والمتصوفة.

والكتاب الذي بين أيدينا يعطي صورة واضحة للمنهج الذي سار عليه الذهبي، فقد تبع طريقة أهل الحديث في تقرير المسائل والاستدلال عليها، فذكر معتقد أهل السنة في مسألة العلو واستدل لقولهم بنصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن سلك سبيلهم وسار على نهجهم، ناصراً بذلك قولهم وراداً على من خالفهم، كما سيأتي تفصيله. فرحم الله الذهبي وجزاه عن السنة وأهلها خير الجزاء. ولكن مع ذلك كله فاللذهبي بعض المواقف المخالفة في

1 انظر طبقات الشافعية للسبكي (6/170-171) .

ص: 381

المسائل المتعلقة بالقبور وتعظيمها لا يُقر عليها ولا يُوافق1.

الحادى عشر: مؤلفاته

أشتهر الذهبي بكثرة التصنيف2 حتى قال عنه ابن حجر: "كان أكثر أهل عصره تصنيفاً"3.

وقد اجتهد الدكتور بشار عواد في جمع أسماء مؤلفات الذهبي في كتابه "الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام"، وقد بلغ مجموع ما سمى من مؤلفاته (215) مؤلفاً. ونظراً لكثرتها فإني أحيل القارئ إلى الكتاب المذكور إذا أراد الاستزادة في هذا الجانب.

وسأكتفي بذكر أسماء مؤلفاته في علم العقيدة فقط وهي على النحو التالي:

1ـ العلو للعلي الغفار.

وقد طبع عدة طبعات، وقام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني باختصاره.

2ـ كتاب العرش.

1 انظر ذلك على سبيل المثال معجم الشيوخ (1/73) .والسير (10/107، 4/484-485) .

2 نكت الهميان (ص241) .

3 الدرر الكامنة (3/426) .

ص: 382

وهو الكتاب الذي بين أيدينا

3ـ كتاب الأربعين في صفات رب العالمين.

ويتكون من أكثر من جزء، وتوجد له نسخة في الظاهرية تحتوي على الجزء الأول فقط، وقد قام الدكتور عبد القادر بن محمد عطا صوفي بتحقيق هذا الجزء، ونشرته مكتبة العلوم والحكم.

4ـ المنتقى من منهاج الاعتدال في نقض كلام أهل الرفض والاعتزال -مطبوع-.

وهو مختصر لكتاب "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية".

5ـ كتاب الكبائر.

وقد طبع عدة طبعات.

6ـ رسالة في الإمامة العظمى.

جاء في أولها "هذا كلام لخصته من كلام ابن حزم وغيره في الإمامة العظمى

".

ذكرها الدكتور رمضان ششن في كتابه نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا (2/22) ، وأشار إلى وجود نسخة لها في (رئيس الكتاب، رقم 1185/2، كتبت في القرن الثاني عشر، من 126/ب إلى 133/ب) .

ص: 383

وله نسخة مصورة في قسم المخطوطات بعمادة شئون المكتبات بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية برقم (9573/4) .

7ـ كتاب أحاديث الصفات.

ذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

وابن تغرى بردى في المنهل الصافي (ق70) .

وسبط ابن حجر في رونق الألفاظ (ق181) .

8ـ جزء في الشفاعة.

ذكره ابن تغرى بردى في المنهل الصافي (ق7) .

وابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

وسبط ابن حجر في رونق الألفاظ (ق181) .

9ـ صفة النار.

ذكره ابن تغرى بردى في المنهل الصافي (ق71) .

وابن العماد في شذرات الذهب (6/156) وأشار إلى أنه جزءان.

وسبط ابن حجر في رونق الألفاظ (ق181) .

10ـ مسألة الغيبة.

ذكره ابن تغرى بردى في المنهل الصافي (ق71) .

وابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

وسبط ابن حجر في رونق الألفاظ (ق180) .

11ـ كتاب رؤية الباري.

ص: 384

ذكره ابن تغرى بردى في المنهل الصافي (ق70) .

وذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

12ـ كتاب الموت وما بعده.

ذكره الصفدي في نكت الهميان (ص243) ، وفي الوافي (2/164)

وذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

وابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ (ق87) .

وابن تغرى بردى في المنهل الصافي (ق70) .

وسبط ابن حجر في رونق الألفاظ (2/180) .

والبغدادي في هدية العارفين (2/154) .

13ـ طرق حديث النزول.

