الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) (1).
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجُعِلَ رِزقي تحت ظلِّ رمحي، وجُعِلَ الذِّلُّ والصَّغارُ على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)) (2).
3 - اتباعه صلى الله عليه وسلم واتخاذه قدوة
في جميع الأمور والاقتداء بهديه، قال تعالى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (3)، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا} (4)،وقال تعالى:{وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (5) فيجب السير على هديه والتزام سنته والحذر من مخالفته، قال صلى الله عليه وسلم:((فمن رغب عن سنتي فليس مني)) (6).
4 - محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين
، قال الله
(1) أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم،برقم 7280.
(2)
أخرجه أحمد في المسند، 2/ 50، وأخرج بعضه البخاري معلقاً في كتاب الجهاد، باب ما قيل في الرماح، ص 560، ط بيت الأفكار الدولية، وأخرج الجزء الأخير منه أبو داود في كتاب اللباس، باب في لبس الشهرة، برقم 4031، وحسنه العلامة ابن باز رحمه الله.
(3)
سورة آل عمران، الآية:31.
(4)
سورة الأحزاب، الآية:21.
(5)
سورة الأعراف، الآية:158.
(6)
أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، برقم 5063،ومسلم في كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة، برقم 1401.
تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ الله وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ وَالله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (1)،وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)) (2). وقد ثبت في الحديث أن من ثواب محبته الاجتماع معه في الجنة وذلك عندما سأله رجل عن الساعة فقال: ((ما أعددت لها))؟ قال: يا رسول الله ما أعددت لها كبير صيام، ولا صلاة، ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله. قال:((فأنت مع من أحببت)) (3).قال أنس فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإنك مع من أحببت))،فأنا أحب الله ورسوله، وأبا بكر، وعمر. فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم (4).
ولما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك))، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الآن يا عمر)) (5)، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
(1) سورة التوبة، الآية:24.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان، برقم 15، ومسلم في كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والناس أجمعين، برقم 44.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب، برقم 3688، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، برقم 2639.
(4)
مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، برقم 2639/ 163.
(5)
أخرجه البخاري في كتاب الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 6632.
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المرء مع من أحب)) (1).
وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً)) (2).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسولُهُ أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)) (3).
ولا شك أن من وفَّقه الله تعالى لذلك ذاق طعم الإيمان ووجد حلاوته، فيستلذ الطاعة ويتحمل المشاق في رضى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه رضي به رسولاً، وأحبه، ومن أحبه من قلبه صدقاً أطاعه صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا قال القائل:
تعصي الإله وأنت تُُظهر حُبَّهُ
…
هذا لعمري في القياسِ بديعُ
لو كان حُبَّكَ صادقاً لأطعته
…
إن المحُبَّ لمن يُحبُّ مُطيعُ (4)
وعلامات محبته صلى الله عليه وسلم تظهر في الاقتداء به صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته، وامتثال
(1) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب، برقم 3688،ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب، برقم 2639.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً فهو مؤمن وإن ارتكب المعاصي الكبائر، برقم 34.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان، برقم 16، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان، برقم 43.
(4)
الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، 2/ 549، و 2/ 563.