الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عنهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة في الحبشة فيها تصاوير قال: ((إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة)) (1).
ومن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أنه عندما نزل به الموت قال: ((لَعْنَةُ الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)). قالت عائشة رضي الله عنها: يحذر ما صنعوا (2).
وقال قبل أن يموت بخمس: ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك)) (3).
3 - وحذّر صلى الله عليه وسلم أمته عن اتخاذ قبره وثناً يُعبد من دون الله
، ومن باب أولى غيره من الخلق، فقال:((اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) (4).
(1) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة الحبشة، برقم 3873،ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها، برقم 528.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب حدثنا أبو اليمان، برقم 435،و436،ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها، برقم 531.
(3)
أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، برقم 532.
(4)
الموطأ للإمام مالك، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة، 1/ 172، وهو عنده مرسل، ولفظ أحمد، 2/ 246:((اللهم لا تجعل قبري وثناً، ولعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، وأبو نعيم في الحلية 7/ 317، وانظر: فتح المجيد، ص150، ولفظ الإمام أحمد في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه، 12/ 314، برقم 7358:((اللهم لا تجعل قبري وثناً، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، وقال محققو المسند، 12/ 314:((إسناده قوي)). .
ولعن صلى الله عليه وسلم من اتخذ المساجد على القبور؛ لينفِّر عن هذا الفعل، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج)) (1).
ولم يترك صلى الله عليه وسلم باباً من أبواب الشرك التي تُوصل إليه إلا سدّه (2)،قال صلى الله عليه وسلم:((لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها)) (3).
وقد بيّن صلى الله عليه وسلم أن القبور ليست مواضع للصلاة، وأن من صلى عليه وسلم فستبلغه صلاته سواء كان بعيداً عن قبره أو قريباً، فلا حاجة لاتخاذ قبره عيداً:((لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)) (4).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلّغوني من أمتي السلام)) (5).
(1) أخرجه النسائي، كتاب الجنائز، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور، برقم 2041، وأبو داود، كتاب الجنائز، باب في زيارة النساء القبور، برقم 3236، والترمذي، كتاب الصلاة، باب كراهية أن يتخذ على القبر مسجداً، برقم 320،وابن ماجه في الجنائز، باب النهي عن زيارة النساء للقبور، برقم 1575،وأحمد، 1/ 229، 287، 324، و2/ 337، و3/ 442، 443، والحاكم، 1/ 374، وانظر ما نقله صاحب فتح المجيد في تصحيح الحديث عن ابن تيمية، ص276.
(2)
انظر: فتح المجيد، ص281.
(3)
أخرجه مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه، برقم 972.
(4)
أخرجه أبو داود في كتاب المناسك، باب زيارة القبور، برقم 2042بإسناد حسن، وأحمد،
2/ 357، وانظر: صحيح سنن أبي داود، 1/ 383.
(5)
أخرجه النسائي في السهو، باب السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 1280، وأحمد، 1/ 452، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 21، ص24، وسنده صحيح، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 410.