ذكره الذهبي في كتاب العرش1، وفي كتاب العلو (ص73) ، وفي الأربعين (ص70) .

وذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

14ـ طرق أحاديث الصوت.

ذكره الذهبي في كتاب العرش2.

15ـ مسألة دوام النار.

1 انظر الفقرة رقم (72) .

2 انظر الفقرة رقم (81) .

ص: 385

ذكره الذهبي في السير (18/126) .

وذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

وابن تغرى بردى في المنهل الصافي (ق71) .

وسبط ابن حجر في رونق الألفاظ (ق180) .

16ـ كتاب التمسك بالسنن.

ذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

وقام بتحقيقه الدكتور محمد باكريم محمد باعبد الله، ونشر في مجلة الجامعة الإسلامية العدد (103) .

17ـ مختصر كتاب الزهد للبيهقي.

ذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

وذكر بشار عواد أن له نسخة في مكتبة عارف حكمت بالمدينة النبوية.

18ـ مختصر كتاب القدر للبيهقي.

ذكره الصفدي في نكت الهميان (ص243) .

وذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

19ـ مختصر كتاب البعث والنشور للبيهقي.

ذكر ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

20ـ كتاب الروع والإوجال في بقاء الدجال.

ذكره الصفدي في الوافي (2/164) ، وفي نكت الهميان (ص243)

ص: 386

والسبكي في الطبقات (9/105) .

والزركشي في عقود الجمان (ق79) .

وذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/156) .

وابن تغرى بردى في المنهل الصافي (ق70) .

وسبط ابن حجر في رونق الألفاظ (ق180) .

وحاجي خليفة في كشف الظنون (1/933) .

والبغدادي في هداية العارفين (2/154) .

21ـ مختصر الرد على ابن طاهر لابن المجد.

وهو في بيان مسألة السماع، رد فيه على من جوزه.

ذكره بشار عواد في كتابه الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام (ص240) .

22ـ كتاب تشبيه الخسيس بأهل الخميس.

وهو في بيان بدعة التشبه بالنصارى في أعيادهم.

والكتاب مطبوع بتحقيق علي حسن عبد الحميد، نشرته دار عمار بالأردن سنة (1408هـ) .

الثاني عشر: تلاميذه

تتلمذ على يد الذهبي المئات من التلاميذ، وقد قال عنه تلميذه

ص: 387

الحسيني: "وحمل عنه الكتاب والسنة خلائق"1.

وقال السبكي: "وسمع منه الجم الكثير"2.

ومن ينظر في كتب القرن الثامن يجدها زاخرة بمئات من التلاميذ الذين استفادوا من الذهبي ولعل من أشهر من استفاد وسمع منه من نظرائه:

1ـ الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير، المتوفى سنة (774هـ) صاحب كتاب "تفسير القرآن العظيم"، وكتاب "البداية والنهاية"3.

2ـ الحافظ زين الدين عبد الرحمن بن الحسن بن محمد السلامي البغدادي، الشهير بابن رجب الحنبلي، المتوفى سنة (795هـ)4.

ومن أشهر تلاميذه:

3ـ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، المتوفى سنة (764هـ) صاحب كتاب "الوافي بالوفيات".

4ـ شمس الدين أبو المحاسن، محمد بن علي بن الحسن الحسيني، الدمشقي، الشافعي، المتوفى سنة (765هـ) ، صاحب "ذيل تذكرة

1 ذيل تذكرة الحفاظ (ص36) .

2 انظر شذرات الذهب (6/154) .

3 المصدر السابق (6/231) .

4 الدرر الكامنة (2/321) .

ص: 388

الحفاظ".

5ـ تاج الدين أبو نصر، عبد الوهاب بن علي السبكي، المتوفى سنة (771هـ) صاحب "طبقات الشافعية الكبرى".

الثالث عشر: وفاته

توفي الذهبي رحمه الله تعالى قبل منتصف ليلة الاثنين، ثالث ذي القعدة، سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وكان قد بلغ من العمر حينذاك خمسة وسبعين عاماً وسبعة أشهر.

وكانت وفاته بدمشق، ودفن رحمه الله بمقبرة الباب الصغير، وحضر الصلاة عليه جملة من العلماء، وكان رحمه الله قد كف بصره قبل موته بسبع سنين. قال تلميذه الحسيني:"أضر في سنة إحدى وأربعين، ومات في ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق، ودفن في مقبرة الباب الصغير رحمه الله تعالى"1.

1 ذيل تذكرة الحفاظ (ص36) .

ص: 389